1سبتمبر خلال 9 أعوام .. 218 شهيدا وجريحا في جرائم إبادة تهز ضمير الإنسانية بغارات العدوان على اليمن
يمانيون – متابعات
ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، في الأول من سبتمبر أيلول خلال الأعوام، 2015م، م2016م، و2018م، 2019م، و2021م، جرائم إبادة جماعية هزت العالم وضمير الإنسانية في اليمن، استهدف بغاراته الوحشية مركز احتجاز الأسرى في ذمار، وسوق وأحياء سكنية ومنشآت خدمية في صنعاء، ومنازل ومزارع ومصانع وأسواق في تعز وعمران والحديدة.
أسفرت غارات العدوان وألغامه وقصف مرتزِقته عن 164 قتيلاً وشهيداً، وأكثر من 54 مصاباً وجريحاً، وموجة من التشرد والنزوح والحرمان ومضاعفة المعاناة، وقطع الأرزاق والمعايش، وإقلاق الأمن والسكينة العامة، وغضب عارم في نفوس مختلف الشرائح والمكونات السياسية اليمنية، على إثر الجرائم الشنعاء والمجازر الوحشية التي لا تستثني أحداً وتبيد كُـلّ ما هو يمني.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
1 سبتمبر 2015.. 8 شهداء وعدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء بغارات العدوان على تعز:
في مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر أيلول من العام 2015م، تعمد طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، استهداف منازل المدنيين في منطقة حبيل سلمان بمديرية المظفر محافظة تعز.
أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء وجرحى، وتدمير عدد من العمارات السكنية التي لم تعد صالحة للسكن، وأضرار بالغة في المنازل المجاورة، وشُردت عشرات الأسر، وأصبح الجميع بلا مأوى.
هنا الدمار والخراب المهول لعدد من المنازل فوق جثامين ساكنيها الأطفال والنساء، وهنا رائحة الموت والبارود وصرخات الأهالي ودموعهم الهاطلة، وقلوبهم المرتجفة على أهاليهم من معاودة الاستهداف، ومن هول الجريمة وسماع صرخات الرضع والنساء من تحت الدمار.
ينهمك أهالي المنطقة في رفع الدمار حجرًا حجرًا وبلاطة جوار أُخرى وأعمدة إسمنتية ثقيلة، وأتربة وجدران مهدمة، كُـلّ ما في الصور مشاهد لقيامة صغرى حلت بأهالي منطقة حبيل سلمان، من صمد منهم كان من ضمن المنقذين والمسعفين المنتشلين للجرحى وجثث الشهداء، مضرجين بالدماء، والغبار والأتربة، ورعب المشهد.
يقول أحد الأهالي من فوق الدمار منادياً العالم بقوله: “يا عالم هل هكذا تعاد الشرعية! هل هذه الجرائم بحق أطفالنا ونسائنا وتدمير منازلنا تعيد الشرعية! هل هذه الأعمال التي تتمنن جارة السوء السعوديّة بأنها تدخلت لإنقاذ الشعب اليمني! هذه جرائم حرب وإبادة جماعية، ومؤامرة مكشوفة لقتل الشعب اليمني واحتلال أرضه، لا نريد شرعيتكم المزعومة ولا نريد مساندتكم لها، حلوا عنا، اغربوا عن وجوهنا، اتركونا نعيش، نتصالح، نتحاور فيما بيننا لا دخل للعالم بمشاكلنا واختلافنا نحن شعب يمني لن نفرط بدمائنا وسلامة ووحدة أراضينا، وسيادتنا الوطنية؛ مِن أجلِ خدمتكم، أيها المجرمون الطغاة القتلة”.
تعمد طيران العدوان قصف العمارات السكنية، جريمة حرب وإبادة بحق الإنسانية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي العام، ولكل المواثيق والمعاهدات الدولية المجرمة استهداف الأعيان المدنية وقتل الأطفال والنساء، والأمنين تحت منازلهم.
جريمة تعز واحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني، المُستمرّة منذ 9 أعوام، دون أي تحَرّك أممي لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للمحاكمة العادلة في محكمة العدل الدولية، كما هي حق مشروع للشعب اليمني لا تسقط بتقادم الأيّام والأعوام.
الأول من سبتمبر 2016.. 7 غارات عدوانية تستهدف ميدان التحرير وكلية الشرطة بصنعاء:
في الأول من سبتمبر عام 2016، كتب العدوان السعوديّ الأمريكي، فصلاً جديدًا في سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، التي لا تسقط بالتقادم، استهدف بغارات جوية عنيفة ميدان التحرير المكتظ بالمدنيين، فضلاً عن سبع غارات أُخرى على كلية الشرطة، مما أسفر عن خسائر مادية فادحة في ممتلكات المواطنين.
