12 يوليو خلال 9 أعوام .. أكثر من 140 شهيداً وجريحاً في جرائم إبادة جماعية في صنعاء وحجة وصعدة وعمران
تعمد العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز خلال الأعوام 2015م، و2018م، و2019م، و2020م، ارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية باستهداف غاراته للمدينة السكنية لأحفاد بلال وأحياء سكنية أخرى بصنعاء، ومنازل المواطنين في حجة وصعدة ومصنع اسمنت عمران.
أسفرت غارات العدوان عن 43 شهيداً وأكثر من 90 جريحاً، تدمير أحياء سكنية، وعشرات المنازل والممتلكات، وحالة من الهلع والخوف والرعب في نفوس المواطنين، واستنكار واسع في صفوفهم، وموجات من النزوح والتشرد، ومضاعفات للحالة المعيشية الصعبة للشعب اليمني في ظل العدوان والحصار منذ 26 مارس 2015م، وإلى اليوم، وتدمير بنيته التحتية، وتعطيل الإنتاج وتشريد العاملين.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
في مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل أحفاد بلال في الأحياء السكنية في منطقة سعوان مديرية شعوب، أمانة العاصمة.
أسفرت غارات العدوان عن 25 شهيدا و50 جريحا ودمارا واسعا لعدد من منازل أحفاد بلال، وحالة من الخوف والرعب والنزوح، وارتفاع سخط الشعب اليمني بكل مكوناته تضامناً من هذه الشريحة الأشد فقراً والمنشغلة بتوفير قوت يومها.
سلسلة من الغارات المدمرة حولت منطقة سعوان إلى جحيم يتصاعد منه أعمدة الدخان واللسنة اللهب ، وصرخات الأطفال والنساء وهروب كبير من المناطق والأحياء الجورة، ومشاهد لعشرات الجثث مقطعة إلى إشلاء ومتفحمة وجرحى يصرخون وفرق إنقاذ تخشى عودة الغارات مجدداً، لتقصف المسعفين.
هنا دماء نازفة وأعضاء مقطعة وأم تفقد كامل أطفالها، وأب عاد من العمل ولم يجد كل أسرته ، أطفال فقدوا أمهاتهم، وأخوة فقدوا إخوانهم، وازوج فقدوا زوجاتهم، وأخرين على أسرة المشافي ، وجيران وأقراب باتو بين إعداد الشهداء والجرحى ، الكل يبكي ويصرخ.
عمال النظافة في ظلمة الليل يقتلون ويبادون، ويستبيح طيران العدو السعودي الأمريكي دمائهم ويقتل صغارهم وكبارهم، وهم نائمين في أمان الله، بيوتهم تحترق بمن فيها.
أحدهم والدماء على وجهه يقول: “طاح البيت فوقي والحمد لله خرج أدور أطفالي وزوجتي ما لقيت واحد منهم كلهم مقطعين أشلاء، ما ذنبنا، لا صواريخ لدينا ولا مخازن سلاح، ولا علاقة لنا بأحد”.
الكل ينزح ويفر من باقي المنازل والرعب والخوف يملئ وجوههم ويصرخون من هول المشاهد الوحشية، والجريمة المروعة، والمجزرة الدموية الكبرى بحق أسر عمال النظافة.
منازلهم المتواضعة وخيامهم المتلاصقة، حولتها غارات العدوان إلى دمار وخراب على موزعة على مكان الجريمة وفوق أجساد الشهداء والجرحى.
تجمع الأشلاء قطعة قطعة هنا قدم وساق وهناك ذارع وفي الجهة المقابلة جمجمة مفكوكة، غابت ملامح صاحبها، كل أسرة تأخذ الأشلاء المجاورة لمكان منزلها، ليكون ذلك معيار، فيما أخرين لم يجد لهم أثر بفعل غارت وشظايا أخرجت الجثث إلى الاحياء المجاورة.
أحد أحفاد بلال ببشرة السمراء وعيونه الدامعة وصوته المبحوح بالبكاء يقول وهو يشير إلى جثث أطفاله:” هذه أعمال من يسمي نفسه خادم الحرمين الشريفين! هذه أعمال الدنبوع! هذه أعمال ما يسمونها بالشرعية! هذه أعمال اليهود بني صهيون أمريكا وإسرائيل”.
