الوحدة!
يمانيون// كتابات// حمدي دوبلة
-الوحدة اليمنية – التي تعيش حاليا أول الأيام في عامها الخامس والثلاثين- لم تكن يوما مشكلة أو معضلة لليمنيين أنفسهم ولا للمحيط الإقليمي والدولي، بل كانت منذ إعادة تحقيقها في مايو من العام 1990م، ضرورة وطنية ملحة، لمعالجة مشاكل أبناء اليمن وشعبه، جراء تراكمات عقود من التشطير والتشظّي والصراعات بين أبناء الوطن الواحد، وبقيت – رغم أخطاء بعض رموز ومتنفذي أنظمة العهود البائدة – صمام أمان، لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وعمقاً استراتيجياً وحيوي لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لدول الجوار الخليجي والعربي، وإن تعاملوا مع هذه الحقيقة بعيون عمياء وعقول غير سويّة.
-كان السيد القائد عبدالملك الحوثي دقيقا في توصيفه، وهو يتحدث عن الوحدة اليمنية في خطابه الخميس الماضي والتأكيد مجددا أنها تبقى جزءا من ثقافة الشعب اليمني وهويته الإيمانية، وأن مصلحة الشعب تكمن في وحدته، وكيف عمل العدو المنخرط، في إطار تحالف العدوان على صنع وتأسيس تشكيلات عسكرية معادية، وسعيه الحثيث لزرع الفرقة بين أبناء الشعب، تحت عناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية، والسبب في كل هذ العداء- كما أكد السيد وتؤكد الحقائق من الميدان – أن تلك البلدان لديها عقدة من وحدة اليمنيين ولا تدّخر جهدا من أجل أن ترى اليمن بلدا ممزقا وضعيفا ومأزوما وغارقا بمشاكل لا تنتهي، ولن يتحقق ذلك من وجهة تلك القوى المعادية، إلّا في التمزّق والتفرّق والاختلافات والحروب والفتن المتوالدة، على أرض اليمن وتأجيج نار الأحقاد والضغائن في قلوب أبنائه.
-الوحدة اليوم محاطة بمشاريع صغيرة، ومتناهية في الصغر، يقودها مأزومون محليون، بأياد خارجية تدفعهم وتدفع لهم، ولكل منهم أهدافه الخاصة وأحقاده الشخصية، وهم متنافرون ومتفرقون في كل شيء، لا يلتقون على شيء، ولا يجتمعون إلا في السمع والطاعة العمياء لدول العداء التاريخي لليمن ووحدته.
– يتسابقون بصورة عجيبة، لتنفيذ مخططات العدو، لنسف الوحدة وتصويرها بأنها المعضلة الكبرى، التي تعيق تقدم ونهضة البلد وشعبها مع علمهم اليقيني إن مصلحة اليمن في الوحدة وتعزيز مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية ومعالجة أخطاء وسلبيات الماضي، لكنهم يخشون من غضب وسخط أولياء نعمتهم.
– ستبقى الوحدة اليمنية، وستتغلب على التحديات والأخطار، وستتلاشى أمام مهابتها وعظمتها، كل المشاريع الصغيرة وأصحابها الأقزام، وذلك ما سيفصح عنه قادم الأيام والليالي، و”سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.