“اعترافاتٌ صادمةٌ” لشبكة الجواسيس.. تغييرُ المناهج على الطريقة الأمريكية
يمانيون – متابعات
يتكشَّفُ يوماً بعد يوم حجمُ المؤامرة الغربية المتمثلة في الشيطان الأكبر أمريكا ومن خلفها بريطانيا والكيان الصهيوني، على بلادنا طيلة عقود من الزمن، واستهدافها سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وتعليميًّا وفي شتى المجالات، على يد حفنة من العملاء والخونة باعوا دينهم وقِيَمَهم ووطنهم بثمن بخس، بتواطؤ مفضوح ومكشوف من قبل النظام البائد الذي حوَّلَ اليمن إلى حديقة خلفية للرياض وواشنطن.
وفي جديد حلقات الخيانة والمؤامرة.. طلت علينا الأحد، شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، في ظهور جديد بالصوت والصورة على قناة “المسيرة” الفضائية لتقديم اعترافات صادمة حول استهداف الواقع التعليمي في اليمن منذ العام 2000 وحتى 2010.. فإلى التفاصيل:
هيكلُ الوزارة يخضعُ للتدخُّل الأمريكي المباشر:
استهل الجاسوس “مجيب المخلافي” اعترافاته، بالكشف عن إعداد مقرّرات ومناهج للمعاهد العليا للمعلمين، التي كانت مخرجاتها والدفع الأولى منها أفضل بكثير من مخرجات كلية التربية، مبينًا أنه تم نسف هذا المنجز الكبير وإيقاف الدعم عنه من قبل الوكالة الأمريكية والانتقال إلى أنشطة وبرامج تدريبية قصيرة لمدة من أسبوع إلى أسبوعين، وهذا أضر بسمعة المعاهد العليا؛ لأَنَّه توقف الدعم عنه، وقد تم تشتيت كادره والانتقال إلى إدارات التدريب في مراكز المحافظات، وذلك ضمن مخطّط تدميري.
وأشَارَ الجاسوس المخلافي، إلى أن الأمريكان اشترطوا إنشاء قطاع التدريب والتأهيل وقطاع تعليم الفتاة في الوزارة، وهذا سهَّل لهم التدخل في البناء المؤسّسي لهيكل الوزارة، وبالتالي حصل اختلال كبير في العملية التعليمية أثّر على مستوى الطالب نفسه؛ لأَنَّه الإدارة العامة للتدريب والإدارة العامة للتوجيه كانتا إدارتين ضمن قطاع المناهج والتوجيه، وبالتالي كانتا تعملان بشكل متوازٍ الإدارة العامة للتدريب والإدارة العامة للتوجيه.
وأوضح أن دور الوكالة الأمريكية والمانحين في استهداف العملية التعليمية، بدأ عند تدفق الأموال إلى وحدة مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي، حَيثُ كانت الفجوة الكبيرة والخلل الصادم داخل الوزارة بأنه فُصل التدريب عن التوجيه وفُصل قطاع التعليم الذي كان الركيزة الأَسَاسية في الوزارة وشُتت ضمن مهامه إلى مهام لتعليم الفتاة ومهام للتعليم العام، وبالتالي بدأ الصراع ما بين القطاعين، وأصبح العمل مزاجياً؛ ما أَدَّى إلى ضعف في مهام قطاع التعليم ونفس الشيء في مهام قطاع تعليم الفتاة، وأدى كذلك إلى انشغال وكلاء الوزارة من 2004 إلى الآن في مسألة الصراعات فيما بينهم البين وكذلك ما بين قطاع التدريب والتأهيل وما بين قطاع المناهج.
وَأَضَـافَ عضو خلية الجاسوسية الأمريكية الإسرائيلية: “في 2005 اشتركتُ في برنامج معلمين (1 – 3) كمشرف على تنفيذ البرنامج في محافظة حضرموت، بتمويل من الوكالة الأمريكية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي؛ بهَدفِ تدريب المعلمين، وكان قد سبقته مراحلُ أُخرى شملت إعدادَ الدليل وتدريب المدربين، وقد نُفذ البرنامجُ لمدة أسبوع، ولم تكن مخرجات التدريب في ذلك الوقت كافية للمعلمين؛ لأَنَّ هناك معلماً غير تربوي ومعلماً تربوياً لم يخضعوا لبرامج تدريبية سابقة وهناك معلمون غير مؤهلين من خريجي الثانوية العامة، وهؤلاء المعلمون كُـلّ معلم له احتياج مختلف عن الاحتياجات الأُخرى، وبالتالي عندما تكون الدورة التدريبية لمدة أسبوع ما يستوعبها المشاركون بشكل جيد”، مبينًا أنه نُفذ التدريب وانقطعت المتابعة؛ بسَببِ غياب تمويل الزيارات ومتابعة آثار التدريب، وبالتالي نفذنا التدريب بس لم نعلم هل مخرجاته ساهمت في تحسين المعلمين أم لا”.
