إسناد غزة صفحة ناصعة ليمن الإيمان والوفاء .. “ليس كمثله شعب” …
يمانيون – متابعات
بعزيمة كبرى وثبات اسطوري يواصل الشعب اليمني مساندة غزة من خلال الخروج المليوني في مختلف الساحات أسبوعيا متحديا الظروف الاقتصادية والمناخية وغيرها من متقلبات الحياة.
في المواقف الحازمة المتخذة من قبل الشعوب تجاه قضية ما، تنبئ على عدة عوامل أهمها نوع النظام الحاكم وغيرها من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاعل مع القضية القائمة فمثلا هناك ملايين البشر يرغبون في مناصرة غزة ومساندتها ويعبرون عن ذلك وفق امكانياتهم المتاحة (حديث في السوشال ميديا أو المنابر) وغيرها من الوسائل الممكنة ولكنهم لا يجرؤن على الخروج للتظاهر في الساحات خوفاً من الأنظمة الحاكمة الخانعة للعدو الإسرائيلي.
وأحيانا قد يكون المانع من التظاهر في الساحات حدوث التقلبات المناخية كالمطر والحر والبرد ولكن في اليمن العزيز تختفي تلك العوامل جلها فالقيادة هي من توجه وتؤيد وتبارك واما العوامل المناخية فيستقبلها الشعب اليمني بكل رحابة وسعادة فيخرجون في الساحات تحت وطأة حر الشمس مؤيدين لفلسطين مؤكدين وقوفهم مع القضية الفلسطينية.
حاليا تشهد اليمن السعيد موسم أمطار غير مسبوقة تتواصل ليلا ونهارا ومع ذلك لم يترك اليمنيون ساحات التظاهر وإنما نراهم يحتشدون في الساحات في أوساط السيول والأمطار ما يثبت تجذر القضية الفلسطينية في نفوس وأعماق الشعب اليمني بلا استثناء.
رسائل للمتخاذلين..
وفي هذا الصدد استطلعنا آراء العديد من الناشطين عن موقف الشعب اليمني المتميز عن بقية الشعوب تجاه مأساة الشعب الفلسطيني .
ويعكس الخروج المليوني المتكرر منذ شهور في مختلف الساحات اليمنية مصداقية الرسول الأكرم محمد صلوت الله عليه وعلى آله “الإيمان يمان والحكمة يمانية” بحسب ما يؤكده الشيخ نجيب المطري أحد وجهاء مديرية بني مطر.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن غيرة الشعب اليمني ونخوته ونجدته وعفته وقيمه وأخلاقه وإيمانه يدفعه إلى الخروج في الساحات والثبات في المظاهرات نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إبادة تندى لها جبين الإنسانية.
ويعتبر المطري الخروج المليوني اليمني المساند لغزة انطلاقة لاستنهاض شعوب الأمة العربية والإسلامية وكذا تحريك الضمير الإنساني في مختلف بلدان العالم، مؤكدا أن الثبات في ساحات التظاهر يوصل رسالة للعالم بمدى جرم وقبح العدوان الصهيوني.
ضرورة وعي الشعوب
ويشير الشيخ نجيب المطري إلى أن وعي الشعوب الإسلامية والعربية يسهم في إفشال المشروع الصهيوني المتمثل في التطبيع الهادف لتصفية القضية المركزية فلسطين، موضحا أن مصير الأنظمة العميلة والمطبعة الزوال بأيدي الشعوب الحرة والمؤمنة.
ويصف المطري الشعب اليمني بالسيف الحق والذي سلطه الله على الجبابرة والطغاة والمجرمين.
إحراق المصاحف وقوداً لنهضة الشعوب
وعن إقدام اليهود لإحراق المصحف الشريف في الأقصى الشريف يؤكد الشيخ نجيب المطري أن تلك الأعمال الاستفزازية تشكل وقودا لغيرة وغضب الشعوب الإسلامية الحرة ويزيد من عزمهم في مواصلة المواجهة مع صلف اليهود المعتدين.
ويشير إلى أنه لا يمكن وضع حد لأعمال وإجرام اليهود إلا بالعودة الجادة للقرآن الكريم وتولي أعلام الهدى سفينة النجاة كونهم المؤهلين لهزيمة اليهود والإنتصار بالدين الإسلامي، مبيننا أن الشواهد والأحداث تثبت أن الإنتصار والعزة والكرامة دائما تأتي لأهل الحق وأن الخزي والعار والذل والمهانة تأتي لليهود ومن تحالف معهم.
حضور متجذر في وجدان الشعب اليمني
من جانبه يؤكد الناشط السياسي والحقوقي سند الصيادي أن الخروج المليوني المستمر منذ عشرة أشهر رغم تقلب المناخات والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني يثبت اندفاع اليمنيين الكبير مع القضية الفلسطينية.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” أن الشعب اليمني يعبر بخروجه المليوني عن تفويضه المطلق للقيادة الثورية في قرارها السياسي والعسكري المناصر لغزة.
