14 يوليو خلال 9 أعوام .. 43 شهيداً وجريحاً وتدمير للبنية التحتية والمنازل والممتلكات في غارات العدوان على حجة وصعدة وصنعاء
يمانيون – متابعات
استمر العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 14 يوليو تموز خلال عام 2015م، اتباع استراتيجية إهلاك الحرث والنسل، وتدمير المنازل والمتاجر والممتلكات الخاصة والعامة، والبنى التحتية، للشعب اليمني، في محافظات صعدة وحجة وصنعاء، بسلسلة من الغارات المدمرة.
أسفرت غارات العدوان عن 21 شهيداً و22 جريحاً ودمار كبير لعشرات المنازل، ونفوق عشرات المواشي، وتهجير عشرات الأسر، وخسائر بعشرات الملايين من أموال التجار والوكلاء وأصحاب المحال التجارية المستهدفة، وتدمير ملعب الثورة الرياضي، وسيارات المواطنين، وحالة من الخوف والهلع، وموجة من النزوح والتشرد نحو المجهول، ومضاعفة معاناة المواطنين على مدى 9 أعوام.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
14 يوليو 2015.. 23 شهيداً وجريحاً ونفوق عشرات الأغنام في استهداف العدوان منازل المواطنين بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 14 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين بمنطقة الفرش مديرية حرض بحجّـة.
أسفرت غارات العدوان 11 شهيداً و12 جريحاً، في مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية، بحق الإنسانية في اليمن، ونفوق عشرات الأغنام وحالة من الذعر والخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من التشرد والنزوح والحرمان من الحق في المأوى، للناجين، وأهاليهم وأقربائهم، وسكان العزل وَالقرى المجاورة، نحو المجهول.
مشاهد الدماء والجثث والأشلاء والدمار والخراب وظلمة الليل وفزع الأهالي، مفردة من مفردات الوحشية السعوديّة الأمريكية، بحق الإنسانية في اليمن، ومجزرة وحشية لم تبق ولا تذر، هنا امرأة وأطفالها جثث من تحت الأنقاض، وفي الجوار منزل مدمّـر على أم وأب وطفلتيهما، وأين ما وقع بصرك في القرية خراب للبيوت على رؤوس ساكنيها في شهر رمضان، عشرات المواشي نفقت بالكامل.
بعد صلاة العصر في شهر رمضان حلق طيران العدوان ليقتل ويدمّـر قرية بكاملها، ويهلك الحرث والنسل، أطفال نساء كبار في السن، مواش، منازل، كُـلّ شيء مستهدف.
أحد الأهالي يقول: “العدوان قتل من أسرتي طفلاً عمره 7 سنوات، وأخوه عمره 9 سنوات، كانت الغارة مباشرة عليهم، ما ذنب أطفالي يا عالم، هؤلاء ليسوا قيادات عسكرية، الطفل ذو الـ7 الأعوام كان يصحيني إلى الصلاة عند كُـلّ آذان، وبعد الغارة وجدت جذعة مقطوع لحاله على مسافة، ويده اليمنى في قرية مجاورة، وبقية جسده الرأس مع الصدر في مكان الغارة، فهل هذا الدين الإسلامي يا سلمان! من أمر بقتل أطفالنا وبهذه الوحشية، هذا التشويه الحقيقي للإسلام يا سلمان، وهؤلاء القتلة لا يمثلون دين الله ولا يعبرون عن الدين الإسلامي”.
حاج طاعن في السن بدوره يقول: “أقول لسلمان الله يسلط عليه كما تسلط على الضعفاء بغير حق، فهذا طفل بريء ما ذنبه لتقتله يا سلمان وهذه امرأه وأطفالها ما ذنبهم لتقتلهم يا سلمان، وكل هذا الشعب اليمني ما ذنبه لتقتله وتحاصره يا سلمان!”.
11 شهيداً و12 جريحاً ونفوق عشرات المواشي وتمدير عدد من المنازل، مجزرة وحشية، وجريمة إبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة، القانون الدولي العام وحقوق الإنسان، وملف متكامل يضع نفسه على طاولة محكمة الجنايات الدولية، والعدل الدولية أَيْـضاً، وجريمة مكتملة الأركان ترفع أولوياتها وأدلتها ضد قيادات العدوان، وتطالب الجهات الأنفة الذكر بالقيام بدورها، وواحدة من آلاف جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام.
14 يوليو 2015.. 6 شهداء من أسرة واحدة بصعدة:
في مثل هذا اليوم 14 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن علي شيبة، بمنطقة وادي لية مديرية الظاهر بمحافظة صعدة.
أسفرت غارة العدوان عن أسرة بكامل أفرادها الستة، وهم “الأب علي شيبة، وزوجته الحامل، وأطفاله الأربعة، وتدمير منزلهم على رؤوسهم، في مجزرة وحشية وجريمة حرب وإبادة جماعية، وحالة من الخوف والرعب والفزع الكبير في نفوس أهالي المنطقة والقرى المجاورة، وموجة نزوح كبرى نحو المجهول خشية من تكرار الجريمة بحق بقية الأسر.
هنا العدوان السعوديّ الأمريكي يهلك الحرث والنسل ويئد الطفولة، ويزهق أرواح النساء الحوامل، الأجنة في بطون أُمهاتهم، ويقتل الكبار والصغار، ويسفك الدماء، وينهي الحياة، وينتهش الكرامة الإنسانية والأدمية بكل معانيها.
الأشلاء والجثث والدماء والدمار والخراب مع الشظايا وألسنة اللهب وأعمدة الدخان، ورائحة الموت ومشاهد التوحش والإجرام، أصوات الصراخ والبكاء والأنين، في مكان واحد، والمسعفون يقتربون من الشهداء والجرحى وكلهم خوف ورعب من معاودة الغارات لقتلهم، كما هو الحال في مرات عديدة، فهذا وذاك وآخرون يستبسلون في رفع الدمار، وانتشال الجثث، بأياد مرتعشة وقلوب ملؤها الصبر والصمود وحب لقاء الله في درب الجهاد والإحسان، وإنقاذ الأرواح أن أمكن ذلك.
كُـلّ من كان في المنزل حولتهم الغارة إلى أشلاء تجمع في أكياس وأوعية بلاستيكية مختلفة، أطفال وأمهم وأبوهم، دون استثناء قطع صغيرة، ووصال مختلطة بالتراب ملبدة بالدماء، لم يبق من المعالم التمييزية سوى شعر الأم فوق كومة لحم فقدت معالم أعضائها، إنه الإجرام في أوحش صورة، إنها الإنسانية تنتحر، تتبخر، تتلاشى، تباد، بما بقي لها من مبادئ، قيم، قوانين، تشريعات، ادِّعاءات، إنسانية، حقوقية وغيرها من المسميات، في آن واحد، أمام ضمير عالمي لم يحرك ساكناً في ظل هيمنة قوى الشر والاستكبار العالمي، بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا.
قطعة قدم طفل في الشهر التاسع كان في جوف أمه أخرجتها الغارة بمفردها، وكل ما دونها أشلاء مفرومة، وكف أمه، كل منها ترفع على حدة، في صورة تجسد الوحشية السعوديّة الأمريكية بحق الطفولة والأمومة في اليمن، وتعري ادِّعاءات الأمم المتحدة ومنظماتها.
جمعت الأسرة مرة أُخرى نعم، لكنها قطعة قطعة مشكلة كومة لحم واحدة وليس أفراداً، فيما أحجار وأعمدة المنزل، وأثاثه، لم يبق لها أثر وتوزعت على سفوح الجبل ومنحدراته، أمام غارة العدوان المدمّـرة، كما هو حال المجتمع البشري، والدولي وهيئاته ومؤسّساته ومنظماته لم نجد لها أثر ولم نسمع لها صدى، أمام مثل هكذا جرائم، الصمت عنها بات في عالم اليوم حكمة ملعونة وغبية، مقابلها أموال طائلة تدر من ذات السفاح السعوديّ الأمريكي.
رب الأسرة طاعن في السن، يصل مكان منزل ولده وعائلته التي لم يبق لهم أي أثر وهو يبكي ويتألم وكله حزناً وكمداً من فوق الأنقاض يقول: “آه يا ولدي، وينكم يا عيالي؟ ويستجدي الحاضرين باستمرار الحفر والبحث عن الأشلاء، وجمعها”، ويخبره أحدهم قائلاً: “الكثير من الأشلاء شلتها الغارة إلى الخط الأسفلتي وإلى أسفل الوادي، كانت معلقة على الأشجار وفي المنحدرات وعلى الطريق”.
تظهر المشاهد “جموع من الأهالي نزلوا صوب الوادي ليجمعوا الأشلاء، في رحلة تحفها الوحشية والخوف والبشاعة، يجمعون الأشلاء المتناثرة، بين الأكياس والطرابيل والبطانيات ويحملونها على أكتافهم صوب مكان المنزل”.
يحفرون في مكان المنزل ليجدون قطعة من رأس طفل مختلطة بشظايا حديدية ساخنة، وفي غور الحفرة، وجدوا قطعة كبيرة من جثة الأم.
واحدة من نساء القرية تقول: “6 من عائلة واحدة يا أُمَّـة الله، ما لقينا لهم جثة، كلهم أشلاء، كلهم قطع، أيش ذنبهم؟ كانوا في بيت متواضع وليس لهم غيره، ونحن اليوم نسكن الخيم، لماذا تقتلنا السعوديّة، ما معنا لهم ولا أي شيء، الله ينصفنا وينصف علي شيبة، وأطفاله، لا يوجد لديهم سلاح ولا شيء، لعنة الله على سلمان والدنبوع، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
تدمير عشرات المنازل:
وفي سياق متصل بمحافظة صعدة استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، في اليوم والعام ذاته 14 يوليو تموز، 2015م، منازل المواطنين بمنطقة الشعف مديرية ساقين، بسلسلة من الغارات المدمّـرة.
أسفرت عن تدمير عشرات المنازل المهجر أهلها منها عبر غارات سابقة أجبرتهم على النزوح، وتضرر ممتلكات ومنازل ومزارع مجاورة، ومزيد من حالات النزوح والتشرد وفقدان الأمل في استمرار العيش في القرى والمناطق المستهدفة، لتكون ساحة حرب خالية من السكان.
منازل متجاورة كانت هنا قبل الغارات، باتت أكواماً من الأتربة والدمار، المختلط بالأثاث والأخشاب، والمدخرات والذكريات، من لعب الأطفال والصور العائلية، والكتب المدرسية، وحقائب الدراسة، وعلب الأقلام الملونة، وكل تفاصيل الحياة، ومتطلباتها، وسط هذه الأكوام.
ملاك المنازل المستهدفة يعودون لزيارة منازلهم بين الحين والآخر، منهم من لم يجد لها أي أثر ومنهم من ينتظر دوره في قائمة التدمير الممنهج للحياة ومعالمها ومقوماتها في محافظة صعدة على وجه الخصوص والمناطق والمديريات الحدودية بشكل عام.
أحد الأهالي يقول: “هذه الأعمال لماذا لم تكن بحق الإسرائيليين الذين يقتلون الشعب الفلسطيني منذ عقود، أين هي عواصف السعوديّة، أمام هذا الكيان الصهيوني، من أقرب للسعوديّة اليمن أم العدوّ الإسرائيلي! ولكن نعاهد الله أنا على درب الشهداء ماضون حتى نقيم الحق ونكشف حقيقة الأعداء وننتصر لدماء شعبنا اليمني مهما كانت التضحيات”.
جرائم محو الأسر بكامل عددها من الوجود وتدمير عشرات المنازل في قرى ومناطق صعدة، واحدة من آلاف جرائم الحرب مكتملة الأركان، بحق الشعب اليمني كرّرها العدوان، على مدى 9 أعوام، في ظل صمت دولي مطبق، وتواطؤ مجلس الأمن والأمم المتحدة المستدام.
14 يوليو 2015.. 14 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان للمنشآت الرياضية بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 14 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ملعب الثورة الرياضي والمحال التجارية المجاورة وسيارات المواطنين، بمديرية الثورة، أمانة العاصمة، بعدد من الغارات المدمّـرة.
أسفرت غارات العدوان عن عنها 4 شهداء وَ10 جرحى، وتدمير صالات ومدرجات الملعب للمرة الثانية خلال 4 أَيَّـام، وعدد من المحال التجارية وسيارات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في أوساط الأهالي، في الأحياء المجاورة، وخسائر مادية بعشرات الملايين، وموجة من التشرد والنزوح، والحرمان.
الشهداء والجرحى، والدماء في الشارع العام والملعب الرياضي، وفي صالات المستشفى، تعبر عن جزء بسيط من أهداف العدوان في قتل الشعب اليمني ومحاولة إذلاله وإخضاعه للأجندة المعادية، وجره نحو مربع الاستسلام إن استطاع العدوّ لذلك سبيلاً.
كما هو استهداف الممتلكات الظاهرة في مشاهد الدمار والخراب في محلات ومتاجر المواطنين وممتلكاتهم وسياراتهم المجاورة كبيرة وواسعة شملت عشرات تجار الجملة، والوكالات ومخازنها وبضائعها، وناقلاتها المحملة، والسيارات والمركبات بمختلف أحجامها وأشكالها، عكست نوعية السلاح المدمّـر والقتاك المستخدم في استهداف ملعب الثورة الرياضي.
هنا أحد التجار يقول: “نحن مواطنون، تجار جملة، ووكلاء لشركات خارجية ومحلية، وهذه محلاتنا فيها كيك وشكولاتة وحليب يماني وحليب سعوديّ، وجميع أنواع الحليب، الذي يستهلكه الشعب اليمني، وها هي أمام الكاميرات أمام الجميع، سارت نتيجة ضرب العدوان العشوائي، وخسائرنا بعشرات الملايين، ولكن هذا لن يثنينا ولن يزيدنا إلا قوة وعزيمة وصموداً، وهذا حق لازم ما يدفع العدوان ثمنه في الجبهات”.
هنا علب المشروبات الغازية وأنواع الشكولاتة والمنتجات الغذائية المختلفة مهدورة في الشارع العام بعد استهداف مخازنها وهناجرها والناقلات التي كانت منتظرة لتفرغ حمولاتها، وهنا سيارات مدمّـرة، وأبواب محطمة، والشارع العام مليء بالدمار والخراب، وما نقلت انفجارات الغارات في الملعب والمحال التجارية.
استهداف المحال التجارية من قبل طيران العدوان، هو استهداف للأعيان المدنية، والأملاك الخَاصَّة بالشعب، وجزء من استهداف مخازن الغذاء، لتشديد معاناة المواطنين، وتكبيد تجار الجملة خسائر فادحة، في محاولة لإفقارهم، وإرغامهم على النزوح وعدم الاستثمار في اليمن، وجزء من الاستهداف للجبهة الاقتصادية.
جرائم استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الرياضية واحدة من جرائم الحرب مكتملة الأركان التي استمر العدوان في استهدافها طوال 9 أعوام في الشعب اليمني في ظل صمت وتواطؤ أممي مكشوف.