15 أغسطس خلال 9 أعوام .. 60 شهيداً وجريحاً في جرائم للعدوان بصعدة وحجة والحديدة
يمانيون – متابعات
تعمد العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم 15 أغسطس آب خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2019م، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، واستهداف البنية الصحية ومنازل ومزارع المواطنين والطريق العام، بصعدة وحجة والحديدة.
أسفرت غارات العدوان ومدفعية مرتزقته عن 21 شهيداً و39 جريحاً بينهم نساء وأطفال، وتدمير أكثر من 20 منزلاً، ومستشفى عبس التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، وحالة من الخوف والرعب، وموجة من النزوح والتشرد، ومضاعفة معاناة المواطنين.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
15 أغسطس 2015 .. شهيدة طفلة وجريحين بقصف صاروخي على الطريق العام ومزارع المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 15 أغسطس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدو السعودي الأمريكي، وقصفه الصاروخي، الخط العام ومزارع المواطنين في منطقة مران، مديرية حيدان، محافظة صعدة.
أسفر عنه استشهاد طفلة من أبناء منطقة طلان الحدودية، إثر قصف صاروخي سعودي، وجرح مواطنين اثنين، بغارات الطيران، وحالة من الخوف في نفوس الاهالي والمسافرين وعابري السبيل، وخسائر في المزارع والممتلكات، وموجة من النزوح نحو المجهول ، وزيادة المعاناة، وصعوبة القدرة على التنقل والحركة في الطريق العام.
في منطقة طلان الحدودية، استهدف جيش العدو السعودي ومرتزقته منازل المواطنين بأكثر من 20 صاروخاً، دمر المنازل المأهولة، والفارغة والمزارع والممتلكات، وقتل الطفولة في مهدها.
الشهيدة الطفلة زهور سعدون اللحيا، وهي في عمر الزهور ، على سرير المستشفى ، جثة هامدة، لم تجدي معها ، ومن اجلها، محاولات الأطباء من أعادة الأمل بالحياة، كما هو حال جريحين من ذات المنطقة، ومواشيهم التي نفقت بالعشرات ، ومزارعهم المحطمة ، ومنازلهم المدمرة.
ذهبت زهور إلى باريها تشكوه جور العدو وبغيه، وبقيت الجراحات على أجساد الجرحى، كما هو مشهد الدمار ومعاناة الأهالي وخسائرهم في الأموال والممتلكات، لن يسقط الأخذ بها مهما تقادمت الأيام وطالت السنوات.
أحد الأهالي يقول: “العدو السعودي استهدفنا عدة مرات دون أي وجه حق، نحن فلاحين لا نشكل خطراً على أحد في هذا الكون، ولكن هذا الأجرام يعبر عن مقدار الحقد والبغض للشعب اليمني، ونحن بعد اليوم، لم نعد كما كنا مسالمين للعدو، بل سنشكل عليه خطر حقيقي حتى نأخذ بحقنا، وننصر أنفسنا ونذود عن أرضنا وعرضنا وحياتنا ، بيننا وبنيه الميدان، فليدع المنازل والمواشي، والأطفال ويكون شجاع، يحمل دم عربي ، نخوة عربية”.
الجريحان في مقتبل العمر يقول أحدهم من فوق سرير المشفى: “أنا وأخي كنا ماشيين في الطريق العام تحت خميس مرأن، فوق دراجة نارية، ما سمعنا غير الضرب من قبل الطيران، وهذا عدوان أمريكي سعودي، لا يهز فينا شعرة، وان ما يزيدوا فينا الحمية والتحرك للجهاد في سبيل االله”.
سيارات المواطنين ومنازلهم ومدرجاتهم الزراعية حولتها الغارات إلى دمار وخراب بعشرات الغارات المتواصلة من صباح اليوم إلى نهاية النهار، دون أي هدف عسكرية فيها، وبشكل متعمد ، لترويع الأهالي واجبارهم على النزوح، لكن كل ذلك كان أمر معتاد لأبناء المنطقة التي ألفت الحرب من العام 2004م، للحرب الأولى على صعدة.
