Herelllllan
herelllllan2

21 سبتمبر خلال 9 أعوام أكثر من 200 شهيد وجريح في جرائم حرب بحق المدنيين لغارات العدوان على اليمن

يمانيون – متابعات
في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر أيلول خلال الأعوام من 2015م – 2018م، استهدفت غارات العدوان السعودي الأمريكي، منازل وممتلكات المواطنين والأسواق والبنى التحتية والأعيان المدنية، في محافظات صعدة وحجة وتعز والحديدة، مرتكباً جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين.

أسفرت غارات العدوان عن 110 شهداء وأكثر من 100 جريح غالبيتهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ومضاعفة معاناتها، وخسائر مالية في تدمير المحال التجارية ونقص في الغذاء والدواء، ومشاهد مأساوية تكشف بشاعة وجرم العدوان بحق الشعب اليمني، وتواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، أمم الانتهاكات الصارخة للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وفي ما يلي أبرز جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

21 سبتمبر 2015.. 65 شهيداً وجريحاً في مجزرة مروعة لطيران العدوان على سوق شعبي ومدرسة بحجة:

في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، سوق الشغادر الشعبي في جريمة منفصلة، ومدرسة الحماطة بمحافظة حجة.

ففي مديرية الشغادر، أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب وإبادة جماعية ومجزرة وحشية بحق المتسوقين، استشهد خلالها 40 مدنياً وجرح 25 آخرين، بجروح متنوعة، وتدمير للممتلكات والمحلات والتجارية والسيارات ومحطة الوقود، في صورة تجسد واحدة من أبرز المآسي الإنسانية بحق الشعب اليمني الذي يندى لها جبين الإنسانية.

قبل الغارات كان السوق يزخر بالحياة، حيث كان المواطنون يتسوقون لشراء احتياجاتهم اليومية، فجأة تحول إلى مكان للموت والدماء، والدمار والبكاء والصراخ والجراح، والآلام والمعانة واليتم والترميل والفراق والوحشية، بل إلى قيامة صغرى وعذاب جماعي وتنكيل بالإنسانية في اليمن.

تنتشل الجثث المتفحمة وتجمع الأشلاء المقطعة ويسعف الجرحى، وترتوي الأرض والمحال بالماء المسفوكة وتتبخر أحلام المتسوقين وأهاليهم مع رائحة البارود والموت والدخان نحو السماء، ويبقى عدد من الجرحى والمفقودين تحت الركام لساعات يعيشون فاجعة ما كان لهم تخيلها يوماً في حياتهم.

أم تستقبل جثة أبناء وجثمان زوجها تقول: “يا الله صبرنا على فراقهم، لكن كيف نصبر على قتلهم بهذه الطريقة البشعة، طفلي كان يحلم بأن يصبح طبيباً، والآن هو شهيد، وزوجي الذي لم يكمل سداد ديونه بات اليوم شهيداً، أين العالم من هذا العدوان الغاشم، حرمونا من أطفالنا وأزواجنا، من يصرف علينا نحن بعد اليوم، لا شيء نفضل الموت على الحياة، الأرض لم تعد تقبلنا والعدو يحاول قتلنا ليل نهار”.

استهداف مدرسة الحماطة:

في نفس اليوم، استهدف طيران العدوان مدرسة الحماطة بمنطقة رقعي مديرية مستبأ، مما تسبب في دمار كبير بالمدرسة وترويع الطلاب والمعلمين والأهالي، تخيلوا أطفالاً كانوا يذهبون إلى المدرسة طلباً للعلم، فوجئوا بغارات جوية تستهدف مدرستهم، مما زرع الرعب والخوف في قلوبهم، وباتوا بدون مدرسة، كيف سيكون مستقبلهم، ومنهم من لا يزال في الصفوف الأولى ولم يستطع القراءة والكتابة بعد”.

يقول أحد الطلاب من فوق دمار المدرسة والمقاعد المكسرة والكتب المبعثرة: “العدوان الغاشم على المدارس يريد أن يروع الأطفال ويحرمهم من حقهم في التعليم، هل هذه الطاولات مخازن أسلحة ،هل هي صواريخ، هذه الكتب ليست قنابل ولا مدرعات، هذه مدرسة، أين العالم من هذا الإجرام والتدمير للشعب اليمني بكل مقوماته وبنيته التحتية، هذا حقد وجبن كبير على اليمن واليمنين”.

