وردنا من صنعاء| وزير الدفاع يكشف عن 9 ثوابت يتم العمل عليها.. وهذا ما سيحدث خلال الفترة القادمة
يمانيون/ صنعاء
وألقى وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي في الفعالية التي حضرها نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي الموشكي والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري، وعدد من مساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات ومدراء الدوائر والقيادات العسكرية والضباط، كلمة نقل في مستهلها للحاضرين تحايا ومباركة رمز الأمة وعنوان عزتها وكرامتها وحكيمها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد المواجهة التاريخية مع قوى الشر.
وقال: ” تطل علينا هذه الذكرى الطيبة وقلوبنا عامرة بالإيمان وبالإصرار على الدفاع عن القيم والأخلاق المحمدية التي هي رسالة الخالق العظيم لمجمل خلقه والتي جسدها الحديث الشريف (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وهي رسالة خالدة تدعو إلى الحق والعدل ورفع الظلم والانتصار للمظلوم، وشرعت باب الجهاد المقدس لمواجهة الظلمة والظلام وإحقاق الحق ونجدة الملهوف”.
وأشار إلى أن الاحتفالات العسكرية الواسعة بذكرى المولد النبوي الشريف في مختلف الصنوف والتشكيلات البرية والبحرية والجوية تأتي هذا العام أكثر تميزا وأوسع حضوراً وأكثر بهجةً وسروراً كونها جاءت متزامنة مع التباشير العظيمة لثورة الشعب المجيدة في الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة.
وأضاف: “هذه الثورة التي انطلقت ضد الفساد والظلم وضد التخاذل والانهزامية التي أراد الأعداء أن تتفشى في أوساط هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس والتي تكالب عليها الطغاة والمغرضون والمطبعون والمتصهينون، وهي تحديات تفرض على أحرار أمتنا ورجالها الأخيار أن يكونوا على أهبة الاستعداد دوما للدفاع عن قيم الأمة ومبادئ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وأن تتكاتف الأيدي وتتراص الصفوف في للدفاع عن الوطن والثورة العظيمة ضد الطواغيت الظاهرين والمتآمرين والفاسدين الذين يتخفون خلف الستار”.
وأردف قائلاً: “في مفترق التاريخ وعلى عتبات المتغيرات العاصفة أرادت المشيئة الإلهية أن يكون اليمن في عين هذه المتغيرات والتحديات واختارت المرحلة فرسانها فكان ربانها قائد حكيم واستثنائي صقلته التجارب ليتقدم الصفوف ويتصدر الموقف”.. لافتا إلى أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قارع الصهاينة وواجه طواغيت الاستكبار في البحر الأحمر والبحر العربي وفي المحيط الهندي وفي البحر الأبيض المتوسط انتصارا للقضية الفلسطينية وإسنادا للأشقاء المظلومين في غزة.
وأكد وزير الدفاع، أن هذا الموقف اليمني المشرق والمشرف المتصدر في جبهات المواجهة ضد الصهيونية العالمية ومن يدور في فلكها اتخذ من منطلق الدين والعقيدة وعن دراسة مسبقة وحكمة وشجاعة لأن الصهاينة لديهم مشروع استيطاني توسعي استعماري وعدواني مثقل بالأطماع والبشاعة والإجرام والقتل والتخريب والفوضى والفتن وما يجري في المنطقة بشكل عام وفي في غزة والضفة بشكل خاص أكبر دليل على نوايا قوى الشر ومن يساندهم.
وأشار إلى أن قرار سيد القول والفعل في خوض غمار المواجهة انطلق من أسس جيواستراتيجية وجيوسياسية وعن قراءات مسبقة للثقافة الشيطانية العدوانية الاحتلالية للصهاينة ومن يدعمهم وكان الخيار الأمثل هو المواجهة ضد الصهيونية الأمريكية البريطانية وكبح حساباتهم التوسعية والاحتلالية في المنطقة وكان هذا الموقف هو الفيصل الذي يحد من تنمر ثلاثي الشر والإجرام الذين لا يضعون وزناً للقيم الإنسانية وكشفوا للعالم أجمع عن وجههم الإجرامي القبيح والسعي بكل خسة ودناءة للإبادة الجماعية ضد أطفال ونساء غزة.
كما أكد وزير الدفاع أن التردد أو التراجع عن موقف اليمن مسألة مستحيلة وغير خاضع للمناورة أو المساومة لأن الحق ليس له وجهين.
وقال: “إن قيادة وزارة الدفاع والإنتاج الحربي ورئاسة هيئة الأركان العامة ستعمل بهمة عالية على بذل كل الجهود المتفانية والمخلصة على تنفيذ برامج وخطط حكومة التغيير والبناء فيما يتعلق بمواصلة تطوير قدرات القوات المسلحة كماً ونوعاً وفق أحدث مفاهيم البناء العسكري المنشود وذلك في ظل الدعم المستمر الذي تحظى به مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن من القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة الذي يولي مجاهدي الجيش اليمني كل الرعاية والاهتمام وبما يمكنهم من تأدية مهامهم القتالية والتدريبية على أكمل وجه، ومفاجأة الأعداء في البر كما تفاجأوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ”.
ولفت إلى أن السيد القائد يشرف على الصناعات الحربية التي تشهد كل يوم قفزات نوعية ومتسارعة ونجاح كبير وغير مسبوق.
وأضاف “وخير دليل على ذلك ما وصلت إليه القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية في قواتنا المسلحة التي استطاعت بفضل الله سبحانه وتعالى أن تحقق انتصارات مشهودة سواء على مستوى الحاق الهزيمة بالقوات البحرية الأمريكية والغربية ودحر حاملات طائراتها ومدمراتها وبوارجها وفرض الحصار الشامل على موانئ فلسطين المحتلة وتكبيد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة، وصولاً إلى الضربة القوية والفاعلة التي وجهتها المسيرة اليمنية (يافا) التي وصلت إلى قلب العدو في مدينة (يافا) الفلسطينية المحتلة متجاوزة كل المنظومات الدفاعية الصهيونية ووصولها إلى أهم أحيائها الهامة وما زال القادم أعظم وأشد”.
وأشار اللواء العاطفي إلى أن المسألة لا تقف عند حدود تصنيع وتطوير صاروخ باليستي ومجنح أو طائرة مسيرة يمنية أو زورق بحري مسير فحسب، بل المسألة أكبر بكثير من ذلك فاليمن لم ولن يقبل بغير المكانة العالية التي ينتظرها ويعمل لأجلها بدءاً من تحرير القرار الوطني وصولاً الى سياسات الاكتفاء الذاتي وامتلاك إرادة البناء والتحديث والتطوير في كل مناهج الحياة وتشعباتها فالشعب اليمني جدير بأهداف عظيمة وطموحاته تناطح السحاب.
وأكد وزير الدفاع على العديد من الثوابت التي يتم العمل عليها والمتمثلة في:
أولاً: إن موقع اليمن هو موقع أساسي في محور الجهاد والمقاومة دفاعا عن الأمة ومقدساتها وقيمها وأراضيها، وأمننا الوطني هو هدف أساسي وسندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة.
ثانياً: إن اليمن على المستوى الرسمي والشعبي قد تحرك في مسار التحرير والاستقلال ولن يقبل بأي تبعية أو هيمنة أجنبية ولن يكون بعد هذه التضحيات العظيمة حديقة خلفية لأي نظام إقليمي أو وصاية دولية.
ثالثاً: مثل ما أكد قائد الثورة بأن العمل جار على تطوير القدرات العسكرية لتصل إلى مستويات أقوى مما هي عليه اليوم سواءً في مديات القوة الصاروخية والطيران المسير والزوارق البحرية المسيرة واتساعها أو في تطور تقنياتها التي تضمن لها حجماً أكبر من التأثير ومن الدقة لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وأن الرد اليمني القوي والمزلزل على هذا الكيان النازي آت آت آت وبدون تردد أو قلق وسنقابل الجنون الصهيوني بجنون ايماني يماني قد ذاقوا مرارته في البحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي وما ارتعاشة يافا منكم ببعيد.