استهداف المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم والطريق العام، في صعدة من قبل العدوان في مثل هذا اليوم، جريمة حرب مكتملة الأركان، من آلاف الجرائم المتواصلة خلال 9 أعوام، أمام العالم والمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية الحقوقية والقانونية، المشاركة بصمتها وتواطؤها في إبادة الشعب اليمن.
15 أغسطس .. 53 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمستشفى عبس منظمة أطباء بلا حدود بحجة:
في مثل هذا اليوم 15 أغسطس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدو السعودي الأمريكي، مستشفى عبس التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، بالمديرية ذاتها، في محافظة حجة .
مستشفى عبس مجزرة الأطباء والمرضى !!
طيران العدوان يشن حممه على مستشفى عبس، بقنابل وصواريخ أمريكية، مخلفاَ 19 شهيدا (بينهم 9 أطفال و 3 نساء)، و34 جريحاً، بينهم 12 طفل و 6 نساء، ومقتل طبيبة اسبانية تتبع منظمة أطباء بلا حدود، كانت من ضمن كادر المنظمة التي تعمل في المشفى ، بادرت على أثره عن أدانة الجريمة وحملت دول العدوان المسؤولية.
الأبنية والملحقات والمنازل المجاورة، تعانق الأرض، فوراً، وسط حبس الأنفاس، والدموع والصرخات، ومشاهد الجثث والأشلاء والدماء ، والدمار واعمدة الدخان والنيران والغبار المتصاعدة، ومعها أرواح الأطفال والنساء والأطباء، التي أرتقت إلى السماء.
المشفى هو الوحيد في المنطقة بين ميدي والحديدة، والمجزرة كبيرة وإداناتها قليلة، دون تسمية مباشرة لها، وتوصيفها وفقاً لأوصاف القانون الدولي الإنساني العام، الذي ترتقي لجرمة إبادة جماعية بحق الأطباء والمرضى، فلم تنتهي الجريمة هنا، بل بقيت المنشآت والمرافق الصحية في حجة تحت سقف التحليق المستمر، لمنع اسعاف الجرحى، وامعان في وحشية الجريمة، وزيادة بشاعتها وضحاياها.
الجثث متفحمة والاشلاء هنا وهناك مبعثرة، جسد بلا رأس، ورأس بلا جسد ، أقدام ، وأطراف صغيرة وكبيرة ، لأطفال وممرضين، فوق وتحت الدمار، تجمع الجثامين في أكياس، ولك جثة لا وزنها المختلف، يقل منها او يزيد، شهد قبل الغارة كان وزينه 69 كم ، ولم تسلم عائلة سوى 30 كم من جثمانه المقطع ، النقص من الأعضاء غير معروف ، ولا يمكن الفرز بطريقة سوية، تختلط الأعضاء واللحوم الممزقة ، ويتم فرزها بصعوبة، وما بقي بين الدمار والأنقاض كثير.
أب يجمع ما بقي من جسد طفلة الذي كان يتعالج في المشفى، بيده طرق القدم ومنتصف الجذع العلوي مع الرأس، دون ذراع ، ويحتضن بالأشلاء، ويقبل الوجه والدماء على ثيابه تنزل كما هي دموعه، وألمه، الذي لو سمح لها لتفجر كالبركان.
يقول أحد الناجين: “عذا عدوان بربري غاشم قتل الأطفال والنساء الممرضين والدكاترة، وهذا عمل لا يمكن يقوم به مسلمين بل هذه الوحشية تؤكد أن العدوان على شعبنا يحمل أجندة اليهود والنصارى الأشد عداوة لأمتنا وديننا”، متابعاً “مستشفى بداخلة مرضى وممرضين، ماذا يعني للعدو، لماذا العام صامت عن جريمة إبادة بهذا الحجم ، هل بقي للجوانب الإنسانية والصحية حرمة وقيمة تجنبها الاستهداف”.
يقول أحد كوادر المستشفى: ” أمس تم تقديم بلاغ من قبل منظمة أطباء بلا حدود ، للأمم المتحدة لتجنب المستشفى من القصف وفي اليوم الثاني تم قصفة ، هذه المنظمة متورطة في تقديم الإحداثيات، وولها علاقة هي والأمم المتحدة بهذه الجريمة وكلهم شركاء”.
ويتابع” هذه الجثث والأشلاء للأطفال والنساء تؤكد للعالم أجمع مدى جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو، وما يدعيه في قنواته تزييف للوعي ومحاولة لتظليل الرأي العام”.
ترفع الجثث وينتشل الجرحى، والمستلزمات الطبية من بين الإنقاض ، ويسأل هل هذه أسلحه ، هذه صواريخ هذه أجساد بشر ، هؤلاء أبرياء مدنيين يقتلون ويبادون دون ذنب.
المواطنين ومنازلهم وسيارتهم المجاورة للمستشفى، لم تسلم من الغارات، وتدمرت وتضررن، وتفحمت سيارة أحد الأهالي وعلى متنا 3 أشخاص، لم تبقي النيران منهم سوى بعض الهياكل العظيمة ، في مشهد أجرامي لا مثيل له.
الجرحى من فوق الأسرة يقول أحدهم : “المشكلة لم تعد في أجسادنا الجريحة ، سوف نتماثل للشفاء ، بل المشكلة اليوم في تفكير العالم ، ونظرتهم للشعب اليمني، دون تحرك لإنقاذنا ، وتقبل الشعب لتحركات المنظمان الأممية التي أينما حلت لتقديم مساعدات تحل بعد خروجها الكوارث والجرائم والمجازر”.
ذهب بالجرحى إلى مستشفيات خارج المحافظة ومعهم الأطباء المحتاجين لمن يعالجهم ، في ما جثث الشهداء توارى في الثراء، ومعها ألام وآمال، وأحزان، وطموحات، ومعاناة، وحقوق، أهلهم وذويهم، كما دفنت القيم والمواثيق والقوانين الإنسانية والحقوقية، الدولية، والثقة بها، بعد اليوم.
غارات العدوان على مستشفى عبس في محافظة حجة، تدمير متعمد للبنية الصحية، واستهداف للأعيان المدنية المليئة بالمرضة والجرحى، والممرضين والأطباء، يكشف عن طبيعة العدو الإجرامية ومساعيه لقتل أكبر عدداً من المدنيين، وترويع الصامدين ، بجرائم إبادة جماعية ، ومجازر وحشية، أمام أنظار المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وكل المنظمات والهيئات والمؤسسات القانونية والإنسانية والحقوقية المتواطئة.
15 أغسطس 2019 .. استشهاد طفلة وثلاث جريحات وتدمير وحرق 20 منزلاً بقصف العدوان ومرتزقته بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 15 أغسطس آب من العام 2019م، استهدف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، منازل المواطنين، بمنطقتي الجاح الأعلى والأسفل في مديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة والدتها وشقيقتها وامرأة أخرى بجروح، من أسرة واحدة، واحتراق وتدمير قرابة 20 منزلا، وموجة من الهلع والرعب في نفوس الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد الجماعي، من المنطقة نحو المجهول.
طفلة الجاح ملاك:
ففي الجاح الأعلى ، قصف مرتزقة العدوان أحد المنازل بقذيفة هاون، أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة والدتها وشقيقتها وامرأة أخرى بجروح.
هنا جثة الطفلة ملاك 12 عام ، في عمر الزهور ، نالت منها شظية الصاروخ، وحالت بينها وبين أحلامها وطموحاتها ومستقبلها وحقوقها في التعليم والحياة، انها شظية غادرة، وأدت إنسانة بعالمها الكامل، ووأدت معها تعلق أهلها وذويها، وكل زميلاتها، في الصف وجيرانها وأقرانها، بل أغارت بالحزن والأسى كل قلب رحيم وحراً في هذا العالم.
الأم الجريحة والأب والأخوة الصغار، والأخت الجريحة ساميه، والأقارب يودعون طفلتهم الشهيدة ملاك الوداع الأخير، والدموع من خدود الام لا تتوقف، وملامح الآسى لا توصف، وكل من حول الطفلة ينتظر الدور خلال قصف قادم.
