داعياً إلى الخروج المليون يوم غد.. السيد القائد: نحن مستمرون في إسناد غزة والرد قادم ولن نخذل الشعب الفلسطيني ما دام فينا عِرقٌ ينبض
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن الأمة بحاجة إلى إحياء الروحية الجهادية لخدمة قضاياها، ولاستعادة حضارتها ودورها التاريخي، ولتحظى برعايةٍ من الله، ونصرٍ من الله، وتأييدٍ من الله، ومعونةٍ من الله سبحانه وتعالى.
قال السيد عبدالملك الحوثي، في كلمة له اليوم الخميس، تدشينا لفعاليات المولد النبوي الشريف، وآخر تطورات العدوان على غزة، والمستجدات الدولية، أنه وأمام هذا العدو – العدو الإسرائيلي لابد من احياء عنوان الجهاد، ولا بدَّ أن يكون هو العنوان الذي يوصل إلى نتيجة، وهو فعلاً الذي- ضمن وعد الله تعالى، وضمن سننه، وضمن ما أكَّد عليه في كتابه- سيمثل الحل الحقيقي لزوال العدو الصهيوني، وزواله محتوم في وعد الله تعالى المؤكد عليه في القرآن الكريم، فهذا الصراع القائم حالياً، الغلبة فيه، والنتيجة الحتمية فيه، والفلاح والنجاح فيه، هو: لمسار الجهاد في سبيل الله تعالى، ضمن توجيهات الله تعالى، ضمن الانطلاقة الإيمانية المتولية لله تعالى، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:56]، ستأتي الغلَبة، وسيتحقق النصر الإلهي، وستأتي النتيجة المحتومة في وعد الله تعالى، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء:7]، النتيجة المحتومة في قول الله تعالى: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}[الإسراء:8]، هذه أمورٌ لابدَّ منها.
وقال أن كل الرهانات الأخرى خاسرة، وبائرة، وفاشلة، وكل الخيارات الأخرى إنما هي خيارات لها تبعات خطيرة على من يتبنونها في دينهم، وفي دنياهم، وفي عاقبة أمرهم، التي هي الخسارة والندم، وفق الوعد الإلهي المؤكَّد في القرآن الكريم في سورة المائدة، أن يصبحوا نادمين، وأن يصبحوا خاسرين، فمسار النجاح والفلاح هو مسار الجهاد في سبيل الله تعالى.
وأكد السيد القائد أن واقع العدو الإسرائيلي بالرغم من الجبروت، والظلم، والعدوان الغاشم، والإبادة الجماعية، والقتل الجماعي للأطفال والنساء، والكبار والصغار، لكنه واقع يشهد عليه بالفشل، إلى اليوم لم يستطع أن يحقق أهدافه المعلنة.. فلا هو استطاع أن يتخلَّص من المجاهدين في قطاع غزة، من: كتائب القسام وسرايا القدس.. وغيرها من الفصائل المجاهدة في قطاع غزة.. ولا هو استطاع أن يستعيد أسراه بدون صفقة تبادل؛ إنما يستعيد بعض جثامينهم بدون فائدة، بما يشهد عليه بالخسارة.
وحول الموقف اليمني قال السيد القائد : نحن في ظل ما يحدث في فلسطين، نرى الموقف المشرِّف لإخوتنا المجاهدين هناك، وهم يواجهون العدو بإيمان، بتوكل على الله تعالى، بالرغم من انعدام الإمكانات، إمكاناتهم لا تكاد تذكر، في مقابل ما يمتلكه العدو الإسرائيلي، وما يعانونه في المقابل من خذلان أمتهم، وأنظمتها، وحكوماتها، بالرغم من امتلاكها للأسلحة الكثيرة، والإمكانات الضخمة، لكنهم يتحرَّكون بإيمان وثبات.. مشيرأ إلى أنه على مدى أحد عشر شهراً، والإخوة المجاهدون في قطاع غزة، يجاهدون في سبيل الله باستبسال، وثبات، وتفانٍ، مع إمكانياتهم البسيطة، لكن ذلك المستوى من التماسك، من الثبات، لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتجاهاً آخر، لو هبَّت عليها هبَّة أمريكية واحدة، أو إسرائيلية؛ لكادت بعضها أن تتلاشى، وأن تنهار في غضون أسابيع، إن لم يكن في غضون أيام، لكن ذلك المستوى من الاستبسال والثبات والتماسك، هو لأن تحركهم كمجاهدين في غزة، تحرّكٌ جهاديٌ في سبيل الله من منطلقٍ إيماني، فمنحهم الله هذا الثبات، هذه الروحية العالية، هذه السكينة، هذا التماسك العظيم، وهم في قلةٍ من العدد، وفي إمكانيات متواضعة جداً، وبسيطة للغاية، لكنها فعَّالة.