رابعاً: طوال العهود السابقة ظلت الرؤية نحو اليمن قائمة على مبدأ ومقولة مشهورة بأن اليمن هي مقبرة الغزاة لعجز الغزاة عن احتلال اليمن وأن الاحتلال يكون باهظا ومكلفا ومدمرا لكل غاز أو محتل، ومؤخرا بدأت تترسخ في الوجدان وفي المفهوم العسكري مقولة أن البحرين العربي والأحمر وخليج عدن أصبح مقبرة للفرقاطات والبوارج والسفن الحربية الأمريكية والصهيونية والغربية.
خامساً: إن الثروة الوطنية هي موارد سيادية ولن نسمح بأن يتم إهدارها أو الفساد بها أو تجاهل استثمارها بما يخدم المصالح العليا لليمن كافة.
سادساً: إننا لن نسمح لأي تهديد يزعزع استقرار وأمن بلدنا ولن نقبل ببقاء أي قوات أجنبية في أرضنا وجزرنا أو بقاء الكيان الصهيوني الغاصب يدنس مقدساتنا ولو استدعى منا الأمر أن نجاهد حتى قيام الساعة.
سابعاً: نطالب العالم أجمع بإصلاحات جوهرية في منظومات المجتمع الدولي بشكل يضمن التوازن في المواقف ويمنع الاستئساد والتنمر وطغيان المصالح الأحادية لإمبراطورية الشر أمريكا التي تتعرض هيبتها للتآكل والضياع وأن عهد أحادية السطوة وأحادية قيادة العالم أصبحت في حكم الملغي والمنتهي الصلاحية بعد صعود قوى دولية لا تكن لواشنطن أي احترام أو تقدير.
ثامناً: إن التوجه الحكيم والقيادة الشجاعة ووحدة الموقف والمصير والإرادة المباركة المفعمة بالخير والعطاء سبيلنا إلى الغايات العظيمة، غايات الإنجاز، غايات المواقف المبدئية الثابتة والمشرفة وغايات العزة والكرامة والحرية والاستقلال.
تاسعاً: نحيي مجاهدينا المؤمنين المرابطين في كل موقع وجبهة على الثبات والصمود ومقدرتهم العالية في صياغة الانتصارات المتوالية على أعداء الأمة وأعداء الإسلام والإنسانية فهم عنوان عزتنا وكرامتنا وهم الطود الشامخ القوي في وجه المعتدين والطغاة.
واختتم وزير الدفاع كلمته بتوجيه الشكر والتقدير لكل من أعد وجهز لإنجاح فعالية المولد النبوي .. متمنياً للجميع النجاح في مهامهم.
فيما ألقى مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن علي الكحلاني كلمة رحب فيها بالحاضرين من قيادات وضباط وزارة الدفاع في فعالية المولد النبوي الشريف.
وأشار إلى أن هذه المناسبة “تأتي هذا العام والأمة في مواجهة صريحة وواضحة مع أمة الكفر والنفاق لتهدينا أن نكون كما كان نبينا مجاهداً مستبسلاً في ميادين الجهاد والمواجهة مع الأعداء كفاراً ويهوداً ومنافقين فنحمل تلك الروحية التي واجه بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الروم واليهود والكفار وألحق بهم هزائم نكراء”.
ولفت اللواء الكحلاني إلى أن إحياء المولد النبوي الشريف يمثل رسالة للأعداء عن وحدة الأمة تحت قيادة نبيها، ورسالة للأعداء الذين يسيئون لقداسة نبينا وتأكيدا على أنه عظيمٌ وعزيزٌ على قلوبنا ولن يضره كيدهم ومكرهم.
وأضاف “إن إحياء المولد النبوي يعبر عن علاقتنا وارتباطنا وتمسكنا بنبي الرحمة والجهاد في الزمن الذي أراد له الأعداء أن يغيب وتنفصل الأمة عنه”.
تخللت الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد جسدت عظمة المناسبة وعظمة الشعب اليمني الذي يحييها بتفرد وتألق حباً وتعظيماً لصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم، وفقرات إنشادية لفرقتي أنصار الله و21 سبتمبر عكست مدى الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.