صدمة الصهاينة تتعمق .. كيف تعاطت وسائل الإعلام العبرية مع عملية يافا اليمنية؟
يمانيون – متابعات
فجر الجمعة الـ19 من يوليو الجاري، وفي ذروة التصعيد الإسرائيلي في غزة، وارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية البشعة، صعّدت القوات المسلحة اليمنية عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني.
ورفع الجيش اليمني وتيرة استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والسفن الأمريكية والبريطانية، إلا أن التصعيد الخطير، تمثل بالخطوة الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في قلب مدينة “تل أبيب”، مركز الكيان ورمز كبريائه بطائرة مسيّرة جديدة (يافا)، وكذلك إعلان المدينة منطقة غير آمنة، وتدشين مرحلة استهداف عمق الكيان الصهيوني الفاشي وجبهته الداخلية والوصول إلى العمق.
القوات المسلحة أعلنت أيضاً عن امتلاكَها بنكاً للأهدافِ في فلسطينَ المحتلةِ منها الأهدافُ العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ وأنها ستمضي بعونِ اللهِ تعالى في ضربِ تلك الأهداف، وأن الأهداف لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصارِ عن الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.
وعلى الرغم من البيانات العسكرية اليمنية السابقة، إلا أن بيان إعلان قصف “تل أبيب” قلب الطاولة على رؤوس الصهاينة والأمريكيين، وأحدث زلزالاً عسكرياً وأمنياً غير مسبوق في تاريخ الكيان اللقيط، نتيجة لتجاوز العملية النوعية كل الأساليب والتكتيكات الدفاعية التي أقامها العدو الإسرائيلي والأمريكي للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات، ما يعني أن العملية أعادت العدو إلى نقطة الصفر، ويحتاج معها إلى إعادة النظر في كل خططه الأمنية والعسكرية والتفكير في جدوائية أسلحته النوعية التي تعتبر بالنسبة له الدرع الحصين والجدار الصلب الذي لا يمكن اختراقه، خاصة مع فقدان العدو للأسلحة البديلة التي تحميه إلى حين تحديث أسلحته ومنظوماته العسكرية.
العدو يفقد الردع:
وفي إطار تسليط الضوء على العملية فقد رصدت تقارير عبرية، حالة التأهب القصوى والصدمة العميقة، عقب العملية في “تل أبيب”، منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومهاجمةً حكومة العدو الإسرائيلي ورئيسها المجرم بنيامين نتنياهو.
وتحدّث الإعلام العبري عن فقدان “إسرائيل” للردع أمام اليمن، مشدداً على أنّ “ما جرى في تل أبيب ليس أقل من الوهن”، فيما تؤكد تقارير أخرى، أن ما جرى هو فشل عملياتي خطير لدى جيش الاحتلال، مشيرة إلى فشل أي رادار للجيش في رصد المسيّرة التي نُفِّذت العملية عبرها، وتفعيل إنذار للمستوطنين، على نحو يتيح منع إصابة هدف استراتيجي دولي.
ووصفت المواقع العبرية، أنّ الجيش أُصيب بـ”عمى كامل في فترة كل المنظومات فيها مستنفرة على نحو مرتفع”، محذّرةً من أنّ الأمر لا يتعلق بمدرسة في إيلات أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة.
استهداف تل أبيب بطائرة يافا.. ثغرة أمنية:
من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: إن “انفجار طائرة بدون طيار فوق “تل أبيب” يكشف عن “ثغرة أمنية كبيرة” لدى جيش العدو الإسرائيلي بينما قال مسؤول عسكري صهيوني: إن “الجيش لا يستبعد أي احتمال فيما يتعلق بمصدر الطائرة المسيرة التي ضربت “تل أبيب” وقتلت مدنياً، مشيرًا إلى أن الطائرة المسيرة من نوع أكبر وأبعد مدى.
وقال المسؤول في إفادة للصحفيين بعد الهجوم “نتحدث عن طائرة مسيرة كبيرة يمكنها أن تحلق لمسافات بعيدة”، مؤكداً أن “تل أبيب” لا تستبعد أي احتمال حالياً.
إلى جانب ذلك، شدد الإعلام العبري على أنّ أحداً في الجيش لا يقدّم تفسيراً منذ الساعة الـ5:30 فجراً، مؤكداً أن لا إجابات واضحة للمستوطنين.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها (الحوثيون) استهداف “تل أبيب” منذ بدء عملياتهم أواخر العام الماضي دعماً لغزة.
وجاء البيان العسكري للقوات المسلحة بعد ساعات من وقوع انفجار في مبنى في “تل أبيب” غير بعيد عن السفارة الأمريكية، واتضح لاحقاً أنه ناجم عن طائرة مسيرة انقضاضية.
وهذه المرة الأولى التي تقر فيها “إسرائيل” بتعرض “تل أبيب” لضربة جوية بمسيرة قادمة من اليمن منذ بدء الجيش اليمني عملياته ضد أهداف داخل “إسرائيل” وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
صافرات الإنذار صامتة:
وصول الطائرة المسيرة اليمنية إلى هدفها دون اعتراضها ولا حتى تشغيل صفارات الانذار، مثّل صدمة كبيرة لجيش العدو الذي اكتفى بالإعلان عن فتح تحقيق لمعرفة سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار، والدفاعات الجوية لاعتراض المسيرة الانقضاضية.
وسخرت وسائل إعلام عبرية، من أداء سلطات العدو الإسرائيلي في مواجهة العملية، قائلةً إنّ المسؤولين “سينتبهون بعد تدمير غوش دان بعد الحرب”، مشيرةً إلى أنّ الطائرة اجتازت مسافةً تزيد على 2000 كلم، بينما “لا تزال الحكومة حتى الآن في صمت مطبق”، وعلّقت على المسافة التي اجتازتها المسيّرة قبل انفجارها في “تل أبيب” قائلةً: “9 ساعات في الهواء بعد 9 أشهر من الحرب”.
ولدى حديثه عن الوزراء في حكومة العدو، قال إعلام عبري: “فليوقظ أحدٌ ما وزير الأمن، “يوآف غالانت”، يبدو أنّه نائم، في حين أنّ كل إسرائيل استيقظت”، وتابع: “يبقى فقط أن نتأكد من إذا كان رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان”، “شلومي بيندر” (الذي عُيّن في منصبه في مايو بعد استقالة سلفه “أهارون هاليفا” على خلفية الفشل الاستخباري في الـ7 من أكتوبر)، مستيقظاً”، فيما أعربت وسائل إعلام عبرية عن “أسفها لعدم سقوط المسيّرة على بيت أحدهم (المسؤولين الإسرائيليين)”.
في غضون ذلك، قالت مصادر في مكتب رئيس حكومة العدو الإسرائيلي: إنّه “من المتوقع أن يُلغي نتنياهو سفره إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، في أعقاب استهداف “تل أبيب”، وفي ضوء حادثة الطائرة المسيّرة، أعلن رئيس السلطة المحلية في “تل أبيب”، “رون حولداي”، أنّ “تل أبيب – يافا انتقلت إلى حالة تأهب قصوى”.
ونشرت منصات إعلامية إسرائيلية عن مصادر أمنية أنّ “طائرة مسيرة كبيرة اقتربت من “تل أبيب” على ارتفاعٍ منخفض من جهة البحر”، و “من غير المعلوم حتى الآن كيف تمكنت الطائرة المسيرة الهجومية من اختراق كافة الأنظمة الدفاعية وضرب المبنى “بتل أبيب”.
وانتشرت مشاهد توضح لحظات الانفجار وما بعدها، حيث أوضحت المشاهد صوت محرك المسيرة قبل الاصطدام بالمبنى، كما علّق محلل الشؤون العسكرية في موقع “واللا” بأنّ “الجيش الإسرائيلي لا يزال محتاراً مما حدث، ولم يصدر حتى الآن أي تعليمات خاصة من الجبهة الداخلية.
وبحسب صحافيين فلسطينيين، فقد وقع الانفجار في أحد أضخم شوارع “تل أبيب” وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات الجوية الإضافية، لا سيما القنصلية الأمريكية التي تبعد عشرات الأمتار عن مكان الانفجار.
وعلق موقع “إنتل تايمز” الاستخباري الإسرائيلي على اختراق طائرة مسيّرة يمنية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ووصولها إلى “تل أبيب”، بالقول: “اليوم تل أبيب، وغداً سيوجهون نحو منصة الغاز”.
وتساءل الموقع عن قدرة “إسرائيل” على ردع اختراقات مماثلة مستقبلاً، وهو الشيء الذي فشلت فيه ائتلافات عربية وغربية، بحسب تعبيره.
وتحت عنوان “يا لها من دولة وهم وندم”، علقت منصة إعلامية إسرائيلية على ارتباك الناطق باسم جيش الاحتلال إزاء الحادثة، بحيث قال أولاً: إنه لا توجد إشارة إلى اختراق من البحر، مستخدماً عبارات: “لم نرَ، و لم نسمع، و سنفحص، و سنوضح، ثمَّ فجأةً، قال بأعجوبة ومعجزة: رأينا وسمعنا”.
وتساءلت المنصة الإسرائيلية: “أي متحدث باسم الجيش الإسرائيلي يجب أن نصدّق؟ ذلك الذي لا يعرف، أم ذلك الذي يُهدّئ؟.
وعلّق الإعلام العبري على المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم جيش العدو، مهاجماً إياه، وقالت منصة إعلامية عبرية: إنّ “المتحدث باسم الجيش الذي يقدّم إحاطةً بشأن فشل مواجهة المسيّرة في “تل أبيب”، مع سلسلة من الأعذار المحرجة، هو نفسه الذي قدّم إحاطةً بعد الفشل أمام الطائرة التي صوّرت إسرائيل وحلّقت فوقها (في إشارة إلى هدهد حزب الله).
بدوره، أكد المراسل العسكري في القناة الـ14 العبرية، “هيلل روزن بيتون”، أنّه “كان على رئيس الأركان وقائد سلاح الجو أن يقدّما بياناً إلى الإسرائيليين، لا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مع كلمة واحدة بسيطة: فشلنا”.
وأضاف “بيتون” أنّه كان عليهما الاعتراف بالتهم الموجّهة إليهما وإلى عناصرهما الذين فشلوا مجدداً في حماية الإسرائيليين، على الرغم من كل وسائل الدفاع الأكثر تقدماً في العالم التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي”.
أما “معاريف” فعلّقت قائلةً: “كالعادة، بعد الفشل، يختفي نتنياهو، ويرسل المذنبين المعتادين (أي المتحدث باسم الجيش) من أجل التحدث إلى الجمهور”.
-المسيرة نت: عبد القوي السباعي