ويقول “لا يتوقف الأمر عند الاحتشاد بل إن هناك رغبة شعبية جامحة نحو المشاركة الفاعلة في الإسناد ومع ذلك يدرك اليمنيون أن الاحتشاد هو ضمن المتاح شعبيًا؛ وبالتالي أرادوا أن يستمروا في إرسال الرسائل أسبوعيًا للعالم، بأن فلسطين ليست وحدها، وأن جرائم ومجازر العدو الإسرائيلي لن تمر مرور الكرام”.
ويضيف ” الحاصل أنه منذ بدء عملية طوفان الأقصى واليمن في حالة استنفار شديد؛ ويخرج للتظاهر بدافع ذاتي مستشعرًا حجم المعاناة وفداحة التضحية، التي يقدّمها سكان القطاع تحت آلة القتل والحصار الصهيوني؛ ولهذا يقطع بعض اليمنيين مسافات طويلة للوصول إلى مناطق الاحتشاد؛ حيث يهتف مع فلسطين، لعل صوته يصل إلى إخوانه في الأراضي المحتلة”.
أصالة اليمن
ويشير الناشط السياسي والحقوقي سند الصيادي إلى أن الموقف اليمني المساند لغزة ينطلق من ثقافة يمنية عربية راسخة تضع فلسطين في مقدمة القضايا، وأن القضية متجذرة في الوجدان اليمني كونها القضية المركزية للأمة.
ويلفت إلى أن ما يمكن قراءته في مسميات الشوارع والمستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق العامة، والتي تحمل أسماء فلسطينية، ما يؤكد عمق العلاقة التي تربط اليمن بفلسطين، مؤكدا أن مساندة اليمنيين لغزة لا يأتي من جانب عاطفي وإنما من مسؤولية دينية وأخلاقية.
ويضيف الصيادي : “بين اليمنيين وفلسطين عوامل وقضايا مشتركة تكمن في أن العدو الصهيوني يريد سلب الهوية والتاريخ الفلسطيني وفي اليمن اعتدى العدو الصهيوني على سيادة البلد بعدوان همجي أرعب الأطفال والنساء، مؤكدا أن الشعبين الفلسطيني واليمني رغم الانتهاكات العدوانية إلا أنهما لا يزالا صامدين في الميدان.
جريمة إحراق القرآن الكريم
وعن إقدام اليهود على إحراق المصحف الشريف يؤكد الصيادي أن ما أقدم عليه اليهود استفزاز كبير لمشاعر الأمة العربية والإسلامية، مؤكدا أنه ما كان لهذا الفعل وجرائم الابادة والقتل الجماعي والتهجير والتجويع لتستمر لولا التواطؤ والخذلان والصمت العربي والاسلامي المخزي والمذل و المهين.
ويشدد الصيادي بأن هذه المشاهد الاستفزازية كفيلة لإيقاظ المسلمين من سباتهم والتحرك نحو ما يأمرهم بهم دينهم تجاه فلسطين والقدس وغزة“.
ويختتم الصيادي حديثه بالقول “سنرى كثيرا من الاعتداءات على الرموز الإسلامية وعلى المصاحف والمساجد وكما سنسمع الكثير من التصريحات التي تفضح أهداف الكيان الصهيوني البعيدة، والأمة مطالبة بالانتفاض في وجه ما يجري من مخططات صهيونية متطرفة في فلسطين وغزة، مردفا القول:”ماذا بقي لهم أن يفعلوا لتنهض الأمة من سباتها!”.
صلابة الموقف اليمني
بدوره يؤكد الناشط الثقافي مالك النونو أن الشعب اليمني يمتلك عزيمة قوية في موقفه الأخلاقي والإيماني المساند لغزة.
ويبين في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن بعد المسافات وارتفاع أسعار التنقلات والمواصلات وكذا الظروف المعيشية الصعبة وغيرها من العوامل التي يعاني منها الشعب اليمني بفعل العدوان والحصار لم تثن الشعب اليمني عن موقفه المساند لغزة والمتسمر لقرابة عام كامل.
ويشير إلى أن الشعب اليمني يقدم بخروجه المليوني المتواصل وعملياته العسكرية المساندة لغزة أعظم وأفضل الدروس في المساندة والمناصرة لغزة التي تخلى عنها غالبية شعوب العالم.
ويلفت إلى أن الاحتشاد في الساحات يوصل رسالة لليهود والنصارى أنه مهما تخاذل المتخاذلين وصمت الصامتين وتواطئ الأنظمة العربية العميلة إلا أن في اليمن رجال مؤمنون يذودون عن دين الله وينصرون المستضعفين ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم.