تقنيات يمنية مفاجئة وغير مسبوقة في التأريخ
عبدالقوي السباعي
في كلمته خلال تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف 1446هـ، أشار قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن “الأعداء سيُفاجأون في البر كما تفاجأوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ”.
وخلال الساعات الماضية، ليس للمحللين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين الدوليين حديث إلا عن تلك التقنيات والمفاجآت التي أشار إليها السيد القائد دون أن يصلوا لمعلوماتٍ محدّدة، بل جاءت كلها مُجَـرّد تخمينات؛ إذ بات من الصعب جِـدًّا عليهم تحديدها بالضبط.
تصريحٌ يعكسُ ثقةَ قائد الثورة في قدرات القوات المسلحة اليمنية العسكرية والتكنولوجية، ويؤكّـد استعداد اليمن الكامل لمواجهة أية تهديداتٍ عدائية؛ بطرقٍ مبتكرةٍ وغير تقليدية أَو متوقعة، ويشير أَيْـضاً إلى أن الاستعدادات جارية لشن عمليات هجومية غير مسبوقة ومفاجأة؛ ما يعني تمكّن اليمن في تطوير أسلحة وتقنيات دفاعية وهجومية جديدة لم يتم الكشف عنها بعدُ.
ومع ذلك وبناءً على التطورات العسكرية الراهنة، يمكن أن تشمل هذه التقنيات مجموعة متنوعة من الابتكارات العسكرية، تكتيكيًّا وتكنيكيًّا، والتي لم يحدّدها السيد القائد بالضبط في سياق كلمته، لكنه يؤكّـد أنها ستكون مفاجئة وغير مسبوقة في التاريخ.
وخلص مجموعة من الخبراء بالقول: إن “العديد من التقنيات العسكرية الحديثة لها جذور في التاريخ”، وبالتالي يمكن أن يكون “حصان طروادة” مثالًا رائعًا على الابتكار العسكري الذي استُخدم في العصور القديمة لتحقيق مفاجأة استراتيجية؛ إذ حقّق عنصر الخداع، والتضليل، والهجوم المفاجئ، والذي أَدَّى إلى سقوط “طروادة” وسيطرة الإغريق عليها.
التقنياتُ اليمنية الجديدةُ مشابهة من حَيثُ الابتكار والمفاجأة، ولكنها بالطبع ستعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، على سبيل المثال؛ فاستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ والحرب الإلكترونية والتسلل إلى أرض العدوّ يمكن أن يكون له تأثير مفاجئ ومماثل في ساحة المعركة الحديثة، مع اختلاف طريقة التنفيذ.
ولفهم كيف لتقنيات جديدة مشابهة “لحصان طروادة” مثلًا، يمكن للطائرات المسيرة، أن تستخدم لتنفيذ هجمات مفاجئة أَو لجمع معلومات استخباراتية دون أن يتم اكتشافها بسهولة؛ ما يتيح للمهاجم تحقيق عنصر المفاجأة.
كما أن استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية لتعطيل أنظمة الاتصالات والرادار للعدو، يخلق حالة من الفوضى في صفوفه بما يمنح المهاجم ميزة استراتيجية، والأمر ينسحبُ على الصواريخ الذكية، بعد برمجتها لتجنُّبِ الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها بدقةٍ عالية، ويجعلها مفاجئة وفعَّالة.
وأيضًا يمكن استخدام التكنولوجيا البحرية، مثل الزوارق والغواصات الصغيرة غير المأهولة أَو المأهولة التي يمكنها التسلل إلى مناطق العدوّ دون أن يتم اكتشافها، فكما استخدم الإغريق “حصان طروادة” لإدخَال جنودهم إلى المدينة بشكلٍ غير متوقع، يمكن استخدام هذه التقنيات الحديثة لتحقيق أهداف عسكرية يمنية بطرقٍ غير تقليدية ومفاجئة.
عُمُـومًا؛ كل التكتيكات والتقنيات العسكرية الاستراتيجية التي تحقّق عنصر المفاجأة وتحقّق الهدف تعتمد على الابتكار المتجدد والتخطيط الدقيق، وهذا ما أشار إليه السيد القائد، ولعل قادمَ الأيام سيظهرُ جوانبَ من تلك الاستراتيجيات اليمنية التي دائماً ما تأتي بطرقٍ غير مسبوقة.