اعترافات جديدة لضباط “ايزنهاور”: الحاملة ستخضع لصيانة طويلة ستعرضها للمزيد من التآكل والتلف
أكد ضباط من طاقم حاملة الطائرات الأمريكية الفارة “ايزنهاور” وخبراء عسكريين أمريكيين، أن الانتشار الطويل وغير المسبوق للحاملة في البحر الأحمر، كان مرهقا جداً للبحارة.
وقالوا في تصريحات جديدة إن ذلك له تداعيات سلبية على الاحتفاظ بهم لفترة أطول، وسيسبب العزوف عن التجنيد في البحرية، كما أن له تداعيات على سلامة حاملة الطائرات التي ستخضع لعملية صيانة طويلة ستعرضها للمزيد من التآكل والتلف.
ونشر موقع “ستارز أند سترايبس” العسكري الأمريكي، تقريراً سلط الضوء على تداعيات عملية الانتشار الطويلة، وغير المسبوقة لحاملة الطائرات “أيزنهاور” في البحر الأحمر.
ونقل التقرير عن الضابط كيث وودكوك، إن “حاملة الطائرات مرهقة، وجمعينا مرهقون”.
وأشار التقرير إلى أن “مثل هذه الانتشارات المكثفة والممتدة تثير المخاوف لدى البحرية بشأن إرهاق البحارة وتأثيراته على الاحتفاظ بالطواقم”.
ونقل التقرير عن القائد البحري المتقاعد برايان كلارك، وهو باحث بارز في مؤسسة هدسون للأبحاث في واشنطن قوله: “إذا كان المجندون المحتملون يستندون في قراراتهم على ما يرونه في الأخبار فسيكونون أكثر قابلية للانضمام إلى البحرية، لكن إذا كانوا يستندون على ردود فعل البحارة أنفسهم، فسيكون الأمر مختلفاً” في إشارة إلى أن شهادات عناصر البحرية بخصوص ما يواجهونه من شأنها أن تسبب العزوف عن التجنيد.
ونقل التقرير عن الملازم كولين دوجان، من سرب المقاتلات الهجومية 83، قوله: “لقد كنا في كل رحلة نقوم بها نتدرب على إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ، لكن هذه المرة كان الأمر مختلف لأن الصواريخ والطائرات كانت حقيقية”.
وبحسب التقرير فقد أكد مارك كانسيان، المستشار الكبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، أنه “من المتوقع أن تشهد البحرية انخفاضًا في الاحتفاظ بالبحارة بسبب إرهاق البحارة، وخاصة إذا استمرت تمديدات النشر”.
وقال: “إن عمليات النشر تؤثر على الاحتفاظ بالبحارة، فهم الأشخاص الذين يعانون من ذلك، والذين يدركون ذلك ويشعرون بالتأثير”.
وأشار التقرير إلى أنه “في حظيرة الطائرات على متن أيزنهاور، قال العديد من البحارة إن أخبار التمديدات، التي كانت تأتي في نهاية النشر، كانت من أسوأ اللحظات على متن حاملة الطائرات”.
ونقل التقرير عن الملازم كول كاري، وهو كابتن إحدى طائرات إف 18 قوله: “لقد كان الجميع يعملون بجد ويتوقعون أخبارًا بأننا سنعود إلى الوطن، وعندما تأتي أوامر التمديد، يكون الأمر مروعًا”.
وأشار التقرير إلى أن أسطول حاملات الطائرات الأمريكية قد يواجه نفس ما واجهته “ايزنهاور” في ظل عدم وجود عدد كاف من الحاملات، حيث أشار إلى أنه من بين 11 حاملة طائرات نشطة فإن ثمان منها جاهزة للانتشار في مختلف أنحاء العالم “وهذا يعني أن البحرية ستستغل هذه الحاملات الثماني بشكل متكرر للانتشار” حسب التقرير
ونقل التقرير عن المحلل كانسيان قوله: “إن هيكل قوة البحرية آخذ في الانحدار، والمتطلبات تظل على الأقل عند نفس المستوى ومن المرجح أن تتزايد”.
وقال القائد المتقاعد كلارك إن “أوقات الصيانة الممتدة بعد النشر يمكن أن تؤثر على جهود التجنيد والاحتفاظ بالخدمة أكثر من الأشهر التي تقضيها حاملة الطائرات في البحر في منطقة قتالية”.
وأضاف: “ستظهر المشكلة لاحقا، عندما تعود السفن إلى نورفولك (فرجينيا) أو ماي بورت (فلوريدا) وتخضع للكثير من أعمال الصيانة”.
وأشار التقرير إلى أن “تمديد عمليات النشر من سبعة إلى تسعة أشهر يعني أن السفينة ستفوت موعد صيانتها بعد النشر ويخاطر بتعطيل جدول السفينة، فضلاً عن جدول صيانة السفن الأخرى”.
وقال كلارك إنه “عندما تدخل حاملة الطائرات أيزنهاور أو حاملات الطائرات الأخرى في نهاية المطاف فترات الصيانة، فمن المرجح أن تتعرض هذه السفن لمزيد من التآكل والتلف، لأن عمليات النشر الطويلة والمتواصلة قد تطيل الوقت التي تقضيه في حوض بناء السفن”.
وأشار إلى أن “فترة الصيانة النموذجية لحاملة الطائرات تمتد من تسعة أشهر إلى عامين”.