جد الطفلة يقول: “ماذا عمل هذه الطفلة بآل سعود نحن في منازلنا ومزارعنا وعلى أرضنا ، لماذا تقتلونا يا جبنا ، أذا فيكم ذرة من الشجاعة هناك جبهات مفتوحة قاتلوا فيها ، مناطقنا لا وجود فيها لأي جبهة ، وأي العالم من هذه الجرائم اليومية بحقنا ، اليوم هذه حفيدتي شهيدة ، وأمها جريحة وأختها أيضاً، وامرأة أخرى، والأيام الماضية سبقها العديد من الأطفال، وكل أسرة من سكان المناطق المحاذية لخطوط النار في مدينة الحديدة، دفعت وضحت وأخذ منها مرتزقة العدو العديد من الأفراد أطفال ونساء وشيوخ الكل بين خيار القتل ، او الانتظار له، وأن نزح لحقته الغارات”.
طفلة الجاح الأعلى قصة لآلاف أطفال اليمن الذين استهدفتهم صواريخ وقذائف مرتزقة العدو السعودي الإماراتي الأمريكي، على المناطق والمديريات الواقعة على خط الاشتباك في محافظات الحديدة، وصعدة وحجة، وتعز، وإب، ومأرب والجوف طيلة 9 أعوام، في غياب تام لمحاسبة مجرمي الحرب ومرتكبي الإبادة الجماعية لحاضر ومستقبل اليمن.
محرقة الجاح:
اما في الجاح الأسفل، قصف مرتزقة العدوان، قرية كاملة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أدت إلى احتراق وتدمير قرابة 20 منزلا، وموجة واسعة من النزوح والتهجير والتشرد الإجباري، للأهالي وأسرهم من منازلهم، ومضاعفة معاناة المئات من الأطفال والنساء، في ظل غياب المنظمات الإغاثية والإنسانية، وتقديم الدعم والمساعدات والأولية لهم في المناطق التي ينزحون إليها.
عشرات المنازل والمزارع والممتلكات، تحترق والسنمة النار تتصاعد، والخوف والفزع لدى الأطفال والنساء، يزيد ، وموجة من النزوح والتشرد، وفقدان المأوي ، والإفقار المتعمد في لحظات ، كان الكثير من الأهالي منعمين بأموالهم ومدخراتهم أمنين في دورهم ومنازلهم ويعملون لكسب عيشهم في مزارعهم، لكن مرتزقة العدوان لم يسمح لهم بذلك، وحرمهم منه في غمضة عين.
النخيل الكثيف والمزارع المتنوعة الثمار والأصناف، وقرية بكاملها ، ولكل ممتلكات السكان فيها ، خيام وكراسي ، وملابس ومواد غذائية، كلها تشتعل ، وتتحول إلى نيران مهولة في سماء الجاح، أنها المحرقة الكبرى، ونموذج مرعب لمن بقي صامداً في منزله، ومزرعته من أبناء الحديدة، ليكون الخيار الوحيد النزوح او النزوح او الحرق لو بقي وسط النيران المستمرة ليومين كاملين.
وصلت أعمدة النار ودخانها إلى عنان السماء، ونقلت صورها الأقمار الصناعية، وتبادلتها المحطات الفضائية، وأعلنتها قنوات العدوان، على أنها نصر وتقد لمرتزقتها، وشاهدتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإنسانية والحقوقية دون أين يهز لها جفن، او يتحرك فيهم عرق ، ودون أي دانة.
انطفئت النيران وتنادى الأهالي في أماكن نزوحهم، لأن يتحرك البعض، منهم، لتفقد بعض ما كان مدخر، في منازلهم، وما سلم من مزارعهم، فوجدوها كصريم ، رماد تحته جمر هادئ وقليل من الدخان خفيف كالبخار، هنا وهناك ولا شيء يدل على معالم الحياة، سوى أواني الفخار التي زادتها النيران قسوة.
محرقة الجاح واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني ، المستمرة منذ 9أعوام متواصلة دون أي مساعي جادة لوقفها.
جرائم مرتزقة العدوان وخروقاتهم المتواصلة لاتفاق السويد يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على محك التواطؤ والتماهي الكامل مع مخططات قوى الاستكبار العالمي التي تقود العدوان على اليمن، وتجعل الكل شركاء في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وهذا يتطلب من الجهات الحقوقية والإنسانية الرفع بهم لمحكمة الجنايات الدولية، كمجرمي حرب.