16 مايو خلال 9 سنوات.. استشهاد وإصابة أكثر من 80 مدنياً في قصف على حي الرقاص بصنعاء ومنازل بالحديدة وصعدة
يمانيون – متابعات
جاءت الأحداث في مثل هذا اليوم 16 مايو أيار خلال 9 سنوات مأساوية ومريرة، فخلال هذه الفترة، كان للعدوان السعودي الأمريكي بصمات واضحة، لا تزال عالقة في أذهان المدنيين والشعب اليمني برمته.
على رأس هذه الجرائم استهداف منزل رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين السابق سعادة السفير عبد الله علي صبري بغارة في حي الرقاص بصنعاء أسفرت عن استشهاد 7 مدنيين، وإصابة 70 آخرين.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
16 مايو 2016.. إصابة امرأة في انفجار قنابل عنقودية من مخلفات العدوان بصعدة
في مثل هذا اليوم من عام 2016م أصيبت امرأة بجروح إثر انفجار قنابل عنقودية من مخلفات العدوان في منطقة آل عمار بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة.
وتنتشر المخلفات العنقودية بكثافة في المنطقة، ولا تزال حتى الآن تشكل خطراً على حياة المدنيين الأبرياء، حيث استخدم العدوان السعودي الأمريكي هذا السلاح بكثافة في عدد من مناطق الجمهورية، كجزء من العقاب الجماعي للشعب اليمني، وكجزء من التوحش اللامحدود.
ووثقت عدد من المنظمات الدولية بينها منظمة هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية، في أكثر من تقرير لها بعض هذه الأسلحة المحرمة دولياً، وأكدت أن العدوان استخدمها بشكل مفرط على المدنيين في اليمن.
وتقول المرأة المصابة، وهي على سرير المرض في أحد المستشفيات بصعدة، بصوت مكلوم إنها كانت تبحث عن حطب في إحدى الجبال بالمنطقة، لكنها وقعت على لغم أرضي من مخلفات العدوان، وهي قنبلة عنقودية، وسرعان ما انفجرت، لتدمر ساقيها بالكامل، ويتأثر باقي جسدها”.
16 مايو 2019.. استشهاد 7 مدنيين في استهداف حي الرقاص بصنعاء
وفي مثل هذا اليوم 16 مايو عام 2019م، كانت صنعاء على موعد من جريمة متوحشة لطيران العدوان السعودي الأمريكي، حيث حلق طيران العدوان في سماء العاصمة باحثاً عن هدف يترصده، فكان التحليق في ساعات الصباح الباكر، والناس نيام، ويتزامن التاريخ ذلك اليوم مع 11 رمضان.
الشوارع كانت خالية من السيارات والمارة، واليمنيون في مثل هذا التوقيت وخاصة في شهر رمضان خالدون في النوم، ووحده طيران العدوان كان يعربد في سماء العاصمة، مطلقاً غارة على شقة رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين السابق عبد الله علي صبري والذي تم تعيينه فيما بعد سفيراً لليمن لدى سورية.
كان السفير صبري يسكن في الطابق الأخير، في عمارة تتكون من أربعة طوابق، وسط سوق كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، في حي الرقاص بهائل، وبجوار المنزل مدرسة حكومية، وجامعة أهلية، وسوق، ومنطقة مزدحمة بالسكان، لكن العدو السعودي لم يكن يحسب أي حساب لكل هذا.
انفجر الصاروخ في المجلس الذي كان ينام فيه السفير صبري، وبجواره اثنين من أبنائه ( لؤي) 21 سنة، وحسن (19) سنة، وسرعان ما فارق الشاب حسن الحياة، بعد سقوطه من الشقة إلى أسفل العمارة، فيما تم نقل الشاب لؤي إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة، ثم استشهد بعد القصف بخمسة أيام.. أما السفير صبري فقد تعرض لكسر في رجله أعاقه عن الحركة، وتم نقله إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا عبر سيارة أحد المواطنين.
وخلال الغارة تعرضت والدة السفير صبري لشظية في رأسها، دخلت على إثرها في غيبوبة، وتم نقلها إلى مستشفى الكويت، وفارقت الحياة بعد مرور 10 أيام من القصف.
ونجت زوجة السفير صبري بأعجوبة من القصف، كما نجا نجله الكبير بليغ (23) سنة، ونجا والده السبعيني، كما نجا اثنين من أبنائه الصغار، وانقلب حال الأسرة إلى مأساة، بعد أن كانت نائمة في أمان الله، بشهر رمضان المبارك، غير متوقعة أن يحرك العدوان طائرة خاصة ليتم قصف الشقة بكل هذا التوحش.
في ذلك اليوم، شن طيران العدوان، 6 غارات على مبنى وزارة الإعلام بصنعاء، وتعرضت إلى أضرار جسيمة، كما شن الطيران عدة غارات على معسكر العرقوب بمديرية خولان الطيال مسقط رأس السفير صبري، في رسالة حملت أكثر من دلالة، وأكثر من رسالة.
