16 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 74 شهيداً وجريحاً في جرائم للعدوان السعودي الأمريكي بإب وصنعاء وصعدة
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 16 أغسطُس آب، خلال عامي 2015م، و2016م، الاستمرار في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر المروعة بحق الإنسانية، واستهداف غاراته للأعيان المدنية، في محافظات إب وصنعاء والحديدة.
أسفرت غارات العدوان عن 25 شهيداً بينهم أطفال رضع ونساء حوامل، و49 جريحاً، منهم أطفال ونساء، وترويع الأهالي، وتدمير عدد من المنازل والمزارع والمحال التجارية، وإحدى المدارس، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان من أبسط الحقوق، ومقومات الحياة الآمنة، ومضاعفة المعاناة.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
16 أغسطُس 2015.. 29 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان منزلاً ومدرسة بإب:
في مثل هذا اليوم 16 أغسطُس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن عبدالكريم باعلوي، في مدينة جبلة، مدرسة الإشراق التعليمية بمنطقة الكداكـد مديرية المخادر، بمحافظة إب.
ففي مدينة جبلة أسفرت غارات العدوان عن 4 شهداء بينهم أم وابنها و25 جريحاً، وتدمير المنزل، وجامع ومدرسة، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب، في نفوس الأطفال والنساء، وموجة نزوح وتشرد نحو المجهول، ومضاعفة معاناة الأهالي.
وقعت الغارات واهتز الحي بالانفجارات، ففزع النائمون أطفال ونساء وكبار مسنون لم يأتهم النوم بعد، منزل بكامله اهتد على من بداخله، كما اهتدت سقوف وجدران ونوافذ وأبواب المنازل المجاورة على رؤوس ساكنيها، الكل في مشهد واحد يصرخون ويستغيثون ويهرعون من غرف نومهم ومجالس راحتهم، هذا يتفقد أطفاله وزوجته، وأم تحصي أطفالها وتتحسس وسط ظلام الليل رؤوسهم، هنا الدماء والأشلاء والجثث، والجرحى تحت الأنقاض، وفوق الدمار وعلى حيطان وأحواش المنازل مزقتهم الغارة، ورفعت أجسادهم نحو السماء بانفجارها، فعادت جثث هامدة وأشلاء وأجساد بلا أرواح، من حالفه الحظ كانت الغارة على مقربة منه تحول من نائم سليم معافى إلى جريح بجراحات غائرة، أما من سلم وكان بيته بعيدًا من المنزل المستهدف فالخوف والهلع أخذ منه ومن أطفاله وعائلته، وأخرجهم مسرعين خشية من تكرار الغارات.
الأهالي يرفعون الأنقاض وينتشلون الأشلاء والجثث من بين الدمار، فهذا يرفع الأثقال والأحجار والركام، وآخر يجمع الأشلاء، وينتشل الجرحى إلى زاوية بها قليل من الضوء يتم التعرف فيها عن من تم إخراجهم من بين الأنقاض، ومن هو باق.
طفل ذو 5 أعوام وأمه، ابن المرحوم أمين باعلوي، من بين الشهداء، كانوا نازحين في منزل أحد إخوانه، منذ اليوم الأول، هربوا من الغارات التي لحقت بهم، في مشهد إجرامي، يكشف طبيعة الجريمة التي هي عن سابق إصرار وترصد.
ابن عم عبدالكريم باعلوي يقول: “أمس الليل تفاجأنا بغارات للعدوان السعوديّ الأمريكي على منزل ابن عمي، وأسرعنا لإخراجهم من تحت الأنقاض، وهذا العدوان الغاشم لم يستثن أحداً، كما هي غاراته على منازل المواطنين في تعز وصنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية، ولكن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم لن تمر دون رد، وشعبنا اليمني، لن يتخلى عن دمائه مهما كانت التضحيات، ونحن صامدون ولن نتراجع عن خيارنا في مواجهة الغزاة على بلدنا”.
مواطن آخر يقول: “هذه جريمة إبادة يندى لها جبين الإنسانية، قام بها طيران آل سعود، في هذه المديرية، مع العلم أن محافظة إب فيها أكثر من نصف مليون نازح، من محافظة الضالع وتعز والحديدة، ولحج وشبوة وعدن، وهذا المنزل المستهدف، كان به نازحون أَيْـضاً، هربوا أمس من القصف من محافظة الحديدة، إلى الغارات في مديرية جبلة للأسف الشديد، وهنا لا يوجد معسكرات ولا يوجد شيء آخر، في جبلة بكاملها.
الجرحى تم إسعافهم، والمنزل مدمّـر بشكل كلي، وكلّ محتوياته من الأثاث، والمدخرات والغذاء، والمصاحف، التي كانت في الرفوف، ظهرت بين الدمار والخراب ممزقة، يلتقط أوراقها أحد الأطفال، في مشهد يؤكّـد طبيعة العدوان على الشعب اليمني وهويته الدينية المرتبطة بالثقلين”.
المدرسة المستهدفة حولتها الغارات إلى دمار، وتراب وغبار، وأجزاء من الطاولات والكراسي، وأوراق وكتب وشهادات الطلاب، متناثرة في حوش المدرسة وفي أيادي الطلاب الذي قدموا إلى المكان اليوم الثاني، وأخذوا معهم ملفات ونتائج من يعرفون، وكميات من الكتب.
يقول أحد الطلاب من فوق دمار مدرسته: “في صباح يومنا هذا استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي مدرسة الكداكـد لتحرم أبناء المناطق المجاورة، من حقهم في التعليم، وهذه محاولة لتدمير التعليم، والجيل القادم، ونشر الجهل والتخلف في اليمن، واستمرار التبعية والوصاية الخارجية”.
استهداف العدوان منزل أسرة باعلوي ومسجداً ومدرسة في يوم واحد وفي منطقة واحدة، هي جريمة حرب ومحاولة إبادة جماعية من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، وتدمير ممنهج للبنية التعليمية، ومقومات الهوية الإيمانية، في اليمن، رافقه صمت وتواطؤ أممي ودولي مكشوف، وزيادة لمعاناة المواطنين، وغياب لدور الجهات الإنسانية والحقوقية والقانونية.
16 أغسطُس 2016.. 44 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان منازل المواطنين بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 16 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل الشيخ محسن عاصم بمديرية نهم، ومنازل آل العابد في جبل أيوب بمديرية بني الحارث، محافظة صنعاء.
أسفرت غارات العدوان عن 44 شهيداً وجريحاً بنيهم أطفال ونساء، وحالة من الخوف والرعب، وتدمير عدد من المنازل وأضرار في ممتلكات ومنازل المواطنين في المناطق المجاورة.
ففي مديرية نهم استشهد 16 مواطناً وجرح 9 آخرون، وتدمير منزل الشيخ محسن عاصم بغارات العدوان المتعمدة عن سابق إصرار وترصد لهدف مدني، يرتقي لجريمة إبادة جماعية، وفق النصوص والقوانين الدولية، والإنسانية والجنائية في هذا الصدد.
أسرة عاصم والمنقذين من جيرانه، حولتهم الغارات إلى جثث مقطعة وأشلاء ممزقة تملأ المكان، ودماء ممزوجة بالتراب، فيما العديد من الناس يبحثون بين بقية الجثث، وسط ظلام شديد، وبسبب الغبار والدخان، ورائحة المتفجرات الممزوجة بالدم واللحم، أصابت بعض المسعفين بفقدان الوعي، والدوخة.
كانت ملابس الأهل والطعام والخبز والجبوب والمال والأثاث، وكتب وحقائب الطلاب، ودفاترهم، وأقلامهم، وزمزمية المياه، كلها مغطاة ببقع حمراء، وهي متناثرة على الدمار وفوق ما بقي من سور الحوش وفي الحقول وعلى الأشجار المجاورة للمنزل.
جثث الشهداء مرصوصة أسرة أسرة، الأم وأطفالها، والأخ وأخوه والزوج وزوجته، وألاب وأبنائه، في عملية فرز، أسرية، تكشف مساعي العدوان في قتل جميع أبناء الشعب اليمني، كما هم الجرحى، في غرف متجاورة، كما كانت منازلهم متجاورة.
بفضل الله سبحانه، من رحم المعاناة يولد الآمل، في مفاجأة بنجاة توأمان كانا في بطن أمهما في شهرها التاسع التي استشهدت، وأخرج طفليها في كامل صحتهما.
هنا أم جريحة تبكي وتتألم ليس لجراحها هي، بل؛ لأَنَّها فقدت أطفالها، وبعلها، ولم تدر أهي في كابوس مرعب أم في واقع كرسه العدوان السعوديّ الأمريكي، بحقها وحق أهلها وأسرتها، وشعبها اليمني.