تنتشل الجثث تباعاً هنا أسرة من 9 أفراد أطفال ونساء، يجمعون أشلاء إلى بطانية ، طفل لم يبلغ سن الفطام الدماء من رأسه لا تزال طريه، فيما روحه فارقت جسده تحت الركام، عمه من بين المنقذين يرفعه وهو يصرخ بصوت عالي هذا أبن أخي ، هذا أبن أخي ..، أخي وعياله كلهم استشهدوا، كلهم لم يعد منهم أحد على قيد الحياة، أيها العالم المتفرج ما ذنب هؤلاء ! ما علاقتهم بهذه الغارات الوحشية! لا مجيب ، الكل يشارك في رفع الجثث، الخوف والرعب سيد الموقف، خشية من عودة القصف مجدداَ”.
أسرة محمد خميسي، وأسرة سعيد خميسي، وأسرة حسن عبدالله ، وغيرها من الأسر حولت غارات العدوان أفرادها من إناس بكل جوارحهم ومشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم وهمومهم إلى قطع صغيره تجمع في كيس دعاية بلاستيكية، او بطانية او قطعة قماش انتزعت من بين الدمار والأنقاض.
ويقول أخر:” أخي موسى وعياله 10 مفر متزوج ثنتين، وبنتي وعيالها 4 نفر ، استشهدوا كاملاً ، إلى الأن أبنتي لقيتها وصال في سفال الشارع وعيالها إلى الآن لم أجد منهم أحد بيتهم تحول إلى أرضية صافية ولا فيها حجر، الغارة تفجرت بهم مباشرةً، ونفت بهم في الهواء، لا نعرف إلى أين؟، وعيال أخي وجدانهم وصال ، ولم يعيش منهم أحد”.
في صالة المشفى اختان يودعن أمهن الكبيرة في السن التي فارقت الحياة أول ما مصلت غرفة العمليات ، الدموع تذرف والصارخ والبكاء يزيد ، والحزن والكمد يتعمق، أنه الوداع الأخير، والمصير المرتقب أمام عدوان متعطش للدماء؟
أحدى عملات النظافة هي واطفالها من ضمن الجرحى في أحد مستشفيات العاصمة تقول:” نحن عمال نظافة مستهدفين معنا اسلحتنا المكانس حقنا في القصف وعند كل جريمة نحن نخرج نكنس المكان، ونرفع الدمار، ونزيل الأتربة والمخلفات، ما ذنبنا ! مهمشين ما ذنبنا! مدينة سكنية لعمال النظافة معروفة عند الجميع، هكذا يقصفوها عن بكرة أبيها، أطفال نساء مسنين معوقين، رجال صغار وكبار كلهم مقطعين ممزقين وصال ، من أسرتنا لوحدها 17 إنسان، ازهقت ارواحهم ظلم وعدوان ، دون الذين تحت الأنقاض، وهؤلاء جرحى لا نعرف إلى حد الأن عددهم ، وزعوهم على مستشفيات الثورة والجمهوري والعسكري ، فين الأمم المتحدة الذين اشغلونا بالكلام عنها ودورها في حماية حقوق الإنسان ، نحن من بني الإنسان او لا؟ هل نحن إرهابيين ؟ هل نحن مجرمين ؟ ما ذنبنا نقتل ونشرد بهذا الشكل المريب ؟ هل أننا سود وبشرتنا سمراء ؟ يقصفونا ؟ هل دماؤنا رخيصة ؟ لا نعلم كيف ولماذا قصفونا هؤلاء الطغاة الفجرة، نسأل الله أن يدمرهم وينتقم لنا منهم”.
عامل نظافة أخر كهل في العمر وشعره أبيض يشتاط غضباً أثر فقدان أسرته وجيرانه يقول:” نحن نخدم الشعب ننظف الشوارع ، نرفع المخلفات ، والفضلات، من كل حارة، سلاحنا “المكنسة” فهل هذه جريمتنا أننا نتحرك بها ونعمل ليل نهار لتنظيف المدن ، والحفاظ على المظهر العام، نريد نعرف أيش جريمتنا وسبب استهدافنا بهذه الوحشية ! لسنا متحزبين مع أحد ، ولا احنا منتميين لأي حزب أو جماعة ، وهذه جريمتنا”.
أحدى الناجيات من جهتها تقول:” نحن نحب وطنا ونحن نخدم شعبنا ونحن أكثر الناس حب لهذا الوطن نخدمه صغارنا وكبارنا رجالنا ونسؤنا الكل منا أول ما يكبر شوية يحمل المكنسة ويعمل في خدمة هذا الشعب بكل اخلاص وتفاني ، ورغم المرتبات التي ما تسوى الكلام ، لكن هذا شعبنا ووطنا ولا يمكن ان نخلى عن عملنا في خدمته، ولكن من اليوم لبسونا السلاح وسوف ندخل للسعودي ونحن قادرون على ذلك سنقاتل ونأخذ بثأرنا من المجرمين ، والقتال من اليوم شرف وفخر لنا ولن نتراجع ، صارخة وبأعلاء صوت لبسوا أحنا أوالي ، لبسوا أحنا سلاح ، لبسوا أحنا النساء قبل الرجال وسترون ماذا سنعمل في ميدان المواجهة، سندخل للسعودية.. البكاء والنحيب يزيد والطلب الملح يرتفع وبصوت صارخ ولغة جسدية صادقة، لا مثيل لها، معاودة الحديث الدموع تنزل من خدودها شديدة السمرة والحزن ، حرام عليكم قتلوا ابناؤنا ورجالنا وأطفالنا واهلنا ، وبيوتنا تدمرت ، نحن لم نؤذي أحد ، نحن لم نزعل أحد ، نحن نعيش على الشحت والصدقات .. تنحب بالبكاء وتنسحب وكل الحاضرون يبكون معها “.
من بين الدمار كرة فتكت بها الغارة كما فتكت بالأطفال الذين كانوا يلعبون بها، فقتلتهم سوياً وحرمتهم من حقهم في العيش والحياة واللعب والطفولة والرياضة في آن وأحد، كما هو الحال مع الكتب الدراسية التي كانت بيد أحد الأطفال الناجين وهو يقلب صفحاتها الممزقة وأخر بجواره يده على خده من شدة الحزن شارد في التفكير والحزن وألم الفراق للزملاء والجيران ورفقاء الطولة والأهل ، هو في نظره إلى الدخول في مرض نفسي أقرب من شعوره بالواقع من حولة، فيما اعداد من الأطفال محتشدون بجوار صديقهم وهوي مستمر في تقليب صفحات كتاب القرآن الكريم والتربية الإسلامية ، متفرجين على سور القرآن ، والصور المعبرة في درس فرائض الصلاة.
30 منزلا دمرت على رؤوس ساكنيها:
30 منزلاً من منازل المهمشين المتواضعة في مدينتهم التي صرفت من قبل صندوق النظافة قبل عقود، حولتها غارات العدوان إلى دمار وخراب وقتلت ساكنيها، وسفكت دماؤهم تحت اسقفها وجدرانها المتواضعة.
في عدداً كهذا باتت عشرات الأسر من عمال النظافة مشردة لا مأوى لها، ولم تكن الجريمة عند هذا الحد بل أغلب هذه الأسر فقدت عائلها ومنها فقدت اغلبية افرادها، فجمع العدوان بين الحزن والتشرد، وأجبر هذه الأسر على أن تعيش معاناة السكن الأمن مجدداً.
بالقرب من مدينة العمال توجد السفارة الأمريكية في مساحة واسعة وعدد من الفنادق الكبرى التي كانت ملحقية لها ولأفراد جيش السفارة ، وعملاؤها المنحطين، لم تطالها غارة واحدة، فيما هؤلاء المستضعفين أستكثر عليهم العدوان منازلهم المتواضعة جداً ودمر كل أحلامهم واستقرارهم الذي بالكاد حصلوا عليه.
مشافي العاصمة صنعاء تعلن حالة الطوارئ وتستقبل كل الجرحى ، وتستدعي الكوادر الطبية لعودة الدوام مجدداً ، وحملة تبرعات بالدم من الفصيلة النادرة، o- ))، ويوم حزين بحق الشعب اليمني قاطبة، وأكثر حزناً بحق أحفاد بلال في مختلف المحافظات اليمنية”.
أحد الأطباء يفيد :” بأنه تم استقبال 49 حالة معظمها حالات حروق من الدرجة الثالثة، تدل على أن صواريخ العدوان حرارية، وجثث هامدة ومقطعة، وجثث بدون رؤوس، وتم التعامل مع الحالات الطارئة ونقلها إلى بقية المستشفيات، ومنها في العناية المركزة، وتم توزيع الجرحى على عدد من المشافي لتقديم الإسعافات الأولية والرعاية اللازمة بشكل عاجل وناسب”.