وأشار بالقول: ماذا لو حظي ذلك الصمود لأولئك الإخوة المجاهدين بالدعم والمساندة من أمتهم، بتقديم الإمكانات لهم، بالمساندة على كل المستويات: السياسية، والاقتصادية، والإعلامية… وغير ذلك؛ لكان الموقف متقدِّماً أكثر، لكن بالرغم من حجم الخذلان، هم في ذلك المستوى من الثبات، صمود.. وعلى كلٍّ ما يحدث في فلسطين هو اختبارٌ مهم لأمتنا، وهو يكشف واقع كل شعوبها، وكل أنظمتها، وكل نخبها، بمختلف أنواعهم: النخب العلمائية، والأكاديمية الفكرية… وغيرها، حتى على المستوى الاجتماعي، هو اختبار مهم جداً؛ ولذلك نحن في هذه المرحلة، وفي إطار هذه المناسبة، بأمسِّ الحاجة إلى إحياء الروح الجهادية في أمتنا من جديد.
وقال نحن كشعب يمني نحمد الله ونشكره، أنه بتوفيقه تعالى، نحن في إطار موقفٍ نتحرك فيه على أساس الجهاد في سبيل الله، والنصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وفي مواجهة معلنة وواقعية وصريحة وواضحة ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
وأضاف تحركت قواتنا المسلحة، بمجاهديها الأعزاء، في عمليات عسكرية جريئة لضرب العدو بكل ما نتمكن من ضربه به، ودون أي قلقٍ ولا تحرج، ودون أي سقفٍ هابط، لا سياسي ولا غير سياسي؛ إنما بكل ما نستطيع، ونسعى لما هو أكبر بمعونة الله تعالى، وبتوفيقه جلَّ وعلا.
وأكد السيد القائد بالقول.. نحن في عملٍ مستمر، بفضل الله تبارك وتعالى حقق الله للعمليات في البحار- في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، والعمليات التي نفِّذت حتى إلى البحر الأبيض المتوسط- حقق الله لذلك نتائج كبيرة جداً، وبات الأعداء يتحدثون فيما يتعلَّق بمعركة البحر الأحمر بمفردة (الهزيمة)، مع مفردة (الفشل)، تكلموا كثيراً عن فشلهم، والآن بات قادةٌ منهم، ووسائل من وسائل إعلامهم، يصرِّحون _بهزيمتهم في البحر الأحمر، أنهم فشلوا، ثم هزموا في معركة البحر الأحمر، ولم يستطيعوا أن يحموا السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، لتواصل نقل ما يحتاجه من المؤن عبر البحر الأحمر، وهذا كبَّدهم الكثير والكثير من الخسائر والكلفة الباهظة.
وأشار السيد القائد إلى أن شعبنا يسهم جهاداً في سبيل الله بعملياته هذه، وهو مستمرٌ أيضاً في تطوير قدراته، وأكرر كما قلت سابقاً: بما يفاجئ الأعداء، لقد تفاجأوا بالضربات بالصواريخ الباليستية لاستهداف السفن وهي متحركة في البحار، ولأول مرة يحصل ذلك في التاريخ، كما يقولون ويعترفون، وسيتفاجؤون في البر كما تفاجأوا بالبحر بإذن الله تعالى، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ بإذن الله تعالى، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه، {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}[النساء:84]، لن نألوَ جهداً في أن نفعل كل ما نستطيع لنصرة الشعب الفلسطيني، وجهاداً في سبيل الله، مع ألمنا الدائم وإحساسنا بالتقصير مهما فعلنا.
وأوضح السيد أن شعبنا العزيز يخرج في كل أسبوع، على مدى كل هذه الأشهر، يخرج أسبوعياً خروجاً مليونياً لا مثيل له في الأرض، ولا سابقة لذلك في أي شعبٍ من الشعوب، نرى حتى في بعض الساحات أربعة أجيال: الجد، وابنه، وابن ابنه، وحفيده أيضاً، نراهم في الساحات يحضرون كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً، وحضورهم حضور واضح أنه بدافعٍ إيماني، وأخلاقي، وقيمي، وباهتمام، وبألم، وبحماسٍ كبير، وتفاعلٍ كبير، ليس خروج من لا يخرج إلَّا في الحالات النادرة جداً، خروجاً محدوداً، لأهداف سياسية… أو غير ذلك، هذا خروج هو جزءٌ من جهاد شعبنا في سبيل الله تعالى، ومن نهضته الجهادية والإيمانية، التي يجسِّد فيها أخلاق الإسلام، وقيم الإسلام، وعزة الإيمان، وهذا شيءٌ واضحٌ في واقع شعبنا، والحمد لله، هو يقف مواقف الشرف، المواقف التي تبيِّض الوجوه، يوم تسود وجوه، وتبيض وجوه في الدنيا وفي الآخرة، والحمد لله على ذلك.
وأكد بالقول: نحن مستمرون، والرد قادم، وغير الرد أيضاً، مع الرد مسارٌ مستمرٌ بإذن الله تعالى، ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً، ما دام فينا عِرقٌ ينبض، ما دام فينا وجودٌ للحياة؛ لأننا مع حياتنا، نحمل الإيمان بالله تعالى، ونستشعر المسؤولية أمام الله، وندرك ونعي كشعبٍ يمنيٍ مسلم قيمة الموقف المشرِّف، الذي هو مرضاةٌ لله تعالى، والذي هو شرفٌ نخلِّده لكل الأجيال اللاحقة، وهذه نعمةٌ كبيرة، والله يقول عن ذلك في كتابه الكريم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .. مشيراً إلى أن شعبنا العزيز نال- بفضل الله تعالى- شرف العزة، والخلاص من المواقف المذلة والمهينة؛ ولذلك هو مستمرٌ في انطلاقته الجهادية.. وأن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله واجه كل قوى الكفر والطاغوت، من مشركي العرب، وحقق عليهم النصر الحاسم بمعونة الله تعالى.
وأشار إلى أنه لا يمكن للأمة أن تنهض من جديد، إلَّا بالجهاد، ولا أن تواجه التحديات والأخطار، إلَّا بالجهاد، وشعبنا حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ولذلك نحن مستمرون بكل راحة بال، بكل اطمئنان، وباعتبار ذلك نعمة عظيمة من الله، أننا في هذا الموقف، في إطار هذا التوجه الجهادي، وفي هذه المسيرة القرآنية المباركة.
فيما يتعلَّق بنعمة الله بالغيث والأمطار الغزيرة، وفيما يتعلَّق ببعض الأضرار التي حصلت- وللأسف- في بعض المحافظات، أؤكد على استمرار الجهود في دعم المتضررين ومساندتهم بتعاونٍ رسميٍ وشعبي
أؤكد على أهمية الاهتمام بالأنشطة والفعاليات في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والتحضير للفعالية الكبرى المرتبطة بذلك، في الثاني عشر من الشهر إن شاء الله تعالى.. مضيفاً أن شعبنا العزيز مدعوٌ للاهتمام بذلك بدافعٍ إيماني، وانطلاقة إيمانية؛ ولذلك لا نسمح أبداً بأيِّ جبايةٍ ماليةٍ إجبارية لأجل خدمة هذه المناسبة، أي حالة تحصل في مثل ذلك، فهي مخالفة، وقد تكون في سياق ابتزاز من المنفلتين، أو من الطامعين، أو من المشوِّهين، الذين لا صلة لهم بالمناسبة من قريبٍ ولا من بعيد.
وقال أدعو شعبنا العزيز إلى أن يكون خروجه يوم الغد- إن شاء الله- خروجاً مليونياً، متميزاً، وفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، واستمراراً في حمل راية الإسلام، كما كان الآباء والأجداد الأوائل من الأنصار والفاتحين، ونصرةً للشعب الفلسطيني، وجهاداً في سبيل الله تعالى.