29 يوليو خلال 9 أعوام.. 54 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان ومفخَّخات تكفيرييه على أسواق ومنازل وممتلكات المواطنين
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي في يوم 29 يوليو خلالَ الأعوام 2015م، و2017م، و2018م، ارتكابَ جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بغاراته الجوية وسيارات أدواته التكفيرية المفخخة، وقذائف وصواريخ مرتزِقته وجيشه، في صعدة والحديدة وصنعاء.
أسفرت غارات العدوان وتحريك أدواته في الداخل عن 21 شهيداً و33 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وموجة من الخوف والنزوح ومضاعفة المعانة وتدمير عشرات المنازل والمزارع ومحال تجارية وجامع ومدرسة، وتضرر أحياء سكنية بكاملها.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
29 يوليو 2015.. 6 شهداء وجرحى بسيارة مفخخة لتكفيريي العدوان بصنعاء:
في مثل هذا اليوم من العام 2015م، استهدفت عناصر تكفيرية تابعة للعدوان، مسجد ومدرسة البرهانية، بسيارة مفخخة، في حي الرمّاح بنقم، مديرية آزال، أمانة العاصمة صنعاء.
أسفرت عن 4 شهداء وجريحين، وأضرار واسعة في الجامع والمدرسة وممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والهلع، وإقلاق الأمن والسكينة العامة.
والعدوان في أوج قوته، يقتل الشعب اليمني والآمنين في منازلهم ومساجدهم وأسواقهم ومحلاتهم من الجو بغاراته، ومن البحر ببارجاته، ومن الأرض بمرتزِقته وجنوده، وعندما عجز عن الوصول إلى داخل المحافظات والمدن الحرة، حرَّك أدواته التكفيرية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، والعبوات المتفجرة، وفي هذه المرة فجّرت عناصر العدوان التكفيرية سيارة مفخخة تستهدف شريحة البرهانيين المسالمين، في مسجدهم المشهور ومدرستهم الخَاصَّة.
هنا الدماء والأشلاء والجثث وقطع السيارة موزعة وسط الحي، وجدران الجامع والمدرسة والمنازل متضررة، الجامع دمّـرت رفوف المصاحف وملئت سجاداته بالخراب، وفقد نوافذه، هنا على الأرض كومة من القرآن الكريم بعضها تمزقت، أُخرى اختلطت بالجبس والغبار وقطع الأخشاب والألمنيوم، أحد المصاحف مفتوح على سورة يوسف في الصفحتين، 243 و244، ولما لهذه السورة من دلالات ومعان عن غدر الإخوة وعاقبة أفعالهم.
كبير في السن وبيده مسبحة في أحد زوايا الجامع يرتجف من الخوف وشدة الانفجار، وما تساقط على جسده النحيل من رفوف المصاحف وزينته الجدارية، يقول: “هؤلاء أناس أشرار يريدون القضاء على الشعب اليمني وكلّ مقدساته الإسلامية ومعالمة الدينية”.
الرعب سيد الموقف والأهالي يحتشدون إلى المكان وكلهم غضب وحرقة، تجاه من يتربص بحياتهم وأمنهم وشعبهم، يتلفتون يمنة ويسرة وفي كُـلّ اتّجاه خشية من سيارة أُخرى تنفجر في أوساطهم، ينقلون الشهداء والجرحى، إلى المستشفى، وعيالهم يبكون ويصرخون، ومن يسعفهم فقد الأمان على نفسه.
يقول أحد القائمين على الجامع من الجماعة البرهانية: “قال لي أحد الموظفين عندنا الأخ إسماعيل الفقيه قال لي “يا شيخ في سيارة عليها رقم عمان تصدير موديل 2008، ولونها أزرق فاتح، قلت له: أي حين جاءت، قال: شفتها أول، وبعدها ما دريت إلا بالانفجار، يهز البيت”.
مواطن آخر من ذات الجماعة يقول: “هذا بيت الله والناس يصلون العصر، يفجرون جوار الجامع، ما عاد في أمان، أين نسير، حتى بيت الله لم يعد آمناً، وهذا الاستهداف من الأرض أَو من الجو غريمنا واحد، عدونا واحد، شعبنا مستهدف بكل مكوناته وجماعاته ومذاهبه”.
أحد أهالي الضحايا يقول وكله غضب: “أين نسير بأطفالنا ونسائنا، نخرج من منازلنا ولسنا آمنين على أنفسنا، وإن بقينا في البيوت قصفنا الطيران، ومتنا جوع”.
تفجير سيارة مفخخة في حي الرماح بصنعاء واحدة من عشرات جرائم الحرب المروعة التي استخدمها العدوان وأدواته لقتل الشعب اليمني، خلال 9 أعوام وما قبلها، وسبق هذه الجريمة قبل 9 أَيَّـام تفجير أدوات العدوّ سيارتين مفخختين جوار جامع المؤيد بمديرية الثورة، وأُخرى في حي الحصبة ومحاولة زرع عبوة ناسفة بمنطقة العرة مديرية بني الحارث، وراح على إثرها 4 شهداء و3 جرحى بينهم نساء وأطفال، في ظل تواطؤ أممي ودولي مكشوف وغياب تام للمنظمات الإنسانية والحقوقية.
29 يوليو 2015.. 4 غارات لطيران العدوّ تستهدف ممتلكات المواطنين والطريق العام بصعدة:
في مثل هذا اليوم 29 يوليو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ممتلكات المواطنين في منطقة جوعان، والطريق الرابط بين حيدان وجمعة بن فاضل بمديرية حيدان، محافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن تضرر عشرات المنازل والمزارع والممتلكات، وقطع الطريق الرابط بين، جمعة بن فاضل ومناطقها وقراها ومركز مديرية حيدان وتأخر وصول المواد الغذائية والدوائية وإسعاف الجرحى، والمرضى، وإعاقة حركة السير وتسويق المنتجات الزراعية للأهالي إلى خارج المديرية، وحالة من الخوف والفزع في نفوس الأهالي وعابري السبيل.
هنا أكثر من سيارة خَاصَّة محترقة بالكامل دمّـرتها الغارات وأفقدتها شكلها، ولولا أن ملاكها نائمون في ديارهم ما أبقتهم على الحياة، وبجوارها حفر عملاقة، أعاقت مرور ما بقي من سيارات الأهالي في القرية، كما هو حال المزارع التي حطمت الغارات غرسها وأشجارها، وغيَّرت شكل تُربتها المليئة بالشظايا والحفر.
المشهد لا يقتصر على ذلك بل يمتد إلى المنازل التي سويت بالأرض واندثرت أحجارها وجدرانها، وكلّ أثاثها، فيما أهلها لم يعودوا يسكنونها منذ شهور، وبات التشرد والنزوح سبيلهم الوحيد للنجاة بأطفالهم وأهاليهم.
أحد الأهالي يقول وكله ألم وكمد: “حصل ضرب بالطيران على سيارات قدمت المنطقة لتوزع للأهالي زيوت، وأول ما خرج الناس تم استهدف السيارتين، وفر كُـلّ الأهالي إلى الجروف والسواتر الترابية في المزارع للنجاة منها، ولطف الله، ومكان الغارات طريق عام ومزارع قات لا علاقة لها بالأهداف العسكرية، وما ذنب الأهالي ليستهدفوا؟ وما عندهم للسعوديّة وأمريكا، هذه كوارث كبرى”.
غارات العدوان تقطع الطريق والحياة، وتحول ممتلكات المواطنين إلى ساحة مستباحة تقصفها وتدمّـرها أنّا تشاء، إلى درجة أن استهداف الطريق العام والممتلكات الخَاصَّة والعامة، بصعدة مشهد يومي، وجريمة حرب مكتملة الأركان من مئات الجرائم، يتحمل المواطنون تبعاتها ومعاناتها وتداعياتها على ممتلكاتهم وحياتهم واحتياجاتهم، منذ 9 أعوام، متتالية، في ظل غياب المنظمات الإنسانية، ومساعداتها العاجلة والفورية، ما يفاقم الأوضاع ويزيد حدة المعاناة.
29 يوليو 2017.. الطفولة هدف يومي لجيش العدوّ ومرتزِقته بحدود صعدة:
في مثل هذا اليوم 29 يوليو تموز من العام 2017م، قصف جيش العدوّ السعوديّ ومرتزِقته منازل المواطنين بمديرية شداء الحدودية، محافظة صعدة، بالصواريخ.
أسفر قصف جيش العدوّ ومرتزِقته عن استشهاد الطفل محمد أحمد سلمان، وتضرر منزلهم ومنازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والحزن والألم، والنزوح إلى الجبال والكهوف.
هنا جثة طفل في عمر الزهور، نالت منه شظية الصاروخ وشطرت صدره وقلبه وملأت بالدم ملابسه وجسده، وحالت بينه وبين أحلامه وطموحاته ومستقبله وحقوقه في التعليم والحياة، إنها شظية غادرة، وأدت حياة إنسان بعالمه الكامل، ووأدت معها تعلُّق أهله وذويه، وكلّ زملائه في الصف وجيرانه وأقرانه.
