الدورات الصيفية بمحافظة صنعاء .. شعلة من الحماس والإبداع
يمانيون – متابعات
تجلّت البصيرة والعلم في الدورات والأنشطة الصيفية للعام 1445هـ، في إطار تحصين الأجيال من الأفكار الهدامة التي يسعى الأعداء لغرسها في نفوسهم ليسهل السيطرة عليهم فكرياً وثقافياً وعلمياً.
ففي محافظة صنعاء، شهدت الدورات الصيفية للعام الجاري إقبالاً واسعاً من مختلف الفئات والمستويات العمرية، لتزويدهم في مختلف العلوم، وفي مقدمتها حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتعزيز الثقافة القرآنية في أوساطهم.
وتوافد طلاب محافظة صنعاء من مختلف المديريات إلى الدورات الصيفية، ليصل عدد من التحقوا في ألف و 493 مدرسة مفتوحة، نحو 138 ألفاً و681 طالباً وطالبة، بزيادة عن العام الماضي بـ 30 ألفاً و 841 طالباً، و249 مدرسة، في حين استوعبت 20 مدرسة نموذجية “سكن داخلي” هذا العام 4 آلاف و871 طالبا.
نسبة زيادة إقبال الطلاب على الدورات الصيفية للعام الجاري، يعكس مدى الوعي المجتمعي بأهمية الدورات والأنشطة الصيفية، وتنوع برامجها وفي ذات الوقت حرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بالمدارس الصيفية لتربيتهم تربية مشبعة بالثقافة القرآنية، وتحصينهم من الغزو الفكري والحرب الناعمة التي تشنها قوى الهيمنة والاستكبار لتجهيل الأجيال بمعتقدات باطلة وغير صحيحة وتدجينهم بمفاهيم مضللة.
تحولّت الدورات الصيفية في محافظة صنعاء، إلى ملتقيات طلابية ومنتديات علمية، يتزود منها الطلاب العلم النافع والثقافة المعرفية الواسعة من العلوم الشرعية والدينية، ما جعل الأعداء يسخطون منها ويشنون الحملات التضليلة عليها.
وفي ظل اهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى والحكومة وقيادات الدولة، بالدورات والأنشطة الصيفية، تدافع الطلاب والطالبات إلى الالتحاق بالمدارس رغبة في تسليحهم بالوعي والمعرفة الصحيحة والعلوم الدينية التي تسهم في تنمية أفكارهم وتعزيز روح الإبداع في أوساطهم.
وبالرغم من حروب الأعداء فكرياً وثقافياً واجتماعياً وتسليط وسائل إعلامهم على الدورات الصيفية، يمضي طلاب المدارس الصيفية في اليمن بكل ثقة في الاستزادة من الأنشطة الدينية والعلمية والرياضية والبرامج الثقافية وتحصينهم من حملات التضليل الفكرية وتوعيتهم بالمفاهيم المغلوطة التي لطالما حاول الأعداء، مسخ هويتهم وتحريف ثقافتهم.
تُشكل الدورات الصيفية بما تتضمنه من أنشطة علمية وثقافية وإبداعية، معضلة لدى الأعداء لإدراكهم يقيناً بأن ما يتم تدريسه فيها، هو السلاح الفعال، في انتصار الأمة لمظلوميتها سيما في حال الحفاظ عليها والعمل بها وفق المنهج القويم الذي يجعل من الإنسان عبداً لله مؤمنا به، ومتولياً لرسوله والمؤمنين الصادقين.
وفي هذا الصدد أوضح محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، أن الدورات الصيفية بما تشتمل عليه من أنشطة علمية ومعرفية ودينية، فرصة لتنوير الأجيال على حب الله تعالى الأحق بالعبودية دون غيره والتولي الصادق له ولرسوله وأوليائه، والتخلص من قيود التبعية لغيره.
وأكد أن الدورات الصيفية تشكل عائقاً أمام مشروع دول الإستكبار التي تسعى لتمييع الشباب ومسخ هويتهم الإيمانية، مشيراً إلى ما تُبذله أمريكا والعدو الصهيوني من جهود لاستهداف الأجيال فكرياً وعقائدياً وسلخ هويتهم الإيمانية.
