السيد عبدالملك الحوثي يتوّجه بالتهاني للشعب اليمني والأمة بدخول شهر ذي الحجة الحرام
يمانيون/ صنعاء
توّجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني والأمة الإسلامية كافة بمناسبة دخول شهر ذي الحجة الحرام.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في “الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام” أن شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة، وفيه مناسباتٌ دينيةٌ في غاية الأهمية، وفيه يضاعف الأجر، وفرص فتح الله فيها أبواب رحمته لعباده.
وأشار إلى أن من ضمن مناسبات هذا الشهر المبارك أداء ركنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام، وفريضة عظيمة مقدسة، هي فريضة الحج.. مبيناً أن الحج له أهداف عظيمة، وغايات كبيرة ومقدسة، ويعد من أهم معالم الدين الإسلامي، بعطائه الواسع.
وأفاد قائد الثورة بأن للحج أهمية على المستويين التربوي، والأخلاقي، وتزكية النفس، وعلى المستوى الروحي في الانشداد إلى الله تعالى، كما أن له أهمية على مستوى مسؤوليات الأمة، ووحدة كلمتها، وأخوتها، ومن أهم ما يرمز إلى وحدة المسلمين.
وعبر عن الأسف الشديد إزاء المعاناة الشديدة التي يواجهها المسلمون ليتمكنوا من أداء فريضة الحج، والفوز بما فيها من العطاء الكبير، الذي يمنّ الله به على عباده، بسبب القيود، والإجراءات، والتعقيدات التي يمارسها النظام السعودي تجاه المسلمين.
وتابع “هناك متاجرة من جانب النظام السعودي، ليس له فيها أي حقٍ أبداً تجاه فريضة الحج، فهو يبتز الحجاج، ويأخذ مقدماً الكثير من الأموال”.
وأردف قائلاً “في هذا الموسم هناك زيادة كبيرة في الالتزامات المالية، وفي الجباية والقيود المالية، التي تؤثر على الكثير من أبناء الإسلام، سيما مع الظروف الصعبة التي يعاني منها المسلمون، والشيء المؤسف أنه مجرد ابتزاز، واستغلال، وكسب محرم، يعني: ليس النظام السعودي بحاجة إليه”.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “من حكمة الله أنه هيأ لأن تكون في بلاد الحرمين ثروة وسعة في الرزق، وكانت هذه المسألة في تدبير الله، منذ دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام والذي استجاب الله دعوته”.
وقال “نحن في اليمن، بلد مجاور لبلاد الحرمين الشريفين، ومع ذلك معظم اليمنيين يعتبرون الحج مسألة معقدة في إجراءاتها، وترتيباتها، وكلفتها المالية”.. لافتا إلى “أن الكلفة المالية التي تؤخذ من الحاج مقدماً، بغض النظر عن النفقات التي يحتاجها هناك، حيث تستغل السلطات السعودية حتى هذه المسألة، وعندما يأتي موسم الحج يقومون برفع الأسعار، والإيجارات، ورفع أي تكاليف تتعلق به”.
وأشار إلى أن النظام السعودية يحاول أن يستغل الحج كمورد مالي، لكن إلى أسوأ مستوى يتخيله الإنسان، ثم يطلق على نفسه لقب خادم الحرمين، ويقدم نفسه على أنه يخدم الحرمين الشريفين، وهو يستغله للحصول على أموال هائلة جداً وابتزاز الناس.
وبين السيد القائد أن المعاملة مع الحجاج، والقيود التي تُفرض عليهم أثناء أداء فريضة وشعائر الحج، تأتي في إطار النظرة المذهبية الوهابية الضيقة، وأيضاً في إطار آخر يتمثل في التوجه السياسي للنظام السعودي الذي يطغى على كل شيء، ويكون هو السقف فوق شعائر الحج، وفوق ما فيه من فرائض، وأنشطة تُعزز الأخوَّة بين المسلمين، والتفافهم حول قضاياهم الجامعة ومسؤولياتهم المقدَّسة.