فجعت الأسرة المكلومة بالحادث، وظلت لأشهر في مستشفى العلوم والتكنولوجيا تتلقى العلاج، و فقد الإعلامي صبري كل مقتنياته في الشقة، وتحولت إلى كومة خراب.
أسرة الحبيشي هي الأخرى، تعرضت للنكبة جراء هذا القصف، فقد انهالت الجدران لشقة الإعلامي صبري في الطابق الرابع على منزل الحبيشي الملاصق، وهو منزل شعبي يتكون من طابق واحد، فانهار المبنى بالكامل، واستشهد على الفور 4 من أبناء الحبيشي، وكلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما نجا الحبيشي وزوجته وابنته الكبيرة.
أسفر القصف على حي الرقاص عن استشهاد 7 مدنيين، وإصابة ما يقارب 70 آخرين، وسجلت جريمة إضافية في السجل الأسود للعدوان السعودي الأمريكي، ستظل تلاحقه إلى يوم القيامة.
ويروي الزميل أحمد صبري داود مدير تحرير صحيفة المسيرة، وهو شقيق السفير صبري ما حدث بالمأساة، ويقول إنهم عاشوا كأسرة يوماً من أهوال القيامة، موضحاً أنه كان يسكن في منزل آخر، وحين علم بالخبر، لم يصدق، وسارع مع اخوانه إلى المستشفى، وتفقد مكان القصف، ليجد الشقة مدمرة بالكامل، وشهداء وجرحى من أسرته موزعين على عدد من مستشفيات العاصمة.
ويضيف: “تم البحث عن جثة الشاب حسن، نجل أخي عبد الله لعدة ساعات، من الصباح وحتى العصر، وتم العثور عليها في أحد المستشفيات، والتعرف عليها بصعوبة، حيث كان حسن بنصف جسد، وقد تهشم جزء من وجهه، ولم يتم التعرف على ملامحه”.
ويشير إلى أنه اضطر للتنقل مع اخوته ما بين مستشفى الكويت، والعلوم والتكنولوجيا، وفوجئ أن والدته جثة هامدة لا تتكلم ولا ترى، ولا تتنفس إلا بصعوبة، وكذلك الحال بالنسبة لنجل أخيه لؤي، أما بقية الأسرة فكانت جراحهم متفاوتة، مؤكداً أن هذه الجريمة لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وستظل عالقة في الأذهان، حتى يتم الثأر من العدوان السعودي الأمريكي ومحاسبته على جرائمه المتوحشة.
استخدم العدوان السعودي في تلك الجريمة صواريخ أمريكية الصنع، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة على شقة السفير صبري، ولولا لطف الله ورحمته، لكان كل من في الشقة وعددهم (9) في عداد الموتى، لكن العدو أراد شيئاً، والله أراد شيئاً آخر.
16 مايو 2019.. استشهاد امرأة وإصابة 6 مدنيين في قصف منازل مواطنين في صنعاء والحديدة
وفي مثل هذا اليوم من عام 2019م، استشهدت امرأة جراء استهداف طيران العدوان الأمريكي السعودي لمزارع المواطنين في منطقة (بيت دهرة) بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء.
وقالت امرأة شاهدة عيان إن طيران العدوان الأمريكي السعودي تعمد قصف النساء وهن يجلبن الماء من إحدى الآبار الارتوازية، ما أسفر عن استشهاد امرأة على الفور، في مشهد يدل على مدى قسوة العدوان وتوحشه، وعدم تفريقه بين صغير، أو كبير، رجل، أو امرأة، والتمعن في قتل المدنيين، لمجرد القتل.
وفي اليوم ذاته من العام ذاته لجأ مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي إلى استهداف منازل المواطنين في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة بالمدفعية والأسلحة الرشاشة ما أدى إلى إصابة 6 مواطنين بجروح متفاوتة، وإلحاق أضرار بالغة في منازلهم.
وأكد سكان الحي المستهدف أن منازلهم ليست أهدافاً عسكرية حتى يتم قصفها بهذا الشكل الهستيري، والذي أرعبهم، وجعل البعض منهم يفكر بالنزوح، تاركاً خلفه أمتعة متواضعة، ومنازل متهالكة، آيلة للسقوط.
أظهرت المشاهد امرأة تنام على سرير في أحد المستشفيات بمحافظة الحديدة، وبجوارها رجل في العشرينيات من عمره، ويحاول الأطباء اجراء الإسعافات الأولية لهما، وتقديم ما يمكن تقديمه لإنقاذ حياتهما، كما أظهرت المشاهد امرأة مسنة ترقد في المستشفى، وهي في حالة خطرة، وبالتنفس الصناعي، ويحاول الأطباء انقاذ حياتها.
فبأي منها تكذبون ولأي منها تبررون