31 أغسطس خلال 9سنوات.. ذكرى دامية.. غارات جوية تزهق وتجرح 38 مدنياً وتدمر البنية التحتية
يمانيون – متابعات
ارتكب طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي سلسلة من الجرائم البشعة بحق المدنيين الأبرياء في مثل هذا اليوم 31 أغسطُس آب، خلال العامين 2015م، و2016م، في استهداف منازلَ سكنية وأسواق زراعية ومبان حكومية، وناقلات غذاء؛ مما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير كبير للممتلكات والبنية التحتية، وقصص مأساوية ترويها دماء الأبرياء، وصيحات الجوعى.
في إحدى هذه الجرائم البشعة، استهدف العدوان منزلاً لعائلة الأخوين علي ومحمد الخوري في مديرية حيران؛ مما أسفر عن استشهاد 7 أفراد من العائلة بينهم أطفال، وإصابة 5 آخرين بجروح بالغة، وفي جريمة أُخرى، استهدف العدوان سوقاً زراعياً في منطقة مجز بمحافظة صعدة؛ مما أسفر عن استشهاد وَإصابة عدد من المواطنين، كما استهدف العدوان مبنى المجمع القضائي في محافظة عمران، مما تسبب في إصابة عدد من أفراد الأمن.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
31 أغسطُس 2015.. 19 شهيداً وجريحاً في مجزرة مزدوجة بغارات وحشية على صعدة:
في مثل هذا اليوم الحزين 31 أغسطُس آب، عام 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمتين بشعتين بحق المدنيين الأبرياء في محافظة صعدة شمالي اليمن، استهدف منازل المواطنين وسوقاً زراعياً؛ مما أسفر عن استشهاد 9 بينهم أطفال ونساء، وجرح 10 آخرين بجروح مختلفة، وتدمير الممتلكات وتشريد العائلات، ومضاعفة المعاناة.
الجريمة الأولى: أرواح تزهق ودماء تسيل وصرخات أطفال تدمي القلوب:
في منطقة بني الصياح بمديرية رازح، هطلت قنابل الموت من سماء العدوان على منازل المواطنين الآمنة، محولة أحلامهم إلى رماد وآلامهم إلى جراح نازفة، أسفرت هذه الغارات الوحشية عن استشهاد 7 مواطنين بينهم أطفال ونساء، وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، يقول أحد الناجين: “لم أصدق ما رأيت، منزلي الذي كان ملجئي تحول إلى كومة من الأنقاض، وأخي الصغير استشهد أمام عيني”، وأضافت أم أحد الشهداء، وهي أم لأربعة أطفال: “فقدت كُـلّ شيء في لحظة، منزلي وممتلكاتي وأخيرًا وأهمها ابني”.
صراخ الأطفال يدمي القلوب، هنا أطفال جرحى مضرجون بالدماء، يصرخون ويستغيثون، وجثث أهاليهم من حولهم مقطعة أشلاء أَو أثخنتها الجراحات وفقدت وعيها، وسط الدمار والنار والدخان والغبار، وهول مجزرة وحشية بغارات ألقت حمم حقدها على رؤوسهم وأجسادهم النحيلة قنابل متفجرة وصواريخ متشظية، ودمار مهول.
إحدى الجريحات طفلة على سرير المشفى، يقابل سرير جدها المسن والمضرج بالدماء والمثخن بالجراح، تصرخ وتصيح من شدة الألآم وهول الفاجعة، فيما الأطباء يخيطون جراحها الغائرة، ويهدئون من روعها، وحركاتها البريئة المحاولة لفك نفسها وهي تبحث بنظرها يمنة ويسرة عن والدتها الشهيدة التي لم ترها، مناديه بصوت عال: أمي أمي أين أبي؟.. في مشهد إنساني تذرف أمامه الدموع.
المنازل المدمّـرة لم تعد صالحة للسكن ومحاولات الترميم، وبات من نجا من سكانها أَو تشافت جراحه، أمام مواجهة معاناة النزوح والتشرد والحرمان، هنا يقول أحد الناجين من فوق دمار منزله: “في حال تشافينا من الجراح إلى أين سنعود لا مأوى لدينا، مواشينا كلها نفقت بين الدمار وتحت الأنقاض، مصدر دخلنا كان يعتمد على الرعي وتربية الأغنام وبيعها، أفقدنا العدوّ عائلنا، ومصدر رزقنا، إن الشهادة بالغارات أخف من الحياة في ظل المعاناة وويلات التشرد”.
الجريمة الثانية: السوق الزراعي هدفٌ للعدوان
وفي جريمة أُخرى لا تقل بشاعة، استهدف طيران العدوان سوقاً زراعياً في منطقة مجز أثناء قيام المواطنين بتعبئة محصول الرمان، أسفرت هذه الغارة الغادرة عن استشهاد شخصين وجرح 5 آخرين، إلى جانب تدمير عدد من المحلات التجارية والسيارات وثلاجات التبريد، مما تسبب في خسائر مادية فادحة للمزارعين والتجار.
يقول أحد المزارعين الناجين، وهو أحد الباعة المتضررين: “كنت أجمع محصول الرمان عندما سمعت صوت الطيران حاولت الاحتماء لكن الغارة وقعت بسرعة، نظرت حولي فوجدت نفسي وسط الدمار والخراب، والدماء تنزف من جسدي ولم أستطع النهوض والنيران والدخان في كُـلّ مكان، والكل يهرب خشية معاودة الغارات على المسعفين، ولكن هذا الإجرام والتوحش السعوديّ الأمريكي لم يهز فينا شعرة، وستكون قبلتنا الجبهات حتى يأذن الله بالنصر أَو الشهادة”.
مشاهد الدماء والأشلاء مختلطة بسلال الفاكهة وحمرة الرمان المنفوشة في كُـلّ أنحاء السوق، وعلى السيارات والدراجات النارية التي كانت في المكان، وانتشلت الجرحى، وجمعت أشلاء الشهداء الممزقة، وبقي في المكان منسياً، مخ سقط بالكامل من إحدى الجماجم التي فكتها شظية من أحد الصواريخ التي ألقاها طيران العدوان على رؤوس المزارعين.
هنا يقول أحد الناجين: “طيران العدوان استهدف عمالاً كانوا يغلفون فاكهة الرمان لتصديرها إلى أسواق العدوّ السعوديّ، فبادلهم عن ذلك بالقتل والإبادة”.
تلك المشاهد المأساوية التي شهدتها محافظة صعدة تكشف عن حجم الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، على مدى 9 أعوام، وتؤكّـد استهدافه الممنهج للمدنيين والبنية التحتية، ففي كُـلّ يوم يمر، يزداد عدد الشهداء والجرحى، وتزداد الخسائر المادية، وتزداد معاناة الشعب اليمني.
تعتبر الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي في محافظة صعدة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتشكل جرائم حرب وجرائم إبادة ضد الإنسانية، إن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتدمير الممتلكات الخَاصَّة والعامة، وتشريد العائلات، كلها أعمال محظورة بموجب القانون الدولي.
تلك الجرائم تركت آثاراً نفسية واجتماعية عميقة على الناجين وأسر الشهداء، حَيثُ يعانون من الصدمة والخوف والاكتئاب، كما أَدَّت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وشلت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المناطق والمحافظات المستهدفة.
إن هذه الجرائم البشعة بحق أبناء محافظة صعدة، واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة، المتواصلة خلال 9 أعوام، والتي تستوجب من المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان على اليمن، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتقديم الدعم للشعب اليمني، والمساعدة اللازمة للضحايا وتوثيق الجرائم المرتكبة.
31 أغسطُس 2015.. جوع مُفتعل.. غارات العدوان تستهدف قوت اليمنيين في حجّـة:
31 أغسطُس آب عام 2015م، يومٍ جديد من أَيَّـام الحصار والعدوان السعوديّ الأمريكي، استهدفت غاراته الوحشية شاحنة محملة بالمواد الغذائية، في منطقة بني الخمج بمديرية حيران، محافظة حجّـة، في جريمة بشعة تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الحصار المُستمرّ.
جريمة جديدة في سلسلة طويلة:
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من أزمة غذائية حادة؛ نتيجة للحصار الاقتصادي المفروض عليه منذ سنوات، يأتي استهداف شاحنة محملة بالمواد الغذائية ليزيد من معاناة المواطنين، هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، فطيران العدوان يستهدف بشكل متعمد المزارع والمخازن والمرافق التي توفر الغذاء للمواطنين، في محاولة لإخضاعهم وتجويعهم.
هنا “البابور” أحد مسميات شاحنات النقل البرية في اليمن، يحترق حولته غارات العدوان إلى كرة لهب ونار متصاعد وسط ليل مظلم على قارعة الطريق، كان محملاً بالدقيق والقمح، والبسكويت، التي تحترق هي الأُخرى، ونفشته الغارة على أرجاء المكان.
يقول سائق الشاحنة: “نزلت من البابور أبرد المكينة، وقضاء حاجتي وأول ما ابتعدت سمعت الغارة فورًا، والنيران تشتعل، فهربت أكثر لأنجوا بنفسي، والمرافق الذي كان معي، خشية من معاودة الغارات، وهذه مواد غذائية، لماذا يستهدفونها؟”.
وتسبب استهداف شاحنة الغذاء في خسائر مادية كبيرة، وفقدان كميات كبيرة من المواد الغذائية التي كانت ستساهم في تخفيف معاناة العائلات الفقيرة، يقول أحد شهود العيان: “رأيت الشاحنة وهي تشتعل بالنيران، كُـلّ ما البضائع، ذهبت هباءً منثوراً، وكان الأهالي ينتظرون وصولها بفارغ الصبر.
إن استهداف شاحنة الغذاء هو جزء من حصار اقتصادي خانق يفرضه العدوان على الشعب اليمني، أَدَّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وشح في توفرها، وانتشار سوء التغذية والأمراض، التي أصبح الأهالي يخشون على أطفالهم من الجوع أكثر من الخوف من القصف، فالحياة صعبة جِـدًّا بدون طعام، والحصار يعتبر جريمة حرب، يستخدم الجوع سلاحاً للحرب؛ وهو ما يهدّد حياة الملايين من المدنيين، الذين ظهر بعضهم في حجّـة على وجه التحديد يأكلون أوراق الأشجار، وبات أكثر من 50 % من السكان يتناولون وجبة غذائية واحدة في اليوم.
وتعتبر الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي في محافظة حجّـة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
هذه الجرائم البشعة والمُستمرّة طوال 9 أعوام، تستوجب من المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان على اليمن، وكسر الحصار المفروض عليه، ومحاسبة مرتكبيها، من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي أسرعت لاستغلال مأساة اليمنيين في حجّـة وغيرها، لتحقيق مكاسبَ مليارية على حساب جوعهم، مقابل القليل من الفتات والقمح التالف، والجهود المحدودة التي لم تخفف من حدة المجاعة في اليمن.
31 أغسطُس 2016.. 7 جرحى بغارات وحشية تستهدف صرح القضاء في عمران:
في يومٍ جديد من أَيَّـام العدوان والحرب، وفي يومٍ حزينٍ من أَيَّـام شهر أغسطُس عام 2016م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة بحق المدنيين الأبرياء في محافظة عمران شمال اليمن، بسلسلة غارات متكرّرة استهدفت مبنى المجمع القضائي؛ مما أسفر عن جرح 7 من أفراد الحراسة الأمنية بجروح مختلفة، وتسبب في أضرار مادية جسيمة بالمبنى، ودمار لحق بالمحلات التجارية المجاورة، والمسجد المجاور، دمّـر بالكامل وأحرقت المصاحف، إنه العدل الذي ليس في قاموس الظالمين، هدفاً استراتيجياً على قائمة الأهداف.
استهداف صرح العدل:
إن استهداف مبنى المجمع القضائي، استهداف للحق والعدل، ودليل واضح على حقد العدوان على صمود صرح العدالة والقانون الحامي لحقوق المواطنين، ومحاسب المجرمين، والخونة والعملاء.
في هذا السياق يقول أحد أفراد الحراسة الجرحى: “كنا نؤدي واجبنا في حماية المبنى، فإذا بنا نتعرض لهذه الغارات الغادرة، لم نتوقع أن يستهدفوا مكاناً مثل هذا، أنا وزملائي جرحى نعم، لكن هذه الجراحات وقود يحركنا صوب الجبهات، ونذيق عدونا بأس الشعب اليمني، ونرد عليه في المكان المناسب، لقيمنا وأخلاقنا وعقيدتنا العسكرية وهويتنا الإيمانية واليمانية”.
أحد القضاة، قدم اليوم الثاني صباحاً ليؤدي عمله ولكن ما كان أمام ناظريه كومة دمار وخراب لعدة أدوار دكتها غارات العدوان، وخلطت مكاتب وقاعات المحكمة، وأرشيفها وسجلاتها، وقلمها، والتراب والدمار، وهنا يقول: “هذه الجرائم بحق الأعيان المدنية والأضرار التي لحقت بمنازل ومساكن وممتلكات المواطنين المجاورة، تزيدنا قناعة أن شعبنا اليمني على الحق، وأن النصر مصيره الموعود، ونحن اليوم نشاهد ملامح النصر تتجلَّى في نفير الرجال الشجعان من كُـلّ أسرة في اليمن، صوب الجبهات، وما هذه الوحشيةُ للعدوان سوى مؤشر على هزيمته في ميدان المواجهة الحقيقية”.
وتسببت هذه الجريمة في إعاقة عمل القضاء في المحافظة، وتعطيل سير العدالة؛ مما زاد من معاناة المواطنين، وتأخر حَـلّ خلافاتهم ومشكلاتهم المدنية والجنائية، كما تسببت في حالة من الخوف والرعب بين الأهالي المجاورين للمجمع القضائي، وتضرر منازلهم وممتلكاتهم.
هذه الجريمةُ واحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني المتواصلة منذ 9 أعوام، وتشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ومحاولة سخيفة لتعطيل سير العدالة، وكلها أعمال محظورة بموجب القانون الدولي، وتستوجب من المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمة في الجنايات الدولية.
31 أغسطُس 2016.. 12 شهيداً وجريحاً وتدمير البنية التحتية بغارات العدوان على حجّـة:
في مثل هذا اليوم 31 أغسطُس آب من العام 2016م، سالت دموع حجّـة في مشهد مأساوي يدمي القلوب، ارتكب فيه طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة بحق المدنيين الأبرياء، مستهدفاً منزلاً لعائلة الأخوين علي ومحمد الخوري في منطقة الخوري بمديرية حيران، شمال اليمن؛ مما أسفر عن استشهاد 7 أفراد من العائلة بينهم أطفال، وإصابة 5 آخرين بجروح بالغة، وفي الوقت نفسه، شن العدوان سلسلة غارات هستيرية على منطقة الدوار بمديرية مستبأ ومبنى المعهد الزراعي بعبس، في تصعيد خطير لجرائمه بحق الشعب اليمني.
مجزرة مروعة تهز الضمير:
في جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائم العدوان، استهدف طيران العدوان منزلاً سكنياً في منطقة الخوري بمديرية حيران، مما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين، وجرح 5 آخرين بينهم أطفال ونساء، لم يذوقوا طعم الحياة، هذه الجريمة المأساوية كشفت وحشية العدوان وجرائم الإبادة بحق الشعب اليمني، في ظل صمت دولي مطبق.
رصت جثث الشهداء على أسرة ينام عليها الأهالي، ويرفع الغطاء على وجوههم واحداً تلو الآخر، حتى وصل الدور إلى جثمان طفل رضيع عمره عام واحد لم يفطم من ضرع أمه، بل فطمته غارات العدوان من حقه في الحياة، وشجَّت جمجمة رأسه وأخرجت مخه إلى الأرض، وأسالت دماءه عليه ونزعت روحه بشكل شنيع، وبطريقة لا ترحم.
