لماذا نحتفلُ بالمولد النبوي الشريف؟
لم يبتدعِ اليمنيون الاحتفالَ بالمولد النبوي الشريف “على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله”، ولكن كانت جميع الفرق الإسلامية تحتفل به بنسب متفاوتة وبحسب الظروف، ومنذ أن ظهر المذهب الوهَّـابي تبنَّى تجريمَ وتحريم الاحتفال بالمولد، ولكنه لم يتمكّن من تعميم فكرته إلَّا في المناطق التي يسيطر عليها أَو ينتشر فيها، واستمرت الاحتفالاتُ في معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يغب الرسولُ الأكرم عن المشهد الديني ولكن عمل أعداءُ الأُمَّــة على تغييبه عن المشهد السياسي في العالم العربي والإسلامي، وبذلك أصبح تأثيره في الحياة العامة محدوداً، وانتشرت بين الشعوب الثقافة الغربية المنحرفة مقابل إزاحة الثقافة الإسلامية بما تحمله من قيم دينية وأخلاقية وإنسانية، وانجرَّ معظمُ المسلمين وراء الثقافة الغربية وبعضُهم تبنَّاها بقوة.
وبرغم أن أهل اليمن كانوا يحتفلون بالمولد النبوي الشريف إلَّا أن المسيرة القرآنية بقيادة الشهيد القائد حسين الحوثي، وسَّعت هذه الاحتفالات وأعادت إحياءَ حُبِّ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم وعلى آله- في نفوس اليمنيين الذين استعادوا نتيجة لذلك هُــوِيَّتهم الإيمَـانية.
الاحتفالات بالمولد الشريف ليست عبثية وإنما تهدف إلى أن تستعيد الأُمَّــة الإسلامية علاقتها برسول الله، وأن نستعيد فهم الدين وتعاليمه التي جاء بها القرآن الكريم بشكل صحيح؛ لأَنَّ القرآن وصل إلينا عن طريق الرسول “عليه وعلى آله الصلاة والسلام”، وَإذَا ضعفت علاقتنا بالرسول سوف تضعف علاقتنا بالقرآن الكريم فتضل الأُمَّــة ويسهل على العدوّ اختراقها، والاعتصام بحبل الله والارتباط بالرسول يحمي الأُمَّــة من مؤامرات الأعداء، ونحن في اليمن لمسنا ذلك في الواقع؛ فارتباطنا بالقرآن الكريم وبالرسول العظيم، ساعدنا في الوقوف أمام أعدائنا ومنحنا القوة لمواجهتهم والقدرة على أن نعد ما نستطيع من قوة لنصرة إخواننا في غزة والضفة، وخضنا في سبيل ذلك معركةً في البحر حقّقنا خلالها إنجازات خارقة ما زال العالم أمامها يقف بذهول.
وأهل اليمن على قناعة كاملة بأن الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ستستمر وتتوسع كُـلّ عام جديد، وبفضل ذلك سوف تتوحد الأُمَّــة الإسلامية وتعيد توجيه بُوصلتها نحو أعدائها الحقيقيين أمريكا والكيان الصهيوني وكلِّ من يؤيِّدُه أَو يدعمُه.