“روزفلت”.. خليفة “آيزنهاور” تفر رعباً دون المواجهة
في خبر غير عادي نقلته “اسوشيتد برس”، عن مسؤول أمريكي، فإن حاملة الطائرات الأمريكية ثيودر “روزفلت” التي كانت قد أُرسلت للنيابة عن” آيزنهاور” تعودُ أدراجها، تنسحبُ العملاقة – إلا في أعين اليمنيين- من المنطقة بعد فترة وجيزة من قدومها، في منتصف يوليو الماضي.
“آيزن” انسحبت تحت القصف فماذا عن “”روزفلت””
لم تهدأ بعد -على الأقل في الأوساط الغربية فضيحة” آيزنهاور”- المنسحبة بفعل ضربات القوات المسلّحة اليمنية، ليأتي خبر انسحاب “روزفلت” حتى قبل أن تدخل مسرح المواجهة البحرية ودون أن تشتبك مع اليمنيين!.
ومع أن “روزفلت” جاءت محل فراغ” آيزنهاور” لكنّها اكتفت بالبقاء بعيداً، نائيةً بنفسها عن أحداث البحر الساخنة، متناسية أنها جاءت لما يقول البنتاغون حماية “إسرائيل” وإعادة ملاحتها، وعلى العكس من ذلك شهد المسرح البحري أحداثاً أكثر سخونة “من الناحية النوعية” منه في فترة” آيزنهاور”؛ السفن الممنوعة من الإبحار لا تزال تلتف بعيداً أو تعود أو تضرب، والقوات اليمنية لم تعد تكتف بإرسال أسلحتها، بل ترسل عناصرها لتنفيذ قرارتت الحظر وتأديب السفنِ المنذَرة.
ولا شك أن ثيودر “روزفلت” شاهدت أدخنة “سونيون” وراقبت دون ردة فعلٍ فعلَ اليمنيين، لقد كانت مردوعةً بما يكفي يقول متابعو المشهد الدراماتيكي الجاري في أعالي البحار: إن البحرية الأمريكية مشلولة كما لم تكن من قبل، وهي اليوم معجَزةٌ عن الفعل بفعل المعجِزةِ اليمنية، يضيفون: أن “سقوطاً غير مسبوقٍ يهوي بالقوة الأمريكية الضاربة على أيدي اليمنيين”.
من فرط القوة لا يجتمعان:
ومن الجدير ذكره أنها المرّة الأولى التي تجتمع فيها حاملتي طائرات في مسرح بحري واحد في وقتٍ واحد، لكنّها وفق قرار اليمنيين لن تكون المرة الأخيرة التي تجد القوة الأمريكية نفسها مشلولة لا تدفع عن نفسها ولا تحمي سواها.
تكشف تصريحات وأحاديث ضباطِ” آيزنهاور” عن سبب الانسحاب الأكثر شهرةً ومهانةً في تاريخ البحرية الأمريكية، في سلسلة تصريحات لم تتوقف منذ انسحابها قبل أشهر، فما وكيف عسى قادةُ “روزفلت” يبرّرون انسحابهم وهي التي لم تشتبك أصلاً مع اليمنيين، واحتفظت بقدر كاف من العبرة من درسِ” آيزنهاور”، بما يحفظ لها مكان كاف تأمن فيه من الخطر اليمني.
“المهابة الأمريكية” مهانة
في منتصف شهر يوليو، وإثر انسحاب” آيزنهاور” أرسل البنتاغون “روزفلت” إلى المنطقة في مهمة “تأمين الملاحة البحرية” وهي الكذبة الأمريكية الأكثر استهلاكاً في الآونة الأخيرة، وأيضاً لـغرض “تعزيز الوجود العسكري الأمريكي هناك للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المحتملة من قبل إيران ووكلائها وحماية القوات الأمريكية” وفق ما جاء على لسان متحدّث البيت الأبيض في حينه يومها عنونت إحدى المجلات الغربية ( ذا ناشيونا انترست) الخبر كالتالي: “الحوثيون يُصابون بالفزع”: حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ثيودرروزفلت” تُبحر في خلفيتهم البحرية)، ثم أسهب التقرير في الحديث عن قدرات الحاملة وامكاناتها الخارقة ضمن مجموعتها الضاربة وووالخ.
