30 يوليو خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى باستهداف العدوان لإدارة أمن وطاقم قناة “المسيرة” ومساعدات لإيواء النازحين
يمانيون – متابعات
في مثلِ هذا اليوم 30 يوليو تموز خلال العامين 2017م، و2018م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، إدارةَ أمن مديريَّة بيحان وطاقم قناة المسيرة الفضائية، في محافظة شبوة،.
ومبنى لمنظمة تقدم الاحتياجات الإيوائية للنازحين في مديريَّة المنصورية بالحديدة، بسلسلة من الغارات المدمّـرة.
أسفرت عن 3 شهداء وأكثر من 10 جرحى، وتدمير كلي لهنجر يحوي المساعدات الإنسانية لمنظمة اليونسف التي كانت مقدمة للنازحين، وإدارة أمن بيحان وملحقاتها وتضرر ممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة معاناتهم القاسية.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم العالمي للاتِّجار بالبشر:
30 يوليو 2017.. 7 شهداء وجرحى بينهم مراسل ومصور قناة المسيرة بغارات طيران العدوان على شبوة:
في مثل هذا اليوم 30 يوليو تموز من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي… في مديريَّة بيحان محافظة شبوة.
أسفرت غاراتُ العدوان عن 3 شهداء و4 جرحى بينهم مراسل ومصور قناة المسيرة، وحالة من الخوف في نفوس الأهالي ومضاعفة معاناهم، وتضرر منازلهم وممتلكاتهم المجاورة.
رغم تجريم الأمم المتحدة ومواثيقها استهداف الفرق والطواقم الإعلامية في ساحات الحروب، أثبتت غارات العدوان السعوديّ الأمريكي على أدَاة أمن بيحان، أن تجريمَ استهدافِ أفواه المراسلين وكاميرات المصورين مُجَـرّدُ شعارات على الأوراق وفي الأدراج الأممية، لتستمرَّ غارات مجرمي الحرب في مطاردة طاقم قناة المسيرة، في اليمن.
من بين الركام والخراب والدخان والنار والدمار ينهضُ مراسلُ قناة المسيرة مضرَّجاً بالدماء في وجهِه وفمِه وأطرافِه وهو مغطًّى بالتراب، ومعه المصوّرُ الجريحُ أَيْـضاً، يُنقَلون إلى المشفى، وكلهم معنوياتٌ وفخر بالجراح ومشاركة الشعب آلامه ومعاناته المتكرّرة من قبل عامين و4 أشهر و4 أَيَّـام.
المراسل حسين شوقي يقول: “أثناء الغارة وسقوطي على الأرض بدأت أشعُرُ بنوع من الرضا عن نفسي، عساها تكون لحظات للوفاء مع الله ومع الشعب اليمني ودماء أطفاله ونسائه، وكلّ فرد فيه، حينها كان الشوق يحدوني بأن ألتحقَ بشهداء الأُمَّــة، والوفاء للشهداء القادة الذي سطَّروا بدمائهم طريقَ انتصار الدم على السيف، في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وتكون نهاية مسيرة عملي الإعلامي على دربهم”.
ويتابع المراسل شوقي في تصريحه لصحيفة “المسيرة”، بعد الجريمة بـ 7 أعوام: “بعد أن نهضتُ من بين الدمار، عاد إليَّ الوعيُ وبدأت أشعُرُ بطاقةٍ جديدةٍ وعزم وإرادَة قوية لا يمكن وصفُها، ورغبةٍ وإصرار عجيب للاستمرار في التغطية إلا أن الكاميرا والمايك لم يسعفونا على ذلك رغمَ الجروح، والحمد لله على هذا الشرف الذي أَعتبِرُ كُـلَّ قطرةِ دمٍ في الميدان وساماً لي ولكل إعلامي مجاهدٍ في سبيل الله”.
ويضيف شوقي: “رسالتي لكل إعلامي في محور المقاومة أنِ اصمدوا؛ فتقديمُ صورة أَو مقاطع صوتية ومشاهد حية عن جرائم العدوان هنا أَو هناك له أثرٌ كبير وفضلٌ عظيم عند الله، مع أنه من أُسُسِ وعوامل العمل الموكل إلينا والمطلوب منا تقديمه للرسالة الإعلامية الصادقة، كما أن التفانيَ في الجبهة الإعلامية رسالةُ ردع للعدو وحربِه التضليلية والدعائية والنفسية، ويكشفُ أكاذيبَه وادِّعاءاتِه، وهذه من المهام التي يجبُ التركيزُ عليها في تغطية جرائم العدوان وزمن وأماكن الحروب؛ لنوثقَ للجيل القادم ولكل العالم مدى إجرام وتوحش العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، من جهة ومن جهة أُخرى، نوثِّقُ أُسطورةَ صمود شعبنا وتضحياته، وتعرية لصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية والحقوقية، وتواطؤهم المكشوف.
وفي هذه المحطة الفارقة من عملي الإعلامي المتواضع أقولُ لكل الإعلاميين: إن المواثيقَ والمعاهداتِ الدوليةَ بخصوص حماية الإعلاميين كذبةٌ كُبرى، ولكنها لا تؤثِّرُ على أهدافنا المنشودة وهممِنا العالية، ويجبُ على الجميع العمل بإخلاص ومهنية وتفانٍ؛ ليتقبَّلَ اللهُ منا أولاً؛ ولكيَ نقدمَ محتوىً صادقًا للعالم ولكل الأحرار يمتلك القدرة على كبح جماحِ الباطل وكشف الزيف والتضليل”.
