27 أغسطُس خلال 9 أعوام: 29 شهيداً وجريحاً وتدميرٌ للممتلكات بغارات عدوانية على صعدة وحجة والحديدة
يمانيون/ تقرير
أسفرت غاراتُ العدوان عن 9 شهداء و20 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل، والمزارع والممتلكات الخَاصَّة والعامة، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان، والحزن والخوف، في مجازر وحشية وجرائم إبادة بحق الإنسانية في اليمن.
وفيما يلي أبرزُ تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
27 أغسطُس 2015.. 28 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال في قصف على صعدة
في مثل هذا اليوم 27 أغسطُس آب، من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازلَ وممتلكاتِ المواطنين في عددٍ من مديريات صعدة، بعشرات الغارات.
أسفرت الغارات عن 9 شهداء و19 جريحاً بينهم أطفال ونساء، في مجازرَ وحشيةٍ وجرائم حرب وإبادة جماعية، وتدمير عشرات المنازل والمزارع والممتلكات، وحالة من الحزن والقهر، والتشريد والنزوح الجبري، ومضاعفة المعاناة، واليتم، والحرمان، أمام عالم أصم، لا يسمع صراخ الطفولة، ولا ينصت لعويل وبكاء الثكلى، وجوع ومآسي الشعبِ اليمني.
ففي مديرية رازح استهدفت غارات طيران العدوان مناطق متفرقة، نتج عنها 7 شهداء بينهم أربعة أطفال إخوة، وَ16 جريحاً، وتدمير ودك المنازل على رؤوس ساكنيها، وسط ظلمة الليل ونوم الأهالي، الذين فزعوا على مجازرَ وحشية تستبيح أرواحهم وممتلكاتهم، بأنواع الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا.
الأشلاء والدماء بين الدمار والخراب وفوق ما بقي من الأثاث وعلى ملابس المنقذين، تعكس وحشية الجريمة والمجرم، والإيغال السعوديّ الأمريكي في سفك الدم اليمني.. هنا أطفال ممزقون ومقطعون وجوارهم أخوات لهم يبكين ويصرخن لفراقهم، وأهل تقطر قلوبهم وعيونهم دماً وحزناً وكمداً، وكلهم غيظ وإباء وبأس، عباراتهم مليئة بالثقة العالية بالله ونصره، وتشديديهم على أهميّة التحَرّك صوب الجبهات.
الأم وأطفالها، جراحُهم غائرة وخطيرة، وهم فوق الأسرة، مضرجين بالدماء، وصرخات الطفولة تعلوا كُـلّ الأصوات.
سكان قرى شعارة، وغمار، وبني ربيعة، والشوارق، ودهوان، وجبل الأزد، 6 قرى حدودية في مديرية رازح الحدودية، يخلدون إلى منازلهم وفرش نومهم بعد يوم شاق من الأعمال والجهد في كسب لقمة العيش، وما إن يتسلل النوم إلى جفونهم وهجع الأطفال، وسكن الليل، تسللت إلى أجوائهم عدد من طائرات العدوان السعوديّ الأمريكي فأفزعت نائمهم، بسلسلة غارات مدمّـرة تقدر بـ 10 أزهقت أرواح 7 منهم بينهم أطفال رضع ونساء حوامل، وجرحت 19 آخرين، ودمّـرت عشرات المنازل، وشردت سكانها، وأجبرت من سلم من سكان القرى على النزوح نحو المجهول.
يقول أحد المسعفين: “جمعنا الأشلاءَ من بين الأنقاض والمزارع المجاورة ومن فوق الأشجار ومن بين الزروع، رؤوس مقطعة وأيادٍ وأقدام وقطع صغيرة لا نعرف لمن تعود، هذه البشاعة لا يمكن للعقل تخيلها، بأي ذنب يقتل الأطفال؟! أين هو العالم من حقوق الأطفال والإنسان؟ يتشدقون بذلك وكلهم متآمرون وشركاءُ في إبادة شعبنا”.