الأم والأب والإخوة الصغار والأقارب يودِّعون طفلهم الشهيد الوداع الأخير، والدموع من خدود الأم لا تتوقف، وملامح الأسى لا توصف، وكلّ من حول الطفل ينتظر الدور خلال قصف قادم.
جد الطفل يقول: “ماذا عمل هذا الطفل بآل سعود نحن في منازلنا ومزارعنا وعلى أرضنا، لماذا تقتلونا يا جبناء، إذَا فيكم ذرة من الشجاعة هناك جبهات مفتوحة قاتلوا فيها، مناطقنا لا وجود فيها لأية جبهة، وأين العالم من هذه الجرائم اليومية بحقنا، اليوم هذا حفيدي شهيد، والأيّام الماضية سبقه العديد من الأطفال، وكلّ أسرة من سكان المناطق الحدودية دفعت وضحت وأخذ منها العدوّ العديد من الأفراد، أطفال ونساء وشيوخ الكل بين خيار القتل، أَو الانتظار له”.
الطفل محمد قصة لآلاف أطفال اليمن الذين استهدفتهم صواريخ وقذائف جيش العدوّ السعوديّ على المناطق والمديريات الحدودية في محافظتي صعدة وحجّـة، طيلة 9 أعوام، في غياب تام لمحاسبة مجرمي الحرب ومرتكبي الإبادة الجماعية لحاضر ومستقبل اليمن.
29 يوليو 2018.. 42 شهيداً وجريحاً في جريمة إبادة جماعية بغارات العدوان على سوق آل ثابت بصعدة:
وفي سياق متصل بمحافظة صعدة في اليوم ذاته من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي سوق آل ثابت بمديرية قطابرة، بسلسلة من الغارات الوحشية على المتسوقين.
أسفرت عن 15 شهيدًا و27 جريحًا بينهم أطفال، في جريمة حرب وإبادة جماعية بشعة، وحالة من الخوف والرعب، وتدمير المحال التجارية وخسائر مالية بالملايين في ممتلكات المواطنين وبضائع الباعة والمتسوقين، ومضاعفة معانة الأهالي في المناطق المجاورة وتعميق الحزن، ونقص في الاحتياجات الأَسَاسية.
إنها الإبادةُ الجماعية:
هنا الجثث تفحمت والأشلاء تناثرت في كُـلّ أرجاء السوق، ومشاهد دماء مسفوكة وخضار وفواكه ومحال تجارية تحترق وتتصاعد منها أعمدة الدخان ولهب النيران، ومعها وفيها وبداخلها صرخات الجرحى من تحت الأنقاض، ومن بين الدمار والرماد، هذا يطلب النجدة وبجواره جثة متفحمة لفحتها ألسنة اللهب الكثيف، وآخر مرميٌّ على قارعة الطريق بنصف جسد، وغيره جثة احتزت الغارة رأسها، وذاك يتأوه عله ينهض لكن قدميه انتشلتهما غارة ثانية، وقطعتهما الشظايا، فلم تمنحاه القدرة على ذلك، إنه التسوق الأخير.
يهرع الناس لإنقاذ المصابين، لكن هناك إصابات ظلت تنزف حتى فارقت الحياة؛ فأعداد الشهداء في تزايد، بغارات العدوان المعتاد منه قتل وسفك دماء المسعفين، ومعاودة القصف لذات المكان.
الحزن والخوف وهول الخبر عن الجريمة سبق وصوله إلى أهالي المناطق المجاورة لسوق آل ثابت الحدودي، الذين كانوا ينتظرون بفارغ صبرهم وشوقهم، وصول المتسوقين محملين باحتياجاتهم، من الغذاء والدواء، و”جعالة” الأطفال ومستلزمات الدراسة، وكلّ ما دونوّه على قائمة الطلب في الليلة الأولى، لكن العدوان المتوحش غيَّر المشهدية ليستقبل الأهالي جثثًا متفحمة ومقطعة، وأشلاء لا يعرف من صاحبها، فلا طلب وصل غير الحاجة لكفن، وإقامه عزاء، أَو توفير مال لمعالجة جريح، فوصل البكاء والنواح والحزن والأسى كُـلّ بيت عن سابق قصد وترصد، يهدف لتخويف الأهالي وإجبارهم على النزوح والتشرد، لتسهيل عمليات العدوّ العسكرية على الميدان.
جريمة استهداف سوق آل ثابت بمحافظة صعدة، واحدة من جرائم العدوان المتواصلة بحق الشعب اليمني والمتسوقين على مدى 9 أعوام، في استهداف ممنهج للاحتياجات الضرورية ومخازن الغذاء، والدواء، وجريمة حرب، وإبادة جماعية مكتملة الأركان، وانتهاك فاضح للقوانين والمواثيق الدولية، والشرائع السماوية، تتطلب التحَرّك الفوري لمحاسبة الجناة، وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية.
تدمير عشرات المنازل والمحال والمزارع والممتلكات:
وفي سياق متصل بذات المحافظة وفي اليوم والعام ذاته 29 يوليو تموز 2018م، استهدف طيران العدوان الأحياء السكنية والمحال التجارية ومزارع وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديريتي باقم والظاهر بعشرات الغارات المدمّـرة.
أسفرت عن تدمير عشرات المنازل، والمحال والمزارع والممتلكات، وحالة من الخوف والفزع لدى الأطفال والنساء، وموجة من النزوح والتشرد، وفقدان المأوى، والإفقار المتعمد في لحظات، كان الكثير من الأهالي منعمين بأموالهم ومدخراتهم، آمنين في دورهم ومنازلهم، ويعملون لكسب عيشهم في محلاتهم ومزارعهم، لكن العدوان لم يسمح لهم بذلك، وحرمهم منه في غمضة عين.
منذ 26 مارس آذار 2015م، وُصُـولاً إلى العام الثالث 2018م، يفقد سكان محافظة صعدة منازلهم وقرأهم ومحلاتهم ومزارعهم في كُـلّ يوم، وتتناقص القرى والمناطق من سكانها وأعدادها وأعداد منازلها ودورها، من أطرافها ووسطها ومن مختلف الجهات التي تستهدفها غارات العدوان السعوديّ الأمريكي، ومع كُـلّ ذلك تزيد المعاناة وترتفع فاتورة التكلفة بحق الأطفال والنساء والكبار والصغار، وليبلغ منهم الحزن وآلام الجروح والفراق والفقر والجوع وتبعات التشرد والنزوح مبلغه، في مشاهد تدمي القلوب وتبكي العيون، غير أن أكثرها بعيدة عن عدسات الكاميرات، ويتغافل عنها شركاء الجريمة والإبادة، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، وكلّ العالم الصامت.
منازل متجاورة كانت هنا قبل الغارات، باتت أكواماً من الأتربة والدمار، المختلطة بالأثاث والأخشاب، والمدخرات والذكريات، من لعب الأطفال والصور العائلية، والكتب المدرسية، وحقائب الدراسة، وعلب الأقلام الملونة، وكلّ تفاصيل الحياة، ومتطلباتها، وسط هذه الأكوام.
كما هو حال المحال التجارية التي كانت مملؤة بالبضائع باتت شكلاً معبراً عن مأساة لا نهاية لها ولا أمد وحدود يمكن التوقف عندها، من كان بالأمس تاجر ورجل مال وأعمال بعد عدد من الغارات والاستهدافات المتكرّرة بات كغيره مشرد ونازح فقير لا يملك مأوى لأطفاله وأهله.
ملاك المنازل المستهدفة يعودون لزيارة منازلهم بين الحين والآخر، منهم من لم يجد لها أي أثر ومنهم من ينتظر دوره في قائمة التدمير الممنهج للحياة ومعالمها ومقوماتها في محافظة صعدة على وجه الخصوص والمناطق والمديريات الحدودية بشكل عام.
أحد الأهالي يقول: “هذه الأعمال لماذا لم تكن بحق الإسرائيليين الذين يقتلون الشعب الفلسطيني منذ عقود، أين هي عواصف السعوديّة، أمام هذا الكيان الصهيوني، من أقرب للسعوديّة اليمن أم العدوّ الإسرائيلي! ولكن نعاهد الله أنّا على درب الشهداء ماضون حتى نقيم الحق ونكشف حقيقة الأعداء وننتصر لدماء شعبنا اليمني مهما كانت التضحيات”.
صاحب المنزل يقول وبلغة تملؤها الثقة بالله والتوكل عليه والاعتماد عليه قائلاً: “الحمدُ لله لقد لطف الله ما كان أعظم، وهذا الدمار أمام العالم شاهد على مدى حقد وجبن وجرم ووحشية العدوّ السعوديّ الأمريكي، ونؤكّـد له أن هذا لن يزيدنا إلا ثباتاً وصموداً على مبادئنا وقيمنا وموقفنا الإيماني في التصدي لظلمكم وعلوكم واستكباركم وغطرستكم ليحكم الله بيننا وبينكم في ميادين المواجهة”.
مواطن آخر وكله سخطٌ يقول: “ماذا استهدف سلمان الجبان، منزل فيه أطفال ونساء، الرجال في الجبهات يا سلمان أين هم رجالكم، أين هو جيشكم، نعلمه دروس وأخلاق الحرب وتعامل الشجعان، هل هذا إنجاز عسكري! هل هذا انتصار! كلا كُـلّ ما تقوم به غاراتكم مُجَـرّد أعمال وحشية ومجازر شنيعة بحق المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، قاتلونا بكرامة ورجولة يا أشباه الرجال”.
جرائم محو الأسر بكامل عددها من الوجود وتدمير عشرات المنازل في قرى ومناطق صعدة، واحدة من آلاف جرائم الحرب مكتملة الأركان، بحق الشعب اليمني، على مدى 9 أعوام، في ظل صمت دولي مطبق، وتواطؤ مجلس الأمن والأمم المتحدة المستدام.
29 يوليو 2018.. شهيد و4 جرحى منهم 3 أطفال بقصف مرتزِقة العدوان في الحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 29 يوليو من العام 2018م، قصف مرتزِقة العدوان الإماراتي السعوديّ الأمريكي الأحياء السكنية بمديرية التحيتا بالصواريخ وقذائف المدفعية.
أسفرت عن شهيد وجرح 3 أطفال ومسن، وحالة من الحزن والخوف، وموجة نزوح متجددة، ومضاعفة لمعاناة الأهالي وذويهم، وحاجتهم الملحة للمساعدات الإنسانية العاجلة.
جثمان أب شهيد نالته الشظايا ولم تترك موضعاً من جسده، فيما أطفاله وذووه يبكونه ويصرخون بأصوات تقطع القلوب وتبكي النفوس، وعلى أسرة المشفى 3 أطفال، فتاة الدماء في رأسها، أُخرى في ذراعها وقدمها، وطفل رضيع كادت الشظية أن تقطع ذارعه من الكوع، التي يمسكها الطبيب ويصرخ معها الطفل ألماً وبكاء، بحرقة لا تتحمل الصبر على التخدير والخياطة.
طفلة في عمر الزهور شوهت القذيفة وجهها ونالتها بجروح غائرة، والدماء على جسدها، وأمها تبكي وتنوح خشية مفارقتها للحياة، ولجروحها الخطيرة، صوت الأم يدوي في صالة المشفى عاليًا يا الله، إنه ألمٌ وحنين لا يوصف، إنه فقدان الأم والإحباط، والقهر، إنه صوت الإنسانية المفقودة في عالم يهيمن عليه ثلة من الطواغيت والمجرمين القتلة.
أحد الأهالي يقول: “قذائف مرتزِقة العدوان نالت على بيوتنا، سلمان وزايد لا فيهم إسلام، ولا ذرة من الرجولة، هل هذه أخلاق وتعاليم الدين الإسلامي يا سلمان؟ هل قتلنا وإبادتنا واستهداف أطفالنا وهم يلعبون عمل عسكري يحقّق لهم الانتصار؟ ما ذنب الأطفال وكبير السن الذي يعيل 10 أفراد نساء وأطفال”.
ويتابع أحد الأهالي “القذائف من مختلف الجهات هنا الحاج الجريح داوود عبدالله باكه ذو 70 عاماً، أصيب بطلقة في رقبته من جهة ظهره، وباشه وحسين غزة أيضًا أصيبا، وطفلة صغيرة، والشهيد يحيى خليف بقذيفة على منزله، ما ذنب هؤلاء؟ أين العالم مما يحدث برغم الرقابة الأممية لا أحد يهتم لحالنا”.
جريمة استهداف المدنيين في منازلهم وأحيائهم من قبل مرتزِقة العدوان الإماراتي السعوديّ الأمريكي في محافظة الحديدة، واحدةٌ من آلاف جرائمهم المتكرّرة منذ اتّفاق السويد، الذي ينص على وقف إطلاق النار، وتحت رقابة أممية، ولكن ذلك لم ولن يجد طريقَه إلى النور؛ لتستمرَّ معاناة أهالي مناطق ومديريات الحديدة على خطوط الاشتباك، وتستمر نيران وقذائف وصواريخ وخروقات مرتزِقة العدوان إلى أَجَلٍ غير مسمى.