17 أغسطس خلال 9 أعوام.. 34 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان للمنازل والطرقات والممتلكات العام والخَاصَّة بصنعاء وصعدة والحديدة
يمانيون – متابعات
في مثل هذا اليوم 17 أغسطُس آب خلال الأعوام 2015م، و2016م، 2018م، و2019م، واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، مجازرَه المروِّعة بحق الشعب اليمني، وتدمير المنازل والمزارع والممتلكات الخَاصَّة والعامة والطرقات والبنى التحتية، في صنعاء وصعدة والحديدة.
أسفرت غارات العدوان ومدفعيةُ مرتزِقته عن 11 شهيداً و23 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وحالة من الخوع والرعب وموجة نزوح وتشرد، وحرمان، ومضاعفة معاناة الأهالي، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي متواصل.
وفي ما يلي أبرز جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
17 أغسطُس 2015.. 8 شهداء وجرحى في استهداف طيران العدوان الطريق العام بنقيل يسلح بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 17 أغسطُس آب من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، الطريقَ العام في نقيل يسلح مديرية بلاد الروس محافظة صنعاء، الرابط بين عاصمة اليمن وعدد من المحافظات، بسلسلة من الغارات أسفرت عن 3 شهداء و5 جرحى، منهم 3 من الجنسية الصومالية، واحتراق شاحنتين ومحل صيانة، وَترويع المسافرين، وسكان المناطق المجاورة، وإعاقة حركة السير، ومعاناة أهالي وذوي الشهداء والجرحى.
مع طلوع الفجر تعمد طيران العدوان استهداف شاحنتَي نقل على متن إحداهما زيت طبخ وأُخرى “كري بطحة”، ومحل صيانة سيارات وتغيير الزيوت والإطارات، بــــــ3 غارات، قتلت المدنيين اليمنيين، والمهاجرين الصوماليين، وسفكت دماءهم، واستباحت الممتلكات، وأتلفت البضائع على قارعة الطريق، في مشهد إجرامي وَقطع للسبيل، وحرابة بأبشع صورها.
مشاهد الأشلاء والجثث المتفحمة والدماء النازفة، والحقوق المنتهكة، والطريق الموصدة، وقطع الأرزاق وتيتيم أطفال وترميل نساء، وَمضاعفة معاناة أسر بكاملها، عمل إجرامي يرقى لجرائم الإبادة، وحد الحرابة، ويتطلب تحَرّكاً إنسانياً وحقوقياً لمحاسبة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة.
أحد أهالي المنطقة يقول: “اليوم وقت صلاة الفجر سمعنا الغارات تحت قريتنا، على الطريق العام، جينا إلى المكان المستهدف وجدنا ناقلة محملة زيت وأُخرى بطحة (كري ونيس) وغارة ثالثة استهدفت صاحب محل صيانة السيارات، (البنشري) وهو راقد في أمان الله، وخلال ربع ساعة، 3 غارات في مكان واحد، أطفالنا خافوا وتصارخوا، وانخلعت نوافذ منازلنا، وتشققت البيوت، ما في ذمة المواطنين، طالبين الله على بطونهم وأسرهم، صاحب الزيت لقيناه حارقاً متفحماً، لم نستطع الاقتراب من المكان لإنقاذه، من كثرة النيران، يحترق بالغارة والزيت مع بعض فوق الشاحنة، أخرجناه فحمًا، والشهيد الثاني وجدناه وسط الجربة تحت الطريق مقطع أشلاءً”.
يقول مواطن آخر والبندقية على كتفه وكلُّه غضب: “هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها السعوديّة، بحق المواطنين المدنيين، على الطريق العام لن تمر دون عقاب، شعبنا اليمني لا يقبل الإذلال والمهانة، واستهداف المستضعفين من أبنائه، بيننا وبينهم الجبهات، إذَا فيهم رجولة وشجاعة، لماذا يستهدفون عابري السبيل، يمنيين وصوماليين، في آخر الليل، لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالجانب العسكري؟!”، ويتابع: “نقول لشعوب العالم والدول العربية التي تحالفت في العدوان على الشعب اليمني، هذه الزيوت هل هي مواد متفجرة، هل هي أسلحة، وعتاد عسكري، هل هي أسلحة ذرية؟! ماذا يسمونها حتى يستهدفوها في الطريق؟!، هذه زيوت طبخ للمواطنين والفقراء، يحضِّرون بها طعام يأكلونه ويسد جوعهم، ونقول لسلمان المجرم إن الله محيط بك مهما كان الأمر، وبيننا وبينكم الميدان”.
