Herelllllan
herelllllan2

فيما الجوع يفتك بأطفال غزة.. جسور الإمداد العربية مستمرة إلى كيان العدو الإسرائيلي

في ظل الأوضاع المتقلبة التي تشهدها المنطقة، تبرز الأرقام الرسمية عالماً متناقضاً من العلاقات الاقتصادية بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي.

تقرير حديث يكشف النقاب عن زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري بين خمس دول عربية والكيان الإسرائيلي ، بفعل الحرب الدائرة على غزة، حيث تجاوزت قيمة التبادل ملياري دولار. هذه الزيادة تخالف في دلالاتها مشاعر الغضب والاحتجاج السائدة في الشارع العربي ضد الأعمال الوحشية التي يمارسها العدو الإسرائيلي. المعطيات، التي استندت إلى بيانات رسمية من مكتب الإحصاء المركزي للعدو الإسرائيلي، تشير إلى أن خمس دول عربية زادت من تجارتها مع العدو خلال فترة العدوان على غزة، وضاعفت بعضها حجم التجارة خلال الحرب مقارنة بما قبلها، بحسب ما تكشفه بيانات رسمية عن مكتب إحصاء الكيان الصهيوني.

وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي للكيان الصهيوني أن التطبيع الاقتصادي الرسمي اتسع رغم غضب الشارع العربي ضد حرب الإبادة التي يشن الكيان الصهيوني بآلته الحربية المدمرة على غزة، أن الإمارات وحدها استحوذت على 81.4% من الحجم الكلي لصادرات الدول العربية إلى الكيان خلال العدوان، فيما تليها مصر، والأردن، والمغرب، والبحرين. سنتناول بالتفصيل حجم تجارة كل دولة من الدول العربية مع الكيان في الفقرات المقبلة.

 

العدو ينشر الأرقام

البيانات، التي نشرها مركز الإحصاء الإسرائيلي، تناولت بالتفصيل حجم التجارة الخارجية للعدو مع العالم بما في ذلك الدول العربية خلال ثمانية أشهر، من أكتوبر 2023 (تاريخ بدء الحرب على غزة)، وحتى 31 مايو 2024.

وركزت البيانات على ناحيتين: الأولى: حجم الصادرات والواردات بين الدول العربية والعدو الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على غزة، وحتى نهاية مايو2024، والثانية: مقارنة حجم الصادرات والواردات خلال أشهر الحرب، بنفس الأشهر من العامين 2022 و2023، يتضح أن صادرات الدول العربية الخمس إلى “إسرائيل” من أكتوبر 2023 (تاريخ بدء الحرب على غزة) وحتى نهاية مايو 2024، وصلت إلى 2 مليار و17 مليون دولار، في حين أن حصيلة قيمة الصادرات والواردات بين هذه الدول العربية والعدو الإسرائيلي خلال الحرب وصلت إلى 2 مليار و841 مليون دولار.

ويشير تحليل العدو للبيانات إلى أن الصادرات العربية لإسرائيل خلال أشهر الحرب على غزة، زادت بـ 77 مليون دولار، مقارنة مع نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، إذ بلغ حجم صادرات الدول العربية الخمس إلى “إسرائيل”، من أكتوبر 2022 وحتى مايو 2023، 1.94 مليار دولار.

كذلك ازداد حجم الواردات “الإسرائيلية” إلى الدول العربية الخمس منذ بدء الحرب على غزة وحتى نهاية مايو 2024، وبلغت قيمة الواردات 825 مليون دولار، في حين كانت قيمة الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 674 مليون دولار، أي أن الزيادة بمقدار 151 مليون دولار.

 

التجارة الأكبر

وأظهرت البيانات الرسمية أن الإمارات هي أكثر دولة عربية زادت من علاقاتها التجارية مع العدو الإسرائيلي، خلال فترة الحرب على غزة، حيث صدّرت إلى “إسرائيل” خلال فترة الحرب على غزة، أكثر مما استوردت منها، إذ بلغت قيمة الصادرات الإماراتية، منذ أكتوبر 2023 وحتى 31 مايو 2024، 1.641 مليار دولار، في حين أن قيمة الصادرات لإسرائيل خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، كانت 1.480 مليار دولار، أي بزيادة تبلغ 161 مليون دولار.

كما أظهرت البيانات تصاعداً متدرجاً في زيادة حجم الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل مع بدء الحرب على غزة، إذ كان شهر أكتوبر 2023 الأقل من حيث حجم الصادرات بـ 135.1 مليون دولار، ثم تصاعدت قيمة الصادرات ووصلت لذروتها في يناير 2024، بـ 252 مليون دولار، وفي أبريل 2024، 249.6 مليون دولار.

