23 أغسطُس خلال 9 أعوام.. أكثر من 200 شهيدٍ وجريحٍ في جرائم إبادة ومجازرَ وحشية لغارات العدوان على اليمن
تعمَّد طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس، خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2017م، و2018م، و2019م، الاستمرارَ في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، بحق العمال والنازحين والمواطنين في منازلهم ومزارعهم واستراحات نومهم ومحلاتهم والطرُق العامة، بغاراته على محافظات صنعاء وصعدة والحديدة وعمران وتعز وحجّـة.
أسفرت غارات العدوان عن 130 شهيداً وأكثر من 70 جريحاً، غالبيتهم أطفال وعمال ونازحون، وتدمير عشرات المناول، ومسجد تاريخي وجسر ومستشفى، وعشرات السيارات والمحالِّ التجارية والممتلكات، ونفوق عشرات المواشي، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني، وتخويف الأطفال والنساء، وتشريد ونزوح وحرمان مئات الأسر التي فقدت منازلها ومعيليها، في ظل صمت وتواطؤ دولي جبان.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
23 أغسطُس 2015.. جرح طفلين بغارات العدوان على مخيمات النازحين ومنازل المواطنين بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين وخيام البدو النازحين، بـ12 غارة، في قرية المقادمة بمديرية وشحة، أسفرت عن جرح طفلين، وتدمير 3 منازل، وتشريد النازحين من المنطقة ونزوح الأهالي ومضاعفة معاناتهم، وحالة من الخوف لدى الأطفال والنساء، ونفوق بعض المواشي.
طفلان في عمر الزهور أجسادهما النحيلة مضرجة بالدماء، وكلهما جراحات وآلام، وخوف، والأحزان تسكن قلوب أهاليهم، وطيران العدوان يواصل التحليق فوق سماء المنطقة، وهذا يخرج من مخيمه وآخر يترك منزله، وذاك يصرخ في وجه أسرته أن أسرعوا إلى تحت الأشجار وانتشروا في المزارع خشية أن تعاود طائرات غاراتها على رؤوسهم.
غارات العدوان حولت المنازل والخيام إلى كومة دمار وخرق ممزقة، في مشهد يعكس مستوى الإجرام السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني.
أحد الأهالي يقول: “12 غارة للعدوان على هذه المنطقة، طوال الليل، جرحت الأطفال وخوفتهم، وشردت الآمنين، وقت نومهم، وأفزعت الصغير والكبير، وكلهم كانوا نازحين من المناطق التي تم استهدافها مسبقًا من قبل العدوّ، فلحقونا، بغاراتهم، وهذه شظاياهم، التي دمّـرت كُـلّ شيء، ونحن في مناطقَ بعيدة عن الإسعافات، والمراكز الطبية”.
جرائم العدوان بحق النازحين متواصلة على مدى 9 أعوام، في ظل صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية، وشحة الأنشطة الإغاثية.
23 أغسطُس 2015.. مرتزِقة العدوان يستهدفون مستشفى اليمن الدولي بتعز:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس 2015م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي، مستشفى اليمن الدولي في مديرية صالة، محافظة تعز بقذائف المدفعية.
مستشفى اليمن الدولي لم يعد آمناً للمرضى والجرحى الناجين من الغارات، بل بات هو الآخر يشكو من قذائف مرتزِقة العدوان التي دمّـرت بعض جدرانه، وأفرغته من الكوادر والممرضين والأطباء، الخائفين على حياتهم، لتحرم مديرية صالة وسكانها من الرعاية الصحية، وتتضاعف معاناتهم أكثر وأكثر.
استهداف مرتزِقة العدوان للبنية الصحية، واحدة من جرائم الحرب مكتملة الأركان التي استمر العدوّ وأدواته فيها على مدى 9 أعوام.
