Herelllllan
herelllllan2

6 أغسطس خلال 9 أعوام.. 24 شهيداً وجريحاً جُلُّهم أطفالٌ ونساءٌ بغارات العدوان على الجوف وتعز وصعدة وحجّـة

يمانيون – متابعات
تعمَّدَ طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 6 أغسطُس آب خلال الأعوام 2015م، و2017م، و2020م، استهدافَ آبار المياه ومحطات الوقود، ومنازل المواطنين وسياراتهم على الطريق العام في أَيَّـام العيد، وتفجير وزراعة العبوات الناسفة في الأحياء السكينة.

أسفرت غاراتُ العدوان وعبواتُه الناسفة عن 11 شهيداً و13 جريحًا، بينهم 14 طفلًا و4 نساء، وتدمير عشرات المنازل والأحياء السكنية من المنازل، بينها منزل محافظ محافظة لحج، وبئر مياه ومزرعة، ومحطة وقود وعدد من المحالِّ التجارية، وحالة من الخوف والحزن، وموجة نزوح وتشرُّد، ومضاعفة معاناة المواطنين في صعدة وتعز وحجّـة والجوف.

وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم.

6 أغسطُس 2015.. استشهادُ طفل وجرحُ آخر باستهداف غارات العدوان للأحياء السكنية ومحطة وقود والممتلكات بصعدة:

في مثل هذا اليوم 5 أغسطُس آب، من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، عدداً من المنازل والأحياء السكنية، والممتلكات، ومحطة القصبي للمشتقات النفطية، في مديريتَي حيدان ومجز بمحافظة صعدة، بعشرات الغارات.

أسفرت غاراتُ العدوان السعوديّ الأمريكي، عن استشهاد طفل وجرح آخر، وتدمير وتضرر عشرات المنازل، بمنطقة مران، وتدمير واحترق محطة الوقود والمنازل والمحال التجارية والجامع المجاور لها في منطقة زبيد، وخسائر مالية باهظة في الممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد المتجدد ومضاعف المعاناة، في مديرية حيدان، كما هو الحال في مديرية مجز التي أسفرت غارات العدوّ فيها عن تدمير عدد من الممتلكات الخَاصَّة والعامة.

أكثرُ من عشرين غارة متتالية على منازل المواطنين في منطقة مران، وفي ظل تحليق الطيران المُستمرّ، وقصف طيران الأباتشي من المناطق الحدودية، في وسط النهار والناس في أعمالهم يسرحون ويعودون، وكأنه لا شيء يحدث، في مشهد بات مألوفاً لديهم، وباتوا متعايشين معه، دون أي خوف أَو رعب يعتريهم.

يقول أحد أهالي مران وكله إباء وشجاعة: “طيران العدوّ السعوديّ الأمريكي الإسرائيلي يضرب على مران ليلَ نهارَ كُـلَّ ساعة، ولا يفارق السماء، فيما الصواريخ أرض جو وجو أرض وأرض أرض، وكلّ أنواع القذائف والأعيرة للأسلحة الثقيلة والمتوسطة تغرق جبالنا ومزارعنا وممتلكاتنا على مدار الساعة من الحدود السعوديّة، لكن كُـلّ ذلك لن يُثنينا عن الجهاد في سبيل الله والصمود في أرضنا ووطنا، وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا، ولا يهتز لنا شعرة، ولا يمكن أن نستسلم لسلمان أَو ابنه، ولا أية طاغية في هذا الكون، بل تسليمُنا لله الواحد الجبار، ملك السموات والأرض”.

تنتقلُ الكاميرا وسط الغارات وتحليق الطيران الكثيف في سماء مران لترصد المنازل المدمّـرة للتو، وكيف يتعاطى المواطنون معها، فتظهر المنازل بالعشرات مدمّـرة واحدًا جوار آخر، والأطفال والرجال يرفعون الأنقاض، ويبعدون الدمار من الطريق العام، ولا يزال الطريران كعادته محلقاً ويقصف.

هنا مواطن آخر استهدف طيران العدوان منزله، وكان به أطفال ونساء، استشهد فيه طفل وجرح آخر يقول من فوق أنقاضه: “الحمدُ لله جاء الطيران وقصف منزلنا وكان فيه الأطفال والنساء، ولطف الله استشهد طفل وجرح آخر، ونحن صامدون، ولو عدونا يملك قيم الرجال يواجهنا في الجبهات ما حيرة غير على الأطفال والنساء، ضربوه في الحرب السادسة وهذا اليوم، ولكن الله لن يخلف وعده لنا بالنصر، ولا يهمنا البيت والأطفال وأنفسنا، كلنا فداء لدين الله، ومجاهدين مبتغانا وهمنا الشهادة في سبيل الله وتجنب سخطه علينا ورضاه عنا”.

وللتو يظهر مواطن من فوق دمار منزله المدمّـر حينها وهو برباطة جأش قائلاً: “استهدف طيران العدوان منزلنا ودمّـره بالكامل، ولم نعد نسكن فيه منذ بدأ العدوان الظالم، ولكن هذا لا يثنينا ولن يردنا عن مواجهة آل سعود”.

الأهالي لا يزالون يمارسون زراعة الأرض وفلاحتها، وتسويق الثمار، والعودة إلى الكهوف والجبال، كالعادة، كما هي سواعدهم قابضة على الزناد، وأكتافهم تحمل البندقية، فيجاهدون ويعملون ويزورون أهاليهم وأطفالهم بين الفينة والأُخرى، بعزم وإرادَة لن تلين، إنهم الرعينُ الأول للمشروع القرآني، ومسيرته الفتية، إنهم جند الله، وأعجوبة الأرض وبأس السماء.

أما في مدينة ضحيان بمديرية مجز، استيقظ أهالي المدينة من نومهم صباحاً على أصوات الطيران المحلق في سمائهم وانفجارات غاراته المفزعة، وتدمير منازلهم ومزارعهم وممتلكاتهم أمام أعينهم الراصدة لعدد الغارات الـ (13) المتتالية، من أماكن نزوحهم في الجبال والخنادق الترابية في الأرض، في مشهد أفسد صباحهم، وغير أصوات العصافير فوق أغصان الأشجار صباحاً من الفرحة إلى الخوف والرعب.

هنا أعمدة الدخان ترتفع -من فوق ركام المنازل ودمار الممتلكات المنهدة على الأرض- إلى عنان السماء المليئة بطائرات العدوّ المعربدة فيها، بصوته المفتوح عاليًا، وصوت غارتها المتفجرة، وسط هدوء الفجر ونسمات الصباح الذي خدش العدوان وجهه الباسم بكينونة الأمل بحياة غدٍ أفضل.

تمر الكاميرا تباعاً لتصور كُـلّ غارة ومكانها، وما أحدثته من الدمار والأضرار، برصد دقيق، ومهنية صادقة في نقل الحقيقة كما هي للعالم، عله يفيق من سباته العميق، ويشاهد عبر وسائل إعلام اليمن ومن يسانده بالكلمة والصورة ونقل مشهدية الإجرام والتوحش السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني منذ 26 مارس آذار 2015م، إلى الرأي العام والضمير العالمي الميت سريرياً، بحقن المال المدنس، مقابل الصمت، لتستمرَّ آلة القتل والدمار في مهمتها الموكلة دون أية ضغوط.

لكن كاميرا المصور هذه المرة، تنقل دمارَ مدرسة دمّـرتها الغارة في التو، ووقعت عدستها على بقايا كتاب القراءة في الصف الرابع الابتدائي، يتحدث عن زيارة المعلم مراد وتلاميذه لساحل المكلا، وصورهم وأسمائهم وهم يلعبون سعداء في رحلة سياحية!

تنتقل العدسة لتقع على دمار كبير من الطاولات والكراسي وسط الفصول المدمّـرة، التي كان يجلس عليها طلاب وطالبات محافظة صعدة قبل العدوان على اليمن، لكن هذه الصورة المعبرة لم يعد لها أثرٌ للأسف، ولم تلقَ أي تجاوب أممي ودولي لوقف العدوان وحماية التعليم والمنشآت التعليمة، والأطفال في اليمن، ولم تتحَرّك منظمة اليونسف وبقية المنظمات ذات العلاقة بالتعليم وحقوق الطفل والنشء لحماية أطفال الشعب اليمني، بل مرت الصورة كغيرها من صور الإجرام التي لم يعد لها أي أثر في الوجدان العالمي، ليستمر أطفال صعدة وملايين من أطفال اليمن محرومين من حقهم في التعليم والحياة الكريمة في ظل عدوان وحصار وانقطاع مرتبات المعلمين، إلى اليوم، في ظل تواطؤ وصمت متعمد من قبل الأمم المتحدة.

كما هو الحال في استهداف العدوان لمديرية حيدان التي تظهر فيها محطة الوقود والمحال التجارية مدمّـرة، والجامع المجاور تساقطت نوافذه وسقفه ومزقت بعض مصاحفه وتحطمت رفوفها، وملأ الدمار سجاده، في مشهد يعكس مستوى الاستهداف لكل مقومات الحياة والممتلكات الخَاصَّة والعامة، وعدم اكتراث العدوّ لقدسية كتاب الله وبيته في نفوس شعب الإيمان والحكمة.

استهداف العدوان لمنازل وممتلكات المواطنين وقتل الأطفال والنساء، والكبار والصغار، في محافظة صعدة واحدة من آلاف جرائم الحرب مكتملة الأركان المرتكبة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متواصلة، دون أي تحَرّك دولي لوقف العدوان على اليمن حتى الآن.

6 أغسطُس 2015.. طيران العدوان يستهدف منزل محافظ لحج ومفخخات المرتزِقة تستهدف المدنيين بتعز:

في مثل هذا اليوم 6 أغسطُس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل محافظ لحج أحمد جريب في مدينة الراهدة بمديرية خدير، وانفجار عبوة ناسفة وتفكيك أُخرى في الطريق العام وسط الأحياء السكنية بمنطقة الجحملية بمديرية صالة، بمحافظة تعز.

ففي مدينة الراهدة بمديرية خدير أسفرت غارات العدوان عن تدمير منزل المحافظ جريب، وتضرر المنازل المجاورة له دون أي اعتبار للمدنيين تجاه غاراته المدمّـرة لهدف مدني، لولا أن السكان نزحوا منذ فترة من الحي لتشظت أجسادهم كهذه الأحجار، ولا يهم العدوّ أين يوجد المنزل المستهدف، بل كُـلّ همه رمزية الهدف وما سيقال عنه في وسائله الإعلامية وماكينته الدعائية المضللة، وبين هذه الاعتبارات تتبخر مزاعم الإنسانية لدى المجتمع الدولي كما يتبخر الدخان المتصاعد إثر الجرائم المرتكبة بحق اليمن أرضاً وإنساناً.

أنهت غارات العدوان مهنتها وخلَّفت دمارًا وخرابًا، ويحتشد المواطنون إلى المكان، كُلٌّ يحمل مخاوفَه وهمومه من الغارات القادمة، حَيثُ يقول أحد الأهالي: “كيف نأمن على أطفالنا ونسائنا؟ أين نسير؟ ما عندنا حق أجور النزوح، اليوم دمّـر منزل محافظ لحج وجواره عدد من المنازل وما عاد كان فيها أحد ساكن، غدوة بعده تكون الغارات على منازلنا المليئة بالأطفال والنساء، هل حياة الشعب اليمني مهدورة؟ هل دماؤنا مستباحة؟ من أعطاكم الحق في قتل شعب بأكمله!”.

ويقول آخر: “نحن نعيش برعب كُـلّ يوم يقولوا لنا اليوم با يضربوا غدوة با يستهدفوا كُـلّ يوم وهم يخوفنا لننزح من بيوتنا وترك لهم الأرض يحتلونها، هذا أبعد عليهم من عين الشمس، نحن صامدون مهما كانت التضحيات، إما نموت شهداء أعزاء، فوق أرضنا وداخل منازلنا أَو ننتصر بإذن الله”.

أما في منطقة الجحملية بمديرية صالة فأسفر انفجار العبوة الناسفة وتفكيك أُخرى التي زرعتها أدوات العدوان التكفيرية عن تضرر عدد من المنازل والمحال التجارية، وحالة من الخوف والرعب في نفوس المواطنين، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان وفقدان الأمن والسكينة العامة، وترقب شبح الموت من الجو بالغارات ومن الأرض بغدر العبوات الناسفة والمفخخات.

هنا الأهالي يخرجون من منازلهم ومحالهم خائفين من القادم، وفرحين على سلامتهم وبإنجاز الأجهزة الأمنية التي فككت العبوة الثانية، يقول أحدهم: “هؤلاء مسوخ باعوا أنفسهم من الشيطان، هؤلاء لا دين ولا مذهب ولا إنسانية لديهم، إنهم مجرمون قتلة طغاة، يبيعون دماء الشعب مقابل الحصول على الفتات من قبل العدوّ الأمريكي السعوديّ”، متابعاً “نجدد قولنا لهم عودوا إلى الصواب، راجعوا حساباتكم، المحتلّ مهزوم وسيندحر اليوم أَو بعد عقود، لكن الوطن باق والأهل والأخوة وأبناء الشعب اليمني لن يقف بجانبهم أحد، وعليهم توحيد الصفوف، وإصلاح ذات البين”.

بدوره يقول كبير في السن بلحيته وشعره الأبيض، من أبناء الحي: “الله المستعان ضحكت عليكم أموال العدوّ أبو شيبة أبو عقال، لتبيعوا أهلكم، وتقتلوا إخوانكم، كيف تفكرون بالله عليكم؟ تزرعون عبوات ناسفة في طريق عام وسط حي سكني مكتظ بالسكان، ماذا لو مرت نساؤكم، أَو أطفالكم من ذات المكان وانفجرت العبوة فيهم! كيف كان شعوركم حينها! هل تملكون عقولاً وذرة من إيمان!” مُضيفاً “يقول المثل الشعبي “يا حافر الحفرة لا تحفرها قد تقع فيها”، انظروا كيف يمر الناس آمنين ولا في بالهم أي شيء، ماذا لو تفجرت العبوة فيهم ما يدري الواحد ألا وهو يتمزق في الجو، خافوا الله، راقبوا الله، لا هنينا نرقد في منازلنا ولا هنينا ننوم، ولا نسمر ولا نجالس أطفالنا، أَو نرقدهم، كُـلّ ساعة وكلّ يوم حرب وإطلاق نيران وانفجارات وغارات، أيش هذه الحالة يا عالم، أنقِذونا، شوفوا حالتنا إلى أي حَــدّ وصلنا!”.

يختتم الحاج الطاعن بالسن حديثه بالدموع والأسى والحزن على محياه، كما هي وجوه الأطفال والشباب وسكان الحي من حولة، تترقب دورها في الرحيل مع أطرف غارة للعدوان السعوديّ الأمريكي، أَو بانفجار عبوة ناسفة زرعها مرتزِقته التكفيريين هنا أَو هناك.

جرائم العدوان ومرتزِقته وعناصره التكفيرية بحق أبناء تعز واحدة من آلاف جرائم الحرب المُستمرّة بحق الشعب اليمني في مختلف المحافظات منذ 9 أعوام، في ظل صمت أمم ودولي مكشوف.

6 أغسطُس 2017.. طيران العدوان يدمّـر بئر مياه ومزرعة بمحافظة حجّـة:

في مثل هذا اليوم 6 أغسطُس آب من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بئر مياه في مزرعة لأحد المواطنين في منطقة بمديرية مستبأ، بغارتين.

أسفرت عن تدمير بئر الماء وأضرار كبيرة في مزرعة، المواطن عبدالله عبده علي، وحالة من الخوف في نفوس أهالي المنطقة المجاورة، ومضاعفة معناتهم، وافتقارهم للمياه، وقطع أرزاق عشرات الأسر التابعة للعمال ومالك المزرعة، في استهداف ممنهج للاقتصاد اليمني، ومقوماته الأَسَاسية.

هنا تظهر البئر مخربة بعد استهداف مولدها الكهربائي، كما هو حال الأشجار والثمار المتلفة، وحالة المزارع الذي يقول: “هذه المزرعة وبير الماء يستفيد منها قرابة 25 ألفًا من أبناء المنطقة، وعمال وأسرهم، وهذه مزرعة مثل بقية مزارع اليمن، واستهدافها اليوم هو تفنيد لمن يزعمون أنهم يحمون الحقوق، أين هي الحقوق من هذه الجريمة؟، هل بئر المياه والمزرعة أهداف مشروعة، أنتم تدمّـرون حقوقَ الناس، وتقتلونهم، وتحتلون الشعوب وتنهبون الثروات، لم تبقوا في شعبنا اليمن منزل ولا طريق ولا مزرعة ولا طفل ولا امرأة ولا كبير سن، ولا مستشفى ولا أي شيء إلا واستهدفتموه”.

يقول مواطن آخر: “في الساعة السادسة والنصف مساءً استهدف طيران العدوان هذه البئر بغارتين، وكان يشرب منها أكثر من 250 منزلاً، يأتون من مختلف المناطق المجاورة، وعلى مسافة 5 كم مشياً على الأقدام يبحثون على شربة ماء، فمن أين سيشرب هؤلاء السكان في هذه المنطقة، أصبحوا عطشى، ولا يوجد أي بئر آخر للمواطنين ومواشيهم ومزارعهم أَيْـضاً، إنها جريمة كبرى”.

جريمة استهداف آبار المياه ومزارع المواطنين في محافظة حجّـة واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية للمواطنين عطشاً وجوعاً، ومضاعفة معاناتهم، في أكثر من محافظة يمنية، وتدمير متعمد للاقتصاد اليمني، القائم على الزراعة، وتربية المواشي، استمر العدوان في ارتكابها على مدى 9 أعوام، دون أي تحَرّك أممي لتحييد القطاعات الإنسانية والأهداف المدنية من الغارات.

جرائمُ سابقة مُستمرّة في حصاد الأرواح:

وفي سياق متصل بمحافظة صعدة، استشهد الطفل على محسن سعدان، في مثل هذا اليوم 6 أغسطُس آب من العام 2018م، متأثر بجراحه التي أُصيب بها قبل 9 أَيَّـام إثر جريمة العدوان بحق المواطنين في سوق آل ثابت مديرية قطابرة الحدودية.

ويستشهد العشراتُ من جرحى العدوان على محافظة صعدة وغيرها من المحافظات الحرة طيلة 9 أعوام بالآلاف، دون أي رصد لها؛ ما يضاعفُ فاتورةَ العدوّ على اليمن ويزيد عدد الشهداء من يوم لآخر، في ظل الغارات المتواصلة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام، وتواطؤ المنظمات الإنسانية الحقوقية الفاضح.

6 أغسطُس 2020.. 21 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان سيارات المواطنين على الطريق العام بالجوف:

في مثل هذا اليوم 6 أغسطُس آب من العام 2020م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارتين لمواطنين في الطريق العام بين مديريتي خب والشعف وبرط العنان بمحافظة الجوف.

أسفرت غارات العدوان عن 9 شهداء منهم 7 أطفال وامرأة، 12جريحاً منهم 3 أطفال و3 نساء، وحالة خوف ورعب في نفوس الأهالي، في القرى والمناطق المجاورة، وتحول أفراح العيد إلى حزن وعزاء، وتحولت بُوصلةُ المسار من الزيارة العيدية إلى روضات الشهداء وأسرة وغرف المستشفيات.

هنا طيران الإجرامِ يحلّق في سماء الجوف تتبع حركة المواطنين ومسار السيارات، لتقتل فرحة العيد وتكرس الحزن في قلوب الأهالي، فكانت غارته الأولى على منطقة أحراض النشفة بين خب وبرط، استهدفت 3 سيارات تقل نساءً وأطفالًا في اليوم السابع من عيد الأضحى المبارك، في الطريق العام صوب منزل أجدادهم، وتقديم الزيارة العائلية وتبادل التهاني والتبريكات.

غارات العدوان حوّلت جموع الزائرين إلى أشلاء وجثث وجرحى ودماء مسفوكة على قارعة الطريق، وتدمير شبه كلي للسيارات الثلاث الأول، بغارات متتالية، يقول أحد الأهالي حول الجريمة: “طيران العدوان ضرب حلالنا وأهلنا وأطفالنا وربعنا، والمعوض الله” فيما يقول آخر: “طيران العدوّ السعوديّ ضربنا ونحن في منطقة أحراض، فهذا ما عاده عيد، هذا الحزن والقهر ما يمكن ننساه في يوم العيد بحق نساء وأطفال سايرين نسلم على أهالينا، ولكن نقول لهم مهما أجرمتم بحقنا وحق شعبنا لن تفلتوا من العقاب، ما بقي فينا دماء”.

السيارة الرابعة كانت تقل 6 مواطنين آخرين وفي ذات المنطقة حولتها غارات العدوان إلى هدف استراتيجي، ونسفتها بغاراتها المدمّـرة، وقتلت وجرحت من كان على متنها في مشهد وحشي وإجرامي أقل ما يمكن وصفها بجريمة الإبادة الجماعية.

تنهي غارات العدوان الإجهاز على أهدافها ولكنها تستمر في التحليق وتمنع أي اقتراب للمسعفين وتلاحق من بقي من الجرحى، بغاراتها الغادرة، وتحليقها المتواصل لساعات، فحالت دون انتشال الجثث، وإسعاف بعض الجرحى، من المنطقة، ليكون الخيار الوحيد الاستمرار في نزيف الدم، والصبر على الألآم، والجراحات، وما أن تأكّـد العدوُّ أنه لا حركة في المكان غادرت طائراته من سماء المنطقة، ويبدأ الناجون في نقل بعض جرحاهم، نحو مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.

من بين الجرحى طفلةٌ على سرير أحد المستشفيات برجلها المكسورة، وهي تتألم، ووالدها الكبير في السن إلى جوارها يقول: “هذه ابنتي، سرحنا معاودين إلى عند الشيبان “الأهل” ومعنا 3 سيارات، فحلق الطيران وضرب أول سيارة، فخفنا شوية، وجت الضربة الثانية، إلى جوار السيارة الثانية، وأخذت العيال معي لأسعفهم، ووصلين إلينا الشظايا، وفي واحدة من الشظايا قصّت طفلتي الرضيعة نصفين، والضربة الثالثة فوق الموتر الذي بعدنا، فانتهين السيارات الثلاث، وشليت ابنتي عرضي مسافة، وفي سيارة جت عليها شهداء استهدفهم الطيران بعدنا.

بدورها تقول إحدى النساء الأُمهات الجريحات من فوق السرير: “كنا سايرين نعاود أبي وأمي وأهلي، وأهل زوجي وعمي وعمتي من أهل زوجي ولكن طيران العدوان استهدفنا في الطريق وغير حالنا من الزيارة إلى المستشفى والبحث عن فرصة لعلاج جراحاتنا، لنعود وندفن جثامين أطفالنا الشهداء، ولله الحمد”.

استهدافُ العدوان للأطفال والنساء في أَيَّـام عيدهم وتحويل الطريق العام إلى أهدافٍ عسكرية واحدةٌ من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني في أكثر من محافظة على مدى 9 أعوام متواصلة، في ظل صمت وتواطؤ أممي مكشوف، وانعدام أي تحَرّك للجهات القانونية والجنائية والإنسانية في محاسبة قيادات دول العدوان على اليمن وتقديمهم للعدالة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com