احتفاء الكونغرس بالسفاح نتنياهو والقتلة الصهاينة يُثبت أن أمريكا راعية الإرهاب
يمانيون – متابعات
قدّم السفاح الصهيوني بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، سرديته أمام الكونغرس الأمريكي، بحفلةٍ مليئة بالأكاذيب والمُغالطات التي يندى لها جبين العالم، أمام حقائق الواقع التي تثبت جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية المتواصلة بقطاع غزة منذ عشرة شهور.
السردية الصهيونية التي هي أوهن من بيت العنكبوت، لن يزورها التصفيق الأمريكي الحار الذي ناله خطاب السفاح نتنياهو من أعضاء الكونغرس، باعتبارهم الشركاء والرعاة الرسميين للإرهاب والإجرام الصهيوني، الذي راح ضحيته عشرات آلاف الجرحى والشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقوبلت حفلة الأكاذيب هذه التي كان بطلها السفاح نتنياهو وثُلة من القتلة الصهاينة للأطفال الفلسطينيين، بردود فعل مُنددة.
ففي أول رد رسمي لها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها اليوم، اليوم الخميس، أن خطاب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية.. مشيرةً إلى أن التقارير الدولية أكدت “كذب ادعاءات نتنياهو” وأكدت ارتكاب جيش العدو الصهيوني جرائم قتل جماعي.
وأضافت الحركة: إن “خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنيًا بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عددًا من الأسرى، متناسيًا المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين في رفح والنصيرات أثناء تحريرهم”.
وتابعت: إن “التحقيقات الصهيونية والدولية أكدت كذب هذه الادعاءات وأكدت على ارتكاب الجيش الصهيوني جرائم قتل جماعي للمدنيين الصهاينة في غلاف غزة”.. مشيرةً إلى أن أمريكا “تؤكد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادةٍ وتجويعٍ وتدميرٍ لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة”.
وشددت حماس في بيانها على أنه “كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلا من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة”.
ودعت الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة إعلان موقفها برفض الاحتلال والعمل على إنهائه بكل السبل، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى يتمكن من ممارسة حقه في العودة وتقرير المصير بموجب القانون الدولي الذي ينتهكه العدو الصهيوني النازي.
كما انتقد القيادي في الحركة عزت الرشق الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي.. ووصفه بـ”حفلة أكاذيب”.. وقال في حسابه على تلجرام: إن “خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم”.
فيما قال المسؤول في حماس سامي أبو زهري لوكالة أنباء “رويترز” إن خطاب رئيس الوزراء الصهيوني يظهر أنه لا يريد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.. مضيفاً: “خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن الموقف الفلسطيني الدائم هو أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. مشدداً على أن “الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه”.
الكاتب والمحلل السياسي الفسطيني ياسر الزعاترة أكد في تصريحات صحفية الليلة الماضية، أنّ “جديد نتنياهو هو قديمه.. عن خطابه في الكونغرس”.. قائلاً: إنّ نتنياهو ردّد حشدا من الأكاذيب عن السابع من أكتوبر، لطالما ردّدها من قبل دون دليل.
وأشار الزعاترة إلى أنّ الدولة العميقة في أمريكا تقول: إن تحدّيها الاستراتيجي هو الصين، وبدرجة ثانية روسيا، وجاء نتنياهو ليقول للحضور والمستمعين إنها إيران، كأنها قوة عُظمى.
وأوضح الزعاترة أنه استعاد هُراء “النصر المُطلق” الذي ما برح يردّده منذ السابع من أكتوبر، ويسخر منه معظم الساسة والخبراء في “كيانه” المُحتل.
وقال: إنه تجاهل الصفقة ومفاوضاتها، وتحدّث عن “استسلام حماس” وإعادة الرهائن كشرطين لوقف الحرب، مع أن ذلك لا يعني موقفا إذا تذكّرنا ضغوط المؤسسة الأمنية والعسكرية، وحديث الجميع عن موافقته عليها بعد بدء عطلة الكنيست الأسبوع المقبل.
وختم حديثه بالقول: “حفلة من الهُراء ستعزّز من رفض الشارع الأمريكي لحرب “الكيان الصهيوني” الوحشية ولعموم دعايته، الأمر الذي سيتجلّى بعد شهرين حين تعود الجامعات إلى دوامها، ما لم يحدث تطوّر جديد في مشهد الحرب.
بدوره وصف رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، خطاب نتنياهو في الكونغرس بأنّه “خطاب مقزز في جلسة عار”.. قائلاً: إنّ أخطر ما قام به هو نشر الأكاذيب منها إيصال المساعدات إلى غزة، ومحاولته ترويج رؤيته لليوم التالي وهي إبقاء الاحتلال وإعادة هندسة الوعي الفلسطيني وهذا انعطاف نحو الفاشية.
أما أستاذ الأخلاقيات السياسية محمد المختار الشنقيطي، فعلق على الخطاب بالقول: “لو لم تكن أمريكا أم الخبائث لما كان هذا الخبيث الحقير، مجرم الحرب نتنياهو، يتبجح أمام نخبتها السياسية الحقيرة”.
من جانبها حملت النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب لافتة مكتوب عليه “مجرم حرب” و”مذنب بارتكاب إبادة الجماعية” في وجه نتنياهو خلال إلقاء كلمته في الكونغرس.