23 أغسطُس 2015 و2016.. 6 شهداء وعشرات الجرحى بغارات العدوان على منازل المواطنين وملاجئهم بصعدة:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل وملاجئ المواطنين في المديريات الحدودية بصعدة، أسفرت عن 6 شهداء من أسرة واحدة، وعشرات الجرحى ونفوق عشرات المواشي، وتدمير مئات المنازل والمزارع، والممتلكات، ومضاعفة معاناة الأهالي، ومزيد من التشرد والنزوح والحرمان.
ففي رازح استشهد 6 مواطنين من أسرة واحدة إثر غارات العدوان، على منازل وملاجئ المواطنين بمنطقة بني الصياح، وفي بقية المديريات الحدودية جرُح عشرات المواطنين وتضررت منازلهم ونفوق أعداد من المواشي إثر مئات من الغارات، في العام 2015م.
الجثث والأشلاء والدماء، ودمار وخراب قرية بكاملها، مختلطة بالبارود والشظايا، ورائحة الإبادة، وأجساد عشرات المواشي، أبقار وأغنام، وحمير، في مشهد واحد يجسد إهلاك الحرث والنسل، والإفساد في الأرض والسعي لخرابها.
أحد المواطنين يقول وهو يحفر بين الأنقاض عن الأسرة التي استشهدت بكل أفرادها الـ 6 أطفال وأمهم وأبوهم: “هذا رأس والدهم مقطوع لحاله وباقي الجسد تحت الأنقاض، والأطفال لم ننتشل جثامينهم إلى الآن بعد مرور ساعات من العمل، الله المستعان يا رجال، هذا جار السوء، والشرعية المزعومة، هذا هو الإجرام بحق الإنسانية في أبشع صورة”.
الجمجمة المقطوعة مضرجة بالتراب والدماء، وبقية الأشلاء، تجمع في أكياس بلاستيكية قطعة بعد قطعة لا يعرف لمن تعود، وتكون النعوش مختلطة لا يفرق بينها سوى حجم الجماجم، والأذرع والأقدام إن سلمت.
لم تعد القرية صالحة للسكن وهرب منها أهلها، نحو الخنادق، لكن غارات العدوان لاحقتهم إلى داخلها ودمّـرت بعض أنفاقها، وغمرت بدمار المنازل بواباتها الصغيرة والمحكمة ليعيد من في الداخل طلب النجدة ممن في الخارج، لفتح فوهات الأنفاق في عمق الجبال، وبين المزارع.
عشرات الجرحى ومئات المنازل في مثل هذا اليوم في عددٍ من المديريات الحدودية، سفك الطيران دماءهم، ودمّـر الممتلكات على أجسادهم، وشرد بهم وحرمهم من كُـلّ عوامل ومقومات البقاء والحياة، وحوّل الأرض من حولهم إلى جحيم، مهدّدًا لهم بالزوال إن صمدوا، أَو النزوح الإجباري إن أرادوا الحياة، ولكن خيارات أبناء اليمن كانت المواجهة وصناعة النصر بأُسطورة التضحية والفداء التي لم يشهد لها العالم مثيلاً.
وفي مديرية سحار، العام 2016م أسفرت غارات طيران العدوان، عن تدمير عدد من منازل المدنيين، ومضاعفة معاناتهم وإجبارهم على النزوح والتشرد، وهو امتداد للعام الأول، وما تبعة من الأعوام خلال 9 أعوام، وما خلفته غارات العدوان من جرائم ومعاناة يندى لها جبين الإنسانية، في اليمن.
23 أغسطُس 2016.. طيران العدوان يستهدف مسجد جبل النبي شعيب التاريخي بمديرية بني مطر بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جامع مسجد النبي شعيب التاريخي والأثري والذي بُنِيَ في القرون الأولى للهجرة بمديرية بني مطر، محافظة صنعاء، أسفر عن تضرر ملحقات المسجد وإتلاف محتوياته، من بينها مصاحف القرآن الكريم، التي تمزقت بعض أوراقها، وقطعت الغارات بعض نسخها بين الدمار والخراب، في محاولة لطمس الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
يقول أحد الأهالي: “غارات العدوان على مسجد جبل النبي شعيب تؤكّـد مدى حقد العدوّ الحضاري على اليمن، تم تدمير واحد من أقدم المساجد اليمنية فيه، والذي يعود تاريخه لـ 1000 عام”.