في ظل العدوان بات خروج الأطفال من عند أمهاتهم نحو المدرسة مغامرة محفوفة بالمخاطر، تخيلوا لحظة وداع الأم لطفلها وهو ذاهب إلى المدرسة، ولا تعلم أنها ستراه، حياً أو شهيداً، أو جريحاً على سرير المشفى، تخيلوا صراخ الأطفال وهم يفرون من المدرسة خوفاً على حياتهم، من الغارات كما حصل في مدارس صنعاء، وغيرها.

21 سبتمبر 2015.. 25 شهيداً وعشرات الجرحى في جرائم حرب لغارات العدوان على صنعاء:

وفي يوم 21 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، حي الحصبة السكني بمديرية الثورة، ومنزل المواطن أحمد الكحلاني والمحلات المجاورة له بمنطقة سعوان بمديرية شعوب، أسفرت عن 25 شهيداً وعشرات الجرحى، ودمار واسع في المنازل والممتلكات، ونزوح وتشريد عشرات الأسر ، وموجة من الحزن والخوف في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة المعانة.

مجزرة حي الحصبة:

ففي غارات العدوان على حي الحصبة، أسفرت عن جريمة حرب ومجزرة وحشية استشهد خلالها 25 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وجرح العشرات، وتدمير واسع للمنازل وتضرر عشرات المنازل والممتلكات والمحال التجارية المجاورة، وموجة نزوح واسعة.

هنا الدمار والخراب والدماء والأشلاء والموت والبارود والدخان ونيران والصراخ والبكاء، والهروب والاستنجاد والرعب في أحياء سكينة حولتها الغارات إلى مقبرة جماعية، وحرمت أهاليها من حقهم في العيش والمأوى، والنوم بهدوء، أمام غارات مدمرة وتفجيرات تزلزل المباني والجدران على رؤوس النائمين، والمرضى والمرعوبين.

مشاهد الجثث والجرحى وانتشالهم من تحت الأنقاض فظيعة ومروعة تدمي القلب وتجسد وحشية العدوان ومساعيه في إبادة الشعب اليمني وتدمير كل معالم الحياة على أرض يراد احتلالها ونهب ثرواتها.

يقول أحد الأهالي من فوق دمار منزله: “هذا ابني طفل شهيد وزوجتي شهيدة وبقية أسرتي مفقودين تحت الأنقاض، يا عالم ما ذنبنا، نائمون في منازلنا لا لنا ناقة ولا جمل، لماذا يقتلون المدنيين بهذه الوحشية، أين الأمم المتحدة، كنت جنب البيت وما دريت إلا بالغارات وأولادي تحت الصبيات ولا نزال نبحث عنهم، ومنازل جيراني دمرت”.

يقول مواطن آخر “هذا عدوان يهودي صهيوني لم يترك فرصة إلا واستغلها لقتل الأبرياء، منازل أيش فيها نساء وأطفال وكبار سن، ليست مخازن سلاح ولا منصات إطلاق صواريخ ولا قواعد عسكرية على شأن يستهدفونها، العالم اليوم مسؤول عن حمايتنا والتحرك لوقف العدوان على شعبنا”.

معاناة أحمد الكحلاني:

أما في منطقة سعوان، دمرت غارات العدوان منزل المواطن أحمد الكحلاني بالكامل، ما أسفر عن 12 جريحاً وتدمير المنزل وتضرر المحال التجارية المجاورة له، تخيلوا لحظة الرعب التي عاشها أحمد وعائلته عندما سمعوا صوت الانفجارات القوية تهز منزلهم، وهم لا يجدون مكاناً آمناً يختبئون فيه.

هذه الجرائم البشعة ليست مجرد أرقام، بل هي جرائم حرب لا تغتفر، وستظل محفورة في ذاكرة اليمنيين، وشاهداً على وحشيته وتواطؤ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومشاركة العالم الصامت في كل جريمة كهذه.

21 سبتمبر 2015.. 20 شهيداً وجريحاً بسوق جمعة بن فاضل وتدمير للمنازل بغارات العدوان على صعدة:

21 سبتمبر 2015م، يوم جديد من أيام الحزن والدمار، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي فيه، جرائم حرب جديدة بحق المدنيين الأبرياء في محافظة صعدة، مستهدفاً بشكل وحشي سوقاً شعبياً ومنازل سكنية في مديريتي حيدان ومجز، بعدد من الغارات، أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين وإصابة العشرات بجروح مختلفة، وتشريد عشرات العائلات من منازلهم، مما زاد من معاناة الشعب اليمني، في ظل عالم أصم وأبكم ومجتمع دولي وأمم متحدة شركاء في الجريمة وجواسيس للمجرم.