جريمة نقيل يسلح واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها العدوان بحق الشعب اليمني طوال 9 سنوات متواصلة، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي مكشوف، وجهود إنسانية استخباراتية لا تقدم الحلول ولا تخفف المعاناة، بقدر ما تزيدها سوءًا وتقدم الإحداثيات وترصد الأهداف المدنية ليتم قصفُها بعد كُـلّ زيارة ميدانية للمنظمات الأممية، لأية منطقة في اليمن.
17 أغسطُس 2016.. 18 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمنازل المواطنين والبنى التحتية بصعدة:
في مثل هذا اليوم 17 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، عددًا من منازل المواطنين، وفرع البنك المركزي ومسلخ لحوم، في مديريات رازح، ومجز، وسحار والمدينة، بمحافظة صعدة، بعدد من الغارات، أسفرت عن 8 شهداء و10 جرحى، وحرق 3 محطات وقود، وتفحم سيارات المواطنين، وأضرارٍ في الممتلكات، وحالة من الخوف والنزوح وزيادة في المعاناة.
محطات الوقود استكمالٌ للحصار:
ففي مدينة صعدة، مديرية رازح الحدودية، استهدَفَ العدوان ثلاثَ محطات وقود في المدينة ومحطة أُخرى برازح، نتج عنه 16 شهيداً وجريحاً، وتشديد الحصار، وزيادة معاناة المواطنين، وخسائر مالية وأضرار مادية في المحالِّ والسيارات، والمزارع، بعشرات الملايين.
جثثٌ وسيارات متفحمة، وأشلاء وقطع ممزقة، ودماء ودمار، ونكهة الوقود والبارود والدم، وصوات اللهب والصرخات، والحديد المحترق، وأصوات المسعفين والمستنجدين، كُلُّها ملامحُ بسيطةٌ من مشهدية الجريمة، ووحشيتها، وصورة من صور استكمال الحصار، حرمان المزارعين من الديزل والوقود، والغاز؛ لما لذلك من تبعات على تأخر موعد الري، وحرمانهم من الثمار حال عطشها، وإجبار سكان مدينة صعدة على النزوح، والهجرة طلباً للخدمات.
كما هو حال المزارعين في رازح الحدودية التي حرمتهم الغاراتُ من الوقود المطلوب لحركة سير المركبات وإسعاف الجرحى والمرضى، وتسويق المنتجات الزراعية.
الشهداء والجرحى ينتشلون إلى المستشفيات، والحروق أكثر الأضرار، في الأجساد الملقاة على الأسرّة وفي ثلاجات الموتى، هنا صالة المشفى تعج بالجرحى، وذويهم وأسرهم ومسعفيهم، والحروق ظاهرة على وجوههم وفي أقدامهم وأياديهم وصدورهم، وشظايا غائرة في الصدور، والجماجم والسيقان.
أحد الجرحى على السرير فراقت روحُه جسده؛ بسَببِ نزيف حاد إثر شظية في جمجمته لم يستطع الأطباء إخراجها بسرعة عالية، وجريح آخر بات في قائمة الشهداء؛ نتيجة حروق غائرة، وشحة المستلزمات الطبية.
يقول أحد الجرحى: “كنت فوق الموتور جوار المحطة أشتي عبّي بنزين، وجت الغارة وما دريت إلى بالحريق والانفجار، والدماء على وجهي، وفي صدري؛ بسَببِ الشظايا والدمار الذي وقع عليَّ”.
طفل من بين الجرحى الشظية في رأسه، يصرخ على السرير والدكتور يحاول لمَّ جراحه وتخييطها وسحب الشظية، والأهل من حولة يترقبون هول المأساة، وقلوبهم تبكي دماً وعيونهم جفت من الدموع، على مصير طفلهم الذي مر من الشارع العام وقت المغرب، وسط المدينة.
بقايا السيارات وأعمدة المحطات لا تزال شاهداً حياً على وحشية الجريمة، وغطرسة المجرم السعوديّ الأمريكي، كما هي الجراحات وروضات الشهداء، وتأريخ الاستشهاد، مرجع ثابت يؤصل لجرائم العدوّ ويحفظ للشعب اليمني حقه في الاقتصاص، مهما طالت الأيّام ومرت السنوات.
ويقول أحد المزارعين: “بات الحصول على الوقود والديزل بالذات حاجةً صعبة في ظل الحصار والغارات على المحطات، والاستهداف للطريق العام، ومزارعنا وثمارنا باتت اليوم في حاجة للماء، وهذه حرب تستهدف الخدمات الإنسانية ومصالح العشرات من الأسر والعاملين في المزارع، ولكن هذا لا يهز فينا شعرة، وسنظل صامدين في مواجهة العدوان وبيننا وبينه الجبهات”.
المنازل وفرع البنك المركزي هدف لغارات العدوان:
وفي مديرية مجز استهدف طيرانُ العدوان منزل المواطن مسفر الحذيفي، بعدد من الغارات، أسفرت عن استشهاد امرأتين، وتدمير المنزل و3 منازل أُخرى، وأضرار في الممتلكات الخَاصَّة والعامة، وحالة من الحزن والخوف، وموجة متجددة من التشرد والنزوح والحرمان، ومضاعفة معاناة الأهالي.
حسب قول أحد الأهالي: “غارات العدوان التي دمّـرت منزل مسفر الحذيفي ظهراً، أمام أنظار ساكنيه، كان بالقُرب منه مراتان استشهدتا، وهما تغسلان الملابس في حوش المنزل، وحولتهما الغارات إلى قطع صغيرة، تم تجميعهما في سطول وأكياس بلاستيكية، من بين الأنقاض ومن حول مكان الجريمة، وتم دفنهما، دون قدرة على فرز الأشلاء المتطايرة والقطع الممزقة والعظام المكسرة لمن تعود”، متابعاً “لا ندري لماذا استهدفونا ونحن آمنون في منطقة آمنة لا وجود فيها لأية مظاهر عسكرية”.
طفل في عمر الزهور أكمل المشاركةَ في دفن أمه وعاد إلى فوق الدمار يرفع ما بقي له من ملابس كانت معلقة على الجدر ملئت بِدم أمه وأخته، وعليها تراب وغبار، وبارود، كما كان يرفع دراجته الهوائية التي لم تسلَمْ من الغارة، وبدت مكسَّرة”.
يقول طفل آخر: “كنتُ في المزرعة المجاورة، وبعد سماع الغارة أقبلت إلى المنزل بسرعة فوجت عمتي زوجة عمي وابنتها مقطعات أوصال وقطع صغيرة، وما كان به أحد في المنزل، فلقينا الرأس على بُعد أمتار والرجلين في مكان والأيادي في مكان آخر، وجمعنا القطع، هذا عدوان غاشم، قتل أهلنا ودمّـر منازلنا وكسر مزارعنا، أيش ذنبنا يسوِّي بنا كُـلّ هذا العذاب؟! ماذا عملنا بهم؟ قطع اللحم لحقناها في صحون بعد الجثث صوب المقبرة”.
يعود الأهالي لتجميع ما بقي من الأثاث، والصحون ومصحف كان ثابتًا في مكانه داخل قمرية ملونة لم تهتد، في مشهد يؤكّـد للعدو أن “شعبَ الإيمان المتمسك بالثقلين لن يهزم، وأن كتاب الله باقٍ ما بقي الإيمان في قلوب اليمنيين، وثقتهم بالله ووعده بنصرهم في القرآن الكريم”.
وفي سياق متصل بمديرية مجز استهدَفَ طيران العدوان، مسلخَ اللحوم في مدينة ضحيان، بعدد من الغارات أسفرت عن تدمير المحل، وأضرار في المحال التجارية المجاورة وممتلكات المواطنين، وقطع مصدر رزق أسرة فيها أطفال ونساء، وحالة من الخوف لدى الأهالي في المناطق المجاورة، وحالة من التعمُّد لتهجير سكان صعدة، ومنعهم من البقاء على الأرض التي حوَّلتها الغارات إلى منطقة عسكرية محروقة رغم مئات الآلاف من السكان الصامدين فيها.
أما في مديرية سحار، استهدفت غاراتُ طيران العدوان، منزل أحد المواطنين، بمنطقة الضميد في آل الصيفي، أسفرت عن تدمير المنزل وتضرر المنازل المجاورة، وموجة تشرد ونزوح، نحو المجهول ومضاعفة المعاناة، في ظل غياب المنظمات الإنسانية والحقوقية.
مشاهد الدمار والخراب وفقدان الأمل في وجوه الأطفال والنساء ورب الأسرة وهم يجمعون ما أمكن من الطعام والملابس والأثاث، والأمتعة للنزوح والتشرد إلى غير وجه، تدمي الفؤاد، وتعزز الإحباطَ والألم والمعاناة، في ظل غياب الجهات المعنية بالإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، الرعاية المتكاملة، لمثل هؤلاء.
وفي اليوم ذاته استهدف طيرانُ العدوان فرع البنك المركزي اليمني، في مدينة صعدة للمرة الخامسة على التوالي خلال أقل من 3 أشهر، بسلسلة من الغارات، أسفرت عن تدمير المدمَّـر وقصف المقصوف، وتضرر المحال والممتلكات المجاورة، وزرع حالة من الخوف في نفوس الأهالي.
فرع البنك المركزي في صعدة أحدُ المؤسّسات المدينة والرمزية الاقتصادية لليمن حوّلته غارات العدوان إلى دمار وخراب وأحجار وجُدْران مندثرة، تكشف طبيعة الحرب الاقتصادية المرافقة للحرب العسكرية، والسياسية والثقافية، وكل أنواع الحرب المنصبة على الشعب اليمني، ومدى الحقد الدفين على الشعب اليمني، والخوف من استمرار مؤسّساته المُستمرّة إلى العام 2017 في تسليم المرتبات لكل الموظفين في مختلف المحافظات اليمنية، ورغم كُـلّ تلك المحاولات والغارات، المدمّـرة للبنى والمنشآت، أعلن العدوّ عن نفسة في نقل البنك المركزي اليمني عام 2017م.
5 جرائم في يوم واحد، وفي 5 مناطقَ متفرقة بمحافظة صعدة لوحدها استهدفت أعيان مدنية، وقتلت النساء والأطفال، والكبار والصغار، وهدمت المنازل، والمزارع والممتلكات، والبنى التحتية، واحدة من نماذج آلاف جرائم الحرب والإبادة بحق الشعب اليمني في مختلف المحافظات الحرة، لم يعِرها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجهات القانونية والإنسانية والحقوقية أي اعتبار، ولم تتلقَّ أية محاولات لتخفيف من أضرارها وآثارها على حياة الشعب اليمني، خلال 9 أعوام مُستمرّة.
17 أغسطُس 2018 و2019.. 8 شهداء وجرحى في استهداف طيران العدوان ومدفعية مرتزِقته بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 17 أغسطُس آب، خلال العامين 2018م، وَ2019م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ومرتزِقتُه منازل ومزارع المواطنين في مديريتَي التحيتا والحالي، بعدد من الغارات وقذائف المدفعية، أسفرت عن شهيدين و6 جرحى، وحالة من الخوف، في نفوس الأطفال والنساء، وموجة نزوح، واضرار في الممتلكات، ومضاعفة للمعاناة، في ظل غياب الجهات الإنسانية والحقوقية.
ففي مديرية التحيتا من العام 2018م، استهدف طيران العدوان إحدى مزارع المواطنين، بمنطقة الجبلية، بعدد من الغارات، أسفرت عن شهيدين، وجريحين، وحالة من الخوف والهلع وخسائر في الممتلكات، ومضاعفة للمعاناة.
نقل الجرحى إلى المستشفى، ويقول أحدهم: “سرنا نشرب ماء من المزرعة، وجاء الطيران الغاشم وضربنا، واستشهدوا اثنين منهم آخر وجرحى أثنين منهم أنا، وهذا عمل إجرامي يدعونا لمواجهته ودماء أخي لم تذهب هدراء وستكون الجبهات قبلتنا من اليوم وصاعداً”.
في المستشفى أحد المواطنين استشهد أحد أبنائه وجرح الآخر يقول وكل قهر وحزن: “عيالي اثنين واحد شهيد والثاني جريح كانوا يشربون الماء في المزرعة المجاورة للمنزل، كانوا كُـلّ أملي في الحياة، ما ذنبهم يا عالم؟ لماذا تقتلون شعبنا في المنازل والمزارع، نحن مدنيين لا علاقة لنا بأي طرف في هذا العدوان الغاشم على اليمن؟”.