في مشهد مروع هزّ ضمير الإنسانية، استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء على وقع غارات العدوان السعوديّ الأمريكي، هزت أركان المدينة، في يومٍ كان من المفترض أن يكون كأي يوم آخر، تحول ميدان التحرير، قلب العاصمة النابض، إلى ساحة ملتهبة ومدمّـرة يتصاعد منها دخان الغارات وغبار الدمار، حَيثُ استهدف العدوان الغاشم المدنيين العزل بوحشية، تاركاً وراءه دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة.
أطفال يلعبون، نساء يتسوقن، شباب يجلسون في المقاهي، آخرون لم يستيقظوا من نومهم بعد، ومرضى على الأسرة منهكين، وباعة متجولون، جميعهم أصبحوا أهدافاً سهلة أمام غارات جوية، خلفت دماراً هائلاً، فقد تحولت المباني إلى أنقاض، وتناثر الحطام في كُـلّ مكان، وغطت سحابة من الدخان الأسود سماء المدينة.
الغارة الأولى كانت بين المباني السكنية، أحدثت أضراراً فيها، وفزعاً كَبيراً بين المواطنين، الغارة الثانية وسط سوق التحرير، بحمد الله أن الصاروخ لم ينفجر، فماذا لو انفجر الصاروخ الذي سقط أثناء ازدحام الناس؟! كم ستكون أرقام الشهداء والجرحى نساء وأطفال، كيف ستكون المعاناة! كم سيكون الحزن والغضب والقهر؟
تقول إحدى المتسوقات من جوار الصاروخ الذي لم ينفجر وهي عجوز متضرعة بأكفها رافعة لصوت مناداتها نحو السماء: “اللهم استودعناك أطفالنا وعيالنا وأموالنا ومنازلنا، وشعبنا، من هذا العدوان المجرم الذي لا يرحم طفلًا أَو امرأة أَو مسنًّا، وادعوا رجال اليمن وقبائلها الوفية إلى النجدة وتوحيد الصفوف والنكف والنفير العام للدفاع عن شعبهم وأرضهم وشرفهم وكرامتهم”.
وتتابع، ماذا لو انفجر الصاروخ وصل جنبي، ما صدقت أني بخير وأتنفس وأنا أشاهد الناس تهرب من جواره، كيف كان سيجمعني أولادي قطع ووصال ممزقة، كم سيقتل هذا الصاروخ، أين العالم؟ من هذه الجرائم بحق اليمنيين؟”.
استهداف ميدان التحرير، بشكل متعمد ومباشر لمكان عام يزدحم بالمدنيين، بعدد كبير من الغارات الجوية، يشكل جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، أسفرت عن خسائر مادية وبشرية فادحة، ودمار هائل في البنية التحتية، وتدمير للممتلكات الخَاصَّة والعامة، وتعتبر هذه الأفعال انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، التي تحمي المدنيين في الحروب والعدوان على الشعوب المستضعفة من قبل دول الهيمنة والاستعمار العالمي، والنزاعات المسلحة.
كما تمثل هذه الجرائم، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة، والسلامة الجسدية، والممتلكات، وخلقت آثاراً نفسية واجتماعية عميقة على المجتمع اليمني، حَيثُ عانى المدنيون من الصدمة والخوف والتشرد، ما يعطي دلالات ومؤشرات عن وحشية العدوان السعوديّ الأمريكي، على اليمن، واستعداده لاستهداف المدنيين الأبرياء دون أي رادع أخلاقي أَو قانوني، ودون أي اعتبار لاستمرار المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.
جريمة الأول من سبتمبر 2016 تعد نموذجاً صارخاً يستوجب من المجتمع الدولي اتِّخاذ إجراءات حازمة وضرورية لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للمحاكمة العادلة، كما يتوجب على الشعب اليمني مواصلة جهاده وقتاله المشروع لتحقيق الحرية والاستقلال.
1 سبتمبر 2016.. غارات عدوانية تدمير منزل المواطن حطبة بحوث عمران:
في مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر أيلول، عام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن محمد حطبة في منطقة ذو عناش بمديرية حوث، محافظة عمران.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير المنزل وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف في وسط النساء والأطفال، وموجة من التشرد والنزوح نحو المجهول، وزيادة معاناة الأهالي.