وبيّن الجاسوس “المخلافي” أن النشاط الذي اشتغله قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية مع الوكالة الأمريكية للتنمية عام 2007 كان ضمن معلِّمي التخصصات من (4 – 6)، وكان دوره آنذاك هو الإشراف على تنفيذ التدريب للمعلمين في المحافظات، ومنسقاً لمادة العلوم ومن ثم مشرف على تنفيذ الأنشطة في الميدان، موضحًا أن الأنشطة التي دعمتها الوكالة الأمريكية لم يكن هدفها استفادة المعلم، وكان الغرض منها فقط مادياً، حَيثُ كانت الوكالة ترفض تمويل المتابعة بعد انتهاء التدريب ولم تكن لديها أية خطط حول ذلك.
خبراءُ أمريكيون لتغييرِ المناهج الدراسية في اليمن:
من جانبه قال الجاسوس “عامر الأغبري” ضمن اعترافاته الجديدة، أنه تم في عام 2004 التنسيق له من قبل المخابرات الأمريكية لتوظيفه بمشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع للوكالة الأمريكية المموّل من الوكالة الأمريكية الذي يشرف عليه ضابط الاستخبارات الأمريكي “جون رالي” وهو ضابط استخبارات في الوكالة الأمريكية، مُشيراً إلى مشاركته في اللقاءات التي ضمت السفير الأمريكي ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وفريق الوكالة الأمريكية وفريق من وزارة التربية والتعليم ممثلاً بقطاع المناهج وعدد من قيادة الوزارة لمراجعة الاستراتيجية السابقة.
ونوّه الجاسوس “الأغبري” إلى أن الأمريكان استدعوا السفير الألماني والسفير البريطاني والسفير الهولندي، للمشاركة في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي داخل البرج رقم 3 الكائن في مدينة سعوان بالعاصمة صنعاء، حَيثُ طلب السفراء الأجانب مشاركة الخبراء اليمنيين المؤهلين في هذا المجال من قيادة الوزارة ومن مركز التطوير التربوي، إلى جانب السفير السعوديّ الذي كان حاضراً في هذا الاجتماع، وقد طرحت الاستراتيجية مكتوبة باللغة الإنجليزية من قبل الأمريكان، التي كانت تتحدث عن كيفية تطوير التعليم في اليمن، وطرح عدد من المعايير كان أبرزها:
– أولاً تغيير المناهج بشكل عام بما يتراءى بحسب الاستراتيجية المقدمة.
– استراتيجية إضعاف التعليم من قبل الكادر المحلي.
– إضعاف التدريب.
– إضعاف الإشراف التربوي.
– إيجاد بيئة طاردة للطالب.
– إدخَال المصطلحات الجنسية في المناهج التعليمية.
– إدخَال الرموز الأجنبية والأعياد والمناسبات الخارجية على أَسَاس تكون كرموز قادة، إلى جانب خلق مناهج تصعب على الطالب فهمها في المراحل الأولية.
– عمل مراجعة شاملة للمواد الدينية وخَاصَّة في التوحيد والقرآن على أَسَاس أنه من ضمن النقاط أنه إزالة الآيات القرآنية الذي تعمل على حسب ما يقولون تعمل على “إثارة النزاعات الدينية”.
– تطوير المصطلحات الجغرافية، وعدم ربط الطالب اليمني بأحداث تربطه في السيرة من خلال تغييب ذكر الغزوات التي كانت تحصل ضد اليهود، إلى جانب أَيْـضاً تغيير الاستراتيجية في عملية المواد العلمية والقرائية.
وعلى ضوئها هناك بدأت عملية التطوير الكامل للمناهج بشكل عام من (1 – 12) بعد قيام وزارة التربية والتعليم التعاقد مع خبير أمريكي تم تأهيله بالولايات المتحدة الأمريكية في قياس المناهج أَو في تطوير المناهج أَو في القياس والرصد، وذلك؛ بهَدفِ تغيير المناهج، وقد بدأ الأمريكي فعلاً تشكل فريق من عنده، وأخذ بعض العناصر المطعمة من وزارة التربية والتعليم وفريق آخر من خارج التربية وظل يعمل لأكثر من خمسة أشهر في تغيير المادة بالكامل.
دور المخابرات الأمريكية في زرع مفاهيمَ خاطئة بالمنهج خدمة لليهود:
وفي ضوء اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، يكشف الجاسوس “محمد حاتم المخلافي” أنه تم إدخَال مواقفَ وتسريبات متعلقة بالمفاهيم المغلوطة، في كتاب القراءة للصف الثاني من التعليم الأَسَاسي الجزء الثاني طبعة عام 1428.
ومن ضمن المفاهيم التي كان يسعى الأمريكان إلى غرسِها في مناهج بلادنا والدول العربية والإسلامية:
1- نشر ما يسمى ثقافة السلام والمقصود به الاستسلام.
2- محاربة التطرف والإرهاب ويقصد به إبعاد روح الجهاد ومحاربة الجهاد وكلّ ما يتصل بالجهاد ومقاومة الأعداء.
3- المفهوم الثالث المتعلق بمراعاة مبادئ النوع الاجتماعي.
وبيّن الجاسوس “المخلافي” أنه وفي إطار هذه المفاهيم الثلاثة تم إدخَال صور ليست من البيئة اليمنية، هذه الصور تدعو إلى الاختلاط والتبرج، حَيثُ تم عرض صور لبنات ونساء غير ملتزمات باللباس الشرعي؛ يعني كأن يكون اللباس قصيراً كذلك أَيْـضاً شعرهن ظاهراً.
كذلك في الجانب الآخر الذي هو الجانب الإيماني، تم تسريب عبارات تدعو للإلحاد، مثل يسقط المطر وعبارة هدية السماء في حديث كان عن المطر؛ فالإشارة إلى أن المطر يسقط من نفسه هذه عبارة إلحادية تدعو للإلحاد، وعدم الإشارة إلى أن الله هو الذي ينزل المطر، كذلك هدية السماء إلى جانب أنها عبارة إلحادية وكأن المطر نزل من السماء فيه عبارة إلحادية وفيه أَيْـضاً تسريب وتعميم لثقافة النصارى؛ لأَنَّ النصارى هم الذين يعدون المطر هدية السماء.
ولفت الجاسوس المخلافي، إلى أن الفريق الأمريكي المكلف بتغيير المناهج في اليمن، قام بتسريب وإدخَال صورة الصليب في عربة الحصان وفي السفينة ولبيان الجهات الأربع على الرغم أن الجهات الأربع لم ترد في النص الرئيسي، وإنما وردت في التدريبات لتوضح ذلك، والمفترض أن التدريبات تكون مرتبطة بالدرس الرئيسي ولكن تم إقحامها في التدريبات.
وأكّـد أن من ضمن التدرج في التهيئة للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، ورد في كتاب القراءة للصف الثاني الجزء الثاني طبعة عام 1428 أن المسجد الأقصى تحت سيطرة اليهود، فأولاً ذكر أنه تحت سيطرتهم وليس احتلالهم، هم محتلّون للمسجد الأقصى وليس مُجَـرّد سيطرة، كذلك أَيْـضاً ذكرت كلمة اليهود بدون الإشارة إلى أنهم أعداء وهم أعداؤنا كما ورد في القرآن الكريم، وأكّـد على ذلك، كذلك أَيْـضاً وردت عبارة محاولة إحراق المسجد الأقصى وهذا تخفيف لاعتداء اليهود الذين أحرقوا المسجد الأقصى فعلاً، كما أنه تخفيف لتأثير وقع اعتداء اليهود بإحراق المسجد الأقصى لدى التلاميذ، حَيثُ سيثبت في أذهانهم أنها كانت مُجَـرّد محاولة للإحراق وليس عملية إحراق فعلي؛ فهذه كلها من التدرج في التهيئة للتطبيع، وقد أدخلت هذه المفاهيم وفقاً لتوجيهات المخابرات الأمريكية.