طفل هو الجريح الآخر يقول الطبيب عنه: “إصابته في الصدر والقدمين والذرع وهي إصابة بالغة وخطيرة وتتطلب عناية مشدّدة، والشظايا تحتاج لعميات جراحية حتى نتمكّن من أخارجها”.
وفي سياق متصل بمديرية التحيتا استهدف مرتزِقة العدوان، في اليوم ذاته 17 أغسطُس آب، من العام 2019م، منزل مواطن في منطقة السويق، بقذائف، أسفرت عن جرح فتى.
لم يكتفِ العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي بقتل الشعب اليمني من الجو، بل حرك مرتزِقته لقصف الأطفال والنساء، ومنازل المواطنين من البر، وخَاصَّة في محافظة الحديدة، التي تشرف على الجرائم المرتكبة بحق أهلها دويلة الإمارات بشكل مباشر.
وهنا قصف مرتزِقة العدوان منزل أحد المواطنين أثناء خروجه منه في منطقة السويق بمديرية التحيتا؛ ما أَدَّى لإصابته برصاصة في قدمه، نقل على إثرها إلى المستشفى، وبات أهله وذووه يعيشون الفاجعة والخوف على حياته وحياتهم من بعده، في ظل استمرار القصف على المنطقة بشكل متواصل.
يقول الجريح من فوق سرير المشفى: “في ما أنا خرج من البيت، سمعت إطلاق النار، وقلت في نفسي أرجع وما شعرت إلا بالرصاصة في رجلي، والدم ينزق، وكان وجهة إطلاق النار من قبل الدواعش مرتزِقة الإمارات”.
أما في مديرية الحالي، فاستهدف مرتزِقة العدوان من اليوم ذاته 17 أغسطُس آب، 2019م، منازل وممتلكات المواطنين، في شارع النصر بحي 7 يوليو، بقذائف المدفعية، أسفرت عن جرح 3 مدنيين، وحالة من الخوف، في نفوس ذويهم ومضاعفة معاناتهم، وموجة من النزوح المتكرّر.
صالة الطواري في مستشفى الحديدة تستقبل الجرحى، أحدهم في حالة خطرة، تم إدخَاله إلى غرفة الإنعاش والرعاية المركزة، وأهاليهم من حولهم تملأ قلوبهم الرعب، وفي عيونهم فقدان الأمل في الحياة الأمنة داخل منازلهم وممتلكاتهم المجاورة لخطوط النار مع مرتزِقة العدوان في شارع النصر.
يقول أحد الجرحى: “خرجت من المحل وبيدي القمامة أرميها في البرميل وأرجع، وما دريت إلا بالقذيفة ببننا، فوقع أخي الصغير على الأرض وجراحاته بالغة، وانا جرحت في يدي، فتوجّـهت لإسعاف أخي”.
قول الجريح الثالث “:كنت جنب بقالة النادر في شارع النصر في أمان الله، وسمعنا القذيفة جوارنا والثانية فوقنا، فأُصيب اثنين إخوة، وأصبت في وجهي بشظية صغيرة، والحمد لله على لطفة وسلامته، ومن هنا نقول للعدو ومرتزِقته، صحيح لم نكن يوم من الأيّام مع المجاهدين لكن من اليوم وصاعد لن ننتظر الموت في المنازل والبيوت وسنكون في مقدمة الصفوف، للدفاع عن أرضنا وعرضنا ودماؤنا وشعبنا اليمني، مهما كانت التضحيات”.
أب الجرحى الاثنين، يقول: “خروقات ما يسمى بالشرعية مُستمرّة واصل ليلَ نهارَ، ولم نلمس أي معنى لوقف إطلاق النار، فأين هي الأمم المتحدة، وأين هو المبعوث الأممي، وأين هي لجان الإشراف على الخروقات، المواطن ضحية ولا أحد يهتم بمعاناته”.
جرائمُ العدوان ومرتزِقته اليومية بحق المدنيين في محافظة الحديدة والخروقات المتواصلة لاتّفاق السويد، ووقف إطلاق النار، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من الأطفال والنساء والصغار والكبار، ودمّـرت المنازل والمزارع والمنشآت الخَاصَّة والعامة، منذ العام 2018م، وحتى هذه اللحظة، وهذه واحدة من آلاف جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، ومساعي الاحتلال لليمن أرضاً وشعباً، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي مكشوف.