وتطرق إلى التوجه السياسي للنظام السعودي، الذي يجعل منه سقفاً، يحاول من خلاله أن يقلل من أهمية الحج، وشعائره، وما فيه من مناسبات وأمور مهمة تحت سقف توجهه السياسي.
وأكد أن النظام السعودي لا يمتلك الحق في تلك الممارسات والسياسات، التي حوَّل بها الحج إلى موردٍ ماليٍ من جهة، وفرض سياساته من جهةٍ أخرى، ومنها ممارسات تكررت في عدة أعوام، تستهدف الحجاج في حياتهم، وتؤثِّر على أمنهم وسلامتهم، بما فيها الاعتقالات.
ولفت إلى أن البعض من الحجاج سواء من اليمن أو مصر ودول أخرى اعتقلوا وهم يؤدون شعائر الحج في الديار المقدسة وفي الموطن الذي أراد الله أن يكون آمناً، وجعل له حرمته العظيمة.
وذكر قائد الثورة أن النظام السعودي يعتقل من يريد دون تقدير حرمة بيت الله الحرام والديار المقدسة، وحرمة شعائر الحج، والبعض يتعرض للاعتقال في العمرة التي لها حرمتها كذلك، لكنه ينتهك كل الحرمات.
وأشار إلى أن النظام السعودي ليس له الحق في كل تلك الممارسات، التي يدخل كثيرٌ منها تحت عنوان “الصَّدّ عن المسجد الحرام”، وتحدث عنها القرآن الكريم، مستعرضاً أبرز جرائم الكافرين في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما كانوا يسيطرون على مكة المكرمة ويتحكمون بشعائر الحج، وممارساتهم التي تدخل ضمن الصَّدّ عن المسجد الحرام.
وأفاد بأن السيطرة على مكة لا تعطي أي جهة مشروعية التصرف كما يحلوا لها، وتشاء وتريد، وفق سياساتها وتوجهاتها الخاطئة والمنحرفة عن تعاليم الله .. مضيفاً “ليس للنظام السعودي شرعية في قيوده وإجراءاته الظالمة والخاطئة، وكذا قيوده التي تشكل عائقاً لأكثر المسلمين عن الذهاب إلى الحج، أو عن أداء فريضة الحج كما ينبغي”.
وجدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن الإجراءات التي تعيق الناس عن الذهاب لأداء العمرة وفريضة الحج، تدخل في عنوان “الصد عن المسجد الحرام”.. مبيناً أن القيود المالية، والإجراءات الظالمة والمعقدة، والمخاطر الأمنية من اعتقالات وتهديد، وقيود على أداء الفريضة تدخل تحت نفس العنوان، والتي تشكل معاناة للأمة، في عدم تمكُّنها من الاستفادة من ذلك الركن العظيم، الذي له أهميته الكبرى.
وأوضح أن المناسبة الأخرى في شهر ذي الحجة هي “عيد الأضحى”، الذي هو عيدٌ للمسلمين، وله أهمية كبيرة، وعلاقة بالحج نفسه، وفيه أيضاً تخليدٌ لموقفٍ عظيم، يمثل درساً عظيماً للأجيال البشرية إلى قيام الساعة.
واستشهد قائد الثورة بدرس قدّمه نبي الله وخليله إبراهيم مع ابنه نبي الله إسماعيل “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ”، في التسليم لأمر الله والمحبة والطاعة لله وإيثار رضا الله على كل الاعتبارات.. وقال ” العيد له دلالة مهمة في تعزيز الأواصر والروابط الأخوية بين المسلمين، والعناية بالفقراء، والمواساة لهم، والصلة لذوي الأرحام وغير ذلك”.
وتناول في الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام، ذكرى حجة الوداع، التي ودَّع النبي “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” فيها أمته، وأعلن عن قُرب رحيله من الحياة الدنيا، وقدَّم فيها توجيهات وتعليمات ذات أهمية كبيرة جداً للأمة.
وتطرق إلى الفضل الكبير للثلث الأول من شهر ذي الحجة “الليالي العشر” التي وردت بمختلف المذاهب والمقصودة بقول الله عز وجل “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، عندما أقسم الله بها في القرآن الكريم، وفضل الأعمال فيها، ومضاعفة الأجر، وأهمية الإكثار فيها من ذكر الله والتَّقَرُّب إليه بالأعمال الصالحة.
وحث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الاستفادة من هذا الموسم العظيم بالقربة إلى الله والسعي للارتقاء الإيماني والأخلاقي، والوعي وزكاء النفس، كون الإنسان بحاجة مُلِحَّة للاستفادة من مثل هذه المواسم في واقعه النفسي.
وقال “في أجواء هذه المناسبات والمباركات، نقدم كما في العامين الماضيين دروساً من حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي قال عنه رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”: عَلِيٌّ مَعَ القُرْآنُ، وَالقُرْآنُ مَعَ عَلِي”، وقال عنه أيضاً: “عَلِيٌّ مَعَ الحَقّ، وَالحَقُّ مَعَ عَلِي”، وسمَّاه أيضاً باب مدينة علمه.
ولفت إلى أهمية هذا الموضوع في حياة الناس، كعامل مؤثِّر في معيشتهم، واستقرارهم، ودينهم ودنياهم، وإدارة شؤونهم.. مضيفاً “مؤسف أن السائد في أوساط الأمة، بالذات النخب الذين يتأثرون بالرؤية الغربية، التي تعتمد عليها أمريكا وأوروبا والغرب بشكلٍ عام تجاه هذا الموضوع، يرونها الرؤية المثلى، ويدعون إليها، ويدفعون لتطبيقها والالتزام بها، والبعض في اتجاهٍ آخر لديهم أيضاً تمسُّك بمفاهيم خاطئة، حُسِبت على الإسلام وهو منها براء، ودجنت الأمة الإسلامية على مدى قرونٍ من الزمن للطغاة، الجائرين، المظلين، الظالمين”.
وشدد قائد الثورة على ضرورة الحاجة لاستيعاب الرؤية الصحيحة، التي قدَّمها الله تعالى في القرآن الكريم، وقدَّمها رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وتحرَّك على أساسها، وكان من نماذجها المستوعبة والملتزمة بها، أمير المؤمنين علي عليه السلام.
وأوضح “أن الرؤية الغربية لا تنسجم أبداً مع هوية الأمة، وأول أساس ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الموضوع هو: هوية أمتنا وانتماؤها”.
وقال “انتماء أمتنا للرسالة الإلهية، بما فيها من مبادئ عظيمة، وقيم، وأخلاق، وتعليمات وشرع إلهي، وأهداف، وغايات مقدسة، يجعلها لا يمكن أن تنسجم أبداً مع الرؤية الغربية، التي تنسف القيم والأخلاق بشكل تام ووصلت إلى ما وصلت إليه من محاولة قنونة الشذوذ والفساد الأخلاقي”.
وتساءل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالقول “هل يمكن أن تنسجم أمتنا الإسلامية مع الرؤية الغربية؟ هم وصلوا إلى أسوأ مستوى من الانحطاط، وضرب القيم الإنسانية الفطرية، والقيم الإلهية، والأخلاق النبيلة، كل ذلك منسوفٌ عندهم، وما هم عليه من همجية وطغيان وإجرام تجلَّى في كثيرٍ من الأحيان، وآخرها دعمهم للعدو الصهيوني لارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
وبين أن أمريكا تقدم نفسها على أنها أكبر نموذج لتطبيق الرؤية الغربية الليبرالية.. مضيفاً “نحن نرى أمريكا وماهي عليه من همجية وطغيان وإجرام وظلم، وفساد بكل أشكاله وفي المقدِّمة الفساد الأخلاقي، تستهدف بقية الأمم والشعوب، كما يقدّم العدو الصهيوني نفسه أيضاً نموذجاً آخر، ونحن نرى ما هو عليه من إجرام، وطغيان، وفساد، وظلم، وتوحش”.
وأضاف السيد القائد في ختام الدرس الأول “نحن نرى أنفسنا عبيداً لله لا نعبد إلا إياه، وهذه الرؤية تحررنا من العبودية لغير الله، وبالتالي لا نرى لأحدٍ من البشر الحق في أن يكون هو من يمتلك حق الأمر والنهي المطلق، والتشريع للعباد، لأن هذا هو حقٌ لله رب العالمين”.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في “الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام” أن شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة، وفيه مناسباتٌ دينيةٌ في غاية الأهمية، وفيه يضاعف الأجر، وفرص فتح الله فيها أبواب رحمته لعباده.
وأشار إلى أن من ضمن مناسبات هذا الشهر المبارك أداء ركنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام، وفريضة عظيمة مقدسة، هي فريضة الحج.. مبيناً أن الحج له أهداف عظيمة، وغايات كبيرة ومقدسة، ويعد من أهم معالم الدين الإسلامي، بعطائه الواسع.
وأفاد قائد الثورة بأن للحج أهمية على المستويين التربوي، والأخلاقي، وتزكية النفس، وعلى المستوى الروحي في الانشداد إلى الله تعالى، كما أن له أهمية على مستوى مسؤوليات الأمة، ووحدة كلمتها، وأخوتها، ومن أهم ما يرمز إلى وحدة المسلمين.
وعبر عن الأسف الشديد إزاء المعاناة الشديدة التي يواجهها المسلمون ليتمكنوا من أداء فريضة الحج، والفوز بما فيها من العطاء الكبير، الذي يمنّ الله به على عباده، بسبب القيود، والإجراءات، والتعقيدات التي يمارسها النظام السعودي تجاه المسلمين.
وتابع “هناك متاجرة من جانب النظام السعودي، ليس له فيها أي حقٍ أبداً تجاه فريضة الحج، فهو يبتز الحجاج، ويأخذ مقدماً الكثير من الأموال”.
وأردف قائلاً “في هذا الموسم هناك زيادة كبيرة في الالتزامات المالية، وفي الجباية والقيود المالية، التي تؤثر على الكثير من أبناء الإسلام، سيما مع الظروف الصعبة التي يعاني منها المسلمون، والشيء المؤسف أنه مجرد ابتزاز، واستغلال، وكسب محرم، يعني: ليس النظام السعودي بحاجة إليه”.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “من حكمة الله أنه هيأ لأن تكون في بلاد الحرمين ثروة وسعة في الرزق، وكانت هذه المسألة في تدبير الله، منذ دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام والذي استجاب الله دعوته”.
وقال “نحن في اليمن، بلد مجاور لبلاد الحرمين الشريفين، ومع ذلك معظم اليمنيين يعتبرون الحج مسألة معقدة في إجراءاتها، وترتيباتها، وكلفتها المالية”.. لافتا إلى “أن الكلفة المالية التي تؤخذ من الحاج مقدماً، بغض النظر عن النفقات التي يحتاجها هناك، حيث تستغل السلطات السعودية حتى هذه المسألة، وعندما يأتي موسم الحج يقومون برفع الأسعار، والإيجارات، ورفع أي تكاليف تتعلق به”.
وأشار إلى أن النظام السعودية يحاول أن يستغل الحج كمورد مالي، لكن إلى أسوأ مستوى يتخيله الإنسان، ثم يطلق على نفسه لقب خادم الحرمين، ويقدم نفسه على أنه يخدم الحرمين الشريفين، وهو يستغله للحصول على أموال هائلة جداً وابتزاز الناس.
وبين السيد القائد أن المعاملة مع الحجاج، والقيود التي تُفرض عليهم أثناء أداء فريضة وشعائر الحج، تأتي في إطار النظرة المذهبية الوهابية الضيقة، وأيضاً في إطار آخر يتمثل في التوجه السياسي للنظام السعودي الذي يطغى على كل شيء، ويكون هو السقف فوق شعائر الحج، وفوق ما فيه من فرائض، وأنشطة تُعزز الأخوَّة بين المسلمين، والتفافهم حول قضاياهم الجامعة ومسؤولياتهم المقدَّسة.
وتطرق إلى التوجه السياسي للنظام السعودي، الذي يجعل منه سقفاً، يحاول من خلاله أن يقلل من أهمية الحج، وشعائره، وما فيه من مناسبات وأمور مهمة تحت سقف توجهه السياسي.