عم الطفل الذي كان غير متواجد في المنزل حين الغارة، وكان في طريق العودة يقول “عدت من عملي وما عاد وجدت أحد من أفراد أسرتي، زوجتي وأطفالي وأخي وأطفاله كلهم شهداء وجرحى، أنا لا أطيق الحياة بعدهم، قتلهم العدوان وهم يتناولن وجبة الغداء، قتلوا وهم جوعا لم يشبعوا بعد، بل أشبعهم العدوّ بثلاث غارات وحشية، هل بقي في هذا العالم إنسانية ليوقفوا العدوان على الشعب اليمني؟”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “غارات العدوان ارتكبت جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الأطفال والنساء، في منطقة الخوري، أين هي المنظمات الإنسانية، أين هي منظمة هيومن رايس؟ أين هي حقوق الطفولة، أين الديمقراطية التي يتحدثون عنها؟! هل هؤلاء الأطفال من يحارب السعوديّة! لماذا يستهدفونهم! لا ندري ما هي المبرّرات التي يقدمونها أمام جرائمهم ومجازرهم الوحشية، 5 أطفال شهداء منهم زهراء، وإبراهيم، و3 آخرين أولاد عمهم لا تتجاوز أعمراهم 10 أعوام”.
تفاصيل الجريمة تدمي القلوب، ويبقى الصمت العالمي هو المشجع والداعم لاستمرار المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية بحق الطفولة في اليمن، من قبل عدو متغطرس لا يخشى الجوانب القانونية والمحاسبة التي تم شراء الجهات الدولية المسؤولة عنها.
واصل العدوان ارتكاب المجازر المروعة، دون أن يحاسب أَو يردع، فبينما تسيل دماء الأبرياء، وتدمّـر المنازل والمدن، يقف العالم مكتوف الأيدي، وكأن ما يحدث في اليمن لا يستحق قطرة من دموعهم.
غارات هستيرية تستهدف البنية التحتية:
إلى جانب استهداف المنازل السكنية، شن العدوان سلسلة غارات هستيرية على منطقة الدوار بمديرية مستبأ ومبنى المعهد الزراعي بعبس، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة، وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، هذا الاستهداف الممنهج للبنية التحتية يهدف إلى تدمير اليمن وإضعاف صمود شعبه.
يراقب الأهالي تحَرّك طيران العدوان فوق سماء منطقتهم ووصول الغارات المتتالية وانبعاث الدخان وتوزع الشظايا والأحجار والدمار، وسط النهار، وكلّ يتحسس رأسه، وينتظر قرب الغارات من جسده، وعشرات أطفال ونساء يخرجون من منازلهم مسرعين صوب المزارع المجاورة، خشية على حياتهم.
هنا أحد الأهالي يقول بكل شموخ والغارات على مقربة منه: “يا قوى العدوان لن تهزوا فينا شعرة، نحن مستعدون للشهادة في سبيل الله كباراً وصغاراً، في الجبهات وفي المنازل والمزارع، وداخل مؤسّساتنا الحكومية ومنشأتنا الحيوية، لن تتركوا لنا أي شيء يأمل بوقف عدوانكم، بل كُـلّ ما هو يمني مستهدف، والحياة واحدة والموت واحد، فحياتنا ومماتنا لله، وأن شاء الله يكون النصر حليف المستضعفين مهما طالت سنوات عدوانكم علينا، ومهما صمت العالم”.
إن هذه الجرائم البشعة إحدى جرائم الحرب ضد الإنسانية، التي لا يمكن السكوت عنها، وتستوجب من المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان على اليمن، وتبقى أصوات الجرحى، ودماء الشهداء، الزكية تشهد على وحشية العدوان،
تلك الجرائم البشعة تأتي في إطار عدوان مُستمرّ على اليمن، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل صمت دولي مطبق.