جريمة حي العمال في مدينة سعوان واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الإنسانية في اليمن، وواحدة من أبشع مجازر العدوان السعودي الأمريكي ، المتطلبة لتحرك أممي فاعل في تقديم قيادات دول العدوان للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية، وحق للشعب اليمني لن يسقط الأخذ به بالتقادم.
وفي مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، الأحياء السكنية في منطقتي الخمسين والسواد، و المعهد الوطني للفندقة والسياحة بصنعاء.
أسفرت غارات العدوان عن أكثر من 30 جريحاً من الأطفال والنساء وموجهة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وموجة من النزوح إلى الأحياء المجاورة، وتدمير لعدد من المنازل وتضرر ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وتدمير جزئي لمبنى المعهد الوطني للفندقة والسياحة.
هنا أحد الأهالي أسرته بين نازح وجريح يخرج من بين أنقاض ما بقي من منزله وكله ألم وحسرة وندامة يقول:” كان هذا المنزل كل ما نملك هذا هو شقاء عمرنا بالكامل، ليس لنا مأوى غيره، دمره العدوان، وحوله إلى دمار وجزء من الأطلال الخاوية، كم نحتاج من المال لنعيد هذا المستقبل ، كم سنحتاج من العمر لنعيد البناء، كم وكم ، لكن رسالتنا للعدو الجبان اذا فيكم رجولة وشجاعة الميدان بيننا وبينكم ولو ضحينا بكل ما نملك لن نعفيكم من جرائمكم بحقنا وبحق أهلنا وشعبنا، وسنكون في جبهات الجهاد المقدس لنأخذ بثأرنا ونعلمكم دروس في شرف الحروب وأخلقها”.
مواطن أخر يقول:” هذه منازل مواطنين لا لهم في هذه الحرب لا ناقة ولا جمل جريمتهم الوحدة أنهم يمنيين، ويسكنون فوق تراب اليمن وتحت سماءه، هذه المنازل لا فيها مسؤولين ولا مخازن أسلحة ، لكن العدوان قدم هذه الغارات ليؤكد للعالم أن الذين يقصفوننا في أوقات الليل واوقات الصلوات وفي شهر رمضان، أنهم يهود وصهاينة لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، ويتابع، ونحن في طريقنا لصلاة الظهر شن طيران العدوان غارته سلسلة من الغارة على هذا الحي السكني الكبير ، فهرع الجميع نحو الاحياء المجاورة والحمد لله، لم نصدق أن يسلم من هذه الغارات أحد”.
الدمار الواسع في ممتلكات المواطنين لا يكاد يصدق، عشرات المنازل دمرت وعشرات السيارات والمحال ، تحول حي الخمسين إلى كومة من الدمار والخراب وإلى مساحة شاسعة مهجورة من السكان ، ولن يتبقى من تلك المنازل سوى الهياكل والاشباح، الفرش والأثاث واسقف المنازل منفوشة في الأرض، وأروح المنيين تحتها بين جريح ومرعوب، كما هو الحال في حي السواد في مديرية سنحان نفس المشاهد ونفس الدمار، وبنفس الغارات السعودية الأمريكية.
استهداف الأحياء السكنية في الخمسين في بيت بوس مديرية بني مطر، والسواد بمديرية سنحان والمعهد الوطني في منطقة سعوان مديرية شعوب، أعيان مدنية ، مجرم استهدافها في القوانين الدولية والاتفاقات والمواثيق الأممية، وجريمة حرب مكتملة الأركان ، عكست مستوى التوحش السعودي الأمريكي ، وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الجهات والمؤسسات الدولية ذات الصلة الإنسانية والحقوقية.
أقسام ومكاتب المعهد وصالاته وقاعات المحاضرات فيه والأرشيف كلها تضررت بما فيها من الأجهزة، والملفات الخاصة بالطلاب، والوسائل التعليمية ومستلزماته، من شاشات وكمبيوترات، بغارات، همجية ادعت زيفاً وكذباً بأنه فيه مخازن أسلحة.
كما هو حال منازل وممتلكات المواطنين في الأحياء السكنية المستهدفة، تحت ذريعة مخازن السلاح ومراكز قيادات وما ادراك من هذا القبيل، خلفت دمار هائل وتدمير كلي وجزئي لعشرات المنازل، وتضرر سيارات ومحال تجارية، والشوارع العامة والطرقات تكسرت وتدمرت وبها الحفر العميقة، واجبار عشرات الأسر على التشرد والنزوح، نحو المجهول.
جرمية استهداف الأعيان المدنية محاولة لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني، وأكثر من 30 جرحاً رمزية وشاهد على وحشية العدوان السعودي الأمريكي، المستمر في آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام.
في مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل المواطنين في منطقة شعبان بمديرية رازح، في منطقة آل عمار بمديرية الصفراء، بمحافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء وجريحان ، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وموجة نزوح في منطقة شعبان بمديرية رازح، وتدمير منزل الشيخ صالح دغسان، والمسجد ونفوق عشرات الرؤوس من المواشي، في استهدافه ب5 غارات بمنطقة آل عمار مديرة الصفراء.
بعد وقت السحور حلقت طائرات العدوان على سماء منطقة شعبان، فيما اهلها ينهضون من النوم إلى صلاة التسبيح ووقت الاستغفار، وتناول وجبة السحور، كما هو معتاد طول أيام شهر رمضان المبارك، وافي لحظة القت الطائرة حمولتها الحاقدة قنابل متفجرة وصواريخ مدمرة، فاختلطت وجبات السحور بالدماء والأشلاء والدمار، وقطعت أيادي الأطفال الفرحين بصومهم التدريبي مع اهاليهم قبل أن تصل إلى أفواههم، ومعها ايادي اسرهم المنتعشة والمفعمة بروحية الإيمان.
كل ما في المنطقة تحول إلى مأتم صراخ ومشهد دماء ودمار وجثث ممزقة وأخرى تحت الإنقاض منها ما فارق الحياة ومنها من يستمر في التنفس والصراخ طلب النجدة والاخراج، من بقي من الاهالي على قيد الحياة لم يجد مكان للهرب بل لزم مكانه ليشارك في رفع الأنقاض وانتشال جثث الشهداء وأجساد الجرحى، هنا أم وأطفالها فارقوا الحياة، وهناك أسرة تصرخ بين الدمار، وأخر في بيت أخر ارتقت روحه وبقي أهله تحت الركام، تمر الدقائق وتتعاظم مسؤولية المنقذين، وكلاً لم يذق سحول ذات اليوم.
تجمع جثامين الشهداء ويتم اسعاف الجرحى ، جلهم أطفال ونساء، ويجدد أهالي رازح كمدهم وحزنهم اليومي بفقد جار أو قريب أو صديق ، منذ يوم 26 مارس 2015م، لبدء العدوان على اليمن، وهو يوزع غارته على مختلف الأسر والمنازل يهلك الحرث والنسل.
أحد الاهالي من فوق الركام يقول:” هذه منازلنا ولدنا فيها واستشهد أهالينا تحت انقاضها، هذه منازلنا لا وجود فيها للأسلحة ولا شيء من هذا القبيل ، بل فيها أطفال ونساء، كل يوم تقتل منهم غارات العدوان العشرات، وكل ما يدعيه العدوان وإعلامه مجرد تظليل، وهو يرتكب بحقنا أبشع الجرائم الوحشية، ولكن هذا لن ينال من عزائمنا وجهادنا وصمودنا بأذن الله”.
وفي استهدافه لمنزل الشيخ صالح دغسان أظهر الركام الهائل والدمار الواسع، وكيف سويت 5 غارات البيت بالأرض ، لا يبقي منه سوى القليل، وبجواره ووسطه حفر عملاقة بفعل صواريخ وقنابل العدو الشديدة الانفجار، ما تتميز به من قوة تدميرية، تؤكد المشاهد استخدام العدو لأسلحة محرمة في عدوانه على اليمن.
كما هي جثث المواشي التي نفقت في هذه الغارات، تؤكد كذب وزيف العدوان وكل ما يدعيه، عن استهدافه لمخازن الأسلحة ، عند كل جريمة يرتكبها، لحاول بذلك التبرير لجرائمه ، وتهربه من الحاسبة القانونية والجنائية في قادم الأعوام.
استهداف العدوان لمنازل المواطنين وجوامعهم جريمة حرب مكتملة الاركان وواحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام.
وفي مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مصنع أسمنت عمران، ب5 غارات مدمرة.
أسفرت غارات العدوان عن عددا من الجرحى وأضرارا في المصنع والمنازل المجاورة له، وحالة من الخوف والهلع في صفوف الأهالي في الاحياء المجاورة، وموجة نزوح لعشرات الأسر، ومضاعفة لمعاناتهم.
