حزب الله.. سر الصمود وجنون إسرائيل
مراد راجح شلي
شنت إسرائيل، الاثنين، سلسلة غارات جوية جديدة على عدد من المناطق شرقه وغربه. هذه المرة كانت الغارات أكثر عنفاً ودموية.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 182 شهيدًا و727 جريحاً، أغلبهم من النساء والأطفال، في إحصائية ليست نهائية أعلنت مساء أمس الاثنين، لحظة كتابة هذا المقال.
يا إلهي، كم بتنا انطباعيين وانفعاليين وخبريين! فليست بهذه الطريقة تُكتب المقالات.
وكيف أمسينا موجوعين على أهلنا في لبنان وسادة المجاهدين (حزب الله).
– في البدء كانت إسرائيل شجرة الألتينتيرا الزاحفة حقدًا واستكبارًا واحتلالًا، التي اصطدمت في زحفها باتجاه الشمال بشجرة مقاومة أصلها ثابت وفرعها في السماء، عُرفت باسم (حزب الله).
حاولت الشجرة الزاحفة السامة تجاوز شجرة المقاومة العتيدة بشتى الطرق، لكنها لم تفلح أبداً.
حاولت قطعها، اجتثاثها، إغراءها، ابتزازها.
لم تنجح أبداً، أبداً.
– إنها ضريبة المقاومة يا لبنان الكرامة، تقدموها بناءً وأرواحًا في سبيل القضية. المقاومة كمشروع حياة في وجه آلة الموت الإسرائيلية.
حزب الله يقدم قادته وخيرة رجاله في سبيل موقفه الداعم لمظلومية أبناء غزة.
يعلم العالم أجمع كيف تكون التضحية…
يبعث من جديد في كل مرة كطائر الفينيق من رماد الأوجاع، أكثر قوة، وصلابة، وعنفوانًا.
– تصاعدت حدة سلسلة الهجمات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي. بدأت بهجوم غير مسبوق عبر انفجارات أجهزة تُعرف بـ “البيجر”، تلاها مباشرة، في اليوم الثاني، انفجارات أجهزة اتصالات لاسلكية.
بعدها، بثلاثة أيام، جاءت غارات جوية استهدفت قيادات عسكرية تابعة لحزب الله.
في العلوم العسكرية، ما حدث لحزب الله أشبه بالزلزال المدمر، لن يستطيع أي كيان تجاوزه بسرعة. لكن حزب الله فاجأ العالم بعد يومين فقط بهجوم زلزل الكيان المحتل.
حين رد على التصعيد الإسرائيلي بقصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا.
كذلك أعلن الحزب أنه استهدف قاعدة ومطار “رامات ديفيد” للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.
وهذا يعد تطوراً غير مسبوق في عملياته ضد إسرائيل؛ فهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق منذ بدء المواجهات مع إسرائيل في اليوم التالي لهجمات السابع من أكتوبر.
– إنها ضريبة المقاومة يا سادة المجاهدين، وأنتم تسجنون جثامين قاداتكم وأبطالكم، ولبنان تودع ضحايا غارات الأمس من أطفال ونساء. إنه قدر المقاومة: إما النصر وإما الشهادة، وهيهات منا الذلة.
– كيمنيين، نسطر لكم رسالة جماعية يا سادة المجاهدين:
سادة العطاء، سادة التضحية،
أسياد المواجهة وأنتم في الواجهة،
رأس حربة المقاومة وضوؤها المجيد،
فشمس المقاومة تشرق من صيدا.
نحن حدقات أعينكم إن مسها سوء،
ضوؤكم حين تسود الدنيا بكم،
فداكم الروح والجسد والدم والولد.
نحن ضياؤكم إذا كسفت شموسكم،
وقمراؤكم إذا خسفت أقماركم.
أهلكم إذا فقدتم الأهل،
آباؤكم وأبناؤكم،
شدتكم وعزوتكم،
ظهركم ومحزمكم،
ثأركم الذي تنتقمون به،
عُدَّتكم التي تحملكم،
صوتكم إذا غابت حناجركم،
وصواريخكم إذا نفدت ذخيرتكم.
أرواحنا لكم الفداء قولاً وعملاً، فنحن أمة سيد القول والفعل.