وفي السادس من الشهر أعاد مسؤول أمريكي الحديث عن عدم وجود حاملات طائرة أمريكية في آسيا ووصف الأمر بأنه يحدث للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من تاريخ البحرية الأمريكية.
ويقول المسؤول الأمريكي لوكالة رويترز : “في الوقت الحالي، لا تمتلك البحرية الأميركية حاملة طائرات واحدة في أي مكان في آسيا، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ عام 2001.“
وأوضحت الوكالة أن أمريكا اتخذت خيارات صعبة وقلّصت تواجدها في البحر الأحمر، مضيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت خلال حملة البحر الأحمر صواريخ “توماهوك” هجومية برية أكثر مما اشتراه الجيش الأمريكي في عام 2023 بأكمله.
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول السابق في البنتاغون – كبير مستشاري الأمن القومي في مركز الاستراتيجية البحرية صامويل بايرز القول بأن: “الأزمات المتزامنة في أماكن من العالم وخاصة في الشرق الأوسط حاليا تجعل القوات الأمريكية تبدو مرهقة”.
وكشفت الوكالة أن البحر الأحمر لم يعد فيه إلا قوة أصغر من السفن الحربية الأوروبية، ولكنها واجهت تعقيدات لإنقاذ السفينة “سونيون” بسبب التهديدات بمزيد من الهجمات من اليمن.
وأضافت الوكالة: “مع قيام الكثير من السفن التجارية بتجنب البحر الأحمر، فإن تخلي البحرية الأمريكية القوة البحرية الأبرز في العالم عن حملتها في البحر الأحمر أمرا لم يمكن تصوره في السابق”.
وأكدت وكالة رويترز أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا أكثر صراحة في تأكيدهم على أن الدول الأوروبية لابد أن تدافع عن فنائها الخلفي، في حين تحول واشنطن تركيزها إلى المحيط الهادئ.
على ذات الصعيد، كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية في تقرير لها نشر في الـ 24 من أغسطس الماضي أكدت فيه هزيمة البحرية الأمريكية على يد القوات البحرية اليمنية التي أجبرتها على مغادرة البحر الأحمر، مع جميع قواتها البريطانية، مما يعني غياب أي سفينة حربية لتحالف “حارس الازدهار” في المنطقة.
نشرت الصحيفة تقريرًا لها في موقعها الرسمي، بعنوان “الحوثيون يهزمون البحرية الأمريكية”، أوضحت فيه أن عملية “حارس الازدهار” بقيادة أمريكا تأسست في ديسمبر 2023 م ردًا على هجمات البحرية اليمنية على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر. كان الهدف من هذه العملية توفير جبهة دولية موحدة لردع الهجمات، لكن هذه الجهود لم تُجدي نفعًا، إذ لم تتراجع البحرية اليمنية بل استمرت في تنفيذ الهجمات.
وذكر التقرير أن سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي حاولت انقاذ السفينة اليونانية ” سونيون” إلا أنها تعرضت للتهديدات اليمنية موضحا أن “حقيقة مجيء سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي لإنقاذ الموقف ليست مفاجئة، فعلى الرغم من الموارد البحرية الشحيحة للاتحاد الأوروبي، إلا أنه الوحيد هناك حالياً، ولا توجد سفينة تابعة للتحالف الأمريكي( حارس الازدهار) ضمن مسافة 500 ميل”.
وفي هذا المقام يجدر بالأمريكي أن يتأمّل المثل اليمني الدارج (مش كل البرم لسيس)، ويبدو اليوم جلياً مع انسحاب ثيودر روزفلت- أنّ القطب الأوحد “أمريكا” لا يتعلّم من أخطائه، أو أنّ الله يقود القطبية الأمريكية إلى حتفها على نحوٍ سريع ضمن أحداث غير مسبوقة وفي سياقات غير متوقعة يقول الله جل من مقتدر ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).