هنا الأهالي يخرجون هاربني من منازلهم المجاورة طلباً للنجاة، وخشية من عودة الغارات، وهنا الدمار في اجزاء المصنع، وملحقاته، واضرار كبيرة في المنازل المجاورة، وعدد من الجرحى سفكن دمائهم يسعفون إلى أقرب المشافي.
أحد الأهالي يقول:” طيران العدوان استهدف المصنع ليعبر عن حقده الدفين ، ومحاولة لقطع أرزاق العاملين فيه 1800 عامل من مختلف الشرائح المجتمعية، وهذا عمل جبان ، ولا يوجد في هذا المصنع أي أسلحة، كل هذا هدفه تدمير الشعب اليمني”.
أحد العمال فيه يقول: ” الساعة 12 ونص استهدف العدوان مصنع الاسمنت ب5 غارات، وكان له موقف منذ بدأ العدوان، وقبل يومين قمنا بتشغيله لنسلح المكائن والآلات والمعدات كل لا تخرب، وتتدمر ، وبعد يوم واحد بلغهم أحد المرتزقة العملاء في الداخل ، واذا بهم يستهدفوه ، وهذه منشأة مدنية لماذا يستهدفوه؟”.
عامل أخر يقول:” المصنع خرج عن الخدمة، ولم يعد بالإمكان تشغيله، تم ضرب مكائن التشغيل ، ومكائن التغليف، وضواغط الهواء، والمخزن، ومولدات الكهرباء وخزانات الوقود، وتم تعطيله نهائياً”.
الأضرار شملت سيارات المواطنين، والمنازل المجاورة، نوفذ وأبواب ، ومدمرة والشظايا اخترقت الجدران والأسقف، ومن ضمن الجرحة امرأة وطفلتها الرضيعة كانت نازحة عند أحد أقاربها ، فوقعت عليها قطع الزجاج من النوافذ المتكسرة وتم اسعافها وهي تنزف الدم، وكذا طفلتها، وعشرات من عمال المصنع، بإصابات خطيرة ومتوسطة.
كثير من العمال يشكون توقف مصدر رزق أطفالهم، وكيف ستكون الأيام القادمة أكثر سوداوية في وجوههم ووجوه أطفالهم ، والعدوان يستمر في استهداف المنشآت الخدمية والمدنية واستهداف المزيد من الشرائع وفرض سياسة التجويع كسلاح في عدوانه على اليمن.
استهداف العدوان لمصنع اسمنت عمران، أحد أهدافه الاستراتيجية في الحرب الاقتصادية على اليمن وتدمير لبنيته التحتية، وتدمير ممنهج للأعيان المدنية، وواحدة من آلاف جرائم الحرب المكتملة الأركان بحق الشعب اليمني المستمرة خلال 9 أعوام.
وفي مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2018م، استهدف مرتزقة جيش العدوان السعودي الأمريكي، وادي رجاف بمنطقة بِركان، مديرية رازح، بقذائف المدفعية، وتفجر لمخلفاته العنقودية في منطقة عكوان بمديرية الصفراء، في اليوم ذاته من العام 2019م، بمحافظة صعدة.
أسفر القصف الدفعي عن جرح المواطن مطر سالم جرادي بجروح، فيما أسفرت تفجر القنبلة العنقودية عن جرح المواطن مرشد علي باحش بجروح بليغة، وحالة من الخوف والهلع في صفوف الأهالي في المنطقتين، وموجة من نزوح وتشرد المواطنين، خشية من المصير ذاته.
نقل الجريحان إلى مشافي صعدة ومعهم آلامهم وجراحهم، وحزن وخوف وبكاء أهاليهم، ورعب وخوف من يسكنون في ذات المناطق، من الصامدين والثابتين في منازلهم ومزارعهم وممتلكاتهم.
أحد الأهالي يقول وهو بجوار صديقه الجريح في المستشفى:” كنت انا وهو في الطريق نرعي الغنم، ودخلنا شعب وافجرت فيه قنبلة عنقودية، وانقطعت رجله، وفيه شظايا جارحة وكذلك وصلتني ولكن الحمد لله على السلامة”.
فيما الجريح الأخر كانت أصابته في الصدر بشظية من مدفعية العدوان، يظهر فوق سرير العمليات المركزة وهو في حالة خطيرة، تؤكد بأن العدو السعودي ، يهدف لأهلاك الحرث والنسل.