مجزرة سوق جمعة بن فاضل الشعبي:

في ما كان المواطنون باعة ومتسوقون في هذا السوق كل يبحث عن هدفه وذاك يدفع النقود وآخر يفاوض حول الأسعار، وهنا من بدأ في شد الرحال للعودة إلى أطفاله وعائلته محملاً بالهدايا ولاحتياجات الأساسية، ارتكب طيران العدوان مجزرة مروعة وجريمة حرب وإبادة جماعية، بسلسلة من الغارات الغادرة أسفرت عن استشهاد 10 مواطنين على الأقل وإصابة 10 آخرين بجروح مختلفة، وتحول السوق الذي كان يزخر بالحياة إلى مكان جريمة وحشية، حيث تناثرت أشلاء الشهداء ولطخت الدماء الأرض، والمواد الغذائية، واشتعلت النيران وبات الكثير تحت الدمار والخراب.

يقول أحد الجرحى: “سوقنا الذي كان يزخر بالحياة، تحول إلى مقبرة، وبات التسوق منذ بدء العدوان نوعاً من المجازفة، الغارات تستهدف التجمعات لتقتل أكبر وأكثر عدد من المدنيين، ما هذا الظلم، لا حل لشعبنا اليمني وأمتنا سوى الجهاد في سبيل الله”.

عادت الطائرة الحربية إلى مدرجها وعاد كبتنها إلى أطفاله وعائلته حاملاً لهم الهدايا والتحايا والقبل والحب، وعاد المتسوقون إلى أهاليهم وأطفالهم جثث هامدة وأشلاء مقطعة، ودماء مسفوكة وجرحى، يستقبلون بالبكاء والصراخ، فأي الفريقين يمكن أن يحرك مشاعر الإنسانية والضمير العالمي والمجتمع الدولي ليتحرك بدوره في وقف العدوان على اليمن؟

استهداف منازل المواطنين بمنطقة ضحيان:

في نفس اليوم، شن طيران العدوان سلسلة غارات جوية استهدفت منازل المواطنين في منطقة ضحيان بمديرية مجز، مما أسفر عن دمار واسع في الممتلكات وتشريد العشرات من العائلات، وفرار العديد من السكان من منازلهم خوفاً على حياتهم، تاركين وراءهم كل ما يملكون.

إن هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء في صعدة وغيرها من المحافظات اليمنية، هي دليل قاطع على وحشيته، وعدم اكتراثه بأرواح المدنيين.

ويعتبر استهداف الأسواق والمنازل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب مكتملة الأركان تستوجب المساءلة القانونية، وتحرك محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في هذه الجريمة ومثيلاتها، وتقديم مجرمي الحرب للعدالة لينالوا جزائهم الرادع.

وفي مشاهد مؤلمة ومعاناة لا توصف، هنا أهالي الشهداء يعيشون حالة من الصدمة والحزن، وهم يحاولون استيعاب فاجعة فقدان أحبائهم بطريقة بشعة، فيما يتلقى الجرحى العلاج في ظروف صعبة، ويعانون من آلام جسدية ونفسية عميقة، ويعيش النازحون والمشردون في مخيمات عشوائية، ويعانون من نقص في المياه النظيفة والغذاء والمأوى.

21 سبتمبر 2015.. غارات العدوان تدمر الأعيان المدنية في ميناء المخاء بتعز:

وفي يوم 21 سبتمبر ، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مباني ميناء المخاء، بعدد من الغارات المدمرة، أسفرت عن تدمير المباني والملحقات والمنشآت والأعيان المدنية، في جريمة حرب مكتملة الأركان.

لم يكتفِ العدوان باستهداف المنازل والمدارس والمستشفيات، بل تعدى إلى استهداف المرافق الحيوية التي تعتبر شريان الحياة للشعب اليمني، كالموانئ والمطارات، فباستهداف ميناء المخاء، يكون العدوان قد ضرب شريان الحياة للمدينة، حيث يعتمد عليها سكان المحافظة في الحصول على المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

يقول أحد موظفي الميناء: “بنايات فارغة ما فيها أي شيء يتم استهدافها عنوة وبشكل متعمد دون أي سبب، هذا العدوان الوحشي يهدف إلى تدمير البنية التحتية للشعب اليمني”.

هذا الاستهداف الممنهج للأعيان المدنية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعتبر جريمة حرب تستوجب المساءلة القانونية، فباستهداف ميناء المخاء، ارتكب العدوان جريمة إضافية إلى سجل جرائمه الطويلة، والتي تتضمن قتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وحصار المدن، وارتكاب أعمال تعذيب.

إن استهداف ميناء المخاء يؤكد مرة أخرى أن العدوان لا يهدف إلى تحقيق أي أهداف سياسية، بل يهدف إلى تدمير اليمن وشعبه، وتجويعه، وإخضاعه، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ونقص حاد في المواد الغذائية والدواء، مما زاد من معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن.