المواطن حطبة من فوق الدمار يقول: “لولا لطف الله ورعايته لكانت أسرتي بين الأنقاض، والحمد لله على سلامة الأرواح، وكلنا وما نملك فداء لهذا الوطن، وستكون الجبهات قبلتنا، عدونا جبان لا يعرف قتال الرجال، وكلّ ما يقدر عليه هو استهداف المدنيين، وإسطبلات الخيول، وقطعان المواشي، وسيارات المواطنين ومزارعهم ومحالهم، والأطفال والنساء أثناء النوم تحت أسقف منازلهم، لكن ذلك لن يهز فينا شعرة فنحن جيل شهادة في سبيل الله”.
منزل حطبة واحد من عشرات آلاف المنازل التي استهدفها العدوان السعوديّ الأمريكي في اليمن طوال 9 أعوام، في استهداف ممنهج وجرائم حرب، وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني، المدافع عن المدنيين والأعيان المدنية في زمن الحروب، لكن الأمم المتحدة والمؤسّسات المعنية لزمت الصمت مقابل المال المدنس.
1 سبتمبر 2019.. 156 قتيلاً و50 مصاباً في إبادة جماعية بغارات عدوانية على مركز احتجاز الأسرى بذمار:
في مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر أيلول، عام 2019م، تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي إبادة الأسرى الذي كانوا يقاتلون في صفوفه، باستهداف مركز احتجازهم في محافظة ذمار، بعد أسرهم من قبل القوات المسلحة اليمنية في الجبهات الحدودية، خلال عملية نصر من الله.
بدل تحريرهم.. يقتلهم!!
هذا هو وجه العدوان الحقيقي بطائرات أمريكية سعوديّة إماراتية تقصف مركزًا للأسرى المركز يضم 170 أسيراً من مرتزِقته، في ذمار، بمجزرة هزّت اليمن، كانت حصيلتها الأولية 142 قتيلاً وَ55 جريحاً، بينهم أمنيون.
في هذا السياق، تقول هيئة الأسرى اليمنية: “المركز مُعلن ومعروف لجميع المنظمات والجهات الحقوقية المعنية ولدول العدوان، ونصف الأسرى كانوا على وشك الخروج بعملية تبادل محلية الوساطة، وسبق أن زار الصليب الأحمر المركز والتقى بالأسرى عدة مرات”.
وقبل المجزرة تحدث الإعلام السعوديّ عن البدء بعملية عسكرية وصفها بالحساسة، في اليمن، وبعد المجزرة بدأ الاحتفاء بتلك الإبادة عبر وسائله الإعلامية، ليؤكّـد للعالم أجمع، أن دماء المرتزِقة رخيصة على مذابح خيانة الأوطان.
بعد الانتهاء من عمليات انتشال الجثث والجرحى، ورفع الأنقاض التي تواصلت لأيام، ارتقت الحصيلة إلى 156 قتيلاً و50 مصاباً، في جريمة مأساوية تضاف إلى سجل جرائم العدوان، وكشفت وحشيته، وإمعانه في إبادة الشعب اليمني، بكل فئاته أطفال ونساء، كبار وصغار، عملاء وخونة أَو أحرار وطنيون، كُـلّ ما هو يمني هدف لغارات العدوّ.
في هذه المجزرة المروعة كان الهدف أسرى قاتلوا في صفوفه، ومن أجله، وساعدوه على احتلال شعبهم وأرضهم في أرخص مواقف العمالة والخيانة والارتزاق والابتذال، لكنه لم يعر كُـلّ ذلك أي اهتمام، وبادر للتخلص منهم خشية على بعض أسراره العسكرية، في ظل صمت دولي مطبق، وغياب كامل للمنظمات الإنسانية والحقوقية العاملة في اليمن، والتي كان لها علاقة في تحديد المركز وتقديمه للأمم المتحدة على أنه بحق الأسرى، ليوجب منع استهدافه، إلا أن ما كشف مؤخّراً، أكّـد تورط هذه المنظمات في تقديم الإحداثيات لغرف عمليات العدوان.
أحد المصابين في هذه المجزرة وهو على سرير المشفى مضرج بالدماء ومصاب بعدة كسور يقول: “استهدفنا العدوّ الحقيقي للشعب اليمني الذي لا يفرق بين شرعية ولا حوثي ولا جنوبي ويقتل كُـلّ ما هو يمني، الله يسامحنا على ما عملنا بحق شعبنا خناه وذهبنا لقتاله والوقوف مع الغزاة المحتلّين واليوم ذقنا من ذات الكأس”.
أحد أهالي القتلى بدوره يقول: “أكّـدت الأحداث والجرائم منذ 26 مارس 2015م، أن العدوان يستهدف اليمنيين في منازلهم وطرقهم وفي المدارس والمشافي والسجون وفي المتارس التي تقف ضدهم أَو تقاتل معهم، خدعنا وخدع الكثير من أبنائنا بدعوات زائفة تختفي خلف إعادة الشرعية، واليوم يقتل من كان جندياً في صفوف الشرعية! أين المجتمع الدولي يوقف العدوان على اليمن، وسنجد الطريق المناسب لحل خلافاتنا إن وجدت”.
أحد الناجين يقول: “حصرونا في كشوفات من قبل منظمات والصليب الأحمر وصرفت لنا بطائق مرتين على أَسَاس أننا أسرى، ليجنب المركز الذي نحتجز فيه من الغارات، واليوم سمعنا الطيران يحلق فوقنا، وقصف بـ 3 أَو 4 غارات علينا، وجلست أحفر لوما حصلت لي أكسجين”.
مشاهد الجثث المقطعة والأشلاء الممزقة لا تكاد تستوعب أكوام لحوم البشر التي فوق بعضها مختلطة بالدمار والخراب والدماء ونكهة البارود والموت والخيانة معاً، لا تعافيها من القصف كشوفات الأمم المتحدة ومنظماتها وزيارات لجنة الصليب الأحمر.
في خضم هذا الدمار والخراب، يظل الشعب اليمني صامداً متماسكاً، يواجه ببسالة العدوان الغاشم، فالصور التي خرجت من ذمار، والتي أظهرت أطفالاً ينقبون بين الأنقاض بحثاً عن ذويهم، ونساء يئسن على فقد أحبائهن، هي صور مؤثرة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني.
إن ما حدث في ذمار ليس مُجَـرّد جريمة حرب، بل هي إبادة جماعية ضد الإنسانية، تعمد عن سابق إصرار وترصد للتخلص من الأسرى، وتجاوز خطير للقانون الدولي الإنساني العام، وعرقلة وإفشال جهود الوساطات المحلية التي كانت تلوح في الأفق، وانتهاك حقوق فئة لا حول لها ولا قوة، تمر السنوات والأعوام على هذه المجزرة دون أي تحَرّك أممي لمحاسبة مجرمي الحرب، وتظل هذه الجرائم كآلاف الجرائم غيرها التي ارتكبها العدوّ خلال 9 أعوام، محفورة في ذاكرة التاريخ، والأجيال اليمنية القادمة التي ستحاسب الطغاة والمستكبرين.
الأول من سبتمبر 2019.. جريحة إثر انفجار لغم من مخلفات مرتزِقة العدوان بصنعاء:
في مثل هذا الأول من سبتمبر عام 2019م، فزع أهالي قرية الحلول مديرية نهم محافظة صنعاء على صوت انفجار لغم من مخلفات مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي، أسفر عن جرح امرأة بجروح بليغة.
في قرية الحول الهادئة بمديرية نهم، كانت الحياة تسير ببطء، حتى دوى انفجار هزّ الأرض وقلوب الأهالي، لغمٌ خفيّ تركه مرتزِقة العدوان، انفجر فجأة، مُدمّـراً حياة امرأة بريئة، جراحها البليغة كانت شاهدة على وحشية العدوّ، وعلى معاناة أناس أبرياء يدفعون حياتهم ثمن ليمانيتهم.
بين الحقول الخضراء وبين منازل الطين، كانت تسكن الجريحة “تحقيق الشليف” امرأة بسيطة تحلم بحياة هادئة، لكن حلمها تحطم في لحظة، عندما انفجر لغم زرعه الغزاة في أرضها، مُسلِباً إياها صحتها وربما مستقبلها، في ذلك اليوم، تحولت حياة قرية الحول إلى مأساة، والضحايا الأبرياء هم من يدفعون فاتورة عدوان لا يريدونه.
أخو تحقيق الجريحة يقول من جوراها في المستشفى: “الساعة السادسة مغرب سمعنا دوي انفجار هز المنطقة بكاملها، وارتفع غبار كثيف، وحين اقبلنا إلى المكان، وجدنا أختي في المزرعة التي كانت تجمع فيها الحشائش وداست على الاسلاك من غير ما تشعر فانفجر اللغم بها متسبباً بجروح بالغة في رأسها وأطرافها وصدرها وكل مكان في جسدها”.
أبن عم الجريحة يقول: “نحن أهالي قرية الحول عزلة آل غفير، مديرية نهم، منطقتنا موبئة ومزروعة بالألغام الأرضية من وقت احتلالها من قبل مرتزِقة العدوان، وجت عملية البنيان المرصوص التي يعلمها الجميع، وحرّرتها، وبعد فترة عاد الأهالي إلى منازلهم وقراهم والمنطقة بمزارعها وطرقها ومنازل المواطنين مغروسة ألغام وقنابل عنقودية، وفي هذا اليوم جرحت بنت عمي تحقيق الشليف، في مزرعتها وهي تزاول عملها، وتجمع الأعلاف والحشائش للأبقار، والمواشي، من مصادر ارزاقهم، وهناك انفجر فيها أحد الألغام، وقد حصلت عدة انفجارات واستشهد على اثرها عشرات المواطنين وجرح العشرات”.
فلا تزال قرية الحول، حَيثُ يلتقي الماضي بالحاضر _كغيرها من القرى والمناطق اليمنية القريبة من خطوط الاشتباك في محافظات صعدة وصنعاء والجوف وحجّـة والحديدة وتعز والضالع ولحج وشبوة ومأرب_ مليئة بآثار العدوان المُستمرّ ألغام متفجرة وقنابل عنقودية، محرمة، وصواريخ وقنابل مختلفة مزروعة في أعماق التربة وبين الحقول والطرقات لم تنفجر بعد، بل لا تزال شبح مخيف يلوح في الأفق، بلغمٌ متفجر، لبقايا زمنٍ مظلم، سينفجر فجأة، مُلحقاً الأذى بامرأة أُخرى أَو طفل آخر، وسيزهق أرواح كثيرة كما أزهق خلال 9 أعوام، بل المئات سيمشون كما كانت تحقيق الشليف تمشي في طريقها بهدوء، وستكون أرواحهم، أَو جراحهم البليغة، رسالة واضحة، تؤكّـد أن الحرب العدوانية على الشعب اليمني، لن تترك جرحاً يلتئم بسهولة، وأن الأبرياء هم دائماً الخاسرون الأكبر.
الأول من سبتمبر 2021.. 3 جرحى في منزل آمن يتحول إلى جرح نازف بالحديدة:
استهدف مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ، في الأول من سبتمبر عام 2021م، مجمع إخوان ثابت في شارع الشهداء بمديرية الحالي بمحافظة الحديدة؛ ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة.
في حي شعبي هادئ بمديرية الحالي، كان مجمع إخوان ثابت ملاذاً آمناً لعائلات كثيرة، لكن هدوء هذا المكان اختُرق فجأة، عندما أمطرت قذائف مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، المباني السكنية بالرصاص، والقذائف، في لحظات، تحولت حياة ساكني المجمع إلى كابوس، وخرجت صرخات الإسعاف لتعلن عن جرح ثلاثة مواطنين أبرياء، كانوا في منازلهم، أصبحوا ضحايا لاعتداء جديد يضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني، منذ 26 مارس 2015م.
صراخ الأطفال وصرخات النساء، وأنين الجرحى، كلها أصوات ارتفعت إلى السماء، شاهدة على وحشية العدوان ومرتزِقته، لم يكن هناك أي مبرّر لهذا الاستهداف الوحشي للمدنيين الأبرياء، سوى الرغبة في إخضاع الشعب اليمني وكسره.
ممتلكات المواطنين سياراتهم بالعشرات ثلاجات المياه وبيع الثلج حافلان النقل، المحال التجارية كلها كالمنازل مصبوب عليها وابل من القذائف والرصاص، اخرجتها عن العمل، وحولتها إلى خردة معطلة، ما ضاعف معاناة الأهالي، وقطع عنهم مصادر عيشهم، وكل ذلك أمام أعين الفرق الأممي المعني بالأشراف على تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار.
أحد عمال مصنع أخوان ثابت بدورة يقول: “حوالي السعة الثامنة وخمسون دقيقة، تم سقوط قذيفة في حوش المصنع المكتظ بالسيارات وشاحنات التوزيع، التابعة لشركة خَاصَّة، أسفرت القذيفة عن تدمير حوالي 22 سيارة وناقلة، وجرح 3 زملاء، منهم رقود عناية مركزة وأخر قطعت يده، ودوماً يقوم مرتزِقة العدوان باستهدافنا، ونأمل من الله أن يردعهم، فنحن نعمل لنعيش أسر بالعشرات، والقذائف تمر من فوقنا دائماً، ومن ذهب للعمل يودع أهله فربما أنه لن يعود”.
استهداف الاحياء السكنية والممتلكات الخَاصَّة والعامة انتهاك صارخ للقانون الدولي، وجريمة حرب بحق الإنسانية، تستوجب تحَرّك المجتمع الدولي للضغط نحو الوقف الفوري للعدوان والحصار على اليمن، ووضع حَــدّ للجرائم المتواصلة بحقة منذ 9 أعوام.