جريمة العدوان بحق أسرة عاصم والمسعفين، مشهد يجسد، الإبادة الجماعية، والمأساة الإنسانية، ويعمق المعاناة.
يقول أحد الجرحى: “العدوّ يشتي يقتل الجميع، ولكن هذا لا يهز فينا شعرة، وصامدون والجبهات قبلتنا، وأقول لكل الأحرار عليهم التوجّـه إلى الجبهات”.
بدورها تقول إحدى الممرضات: “غالبية الشهداء والجرحى أطفال، ونساء الأجنة في أحشائهن، إذَا في قوى العدوان شجاعة لماذا يستهدفون النساء والأطفال في المنازل، عليهم بأن يقاتلوا بشجاعة في الجبهات”.
مجزرة أُخرى في بني الحارث:
وفي منطقة بني جرموز، مديرية بني الحارث، أسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء بينهم شهيدتان إحداهما حامل وطفلان أحدهما رضيع وجنين في بطن أمه، و15 جريحاً من أسرة آل العابد استهدفهم طيران العدوان ودمّـرت منازلهم في جبل أيوب.
قرية بني جرموز في مديرية بني الحارث أدرجها العدوان على قائمة الإفطار بلحوم الأطفال والنساء، في جريمة مروعة جديدة، بغارات قضت على أم وطفلها وجنينها، وامرأة ثانية وطفل رضيع، وأكثر من 15 جريحاً، أرتوت الأرض من دمائهم، الممتزجة بين الدمار والغبار، والأثاث، والممتلكات، وعلى كُـلّ مكان في ساحة الجريمة.
أقارب الضحايا بدأ أحدهم حديثه بشكواه ومأساته إلى الله، من إجرام العدوان بحق أهله وأقاربه، وشعبه اليمني، قائلاً: “يا رب إنك على كُـلّ شيء قدير فانصرنا بجندك، وأيدنا بتأييدك، وعزنا بعزتك، ونحن ندعوك ونحن مظلومين، لا ذنب لنا، فكن لنا العون في الجبهات، وليعلم عدونا أن جراحنا وآلمنا لن تكون هدراً، ونحن له بالمرصاد، ومن لم يجاهد هؤلاء الطواغيت، فعليه سرعة مراجعة دينه وسلامة هويته وفطرته”.
من بقي من أسرة آل العابد المكلومة، فجريح في العناية، أَو مسعف ومعز في جريمة، لن تمحى من ذاكرة الأجيال، ولن تزيد الشعب اليمني سوى المزيد من الصمود والجهاد والتحَرّك الفوري، لرفد الجبهات بقوافل المال والرجال كما يقول أحد أفراد هذه الأسرة: “جريمة العدوان إبادة جماعية، لن تغير مسار شعبنا اليمني عن الجهاد والصمود والثبات مهما كانت التضحيات”.
بقايا الصواريخ والشظايا مختلطة بالدمار والأثاث، والملابس، والدماء والأشلاء، والدماء، يرفعها الأهالي وكلهم بأس وغيظ وغضب، واستنفار، لا يرضيهم سوى التحَرّك إلى الميدان، والاقتصاص من عدوهم، والثأر لدماء أطفالهم ونسائهم، وأبناء شعبهم”.
جرائم الحرب والإبادة الجماعية في نهم وبني الحارث محافظة صنعاء، واحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام، من المجازر المروعة بحق الإنسانية في جبين الإنسانية، رافقها خذلان أممي ودولي غير مشهود، وتبخر كُـلّ القيم والمواثيق والقوانين الدولية الحقوقية والإنسانية والجنائية، أمام الأموال والإتاوات السعوديّة، والهيمنة الأمريكية.
16 أغسطُس 2016.. طيران العدوان يستهدف منازل ومحال ومزارع المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 16 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن عبدالباسط الهادي، ومحلات تجارية، ومزارع للدجاج، في مدينة ضحيان، مديرية حيدان، ومنزل المواطن عيضة عروي ومدرسة في وادي صبر مديرية سحار، بمحافظة صعدة.
ففي مديرية حيدان أسفرت غارات العدوان عن تدمير المنزل والمحال التجارية ومزرعة الدجاج، وخسائر مالية بعشرات الملايين، وتشرد ونزوح أسرة الهادي، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة.