ويبقى استهداف العدوان للمواقع الأثرية على مدى 9 أعوام جريمة، وتدمير المقدسات الدينية للشعب اليمني والأمة والإسلامية جرمٌ أكبر، وحق لن يُسقِطَ الأخذَ به تقادُمُ الأيّام والسنوات.
23 أغسطُس 2017.. 147 شهيداً وجريحاً في جريمتَي إبادة بغارات العدوان على صنعاء:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس من العام 2017م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، استراحة عاملين ومحلات المواطنين، مخلفاً مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية، استشهد فيها أكثر من 80 عاملاً، وجرح 35 آخرين، في منطقة بيت العذري بمديرية أرحب، والطريق العام في مداخل أمانة العاصمة نتج عنها جريمة حرب أُخرى، استشهد فيها 10 مدنيين وجرح 22 آخرين.
في صباح مثل هذا اليوم عام 2017م، حاول العدوان إشعال الحرب الأهلية وتحريك آخر أوراقه الاستراتيجية من عمق العاصمة اليمنية صنعاء، عبر فتنة يقودها العميل عفاش، من الداخل، وإسناد العدوّ له بالغارات من الجو استهدفت النقاط الأمنية في مداخل العاصمة صنعاء المختلفة، لزيادة سخونة الفتنة وايقاد شعلتها بين أبناء الشعب اليمني، الصامدين في مواجهة العدوان للعام الثالث على التوالي.
وبهذه الغارات الجوية الأمريكية السعوديّة الإماراتية حاول العدوان إكمال مخطّطاته التامرية، وإسناد فتنة عفاش، باستهداف عشرات النقاط الأمنية في جهات صنعاء الأربع، بسنحان، وَخولان، وهمدان، بني مطر، بني حشيش، وحاولت تأمين طريق الهروب لعميلها بعد تمكّن الأجهزة المنية من الإجهاز على فتنته الموءودة.
غارات العدوان المساندة لعفاش، خلفت 10 شهداء وَ22 جريحا، وتضرر المنازل والطرقات وسيارات المواطنين وإصابة عشرات من المسافرين، لكن العدوان يخسر أهم أوراقه، واليمنيون يتجاوزون مخطّط الحرب الأهلية، بالحكمة واليقظة العالية لمنتسبي وزارة الداخلية.
وفي سياق منفصل من اليوم ذاته، أسفرت غارات العدوان على استراحة عمال ارحب عن جريمة إبادة جماعية ومجزرة وحشية كبرى بمديرية أرحب، أسميت يومها بـ “مجزرة العمال فخر الجرائم الأمريكية!!
الإبادة التي استشهد فيها أكثر من 80 عاملاً وجرح 35 آخرين، بينهم أطفال برفقة آبائهم العمال، كانوا نائمين في مبنى الاستراحة المكون من طابقين، على موعد البكور فجراً للعمل بالأجر اليومي في مزارع أرحب، المجاورة لهم، لكن طيران العدوان هدم المبنى عليهم قبل أن يستيقظوا، وقضى معظم الجرحى، تحت الأنقاض، فيما طيران العدوّ واصل التحليق ومنع محاولات الإنقاذ، من الليل حتى الظهيرة، واستمرت عمليات البحث وَالإجلاء لأيام، بعد توافد أقارب الشهداء والجرحى من مختلف المحافظات، وبقيت مجزرة عمال أرحب، “جريمة حرب، وإبادة جماعية، في جبين المجتمع الدولي، وعار على الأمم المتحدة ومحكمتي العدل والجنايات الدولية إلى أن يقدم مجرمي الحرب للمحاكمة العادلة، كما بقي الحق للشعب اليمني في الأخذ بحقه، ومحاسبة الظالعين والمتواطئين ولو بعد حين.