القصف المدفعي لجيش العدو السعودي، ومخلفاته العنقودية المستهدفة للأهالي في محافظة صعدة، جريمة بحق الإنسانية، ومعاناتهم وتحرمهم من حرية الحركة والتنقل للعمل والبحث عن مصادر العيش وجلب الاحتياجات الأساسية لأسرهم وعوائلهم، ومن خرج من داره كان بين ناري القصف الصاروخي والمدفعي ، او الغارات لجوية وتفجر القنابل الموقوتة.
حياة أبناء المناطق الحدودية خلال 9 أعوام ظلت في محل الاستهداف المتواصل وتعرضها لمخاطر القتل والإصابة، في جريمة حرب واضحة، دون إي تحرك أممي لوقف جرائم الاستهداف لحياة المدنيين في المديرات والمناطق المحاذية للعدو السعودي.
وفي مثل هذا اليوم 12 يوليو تموز من العام 2020م، استهدف مرتزقة جيش العدوان السعودي الأمريكي، منزل المواطن نايف مجلي في قرية الجشم بمديرية وشحة، محافظة حجة.
أسفرت غارات العدوان عن 10 شهداء من النساء والأطفال وجريحان، وتدمير كلي للمنزل على ساكنيه وتضرر ممتلكات ومزارع ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والهلع في صفوف الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد القسري نحو المجهول.
هنا الأشلاء والجثث مقطعة والدماء مسفوكة وسط الدمار والخراب، والشظايا، والكل يصرخ ويتألم من هول المجزرة الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية، وهنا وحشية العدو السعودي الأمريكي، وأجرامه بحق الشعب اليمني، والمجتمع البشري، وامتهانه لكل القيم والمبادئ الإنسانية والأدمية، وكل القوانين والمواثيق الدولية والحقوقية.
هذه كومة من اللحم الممزق والوصال المتناثرة تجمع إلى كيس لأعداد من الأطفال والنساء كانوا أسرة واحدة تحت سقف وأحد مزقتهم الغارة، وحولتهم إلى قطع وذرات بعثرت في اجواء المنطقة وفوق وتحت الدمار والخراب ، وعلى أغصان الأشجار، وفي المنحدرات والطرقات المجاورة.
المنزل كان بالقرب من رأس الجبل تم نسفه نسفاً بمن فيه، وتوزعت أحجاره وجدرانه واسقفه على سفح الجبل ومنحدره، كما هي الجثث التي جمعت من هنا وهناك ومن مختلف الجهات الأربعة، أنها مشاهد دامية وقاسيةً جداً ومؤلمةً جداً تقدم صورة عن أجرام وبشاعة العدو السعودي الأمريكي بحق المجتمع البشري في اليمن.
العدو بجريمة كهذه يتفنن في قتل واعدام أسرة كاملة أطفال ونساء، وكبار في السن، ليخيف الشعب اليمني ، ويقدم لهم نموذج يمكن استمراره فيه دون استثناء لأي أحد، وانه سيمارس كل ذلك دون ذرة من إنسانية.
الأهالي وبعد ساعات جمعوا الأشلاء وما بقي من الجثث ل10 شهداء في ساحة وأحدة في مشهد بشع، ومحزن يعكس مستوى التوحش الذي أمعن فيه العدو السعودي بحق الشعب اليمني، وصورة كررها العدو في آلاف جرائمه في مختلف المحافظات.
أحد الأهالي يقول:” ما ذنب هؤلاء! كلهم أشلاء لحم مجمع، ونحن ندين هذه الجريمة البشعة بحق أخونا محمد مجلي ، وسيكون الرد قاسياً بأذن الله في الجبهات”.
احتشد الأهالي صوي المقبرة ليحفروا 10 قبور متجاورة ويضعون فيها أسرة كانت قبل ساعات أمنه تحت سقف منزلها، لا تعي ولا تتوقع ما يخطط له العدو وما ينتظرهم في الدقائق المتبقة من حياتهم.
الإبادة الجماعية لأسرة مجلي في منطقة وشحة واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام متواصلة، ولعنة في جبين الإنسانية ، والقوانين والمواثيق الدولية، وواقعة في ذاكرة الأجيال لن تمحا ولن يسقط الأخذ بها مهما مرت السنوات والأعوام.