وأكد أن النظام السعودي لا يمتلك الحق في تلك الممارسات والسياسات، التي حوَّل بها الحج إلى موردٍ ماليٍ من جهة، وفرض سياساته من جهةٍ أخرى، ومنها ممارسات تكررت في عدة أعوام، تستهدف الحجاج في حياتهم، وتؤثِّر على أمنهم وسلامتهم، بما فيها الاعتقالات.
ولفت إلى أن البعض من الحجاج سواء من اليمن أو مصر ودول أخرى اعتقلوا وهم يؤدون شعائر الحج في الديار المقدسة وفي الموطن الذي أراد الله أن يكون آمناً، وجعل له حرمته العظيمة.
وذكر قائد الثورة أن النظام السعودي يعتقل من يريد دون تقدير حرمة بيت الله الحرام والديار المقدسة، وحرمة شعائر الحج، والبعض يتعرض للاعتقال في العمرة التي لها حرمتها كذلك، لكنه ينتهك كل الحرمات.
وأشار إلى أن النظام السعودي ليس له الحق في كل تلك الممارسات، التي يدخل كثيرٌ منها تحت عنوان “الصَّدّ عن المسجد الحرام”، وتحدث عنها القرآن الكريم، مستعرضاً أبرز جرائم الكافرين في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما كانوا يسيطرون على مكة المكرمة ويتحكمون بشعائر الحج، وممارساتهم التي تدخل ضمن الصَّدّ عن المسجد الحرام.
وأفاد بأن السيطرة على مكة لا تعطي أي جهة مشروعية التصرف كما يحلوا لها، وتشاء وتريد، وفق سياساتها وتوجهاتها الخاطئة والمنحرفة عن تعاليم الله .. مضيفاً “ليس للنظام السعودي شرعية في قيوده وإجراءاته الظالمة والخاطئة، وكذا قيوده التي تشكل عائقاً لأكثر المسلمين عن الذهاب إلى الحج، أو عن أداء فريضة الحج كما ينبغي”.
وجدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن الإجراءات التي تعيق الناس عن الذهاب لأداء العمرة وفريضة الحج، تدخل في عنوان “الصد عن المسجد الحرام”.. مبيناً أن القيود المالية، والإجراءات الظالمة والمعقدة، والمخاطر الأمنية من اعتقالات وتهديد، وقيود على أداء الفريضة تدخل تحت نفس العنوان، والتي تشكل معاناة للأمة، في عدم تمكُّنها من الاستفادة من ذلك الركن العظيم، الذي له أهميته الكبرى.
وأوضح أن المناسبة الأخرى في شهر ذي الحجة هي “عيد الأضحى”، الذي هو عيدٌ للمسلمين، وله أهمية كبيرة، وعلاقة بالحج نفسه، وفيه أيضاً تخليدٌ لموقفٍ عظيم، يمثل درساً عظيماً للأجيال البشرية إلى قيام الساعة.
واستشهد قائد الثورة بدرس قدّمه نبي الله وخليله إبراهيم مع ابنه نبي الله إسماعيل “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ”، في التسليم لأمر الله والمحبة والطاعة لله وإيثار رضا الله على كل الاعتبارات.. وقال ” العيد له دلالة مهمة في تعزيز الأواصر والروابط الأخوية بين المسلمين، والعناية بالفقراء، والمواساة لهم، والصلة لذوي الأرحام وغير ذلك”.
وتناول في الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام، ذكرى حجة الوداع، التي ودَّع النبي “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” فيها أمته، وأعلن عن قُرب رحيله من الحياة الدنيا، وقدَّم فيها توجيهات وتعليمات ذات أهمية كبيرة جداً للأمة.
وتطرق إلى الفضل الكبير للثلث الأول من شهر ذي الحجة “الليالي العشر” التي وردت بمختلف المذاهب والمقصودة بقول الله عز وجل “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، عندما أقسم الله بها في القرآن الكريم، وفضل الأعمال فيها، ومضاعفة الأجر، وأهمية الإكثار فيها من ذكر الله والتَّقَرُّب إليه بالأعمال الصالحة.