23 أغسطُس 2018.. 37 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان للنازحين بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، قرية الكوعي والنازحين منها بمديرية الدريهمي، محافظة الحديدة، أسفرت عن 34 شهيداً بينهم أطفال و3 جرحى آخرين.
أشلاء الأطفال والنساء تجمع من فوق سيارات النازحين، والطريق العام، والمزارع المجاورة، كما هي الملابس والأثاث، والمواد الغذائية دقيق وطماط وبطاط، وأدوات الطباخة، مختلطة بالدماء والجثث.
أسرة على عبدالله دحفش وأسرة أخوه ماجد عبدالله دحفش، وأسرة نسيبهم وعبدالله عمر زوج أختهم، 3 أسر يمنية من أبناء قرية الكوعي كانوا نازحين منها؛ بسَببِ القصف والغارات المتواصلة على القرية، استهدفهم طيران العدوان قبل الوصول إلى المكان المراد النزوح إليه، في جريمة إبادة جماعية، ومجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
جد هو الناجي الوحيد من أسرة كبرى قتل العدوان أرواح أفرادها وسفك دمها، أبناء وأحفاد كبار وصغار نساء ورجال أطفال وشباب، لم يبق منهم سوى الحاج الطاعن في السن ذو 80 عاماً، كان يقول وهو يرتجف قهراً: “طيران العدوان استهدف أبنائي وأحفادي بغارتين الغارة الأولى على السيارة التي فوقها إبراهيم ورامي وأطفالهم، والغارة الثانية على السيارة الأُخرى التي كان على متنها 26 فردا، منهم ابني ماجد وأسرته كامل، وبناتي وأبنائي البقية، الكل فيهم 5 نسوان و3 رجال والبقية أطفال”.
مذبحة النازحين!!
في مديرية الدريهمي، مجزرة من فصلين لـ 37 بين شهيداً وجريحاً، غالبيتهم أطفال، هربوا من الطائرات الأمريكية السعوديّة الإماراتية، قبل قتلهم، لكنها أصرت على ذلك ولاحقتهم، من فوق سماء قرية الكوعي، بـ7 غارات ليلية تقتل 4 أطفال وتصيب 3، وتحت وابل الغارات المتواصلة الأهالي يخرجون من بيوتهم إلى المزارع، وتقرّر كُـلّ العائلة النزوح، صباحاً، وبينما العوائل في طريق نزوحهم، كان العدوّ يرصد حركتهم بدقة عالية، وما أن اعتلت الأجساد على السيارات الـ3 لذات العائلة، أطلت الطائرات مجدّدًا على سمائهم، وألقت حمم حقدها على رؤوسهم بغارات أُخرى، أَدَّت إلى إبادة جماعة لـ30 آخرين على متن سيارات النزوح، جميعهم أطفال ونساء، فتفحمت معظم أجساد الضحايا، الذين هربوا من الغارات وَتعقبتهم الطائرات في الطرقات، ورغم هول الجريمة وجسامتها بحق البشرية، بلغة الصمت صدرت بيانات الإدانة!!.
23 أغسطُس 2019.. طيران العدوان يستهدف جسر العمشية بعمران:
في مثل هذا اليوم 23 أغسطُس من العام 2019م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جسر العمشية الرابط بين محافظتي عمران وصعدة، بمديرية حرف سفيان.
تصطف السيارات والناقلات والشاحنات بمختلف أنواعها، لتنتظر شق طريق بديل، وتتأخر معها احتياجات وضروريات وأَسَاسيات الحياة، لملايين من سكان اليمن، في المحافظات التي تعتمد على سلة خضارها المتدفقة من مزارع صعدة، المارة من عمران، كما هو حال المديريات المناطق الحدودية التي ينتظر أهلها وصول احتياجاتهم المحملة من صنعاء.
قطع شرايين الحياة في محافظة عمران أحد أشكال تعميق الحصار واستهداف الأعيان المدنية وتدمير البنى التحتية، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني، المتواصلة منذ 9 أعوام