وبين أن من فوائد الدورات الصيفية بناء شخصية الطلاب في ضوء العقيدة الإسلامية السمحة ودعم انتمائهم لهويتهم الإيمانية واقتدائهم بأعلام الأمة وعلمائها وتنمية روح الولاء لبلدهم والحفاظ عليه واكتشاف مواهب الطلاب وصقلها ودعم خبراتهم وتنمية مهاراتهم المختلفة.
فيما أكد أمين عام محلي المحافظة عبدالقادر الجيلاني، أهمية الدورات والأنشطة الصيفية في تنمية قدرات ومعارف الأجيال وتنشئتهم تنشئة قرآنية صحيحة وترسيخ الوعي في أوساط المجتمع بأهميتها وتحفيزهم على دفع أبنائهم للاستفادة منها في مختلف المجالات.
وأعرب عن الأمل في استزادة الطلاب والطالبات من أنشطة الدورات الصيفية، بما يعود عليهم بالفائدة والنفع عليهم ومجتمعهم وأمتهم.
بدوره اعتبر وكيل أول المحافظة حميد عاصم، الدورات الصيفية حاضنة مهمة للحفاظ على الأبناء من الثقافات المغلوطة الهادفة إفساد المجتمعات المسلمة.
وأفاد بأن الدورات الصيفية، تمثل فرصة لمساعدة الطلاب والطالبات على حفظ القرآن الكريم والتزود من الثقافة القرآنية والتوعية من مخاطر الحرب الناعمة التي تشنها الصهيونية العالمية على الأمة الإسلامية.
من جهته أشاد مدير مكتب التربية والتعليم – رئيس اللجنة الفرعية للدورات الصيفية والمخيمات الكشفية بالمحافظة هادي عمار، بإقبال وتفاعل المجتمع مع المدارس الصيفية.
وأكد أن ذلك سيكون له الأثر البالغ في تحقيق الرسالة التنويرية للدورات الصيفية، لافتاً إلى ما تشنه قوى العدوان من حملات تضليلية عن المدارس الصيفية، لتشويهها وحرف الأنظار عن مقاصدها النبيلة في الحفاظ على النشء والشباب والطلاب.
وأشار عمار إلى أن زيادة الملتحقين بالدورات الصيفية يُجسد الوعي المجتمعي بأهميتها انطلاقاً من استشعار أولياء الأمور بمسؤولية حمايتهم من مخاطر الانزلاق في حواضن يسعى الأعداء لجرهم إليها بهدف تمييعهم وسلخ هويتهم الإيمانية.
وتطرق إلى تميز الدورات الصيفية بتنوع الأنشطة وبرامج تعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في أوساط الأجيال وتعليمهم مختلف مجالات العلوم، ما كان له الأثر في رفع مستوى إقبال على المدارس الصيفية.
واستعرض ما تضمنته الدورات الصيفية من أنشطة وفعاليات وزيارات ومسيرات راجلة ورحلات ترفيهية، ومسابقات ثقافية وإقامة بطولات رياضية، وتدشين حملات زراعية، فضلاً عن الأنشطة العلمية والدينية.
مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة عبدالمحسن الشريف، ذكر بأن الأنشطة الرياضية شكلت إضافة نوعية لبرامج الدورات الصيفية، وذلك لإكساب الطلاب مهارات الرياضة في مختلف الألعاب الجماعية والفردية.
ونوه بمستوى القدرات المهارية والإبداعية للطلاب في مختلف الألعاب، سيما والمحافظة ولادة بالشباب المبدعين في المجالات الرياضية والثقافية والعلمية والأنشطة الاجتماعية .. مؤكداً الحرص على مواصلة تنمية المواهب وصقلها ودعمها وفق المتاح والممكن.
وتبقى الدورات الصيفية، حواضن إبداعية وفكرية وثقافية وعلمية، تشعل حماس النشء والشباب على مواصلة إبداعاتهم وابتكاراتهم في مختلف المجالات، في ظل رعاية واهتمام قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والدولة والحكومة، وبما تمثله من رديف حقيقي لقطاع التعليم العام والفني والمهني.
سبأ / علي العاقل