كما هو الحال في منطقة ولد مسعود بمديرية سحار، التي استهدفت غارات العدوان منزل أحد المواطنين وتدميره بالكامل على رؤوس الأطفال والنساء، وتضرر المنازل المجاورة، ودفن المواطن أحمد الرابضي وزوجته، تحت أنقاض منزلهم المدمّـر، وجرح 3 امرأتين ورجل، عن سابق إصرار وترصد.
يقول أحد المواطنين: “موقفنا ثابت ومبدئي ولن نركع للعدوان مهما كانت التضحيات، بل إن إيمَـاننا وثقنا بالله تزيد عند كُـلّ جريمة، نرى فيها نهاية المستكبرين، في هذا العالم والتي يتكون على أيادينا إن شاء الله، وهذه سنة الله ووعده لعباده المستضعفين في الأرض، ولمن ظلموا، من قبل أعدائه وأعداء دينه وشريعته ورسالات أنبيائه ودعوة عبادة المخلصين”.
كما استهدف طيران العدوان منازل ومزارع المواطنين بمنطقتي آل قراد والسداد بمديرية باقم بغارات مدمّـرة لكل ما تقع عليه، متسببة بموجة من النزوح ومضاعفة المعاناة، وتحويل المنطقة إلى أرض محروقة.
لم تكن خارج حسابات العدوان في ذلك اليوم بل أخذت حصتها اليومية من الغارات التي استهدفت ممتلكات المواطنين في منطقة المجازين بمران، أَدَّت إلى إحراق سيارتين وَشاحنة، وقطع الطريق العام، وإتلاف مزرعة مجاورة، ضاعفت معاناة الأهالي وقيدت قدرتهم على الحركة والاستفادة من ثمار مزارعهم الموسمية، في جريمة حصار وتجويع تهدف للقتل بالتجزئة والجملة.
استهداف العدوان للمنازل والممتلكات في محافظة صعدة وتزامن غاراته على أكثر من منطقة في عدد من المديريات، جرائم حرب وإبادة جماعية، مكتملة الأركان، كشف معها وهن وضعف المنظومة الدولية وتواطؤها المعلن مع العدوان وقوى الاستكبار العالمي، وعدم جدوى أي واحدة منها في حماية الشعوب، والحقوق مهما كانت المظاهر والشعارات الإنسانية المعلنة لإنشائها.
27 أغسطُس خلال 3 أعوام متتالية.. جريح وتدمير جسر ومخزن تجاري بغارات العدوان على صعدة:
في مثل هذا اليوم 27 أغسطُس آب، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، هنجراً تابعاً لأحد التجار بمدينة صعدة عام 2016، وَجسر النمصة في منطقة الجعملة بمديرية مجز، عام 2017م، ومفرق باقم في العام 2018م، بسلسلة غارات مدمّـرة.
أسفرت الغارات عن جرح المزارع حمير علي عندولي بجروح بالغة، وتدمير هنجر مليء بالبضائع والاحتياجات، وخسائر بالملايين، وقطع شريان الحياة، وحالة من الخوف ومضاعفة معاناة الأهالي، وتضرر المزارع والممتلكات المجاورة.
العدوان الذي جمع بين عقلية لص يتسلل ليلاً وتفكير سفاح يسفك الدماء، وأهداف شيطان يدمّـر الحياة ويبيد البشر ويفقر ويجوع من نجا، ويهلك الحرث والنسل، وكأنه يقول للعالم نحن من نحيي ونميت ولم يعد ما يردعنا في هذا الكون، ولدينا تحالف استراتيجي مع الشيطان وقوى الاستكبار العالمي، وهذا هو مصير من يخرج عن إرادتنا السياسية ووصايتنا.
أحد الأهالي من فوق الجسر المدمّـر يقول: “هذا طريقنا الوحيد والآن من أين نخرج أَو ندخل من وإلى المناطق المرتبطة بهذا الشريان الهام، هذا هو التدمير للبنية التحتية، وجزء من مخطّط قطع الإمدَادات الغذائية وعرقلتها وحصار وتجويع السكان، ولكن هذا لن يؤثر على معنوياتنا وثقتنا بالله، بل هو جبن ودليل على هزيمة العدوّ في الميدان”.
ومع كُـلّ غارة وبعد كُـلّ جريمة يتساءل اليمنيون ما فائدة استهداف الأعيان المدنية، التي لا وجود فيها للأسلحة ولا للقيادات، ولا فيها أي شيء معني بالحرب العسكرية، مؤكّـدين أن نتيجة غارات العدوان عكسية عليها، وتتسبب بتزايد المجاهدين في الجبهات، وقوافل الدعم والإسناد الشعبيّة من عام لآخر وبعد كُـلّ جريمة.
27 أغسطُس 2018.. غارات العدوان تدمّـر منزل المواطن حسين كتع بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 27 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن حسين كتع بمديرية مستبأ، أسفرت عن تدميره وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد، ومضاعفة المعاناة.
أسرة كتع كانت آمنةً مطمئنة لا تدرك أن منزلها الوحيد بات هدفاً استراتيجيًّا للعدوان، وعلى رأس قائمة الأهداف في ذلك اليوم، وما إن حلقت الغارات على مقرُبة من المنطقة حتى أسرع الأهالي للخروج من منازلهم كما جرت العادة في مختلف الأعوام الماضية، فكتب الله لهم النجاة.
يقول مالك المنزل من فوق الأنقاض: “نحمد الله على سلامة الأسرة ولكن منزلي هذا ليس أغلى من منازل كُـلّ أبناء الشعب اليمني، ومعاناتنا ليست أغلى من معاناة إخواني المتضررين في هذا الشعب، وسيعلم العدوان أن أفعاله الجبانة لن تزيدنا إلا قوة وصموداً وثباتاً، وبيننا وبينه الميدان، وسنأخذ حقنا بأيدينا مهما طالت سنوات الحرب ومهما كانت التضحيات، فَــإنَّ وعد الله بالنصر لن يخلفه”.
تنهي الغارات مهمتها وتبدأ الأسرة رحلة المعاناة في التشرد والنزوح، ويظهر الأطفال والأهالي يجمعون ما بقي من الملابس والأثاث، واللعب، وحقائب الدراسة والأقلام والدفاتر والكتب، وقلوبهم وجلة، ونظراتهم يملأها القهر والأسى.
منزل كتع واحد من آلاف المنازل التي دمّـرها العدوان طوال 9 أعوام متتالية من جرائم الحرب والإبادة الجماعية وإهلاك الحرث والنسل، في غياب الدور المناط بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه معاناة الشعب اليمني.
27 أغسطُس 2019.. مصنع رولكس هدف قذائف مرتزِقة العدوان بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 27 أغسطُس آب من العام 2019م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، بقذائف الهاون مصنع رولكس في شارع الثلاثين بمدينة الحديدة.
قذائف مرتزِقة العدوان دمّـرت أجزاء من سور مصنع المنظفات رولكس، وأفزعت المواطنين في المنازل المجاورة والعمال، وبحسب قول أحدهم: “كانت القذائف موجهة لقسم السوائل الكيماوية، ولكن لطف الله بحالنا، فأصابت الجدار”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “أطفالي كانوا نائمين وعند سماع انفجار القذائف خافوا وأصابهم الرعب، وهذا عمل جبان يستهدف الآمنين والأعيان المدنية، ونحن في مدينة الحديدة نعيش المخافة ولا نطمئن على حياة أهلنا، وعودة أطفالنا إن خرجوا، ولكن نقول للمرتزِقة إن استفزاز الآمنين ليس في مصلحتهم، بل يدفع الشباب إلى معسكرات التدريب والتأهيل لمواجهتهم والدفاع عن الأرض والعرض”.
وتتواصل خروقات مرتزِقة العدوان لاتّفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة منذ العام 2018م، إلى اليوم، في ظل وجود لجان الإشراف الأممية التي لم تحَرّك ساكناً، ولم يلمس لها شعبنا اليمني أية جدية في وقف الحرب وإطلاق النار وتوجيه العقوبات على الطرف غير الملتزم بالاتّفاق.