وحث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الاستفادة من هذا الموسم العظيم بالقربة إلى الله والسعي للارتقاء الإيماني والأخلاقي، والوعي وزكاء النفس، كون الإنسان بحاجة مُلِحَّة للاستفادة من مثل هذه المواسم في واقعه النفسي.
وقال “في أجواء هذه المناسبات والمباركات، نقدم كما في العامين الماضيين دروساً من حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي قال عنه رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”: عَلِيٌّ مَعَ القُرْآنُ، وَالقُرْآنُ مَعَ عَلِي”، وقال عنه أيضاً: “عَلِيٌّ مَعَ الحَقّ، وَالحَقُّ مَعَ عَلِي”، وسمَّاه أيضاً باب مدينة علمه.
ولفت إلى أهمية هذا الموضوع في حياة الناس، كعامل مؤثِّر في معيشتهم، واستقرارهم، ودينهم ودنياهم، وإدارة شؤونهم.. مضيفاً “مؤسف أن السائد في أوساط الأمة، بالذات النخب الذين يتأثرون بالرؤية الغربية، التي تعتمد عليها أمريكا وأوروبا والغرب بشكلٍ عام تجاه هذا الموضوع، يرونها الرؤية المثلى، ويدعون إليها، ويدفعون لتطبيقها والالتزام بها، والبعض في اتجاهٍ آخر لديهم أيضاً تمسُّك بمفاهيم خاطئة، حُسِبت على الإسلام وهو منها براء، ودجنت الأمة الإسلامية على مدى قرونٍ من الزمن للطغاة، الجائرين، المظلين، الظالمين”.
وشدد قائد الثورة على ضرورة الحاجة لاستيعاب الرؤية الصحيحة، التي قدَّمها الله تعالى في القرآن الكريم، وقدَّمها رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وتحرَّك على أساسها، وكان من نماذجها المستوعبة والملتزمة بها، أمير المؤمنين علي عليه السلام.
وأوضح “أن الرؤية الغربية لا تنسجم أبداً مع هوية الأمة، وأول أساس ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الموضوع هو: هوية أمتنا وانتماؤها”.
وقال “انتماء أمتنا للرسالة الإلهية، بما فيها من مبادئ عظيمة، وقيم، وأخلاق، وتعليمات وشرع إلهي، وأهداف، وغايات مقدسة، يجعلها لا يمكن أن تنسجم أبداً مع الرؤية الغربية، التي تنسف القيم والأخلاق بشكل تام ووصلت إلى ما وصلت إليه من محاولة قنونة الشذوذ والفساد الأخلاقي”.
وتساءل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالقول “هل يمكن أن تنسجم أمتنا الإسلامية مع الرؤية الغربية؟ هم وصلوا إلى أسوأ مستوى من الانحطاط، وضرب القيم الإنسانية الفطرية، والقيم الإلهية، والأخلاق النبيلة، كل ذلك منسوفٌ عندهم، وما هم عليه من همجية وطغيان وإجرام تجلَّى في كثيرٍ من الأحيان، وآخرها دعمهم للعدو الصهيوني لارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
وبين أن أمريكا تقدم نفسها على أنها أكبر نموذج لتطبيق الرؤية الغربية الليبرالية.. مضيفاً “نحن نرى أمريكا وماهي عليه من همجية وطغيان وإجرام وظلم، وفساد بكل أشكاله وفي المقدِّمة الفساد الأخلاقي، تستهدف بقية الأمم والشعوب، كما يقدّم العدو الصهيوني نفسه أيضاً نموذجاً آخر، ونحن نرى ما هو عليه من إجرام، وطغيان، وفساد، وظلم، وتوحش”.
وأضاف السيد القائد في ختام الدرس الأول “نحن نرى أنفسنا عبيداً لله لا نعبد إلا إياه، وهذه الرؤية تحررنا من العبودية لغير الله، وبالتالي لا نرى لأحدٍ من البشر الحق في أن يكون هو من يمتلك حق الأمر والنهي المطلق، والتشريع للعباد، لأن هذا هو حقٌ لله رب العالمين”.