كذلك تصدّرت الإمارات قائمة الدول العربية من حيث حجم الواردات “الإسرائيلية” التي حصلت عليها خلال فترة الحرب على غزة، وبحسب البيانات فإن الواردات الإسرائيلية للإمارات بلغت 373.6 مليون دولار.

وبالنظر إلى إجمالي الصادرات والواردات بين الإمارات والعدو الإسرائيلي خلال فترة الحرب على غزة، فإن مجموعهما يقترب من كامل إجمالي التبادل التجاري بين أبوظبي وتل أبيب خلال العام 2022، إذ تظهر الأرقام أن:

– قيمة الصادرات والواردات بين الإمارات والعدو  خلال فترة الحرب، بلغت 2 مليار و14 مليون دولار.

– في حين أن حجم التبادل التجاري (غير النفطي) بين الإمارات والعدو في العام 2022، وصل إلى 2.5 مليار دولار، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام). ولم تشير بيانات مكتب الإحصاء المركزي للكيان الصهيوني إلى نوع الصادرات الإماراتية إلى الكيان في الأراضي المحتلة.

 

مضاعفة الصادرات

تأتي مصر في المرتبة الثانية بين الدول العربية من حيث حجم الصادرات والواردات من وإلى الكيان الصهيوني خلال فترة الحرب على غزة، وتظهر البيانات الرسمية للعدو الإسرائيلي أن مصر زادت من تعاملاتها الاقتصادية مع الاحتلال خلال الحرب مقارنة بما قبلها.

وبحسب البيانات فإن مصر ضاعفت من صادراتها إلى الكيان الصهيوني بعد بدء الحرب على غزة، وبلغت قيمة صادرات مصر إلى الكيان الإسرائيلي خلال الفترة من أكتوبر 2023، وحتى 31 مايو 2024، 120.2 مليون دولار.

وخلال شهر أكتوبر 2023، بلغت قيمة الصادرات المصرية للاحتلال، 7.8 مليون دولار، لكنها تضاعفت نحو 3.5 مرة حتى نهاية مايو2024، إذ بلغت في هذا الشهر 25.8 مليون دولار.

اللافت فيما تظهره بيانات العدو الإسرائيلي، أن مصر زادت بنسبة 290% من وارداتها من الكيان الصهيوني منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة، وحتى نهاية مايو 2024، إذ بلغت قيمة واردات الاحتلال الإسرائيلي إلى مصر خلال الحرب الصهيونية، 271.5 مليون دولار، فيما كانت قيمة الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 69.6 مليون دولار.

يُعد شهر ديسمبر 2023 الأعلى في حجم واردات العدو الإسرائيلي إلى مصر، إذ بلغت 89.5 مليون دولار، يليها شهر مايو 2024، بـ 40.6 مليون دولار، في حين كان حجم واردات الاحتلال الإسرائيلي إلى مصر في شهر أكتوبر 2023 – الذي انطلقت فيه الحرب على غزة – 26.5 مليون دولار.

 

زيادة في الواردات

ورفع الأردن خلال فترة الحرب على غزة، من حجم واردات العدو الإسرائيلي إليه، لتأتي الأردن في المرتبة الثالثة بين الدول العربية من حيث كمية الصادرات والواردات من وإلى العدو الإسرائيلي. ارتفع حجم واردات الاحتلال إلى الأردن خلال أشهر الحرب الصهيونية على غزة بنسبة 35.3%، إذ تبيّن الأرقام الرسمية للاحتلال، أن الأردن استورد من الكيان الصهيوني ما قيمته 67.8 مليون دولار، في حين بلغت قيمة واردات الاحتلال الصهيوني إلى لأردن خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 50.1 مليون دولار.

واعتبر شهر أبريل2024 فارقاً في حجم واردات الاحتلال الصهيوني إلى الأردن، فخلال هذا الشهر فقط، استورد الأردن من الكيان الصهيوني بـ 20.5 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الواردات من نفس الشهر في العام 2023، 3.1 مليون دولار فقط.

ومن حيث الصادرات تشير البيانات إلى أن قيمة ما صدّره الأردن إلى الكيان الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة، وحتى 31 مايو 2024، وصل إلى 192.7 مليون دولار، وأن قيمة الصادرات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، قد وصلت إلى 304.3 مليون دولار، لتنخفض بذلك الصادرات الأردنية إلى الكيان الصهيوني خلال أشهر الحرب، بنسبة 36.6 %.، ومع بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وصلت قيمة صادرات الأردن لإسرائيل إلى 27 مليون دولار، وواصلت الصادرات انخفاضها في الأشهر الأربعة اللاحقة، لكنها ما لبثت أن عادت للارتفاع في مايو 2024 ووصلت إلى 35.7 مليون دولار.

ويُعد الأردن من بين أهم مصادر الخضراوات التي يتم توريدها إلى الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، وبحسب بيانات رسمية ما يسمى بوزارة الزراعة للكيان الصهيوني، اطلع عليها “عربي بوست”، فإن الأردن صدّر منذ بداية الحرب على غزة وحتى بداية يوليو 2024، 43745 طناً من الخضراوات إلى الكيان في الأراضي المحتلة.

 

144% خلال الحرب

وتظهر البيانات الرسمية للكيان الصهيوني، أن المغرب ضاعف من قيمة وارداته من الكيان الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، وحتى مايو 2024، كما أنه زاد من نسبة الصادرات لإسرائيل في بعض الأشهر خلال الحرب.

ومنذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية مايو 2024، بلغت قيمة الواردات “الإسرائيلية” إلى المغرب 109.5 مليون دولار، مرتفعة بذلك 144% عن قيمة الواردات خلال نفس الفترة من العامين 2022 و2023، إذ بلغت حينها 44.8 مليون دولار.

وسجل شهر ديسمبر 2023 أكثر شهر في قيمة واردات الكيان الإسرائيلي إلى المغرب، حيث وصلت إلى 53.9 مليون دولار، فيما كانت في شهر أكتوبر 2023 4.3 مليون دولار فقط.

ومن حيث الصادرات المغربية إلى الكيان في الأراضي المحتلة، فبلغت منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة وحتى نهاية مايو 2024، 10.1 مليون دولار، فيما كانت خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 12 مليون دولار.

وبحسب أرقام عن حجم التجارة بين المغرب والكيان الاسرائيلي، نشرها موقع ما تسمي بالحكومة الإسرائيلية في مارس 2022، فإن صادرات العدو الإسرائيلي إلى المغرب تتضمن الطائرات ومعدات النقل، ومنتجات كيميائية، والبلاستيك والمطاط، في حين أن الصادرات المغربية إلى الكيان الصهيوني تركزت في مجال الملابس والطعام.

 

بزيادة 590 %.

على الرغم من أن البحرين تأتي في المرتبة الأخيرة من حيث حجم التعامل التجاري (صادرات وواردات) مع الكيان الصهيوني خلال فترة الحرب الصهيونية على غزة، إلا أن البيانات الرسمية تظهر بأن المنامة ضاعفت من قيمة صادراتها للاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب نحو 6 أضعاف، فيما زادت من وارداتها من الكيان الصهيوني نحو 13 ضعفاً عما كانت عليه خلال نفس الفترة من العامين 2022 و2023.

بحسب البيانات، فإن البحرين صدّرت لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة وحتى نهاية مايو 2024، ما قيمته 53.2 مليون دولار، فيما كانت قيمة الصادرات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 7.7 مليون دولار، أي بزيادة 590 %.

وسجل شهرا مارس/آذار وأبريل/نيسان 2024 أعلى معدل للصادرات من البحرين إلى الكيان في الأراضي المحتلة، وبحسب البيان فإن قيمة الصادرات في مارس بلغت 33.4 مليون دولار، وفي أبريل 18.4 مليون دولار.

ومن حيث الواردات، استوردت البحرين من الكيان الصهيوني خلال الحرب بقيمة 2.6 مليون دولار، فيما كانت الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، نحو 200 ألف دولار.

 

دول “اتفاقيات التطبيع”

ويبيّن تحليل بيانات كيان العدو الإسرائيلي الرسمية، أن النسبة الأكبر من حجم الصادرات والواردات خلال الحرب الصهيونية على غزة، جاءت من 3 دول عربية، هي الإمارات، والبحرين، والمغرب، وهذه الدول هي التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من العام 2020، والتي يسميها الكيان الصهيوني “اتفاقيات أبراهام”.

وبحسب البيانات، فإن قيمة صادرات هذه الدول الثلاث إلى الكيان الصهيوني خلال الحرب على غزة، وصلت إلى مليار و704 ملايين دولار، من أصل 2.17 مليار دولار (الحجم الكلي للصادرات من الدول العربية الخمس).

والإمارات وحدها بلغت قيمة صادراتها مع الكيان الصهيوني المحتل خلال الحرب على غزة، مليار و641 مليون دولار، ثم تليها البحرين بـ 53.2 مليون دولار، ثم المغرب بـ 10.1 مليون دولار.

ومن حيث الواردات، فإن الدول العربية الثلاث استوردت من الكيان الصهيوني خلال الحرب بقيمة 485.7 مليون دولار، من بينها واردات للإمارات قيمتها 373.6 مليون دولار.

ومنذ 7 أكتوبر2023، يشن الكيان الصهيوني حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت ما لا يقل عن 126 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com