مجالس الآباء.. مخطّط أمريكي لاستهداف أبناء البلد:
في السياق قال الجاسوس “شايف الهمداني” ضمن اعترافاته الجديدة، الأحد: إن “من ضمن الأهداف الأَسَاسية التي عمل عليها قطاع التعليم في اليمن مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت غطاء ترميم بعض المدارس الحكومية، هو جمع قاعدة بيانات عن التربويين والطلاب، والجانب التعليمي، والمجتمعي، وكلّ المعلومات الاستخباراتية التي تريدها الوكالات الأمريكية على المستوى الجغرافي، حَيثُ كان يتم جمع تلك المعلومات عن طريق الشركاء المنفذين لمشاريع التعليم، كما أنه كان يتم قياس الرأي العام وجمع التقييمات لمعرفة التوجّـهات السياسية والاجتماعية للكيانات الموجودة في تلك المناطق التي يسعون من خلالها إلى تغذية الصراعات لديهم والتأثير عليهم سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا تحت مبرّر وغطاء هذه المشاريع”.
ولفت الجاسوس الهمداني، إلى أن الشركاء المنفذين لقطاع التعليم بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قاموا بإنشاء ما يسمى مجالس الآباء في المدارس داخل المناطق المستهدفة؛ وذلك مِن أجلِ التأثير على كافة شرائح المجتمع من أبناء وآباء، عبر جمع المعلومات الضرورية عنهم بشكل كامل في تلك المناطق المستهدفة.
المارينز الأمريكي يشارك في تدمير التعليم باليمن تحت يافطة الترميم:
يعود الجاسوس “عامر الأغبري” للحديث عن دوره مع الجانب الأمريكي في استهداف العملية التعليمية باليمن قائلاً: “عملنا زيارة ميدانية إلى محافظة صعدة أنا ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وهناك قابلنا محافظ صعدة، وقد جاءت الزيارة وفقاً لتوجيهات قيادي في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع للوكالة الأمريكية وهو له دور كبير جِـدًّا في العمل بهذا المشروع، وقد عمل قبلها على نقل عنصرين من المارينز أَو البحرية الأمريكية بصفتهم مهندسين مدنيين لبناء وإنشاء المدارس، وفعلاً قاموا بترميم مدرسة بمديرية حيدان، حَيثُ تبعد المدرسة المستهدفة حوالي 10 أمتار عن الطريق الرئيسي المتجه إلى مران، كما تم خلال الزيارة توزيع حقائب ترفع الشعار الأمريكي، ولكن حصل بعض التنبه من مواطني صعدة فقاموا بعمل مظاهرة ضد الأمريكان وضد المارينز المتواجدين؛ مما اضطرهم إلى الهروب نحو صنعاء”.
ونوّه الجاسوس الأغبري، إلى أن “من ضمن الأنشطة التي شاركوا فيها، هو تنفيذ مطالب الاستخبارات الأمريكية بإحداث اختلاط جنسي بين الشباب والشابات داخل المدارس المستهدفة، وتم بالفعل إدخَال أنشطة احتكاكية بين الجنسين، مثل لعبة الزميطات في الأرجل وتغميض العين بين الشباب والشابات كُـلّ شاب يحاول يدعس النفيخة أَو الزميطة من أرجل زميلته، وبالتالي كان هناك احتكاك، نتج عنه احتضان وملامسة بين الطلاب والطالبات، إلى جانب نشاط شد الحبل من جهة الشباب بحكم أنهم أقوياء، والعمل على شد الطالبات إلى نحوهم؛ ما يؤدي إلى احتضان بعضهم البعض، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة متعلقة بالرسم يتم فيها إبراز الأعضاء الجنسية الموجودة في مادة الأحياء”.
وأردف عضو خلية التجسس قائلاً: “بعد فترة زمنية معينة بدأ البنك الدولي بتصميم مشروع متكامل يسمى مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي والثانوي بمبلغ 350 مليون دولار، وكان أهداف هذا المشروع تخدم الاستراتيجية الأمريكية في خلخلة التعليم باليمن، من خلال إضعاف الإشراف التربوي في مختلف المحافظات؛ لأَنَّه كان يشمل جميع المحافظات وكان يدار من قبل كادر محلي يمني يديره [….] الذي يعد ابن الوكالة الأمريكية وذهب لتحضير الماجستير على حساب الوكالة الأمريكية في باكستان، كما أن من ضمن أهداف المشروع التآمري أَيْـضاً هو تطوير المناهج التعليمية بالكامل بما يتسم مع الاستراتيجية الأمريكية”.