أمّا الإعلامي الفلسطيني أدهم أبو سلمية، فعلق على الخطاب قائلاً: “نتنياهو من على مسرح التهريج والتصفيق في الكونغرس يذكر العالم بطفل شعره أحمر يقول أنه في أسر المقاومة”.. مضيفاً: “دعونا نذكر العالم بالطفل يوسف الذي قتله الجيش النازي الصهيوني ومعه 16000 طفل آخر في غزة خلال عشرة أشهر، يوسف كان شعره “كيرلي وأشقر وحلو””.
وشدد على أنّ “الحقائق لن يزورها تصفيق السفلة المجرمين في الكونغرس”.
فيما علق بلال نزار ريان أحد المدونين على منصة إكس، بالقول: “هذه هي أمريكا..! مجرم الحرب نتنياهو يُستقبل بالترحيب والتصفيق أمام كونغرس إمبراطورية الشر في العالم.”. مضيفاً: “يقفون ويصفقون لـ نتنياهو المجرم الذي تسبب في أكبر إبادة جماعية في التاريخ ، أكثر من 100,000 بين شهيد وجريح معظمهم اطفال ونساء.”
وتابع قائلاً: “أشعر بقهر كبير، هذه الدنيا غير عادلة، انتقم يارب”.. مشيراً إلى أنه وكان لافتا في خطاب نتنياهو، أنّ النائب اليهودي المناهض لنتنياهو جيري نادلر، تعامل مع الخطاب بطريقته الخاصة حيث ظهر وهو يقرأ كتابًا يسيء لنتنياهو، اثناء خطابه في الكونغرس.
مدونٌ آخر علق قائلاً: “احفظوا ذلك جيدًا، إنها الولايات المتحدة، راعية الإبادات الجماعية عبر التاريخ، تستضيف سفاحًا لم تنشف يداه من دماء عائلاتنا، كلما نطق كلمتين وقفوا تصفيقًا ونفاقًا له، اعرفوا عدوكم جيدًا، دماء عائلاتنا في رقبتهم جميعًا.”
أمّا الناشط تركي الشلهوب، فقال: “ليعرف العالم حقيقة أمريكا.. هكذا استقبل سياسيو أمريكا مجرم الحرب نتنياهو في الكونغرس رغم معرفتهم بالجرائم الوحشية التي ارتكبها بحق الأبرياء في غزة، دعاة الحرية والإنسانية هؤلاء غاصوا في الوحل حتى آذانهم.”
صهيونياً.. رد زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، بالقول: تحدث نتنياهو بحيادية عن فشل السابع من أكتوبر دون أدنى تحمّل للمسؤولية.. مضيفاً: كنا ننتظر أن يعلن عن قبوله الصفقة واستعادة الأسرى قبل مقتلهم لكنه لم يفعل.
وشدد لبيد على أنّه كان الأجدر به أن يبقى هنا (الكيان الصهيوني) ويتابع ملف الأسرى بدلًا من هذا الاستعراض.
فيما قال ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية: إن نتنياهو “مثّلنا بفخر، والترحيب به يعكس الشراكة العميقة مع الولايات المتحدة”.
أمريكياً.. قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي: إن خطاب نتنياهو “أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس”.. مضيفةً: إن “عائلات الرهائن تطالب بصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة أبنائها ونأمل أن يخصص نتنياهو وقته لتحقيق ذلك”.
أما العضو المستقل في مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، فقال: إن نتنياهو “ليس مجرم حرب فقط بل هو كاذب أيضا”.. مضيفاً: إن الصهاينة “لا يريدون نتنياهو في منصبه ولذلك جاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية”.
وأشار ساندرز إلى أن كل المنظمات الإنسانية تؤكد أن عشرات آلاف الأطفال يواجهون المجاعة لأن حكومة نتنياهو تمنع المساعدات.
فيما أكدت النائبة داليا راميريز العضو الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي داليا راميريز في مقابلة مع الجزيرة، أن نتنياهو “مجرم حرب، ولن يقف عند أي حد لتحقيق أجندته الشخصية”.. مضيفةً: إنه يجب ألا تمول الولايات المتحدة نتنياهو بدولار واحد لأنه يدفع لحرب إقليمية.
أيضاً قال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي جيمي غوميز: إن خطاب نتنياهو “منقوص، وكذلك تصرفاته منذ توليه منصبه وأدعوه إلى الاستقالة فورا”.
بدوره قال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي جيري نادلر: إن نتنياهو يريد استمرار الحرب لأطول مدة ممكنة ولا يسعى لإطلاق سراح الرهائن.
وكان محتجون أمريكيون قد استبقوا خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، بتنظيم تظاهرة احتجاجية، وتوافدت أعداد من المحتجين إلى محيط “الكونغرس”، بالتزامن مع التحضير لإلقاء خطاب نتنياهو.
وطالب المحتجون، بإنهاء الحرب على غزة، ووقف الولايات المتحدة تزويد هذا الكيان الغاصب بالسلاح في حربه على القطاع.
وبالتزامن مع هذه الحفلة الهزلية في الكونجرس الأمريكي، يواصل جيش العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.. وأدى العدوان الصهيوأمريكي المستمر على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و145 شهيداً، وإصابة 90 ألفا و257 آخرين، ونزوح 90 في المائة من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
سبأ