تدمّـر المنازل والمحلات وتحترق المزارع والممتلكات، أمام أنظار مالكيها الناجين من مجزرة محتومة لو لم يبتعدوا عن المكان المستهدف في اللحظات الأولى لسماع تحليق الطيران المعادي.
هنا منازل كانت متجاورة متلاصقة جدرانها وحيطانها، ويسكنها الإخوة وأبناء العموم والأصهار والأنساب، والجيران، في وادي صبر بصعدة، كما هي المحلات المتجاورة، ومزارع الدواجن، حولتها غارات العدوان إلى أكوام من الدمار والخراب، وسوتها بالأرض وقضت على معالم الحياة بداخلها وإمْكَانية الاستفادة منها، وإعادة ترميمها، وخسائر الأهالي بالملايين لا معوض لهم سوى الله.
من بين هذه المنازل المدمّـرة، منزل السيد عبدالباسط الهادي في مدينة ضحيان، بات كومة طوب وأخشاب وسقوف مهدمة، وغبار متصاعد، وتراب منثور في كُـلّ الجهات، وأثاث وملابس وطعام وكتب بين كُـلّ ذلك.
يقول أحد الأهالي: “هذه جرائم أمريكا التي تستهدف البيوت والمحلات والمدارس والمزارع والنساء والأطفال، يروحوا يواجهوا الرجال في الجبهات، لا يتعالوا على المواطنين الآمنيين، أمس الأطفال ما خلوا الناس تهدأ في منازلهم، بكاء وخوف، ونزوح من القرى والمدن، ماذا يريد السعوديّ والأمريكي من اليمنيين، هذه جرائمهم، شاهدة على وحشيتهم وجبنهم وإجرامهم”.
بدوره يقول أحد كبار السن (مرجمة الذليل كبيرة) يراجم بغاراته من السماء، ما هو رجال يواجه الرجال في الجبهات والحدود، ما قدرته غير على الأطفال والنساء والآمنين المدنيين! وديننا وقمينا وعروبتنا، تجرم هذه الأفعال المشينة والإجرامية، وهؤلاء العاجزون في الجبهات يستهدفون المزارع والمحلات التجارية، وهذا دليل على فشلهم، ولا يوجد أمامهم سوى الهزيمة، وأمام شعبنا النصر والغلبة بإذن الله”.
بالقوة.. ممنوع التعليم!
هكذا تتكلم غارات العدوان من فوق سماء مديرية سحار، وهي تلقي قنابل أمريكية على مدرسة الإشراق، التي أسفرت عن تدمير أجزاء من المدرسة، ودمّـرت منزلاً، ومخلفة أضراراً بالغة أصابت المنازل المجاورة والمسجد، ذعر وَفزع اجتاح سكان المنطقة، تبعها موجة نزوح وتشرد، وحرمان الأطفال من حقهم في التعليم.
وبعد مرور أسبوع على مجزرة أطفال طلاب ضحيان، وما لحقها قبل يومين من مجازر بحق بقية الطلاب في مدارس متفرقة بصعدة، كثّـف العدوان من غاراته على المدارس، ليقول للعالم، إنه لا حقوق للطفولة في اليمن، وإن صمت المجتمع الدولي عن جريمة الإبادة لـ130 طفلاً بين شهيد وجريح، ضوء أخضر بالاستمرار في قتل من بقي من أطفال صعدة تحت أسقف مدارسهم ومنازلهم، وليمنع التعليم بالقوة في اليمن، كما منعهم العالم من حق التعاطف والتعاطي المنصف والعادل، للجهات القانونية في المجتمع الدولي.
وخلال 9 أعوام من العدوان على اليمن يبقى تدمير المدارس.. فصلٌ من جرائم أمريكا في اليمن، وتطول معه فصول تدمير المنازل والمزارع والأسواق والمنشآت والبنى التحتية لمختلف قطاعات الدولة، ومقومات الحياة، والاحتياجات الأَسَاسية لبقاء الشعب اليمني، أمام عالم أثرت عليه الهيمنة الأمريكي والغربية، فتنكر لكل قيمه ومواثيقه وقوانينه الإنسانية وَالحقوقية، غير آبه بمخاطر وتداعيات موقفه، حال تمدد أذرع مجرمو الحرب إلى مناطقهم وشعوبهم، وبقائهم خارج المحاسبة والمحاكمة، فيذوقوا من الكأس ذاته الذي تجرعه أطفال ونساء اليمن.