استهدافُ مناهج العلوم والرياضيات للإضرار بالعقول اليمنية:
وتطرق الجاسوس “مجيب المخلافي” في اعترافاته الصادمة، إلى مشروع “تيمس” هو مشروع دولي تدعمه بشكل أَسَاسي الوكالة الأمريكية للتنمية، والذي بدأ نشاطه في الجمهورية اليمنية من مراحلَ سابقةٍ تقريبًا من الثمانينيات، حَيثُ تم إجراء اختبارات “تيمس” لعيّنة من الطلاب اشتركوا في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، وقد ظهر مستوى اليمن في هذه الاختبارات بشكل متدنٍّ جِـدًّا.
ولفت الجاسوس “الأغبري” إلى أن “من نتائج الدراسات التي تتم على اختبارات “تيمس” تم إرسال فرق متنوعة من وزارة التربية بصنعاء إلى الأردن فيما بعد على أَسَاس أنه بدأ في مرحلة تطوير مواد العلوم والرياضيات بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي، الذي تبنى تطوير مناهجَ جديدة تعتمد على الجانب التطبيقي، والجانب التطبيقي يعني أن منهج العلوم بحاجة إلى معمل بحيثُ إنه يستطيع الطالب أن يلاحظ نواتج التفاعلات التي تمت ما بين مادة ومادة والخروج بمادة أُخرى”.
وأضاف: “المدارس اليمنية لا يتوفر فيها المعامل المطلوبة، وبالتالي عندما نزلت المناهج الجديدة حصلت ضجة كبيرة من قبل المعلمين في البداية كونهم لا يستطيعون التعامل مع المنهج الجديد، كما أن أولياء الأمور لا يستطيعون تقديم الدعم لأبنائهم في هذا الجانب|.
وبيّن الجاسوس الأغبري، أن المخابراتِ الأمريكية عملت على تطوير هذه المناهج التي أسمتها المناهج التطبيقية في العلوم والرياضيات، وتعتمد في الأصل على وجود معامل داخل المدارس، موضحًا أن هناك حوالي 17000 أَو 18000 مدرسة في الجمهورية اليمنية لا يوجد فيها معامل، كما أن اليمن لا تتوفر فيها ورش مركزية أَو محلية لإنتاج المواد ومتطلبات تلك المعامل.
وأوضح أن أثر ذلك انعكس سلباً على الطالب وعلى ولي الأمر وعلى المعلم، وكان له تأثير قوي على نفسية الطالب الذي يقرأ مثلاً عن ورقة عبادة الشمس الحمراء، التي عندما تعملها مع القلوي يتغير لونه للشكل كذا، ورقة عبادة الشمس الزرقاء عندما تعمله لحمض يتغير شكلها، بينما الطالب لا يعلم ما هو شكل ورقة عبادة الشمس ولا يعرف ما هو الحمض ولا يعرف ما هو القلوي، وبالتالي تعود المعاناة على المعلم وعلى ولي الأمر.
وأكّـد الجاسوس “الأغبري” أن “الهدف الذي سعت له الوكالة الأمريكية في تطوير المناهج المدرسية بطريقة غير متوازنة باليمن، هو إخراج جيل غير ملم أَو غير قادر على أنه يطور مستقبل البلاد على المدى البعيد؛ كون مادة العلوم ومادة الرياضيات هي الأَسَاس الذي على أَسَاسه تُبنى العلوم وتُبنى التكنولوجيا وتُبنى المؤسّسات التقنية والمصانع في البلاد وهي التي تنمي الابتكار والاختراع لدى الأطفال”.
ونوّه إلى أن “كتلة التعليم المحلية في اليمن يتم تشكيلها من قبل الوكالة الأمريكية ومنظمة الجي أي زد الألمانية والديفيد البريطانية وسيف شيلدرين واليونيسف والغذاء العالمي والصندوق الاجتماعي للتنمية”، حَيثُ إن الهدف من كتلة التعليم المحلي، هو المصادقة على أي تطوير للمناهج أَو الحذف أَو إدخَال معلومات جديدة في المناهج، أَو التدريب في كُـلّ المجالات، وكان يتم شهريًّا الاجتماع طيلة 10 سنوات، وقد عيَّنت الوكالة الأمريكية أحدَ عملائها المحليين داخل وزارة التربية، مقرّراً لكتلة التعليم، ومنفذاً لمخطَّطاتها التآمرية”.