دعوةٌ للإنصاف
الى إخوتي اليمنيين الذين بسطوا إلينا يدَ القتل والحصار لمدة تسعةِ أعوام خَلَت وما يزالون كذلك، وخُصُوصاً “الإخوانَ المسلمين” من حزب “الإصلاح”.
ألم تأتِكم أنباءُ مواقف اليمن وقائد ثورته مع فلسطينَ وغزَّةَ، وكيف غيَّرت مجرياتِ المعركة ومسارَ الحرب؟!
بلى قد جاءتكم.
فأمَّا موقفُ قائدنا من “إسرائيل” ومواجهتُه لها فقد بهر كُـلَّ العالم.
وأنتم أين هي مواقفُ قادتكم وزعمائكم؟
انظروا إلى خطابِه للناس بالقرآن الكريم بينما قادتُكم لا يكادون يجيدون تلاوةَ آية منه!
انظروا إلى تعامُلِه مع أتباعِه وحرصِه على جماهير شعبه، وتأملوا كيف هو تعامُلُ رموزكم وقادتكم مع أتباعهم؟
تأملوا إنصافَه ووفاءَه، في تعامله مع حلفائه وخصومه، الذي شهدت الأحداثُ بحُسْنِه وعظيم أثره.
وكيف تعامل قادتكم وزعمائكم مع بعضهم، حَيثُ يقبل بعضُهم على بعض يتلاومون، ويكاد يحرقُ بعضُهم بعضًا.
إن جرحاكم الذين يفترشون الأرضَ ويلتحفون السماءَ في دول الخارج باحثين عن العلاج، يشهدون على إجرامهم وسوءِ أفعالهم قبل سواهم.
تأملوا في وضوحِه أمام جماهيره ومصارحتِه لأبناء شعبه، وكيف استطاع خلالَ هذه الفترة صناعةَ الثقة الكبيرة المتبادلة معهم.
فهل يمتلك أحدٌ من زعمائكم ذلك؟
من المؤكَّـد أنَّكم لن تجدوا جوابًا لكل هذه الأسئلة، فقد أثبتت الأحداثُ وشهد الواقعُ أن قائدَ الثورة اليمنية قائدٌ عظيمٌ يمتلكُ كُـلَّ مهارات القيادة ومؤهلاتها، شجاعٌ في قراراته، صادقٌ في وعوده، حكيمٌ في مواقفه، بخلاف زعمائكم أَو حكوماتكم المتعاقبة عليكم بين فترة وأُخرى.
ويؤسفني في هذه الدعوة أن أضطرَّ لمقارنة قائد الثورة اليمنية بقادتكم وأن أشبِّهَه بتلك النظائر.
وهنا ندعوكم إلى أن تعيدوا النظرَ في مواقفكم؛ فليس لديكم بعد كُـلِّ هذا عُذْرٌ يحولُ بينكم وبين اتِّباعِه والسيرِ خَلْفَ لوائه، إن كنتم صادقين في عروبتكم وانتمائكم للإسلام.
فإن كنتم تقيسون الأمورَ بالقومية العربية؛ فقد أعاد إلى العروبة مجدَها وعِزَّها المسلوبَ منذ عقود، وأعاد إلى المنطقة العربية هيبتَها المفقودة، بضرباته المنكِّلة بـ “إسرائيل” في كُـلّ المنطقة.
وإذا قستموها بقواعدِكم الفقهية والمذهبية وكنتم تؤمنون أن الخلافةَ في قريش فهو مِن قلب قريش ومن سادة ساداتها.
وإن كنتم تقولون إن الولايةَ في مَن صلح حالُ الأُمَّــة به ولو من عامتها، فقد امتلك الجدارةَ في ذلك دون غيره وهو من أبناء الإسلام ومن أسره الكريمة.
لا يدفعنكم حقدُكم إلى المكابرة والعناد.
ألم تكونوا بالأمس تهتفون أعوامًا في منابركم بالولاية لمن يملكُ الناسَ بالقهر والغلبة، وتدعون فوقَها لعفاش وغيرِه من الطغاة الظالمين، وتستدلون على جوازِ ذلك، بما تنسبونه إلى رسولِ الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بقولكم: أَطِعِ الأميرَ وإن قَصَمَ ظهرَك وأخذ مالَك…”.
فإذا كنتم كذلك، وقد كنتم كذلك.
فأنتم اليوم تُدعَون إلى أن نعتصمَ بحبل الله جميعاً لقتال أعدائنا وأعدائكم، والدفاع عنا وعنكم، والانتصار لمظلومية إخوتنا جميعاً في غزةَ الذبيحة وفلسطينَ الجريحة.
فليس لنا ولكم أيُّ عذر إن تخاذلنا عن نصرتِهم والوقوفِ معهم، واللهُ المستعان.
والتاريخُ سيسجِّلُ كُـلَّ ذلك، فانظروا أين تضعون أنفسَكم.
والعاقبة للمتقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.