جريمةُ العدوان في شبوة لها تبعاتها الإنسانية الحقوقية على أُسَرِ الشهداء والجرحى وذويهم في ظل غياب للمؤسّسات الإغاثية والإنسانية والحقوقية، وجريمة حرب مكتملة الأركان من آلاف جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني.
30 يوليو 2018.. طيرانُ العدوان يستهدف مبنى منظمة إيواء النازحين في الحديدة:
في مثل هذا اليوم 30 يوليو 2018م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي مبنى منظمة إيواء النازحين في مديريَّة المنصورية بغارتين أسفرتا عن عددٍ من الجرحى، واحتراق المواد الإيوائية بداخله، ومضاعفة معاناة النازحين، وذويهم، وتجويع آلاف من الأسر بأطفالها ونسائها ورجالها، وافتقارهم لأدنى حَــدٍّ من المساعدات الإنسانية التي تقيهم ومن يعولون تحمل البقاء تحت الشمس والهواء والرياح والغبار نهاراً، وبرد الليل ولسعات البعوض.
كان مبنى منظمة إيواء النازحين مملوءًا بالخيام والفرش وخزانات المياه، وكلّ وما يحتاجه النازحون من صحون وأوانٍ وعُلَبٍ لتعبئة مياه الشرب، فيما كان مئات النازحين على مقربة من مكان توزيعها، فحلقت طائرات العدوان فوق سماء المنطقة، بصوتها العالي، وعربدتها المكشوفة، وكانت أولى غاراتها على ذات الهنجر الذي خزنت فيه المساعدات الإنسانية، ففر كُـلّ من كان على مقرُبة من المكان وبحث جل النازحين عن سواتر وأماكن تقيهم ضربات وشظايا الغارات الجوية.
مشاهد ألسنة النيران، وأعمدة الدخان تتصاعد في السماء، وتلتهم المساعدات وتتلفها ويعود طيران العدوان ليشن غارته الثانية على الجزء الآخر من الهنجر؛ ما زاد من هول الحريق واشتعال النيران وكثافتها، في ظل غياب تام لفرق الإطفاء، وأدنى حَــدٍّ ممكن للمنظمة والقائمين عليها، للحد من مستوى النيران وحجم الضرر، في تواطؤ وتنسيق مكشوف كان الهدف منه أكبر من ذلك، ما لم تكن حياةُ النازحين هي الهدف الأول.
يغادر طيرانُ العدوان سماء المنصورية، وتبدأ جموعُ النازحين كباراً وصغاراً نساء وأطفالاً بالاقتراب من الهنجر المحترق، وكلهم ألم وإحباط وخوف، ومشاهد الأسى وفاقة الجوع وحجم المعاناة على وجوههم.
من جوار النيران والمساعدات المُستمرّة في الاحتراق تقول إحدى النازحات “هذا مستودع لإغاثة النازحين والطيران جاء لضربه، فيكف سيكون حالنا بالله عليكم، نزحنا من غاراتكم التي دمّـرت منازلنا وقتلت وجرحت أطفالنا وشرَّدتنا، وعندما دعتنا المنظمة لتوزع علينا المساعدات، حلَّقَ طيرانُكم لقتلِنا مرةً أُخرى! أيُّ مجرمِين أنتم؟! حاولتم قتلنا مرات عديدة وكل ما ننزحُ تجددون المحاولة وتلاحقوننا بغاراتكم، خوفتم أطفالنا، لا نريد منكم شيئًا كفوا عنا، مطلبنا منكم حاجة واحدة هي أَلَّا تقصفونا ولا تتدخلوا في بلادنا مرة أُخرى”.
وتتابع بحرقة وآلم شديد “لا تقتلوا أطفالَنا ولا تقدموا لنا مساعداتكم، خذوا حقكم المساعدات لا نريدها، ولكن لا تضربوا المدن والقرى، لا تستهدفوا الأطفال والنساء الآمنين”.
نازحٌ آخر كبير في السن أجبره النزوحُ على أن يقدم إلى المنظمة للحصول على المساعدات الضرورية، يقول: “هذا الهنجر كان يوجد فيه صابون وخزانات مياه، وسلال غذائية وهو تابع لمنظمة اليونسف، لماذا تستهدفونه بغاراتكم، ولماذا كُـلّ هذا الحقد والجبن فيكم، هدفكم قتلنا بالسلاح أَو بالجوع، هذا هو هدفكم حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم”.
الناجون يلملمون بقايا صابون الأمم المتحدة من شظايا غارات العدوان، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالبشر لتربح المنظمة مرتين من بضاعة قصفت بغارتين، وتم دفع فاتورتها المحسوبة على اليمن.
نفَّذت الغارتان مهمتهما في حرق كُـلّ ما كان في الهنجر وتحويله إلى رماد، وعاد النازحون أدراجهم فارغة أياديهم من أية مساعدات وُعِدُوا بها وتم دعوتهم لاستلامها، فكان سرابًا يحسبه الظمآن ماءً، فلم يجدوا سوى الغارات هناك تريدُ قتلَهم، وإبادتَهم جميعاً، فوقاهم اللهُ شَرَّها وفضح المجرمين.
جريمة استهداف مخازن المساعدات الإنسانية ومثيلاتها في ذات التوقيت لموعد استلامها وتوزيعها للنازحين، جريمة حرب وإبادة جماعية تضع الأمم المتحدة ومنظمة اليونسف ومختلف المنظمات العاملة في هذا المجال شركاء في جرائم العدوان، وتتوجب تحويل العاملين فيها للمساءلة القانونية، ومحاسبتهم بشكل عاجل، ورفع شهاداتهم واعترافاتهم إلى محكمة العدل الدولية؛ لمحاسبة قيادات الدول المعتدية على الشعب اليمني.