دبس السفارة الأمريكية
أحمد الزبيري/
الاعترافات السياسية الأمنية لخلية السفارة الامريكية الاستخباراتية قدمت البرهان والتأكيد العملي الى أي مدى تمكنت أمريكا من الاختراق والسيطرة على الواقع السياسي ولا فرق هنا بين السلطة والمعارضة وكيف تساقطت القيادات السياسية التي كان ينظر لها كزعامات نضالية سياسية ودينية وحتى تقدم نفسها كحاملة لمشاريع التغيير وحتى اولئك الذين يبحثون كما كانوا يروجون لأنفسهم عن حكم الله والذين يدعون الى العدالة الاجتماعية والذين يتدثرون بالشعارات القومية جميعهم تحولوا الى ذباب على دبس سكبته لهم امريكا .
تساوى فيها الرفيق ياسين سعيد نعمان بالاخ عبد الوهاب الانسي والمخلافي اما بني الاحمر وبني الاخضر وبني الاصفر فحدث ولا حرج .. امريكا في الساحة اليمنية عممت الخيانة والعمالة والاسواء في كل هذا سقوط القيادات التي كانت تسمى عسكرية وأمنية وهذا كان مهماً لاسقاط البلد وتحقيق مخططات المشاريع التي تحدثت عنها الخلية الاستخباراتية .
الاستنتاج الاولي اننا كنا ذاهبين وفقاً للمخططات الصهيونية والاستعمارية الغربية الى التقسيم والتمزق والتشرذم والتناحر وحتى نكون منصفين نجحت الى حد ما هذه المخططات وواقع الحال يثبت هذه الحقيقة لكن الامور لم تصل بعد الى حد اللاعودة لان الله قيض في اللحظة المناسبة من سيتحمل اعباء المواجهة لكل هذه المشاريع ولافشال الصهاينة والامريكان والانجليز واعرابهم في شبه الجزيرة العربية والخليج والمنطقة .. فالعدوان الذي مازال مستمرا بعد اكثر من عقد قد فشل ان لم يكن هزم ونربطه بالفشل لان الخونة الداخليين مازال لهم ادوار من الساحل الغربي وحتى اليابسة في المحيط الهندي وبين كل هؤلاء نحاول ان نجد شخص نظيف يمكن التفاهم معه على استعادة وطن ولا نجد .. الكارثة كبيرة والماساة مؤلمة لكنها مضحكة وشر البلية ما يضحك .
الداهية الدهماء ان المسالة لم تقتصر على افراد ولا على فئات ولا على مناطق بل شملت الجميع والمصيبة انهم لم يشتروا عملاء ليعطوهم معلومات بل عمل هؤلاء العملاء على اختراق العقل والوعي الجمعي الى حد كبير واقنعوا الكثير من الناس بان مفاهيم الهوية الايمانية والوطنية موضة قديمة وان الدفاع عن السيادة والقيم الدينية والانسانية مجرد أوهام وان الخيانة والعمالة وجهة نظر بالية وحتى ان لم تنطق الالسن بشكل واضح فان العقل الباطني قد اوصل جزء ليس بقليل من المجتمع الى هذه القناعة .
عندما نتحدث عن العقل والوعي علينا ان ندرك ان استعادة الناس لكل ما فقدوه في هذا الاتجاه يحتاج الى وقت وجهد ومثابرة وصدق وتقديم القدوات والمعالجة الامنية ليست الا الخطوة الأولى على طريق الالف ميل ونحن ننتصر وسننتصر على كل هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد.