Herelllllan
herelllllan2

حرب الخدمات والانهيار الاقتصادي والانفلات الأمني.. أوراق تحالف العدوان ضد المواطنين في المحافظات المحتلة

يمانيون – متابعات
تشهد المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة الواقعة تحت سيطرة العدوان ومرتزقته، تدهورا اقتصاديا وأوضاعا معيشية صعبة، تزداد يوما بعد يوم وسط الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية وانقطاع المرتبات والارتفاع الجنوني للأسعار، فضلا عن تردي الخدمات العامة بصورة متعمّدة.

ويسعى تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي من خلال الإمعان في تجويع المواطنين عبر الازمات المتلاحقة والانهيار الخدمي والاقتصادي إلى توسيع نفوذه العسكري والاستخباراتي ومواصلة نهب ثروات اليمن.
وأثرت الأوضاع المأساوية وحرب الخدمات المتعمّدة من قبل تحالف العدوان وأدواته في المحافظات المحتلة على حياة ومعيشة المواطنين في مدينة عدن وباقي المحافظات المحتلة.

انفلات أمني غير مسبوق
إلى جانب تردي الخدمات العامة عمت الفوضى والانفلات الأمني غير المسبوق جميع المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، حيث تنتشر عمليات الاغتيالات وعصابات القتل والسرقة التي استهدفت مؤخرا بنوكا ومحال صرافة، مما دفع بعض الأهالي إلى النزوح وهروب جزء كبير من رأس المال اليمني إلى الخارج بسبب انعدام الأمن.
وفي هذا السياق كشفت إحصائية رسمية صادرة من العاصمة صنعاء عن تزايد حالات الانتهاكات والانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية، حيث سُجلت 9 آلاف و522 جريمة متنوعة خلال النصف الأول من العام الجاري بينها جرائم قتل وسرقة واعتداء على حرمات.
وأوضحت الإحصائية التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة أن جرائم الاعتداء الجسماني بلغت ألفين و217 جرائم، تليها جرائم السرقات بواقع الفين و13 جريمة ثم جرائم الاعتداء على أملاك الغير بعدد 766 جريمة، و514 حادثة وقضية أمنية غير جنائية سجلت 264 حالة وفاة و93 حالة إصابة.

الانهيار الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي وهبوط سعر العملة
أدى الظلم وسياسة الافقار والتجويع والجرع السعرية القاتلة في مختلف المستويات التي يمارسها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي وأدواتهم من المرتزقة والخونة والعملاء بهدف تنفيذ أجندات تحالف العدوان ومخططاته الاستعمارية إلى زعزعة الاستقرار المعيشي والاقتصادي والأمني في المحافظات المحتلة.وبسبب تحكم دول العدوان بالقرار السياسي والاقتصادي والسيادي في المحافظات المحتلة سجلت أسعار صرف العملة المحلية منذ سيطرة تحالف العدوان على تلك المحافظات وحتى يومنا هذا هبوطا كبيرا أمام العملات الأجنبية، وبلغ سعر الدولار الأمريكي خلال اليومين الماضيين 1895 ريالاً يمنياً للشراء و1904 ريالاً للبيع، فيما بلع سعر الريال السعودي 495 ريالاً يمنياً للشراء و496 ريالاً للبيع، مما يزيد من معاناة المواطنين وارتفاع مستويات الفقر والبطالة.

كما ارتفعت أسعار المشتقات النفطية إلى أكثر من 26 ألف ريال لعشرين لترا من البنزين، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بصورة جنونية، مما ينذر بكارثة وأزمة كبيرة تهدد حياة المواطنين وفق تقارير إعلامية أكدت أن تردي الاوضاع الاقتصادية في المحافظات المحتلة أدى إلى انتشار ظاهرة التسول بين الأطفال والنساء بشكل مخيف.

أزمة الكهرباء
استغل تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي وأدواتهم ملف الكهرباء في المحافظات المحتلة وخاصة مدينة عدن الساحلية التي تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة خصوصا في فصل الصيف، ولم تف دول التحالف بوعودها التي أعلنتها عقب سيطرتها على المدينة بمعالجة أزمة الكهرباء وملف الخدمات وتصاعدت الازمة عاما بعد عام نتيجة لتعطيل مصافي عدن التي كانت تغطّي محطات كهرباء المدينة بالوقود قبل عام 2015 وتدميرها وتحويلها إلى خزانات نفط لتجار السوق السوداء وسط تنصل مرتزقة العدوان عن مسؤوليتهم واللعب بمخصصات الوقود الخاصة للمحطات وبيعها في السوق السوداء.
تقارير اعلامية أشارت إلى أن محطّات الكهرباء في عدن تستهلك في اليوم وقوداً بقيمة 1.8 مليون دولار، لتصل كلفته شهرياً إلى أكثر من 55 مليون دولار، وإلى نحو 70 مليون دولار شهرياً خلال الصيف.

وكانت اللجنة الاقتصادية العليا في العاصمة صنعاء قد استثنت ناقلة النفط (هانا-HANA) من قرار منع عمليات نهب الثروة السيادية التي تنقل شحنة وقود لمحطة كهرباء عدن بناء على توجيهات من رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، كما أعلنت صنعاء استعدادها تزويد المدينة بالوقود، وفق ما جاء على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إلّا أن حكومة المرتزقة لم تستجب لتلك المبادرة.

وخلال الفترة القليلة الماضية شهدت مناطق متفرقة في عدن ومحافظتي حضرموت وشبوة، احتجاجات ليلية غاضبة في الشوارع العامة، تنديدًا بتردي الخدمات العامة ومنها خدمة الكهرباء بعد ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 12 ساعة مقابل ساعتين تشغيل فقط، وسط تهميش من القوى النافذة التي تتعمد اذلال المواطنين.

سجون سرية تابعة لدول التحالف وجرائم يندي لها الجبين
السجون السرية هي الأخرى شكلت عبئاَ كبيرا على المواطنين في المحافظات المحتلة حيث يتعرض المتعقلين في تلك السجون لأبشع الجرائم التي يحرمها القانون الدولي والإنساني وتمارس فيها سياسة الترهيب والقمع التطويع بالقوة، والتصفية الجسدية للمعارضين والإخفاء القسري والتهجير خارج البلاد، وتتواجد في تلك السجون التي تنتشر في عدن ولحج وبعض المحافظات الشرقية غرف عمليات تابعة للقوات البريطانية والأمريكية وتديرها أدوات تحالف العدوان.
وكشفت تقارير إعلامية عن مئات السجون السرية التابعة للإمارات والسعودية في عدد من المحافظات المحتلة الجنوبية والشرقية وعلى ظهر السفن بالبحر وميناء عصب الاريتري ومدينتي جيزان ونجران وتحت الأرض ومراكز اعتقال سرية يصعب الوصول إليها وفق تقارير أممية أكدت تعرض المعتقلين في تلك السجون للتعذيب بالضرب والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي والموت تحت التعذيب والتخلص من الجثث عبر رميها في مياه البحر، ووصفت منظمات إنسانية من يتعرض له المتعقلين في السجون السرية بجنوب اليمن بجرائم حرب.

مؤامرة تحالف العدوان على اليمن
بدأت المؤامرة على اليمن من قبل دول تحالف العدوان منذ مارس 2015 من خلال تحالف عدواني قادته السعودية والإمارات ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا خدمة للكيان الصهيوني بهدف احتلال مدنه وجزره وأراضيه ونهب ثرواته، واليوم تجلت هذه الحقيقة عبر الواقع المؤلم الذي تعيشه المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.
وعملت السعودية والإمارات على تدمير البنية التحتية للمنشآت العسكرية والمدنية في اليمن، وسعت دويلة الإمارات إلى السيطرة على الموانئ والمطارات وإخراج معظمها عن الخدمة، وقامت بتأسيس وتشكيل مليشيات مسلحة مهمتها المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وإحكام السيطرة على المواقع الحيوية والاستراتيجية وخصوصا في أرخبيل سقطرى وجزيرة ميمون وموانئ عدن وبلحاف بشبوة وقشن بالمهرة ومطار الريان بحضرموت.

وأفادت تقارير إعلامية بأن الرياض سعت إلى السيطرة على المهرة وحضرموت واقتطاع مساحات واسعة من الأراضي اليمنية تقدر بـ 45 ألف كيلو متر مربع بصحراء حضرموت، وفصل محافظتي حضرموت والمهرة عن اليمن.

وتسعى أمريكا- أوروبا وحليفتهما “إسرائيل” إلى استمرار العدوان على اليمن ودعم تحالفها الذي شكلته بقيادة السعودية والإمارات، واستمرار الحصار، واحتلال الأراضي اليمنية وإلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني، ونشر الفوضى وإثارة القلاقل بهدف ثني اليمن عن واجبه المقدس في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، وتعمل أمريكا وبريطانيا على تمرير مشاريعها وصفقاتها المشبوهة عبر نشر قوات المارينز في المحافظات المحتلة والزيارات المتكررة لمسؤولي واشنطن ولندن المعلنة أو تلك التي تتم بسرية تامة وانتهاك السيادة اليمنية متجاهلة كافة الأعراف والقوانين الدولية.

وجاءت ثورة 21 من سبتمبر 2014م التي عملت الدول الغربية وأوروبا على اجهاضها عبر دعم تحالف عربي تقوده السعودية والقيام بعمليات عسكرية دمرت الحرث والنسل أواخر مارس من العام التالي بهدف استمرار الوصاية على اليمن وحرمان الشعب من تحقيق طموحاته في بناء دولة قوية واقتصاد وطني متحرر من التبعية للخارج وتعزيز قدرات البلد الدفاعية والهجومية الأهداف الرئيسية لثورة 21 سبتمبر المباركة التي تنظر إلى قضية الغزو والاحتلال الأجنبي كأحد أبرز القضايا والمهام الوطنية.

إن تفعيل دور المقاومة الميدانية في مواجهة التحركات المشبوهة لقوى الغزو والاحتلال واجب كل يمني حر لمناهضة وطرد الغزاة والمحتلين، وضرورة الاصطفاف خلف القيادة الوطنية للتصدي للمحتل الأمريكي ورفض كافة أشكال التواجد الأجنبي على الأراضي اليمنية وتوعية المجتمع بخطورة التغاضي والسكوت عن هذه التحركات وآثارها الخطيرة.

وفي هذا السياق يؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط في مختلف المناسبات على الالتزام الوطني والديني والأخلاقي بطرد الغزاة وتطهير كل شبر من الأرض اليمنية وصون السيادة الوطنية في البر والبحر والجو.

-السياسية – صباح العواضي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com