21 سبتمبر 2016.. 73 شهيداً وجريحاً بغارات عدوانية غادرة على مأتم حزين يهز الحديدة

في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر أيلول استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مجلس عزاء بمنطقة سوق الهنود في مديرية الحوق محافظة الحديدة، مرتكباً جريمة حرب بشعة وإبادة جماعية بحق الأطفال والنساء، والرجال، وجموع الضيوف والمكلومين، ومشهد مأساوي راح فيها 32 شهيداً و41 جريحاً، وتدمير للمنازل والمحال والجامع والممتلكات، وموجة من الخوف والرعب والحزب والتشرد والنزوح، ومضاعفة معاناة أسر الضحايا، وصورة تجسد طغيان العدوان وجرمه بحق الإنسانية في اليمن، وانتهاكه الصارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية والقانونية.

في ذلك اليوم الحزين كان الأهالي مجتمعين في مجلس المنطقة لتقديم العزاء لأحد أفراد مجتمعهم، وهم يرددون الأدعية والمدائح ويستذكرون فضائل الفقيد، ويواسون أهله وذويه، ويصبرونهم، فجأة، حلق طيران العدوان في سمائهم، وألقى حمم حقده صواريخ مدمرة وقنابل متفجرة دمرت المجلس وما حوله من المنازل، وحولت المشهد إلى جحيم، حيث تساقط الشهداء والجرحى وسط صرخات الرعب والبكاء، وبين النيران والدمار.

هرع أهالي المناطق المجاورة إلى المكان ولحق أهالي المعزين من خارجها بذويهم، وبدأ الجميع بانتشال الجثث ورصها واحدة تلو الأخرى، حي بالكامل تم تدميره، على رؤوس ساكنيه، واستمرت فرق الإنقاذ ساعات طويلة، أخذت معها بعض الجرحى الذين فقدوا الأمل وفارقوا الحياة تحت الدمار ودمائهم نازفة أو خوفاً من المشهد.

عائلة الفقيدة سارعت بها الغارات للحاق بها نحو السماء، وباتت من ضمن الشهداء والجرحى، كما هم المعزون لحقوا بالفقيدة شهداء، أطفال وأمهات وجيران وأنساب جمعهم العزاء، ورصدهم الطيران، ووحدتهم الجريمة ليكونوا صورة تجسد وحشية العدوان وجرمه بحق الإنسانية في اليمن.

زوج الفقيدة الجريح يقول من فوق سرير المستشفى: “أمس توفت زوجتي الله يرحمها، وجو عندنا الجيران والأهل والأنساب والأرحام معزيين في البيت وكان الجمع كبيراً، وفيما كنا نمدح وننشد وندعو الله لها بالمغفرة ضربنا طيران العدوان بشكل مباشر، واستشهدوا عدد من أطفالنا ونسائنا، ونسأل الله أن يرينا عجائب قدرته في العدوان المجرم”.

يقول أحد الناجين: “الغارة جت على المعزين وهم في خيمة طربال وتفجرت الصواريخ مباشرة على رؤوسهم، وعند سماعنا لصوت الطائرة خفنا وهرب منا من هرب، وبعدها ما شعرت بنفسي إلا بين الأنقاض، أين هو المجتمع الدولي يوقف العدوان على اليمن؟ ونقول للسعودية لعنة السماء والأرض عليكم، لماذا تقتلون النساء والأطفال بهذه الوحشية هذا هو الطغيان والفرعنة بعينها، مجلس عزاء ما عاد فيهم رحمة”.

مشاهد مروعة تلك التي شهدتها منطقة سوق الهنود في ذلك اليوم، حيث تناثرت أشلاء الضحايا، وتلطخت الأرض بالدماء، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات، ولكن الكثيرين فارقوا الحياة قبل وصولهم.

73 شهيداً وجريحاً ليست مجرد أرقام مجردة، بل هي قصص إنسانية مؤلمة، تشيب منها الرؤوس، ولكل شهيد قصة، ولكل جريح مأساة، إنها قصص عن أطفال فقدوا آباءهم، ونساء فقدن أزواجهن، وعائلات فقدت عائلها، وأحلام تبخرت وأمان تحطمت.

هذا الجريمة الوحشية، كغيرها من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان، بحق الشعب اليمني، طوال 9 أعوام متتالية، وما تسببت به من معاناة، ويظل سؤال ذوي الفطرة السوية كيف لأي إنسان أن يستهدف مجلس عزاء، ويقتل الأبرياء وهم يودعون أحد أحبائهم؟ إن هذه الجريمة البشعة لن تسقط بالتقادم، وستبقى محفورة في ذاكرة اليمنيين، وستشهد على وحشية العدوان.

21 سبتمبر 2017.. طيران العدوان يستهدف سيارة أحد المواطنين في باقم صعدة:

وفي مثل هذا اليوم 21 سبتمبر أيلول من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي سيارة أحد المواطنين بمديرية باقم الحدودية، بغارة وحشية عطلت حركة السير، وأخافت الأهالي والمسافرين والمارين وتسببت بتدمير السيارة، وتضرر ممتلكات المواطنين المجاورة.

السيارة المستهدفة التي كانت تنقل العائلة وتسعف المرضى، وتسوق المنتجات وتدخل المواد الغذائية حولتها الغارات إلى كومة من الحديد المحترق، والخردة غير المجدية لشيء، وحطمت معها أحلام وحقوق مالكها، وأهالي المنطقة الذين يستفيدون منها، ما ضاعف من معاناة الأهالي وأخافه المواطنين، ومنع التنقل والحركة تحت رصد الطيران وكثافة الغارات المتواصلة.

يقول مالك السيارة: “كان الطيران يحوم في سماء المنطقة فجنبت السيرة وهربت منها نحو المزارع ، فوقعت الغارة، وشاهدت السيارة تحترق أمام عيني بما كان عليها من مواد غذائية، ولكن الحمد الله على سلامة الأرواح، وهذا عدوان وحشي يتطلب تحركات أممية ودولية لوقفه عاجلاً ونفير عام نحو الجبهات لردعه ومواجهته”.

جريمة استهداف الأعيان المدنية واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني، وصورة تجسد إيغال العدو في البحث عن أي هدف يقتل فيه الأبرياء ويسفك دمائهم ويدمر ممتلكاتهم.

21 سبتمبر 2018.. استشهاد 3 نساء وجرح أخرى بغارات عدوانية على مران صعدة:

وفي يوم 21 سبتمبر أيلول من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، مزارع المواطنين بمنطقة مران مديرية حيدان، مرتكباً جريمة حرب بحق الإنسانية، أسفر عنها استشهاد 3 نساء وجرح أخرى، وتضرر عدد من المزارع والممتلكات، وإفزاع الأطفال والنساء، الآمنين، وموجة من المعاناة والماسي وفقد الأحبة والأهل.

غارات العدوان قطعت النساء إلى أشلاء، هنا قدم وساق وفي الجهة المقابلة ذراع وعلى رأس الشجرة باقي الجثة معلقة بين أشواك السدر، كما هي الجثث البقية تمزقت أشلاء وانتثرت في الهواء وتعود إلى المدرجات والمنحدرات وفوق الأشجار وبين الزروع.

الجريحة في حالة يرثى لها، لم تعد قادرة على نطق العبارات وتكتفي في حديثها بالإشارة والعبرات، هنا طفل يخرج من المنزل ليصل إلى مكان الغارة وينادي أمه لكنها لم تجب بعدما حولتها الغارة إلى إشلاء ممزقة، وهناك زوج يبحث عن زوجته، لكنه وصل مكان الغارات، ليجمعها قطعة قطعة، في كيس بلاستيكي، ولم تكتمل الأعضاء ، ليستمر في البحث عن كف من كفوف يديها الضائع بين الدمار.

مشاهد مأساوية خلفتها الغارات الوحشية، فعم الحزن والخوف وتصاعدت دعوات الشكاء مع الدخان والغبار نحو السماء.

يقول أحد المواطنين وهو يحمل أجزاء من جسد زوجته المقطعة بشظايا الغارات: “هذه زوجتي شهيدة كانت تجمع الحشائش من المزرعة لتعود بها إلى الأبقار والمواشي، فرصدها طيران العدوان واستهدفتها الغارات بشكل مباشر دون رحمة، أطفالي اليوم يتامى لا أم لهم ابنها الرضيع بعمر 8 أشهر فقد أمه دون ذنب، أهذه هي إعادة الشرعية أيها العالم؟ أين هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ أوقفوا العدوان على شعبنا اليمني، وتحملوا مسؤوليتكم القانونية في ملاحقة المجرمين، وتقديمهم للعدالة”.

جرائم العدوان في يوم 21 سبتمبر تكشف للعالم صورة الوجه الوحشي، ونبذة بسيطة من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، وتناشد المجتمع الدولي بأن يتحرك لوقف العدوان ورفع الحصار، ومحاسبة مجرمي الحرب والتحقيق في هذه الجرائم ومثيلاتها من قبل محكمة العدل والجنايات الدولية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com