Herelllllan
herelllllan2

معركة ليِّ الذراع في رفح؟

يمانيون- متابعات
من يتذكر مقولة قادة “إسرائيل”، بداية دخول جيشها غزة، في رحلة استكشاف الموت قبل 7 أشهر، وتحديدا في الـ27 من أكتوبر 2023، (غزة تحت السيطرة)؟
سرعان ما تبخَّرت تلك المقولة بعد الانسحاب المهزوم، وها هم يعيدون مقولتهم المأثورة: “رفح تحت السيطرة الآن ومعبرها محاصر”..؟

وقبل عملية اجتياح رفح، عشية احتفال الصهاينة بذكرى “الهولوكوست”، التي تصادف يوم 6 مايو من كل عام، قال قائد لواء كفير (اللواء رقم 900)، آشر بن لولو: “في مثل هذا اليوم قبل 80 عاما، ساق النازيون اليهود إلى الأفران عقابا على كونهم يهودا، واليوم، وفي نهاية يوم ذكرى الهولوكوست، نحن الجيش (الإسرائيلي)، ذاهبون إلى الحرب نهاجم وننتصر”.. انتهى كلامه.

معركة ليّ الذراع

نقول لذاك القائد الصهيوني الذي يستبق إعلان النصر قبل بدء المعركة، وهو يشاهد بأمِّ عينيه ملامح الهزيمة تكسو وجوه جنود جيشه الذي خرج مهزوما من غزة: “تريث قليلاً يا هذا، ودع ميدان معركة ليّ الذراع تحدد من ينتصر فيها، وستثبت لك الأيام القادمة أنه من غير المنطقي حسم نتيجة ما قبل تجاوز عملية الامتحان بنجاح”.

لماذا تعود “إسرائيل” إلى الحرب؟

ليس لأن مدينة رفح تاريخية تحاط بها الأسوار، ولا لامتلاكها معتقدات التاريخ والسياسة، فهذه الأمور لا تثير شهية جيش “إسرائيل” حتى يغامر بكل جحافله وعدده وعتاده بالهجوم على المدينة، التي تقع على مساحة 55 كم، وتكتظ ب250 ألف نسمة من السكان الأصليين، وملاذا لأكثر من مليون و200 ألف نازح من شمال وجنوب ووسط غزة.

لقد أفضت المفاوضات الجارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة “إسرائيل” إلى موافقة حركة حماس يوم الاثنين 6 مايو 2024، على بنود اتفاق الصفقة التي نسرد تفاصليها في الفقرات التالية بهذا التقرير ، لكن قوبلت البنود برفض “إسرائيل”؛ وفق إعلان إذاعة جيش الاحتلال معلنة الحرب واجتياح رفح.

ما يرجوه النتن ياهو من عملية الاجتياح في اعتقاده أنه مثلما تمتلك المقاومة الفلسطينية ورقة الأسرى، فإنه يحاول امتلاك ورقة رابحة للضغط بها على طاولة المفاوضات، بعد اجتياح رفح والسيطرة على أنفاقها، ومعبرها الحدودي، الذي يعد بوابة غزة الوحيد على العالم.

لكن .. لماذا اجتياح محور “فلادلفيا” ومعبر رفح الآن؟

– هناك اجتياح بري وبربري وهناك صفقة مفاوضات سياسية على طاولة الحرب لا يمكن رفضها مع فصائل مقاومة غزة، وهناك عدة أهداف من اجتياح رفح قبل الموافقة على الصفقة.

– بما أن التوقيع على الصفقة سيعمّق الخلاف بين نتن ياهو وائتلاف اليمين المتطرف في حكومته، فمن الواجب على الأول إرضاء الثاني باجتياح رمزي لرفح؛ خوفا من تفكك حكومة الأول (نتن ياهو)؛ بسبب إصرار الثاني (ائتلاف اليمين المتطرف)، أي أن النتن ياهو مجبر على إرضاء المعارضة قبل توقيع الصفقة.

– بحسب المراقبين، فإن حكومة نتن ياهو تعتقد أن رفع العلم “الإسرائيلي” على محور فلادلفيا، ومعبر رفح، اللذين يعتبرا “رمز السلطة” هو النصر بذاته، وتعتبره “إسرائيل” إنجازاً وعدت به لا يمكن التنازل عن تحقيقه ولو رمزياً.

– من وجهة نظر ساسة “إسرائيل” أن التوقيع على الصفقة، وانتهاء الحرب دون إسقاط سيطرة حماس لا يحقق انتصاره في المعركة، لذا قرر عملية الاجتياح للسيطرة على معبر رفح، الذي يعتبر رمز السلطة وتسليمه لسلطة عباس، وهكذا سيكون تسليم معبر رفح تحت إدارة سلطة رام الله إنجازا رمزيا يحقق هدفا من أهداف الحرب، وقد تكون هدية إرضاء من وسطاء الملف التفاوضي لـ”إسرائيل”:
“خذوا معبر رفح، وأعلنوا تسليم السلطة لعباس، ثم وقّعوا على الصفقة”.

– بما أن معبر رفح لا يتضمن الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، لذا فإن “إسرائيل” تعتبره هدفا لتحسين وضعها التفاوضي في اللحظات الأخيرة قبل مراسم التوقيع على الصفقة، وفق القاعدة التفاوضية القائلة: “ضع منضدة المفاوضات عند آخر نقطة يمكن أن تصل إليها مدافعك”، وبالتالي يعتقد نتن ياهو أنه أضاف ورقة ضغط لصالحه.

– ضف إلى تلك الأهداف في أن “إسرائيل” باجتياح رفح تريد أن توصل رسالة للعالم بجدية التهديد ، ولا يمكن لأحد إيقافها، والهدف هو الضغط على المقاومة، وإضعاف مفاوضها من أجل الحصول على التنازلات على طاولة الصفقة بفعل الضغط العسكري على الميدان.

ما أهم بنود صفقة المفاوضات؟

بينما يتفاوض الطرفان، يواصل الجيش الصهيوني عدوانه على رفح بشكل خاص والقطاع بشكل عام لليوم الـ222، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 35 ألف شهيد و78 ألف جريح.

تتضمن الاتفاقية التي تدور رحاها بعيدا عن المعارك في الميدان 3 مراحل؛ ⁠كل مرحلة 42 يوما، وصولا لوقف دائم لإطلاق النار:

• المرحلة الأولى:
– وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما.
– إطلاق حماس 33 من الأسرى الصهاينة مقابل الإفراج عن فلسطينيين.
– سحب “إسرائيل” قواتها جزئياً من غزة، والسماح للفلسطينيين بحرية التنقل في القطاع.
– دخول 600 شاحنة إلى غزة يوميا عبر معبر رفح.
• المرحلة الثانية:
– 42 يوما، تتضمن اتفاقاً لاستعادة “هدوء مستدام” في غزة.
– انسحاب كامل للقوات الصهيونية من غزة.
– إطلاق حماس أسرى من قوات الاحتياط (إسرائيل) وبعض جنودها مقابل أسرى فلسطينيين.
• المرحلة الثالثة:
– تبادل الجثامين، والبدء في خطة إعادة إعمار غزة بإشراف قطر ومصر والأمم المتحدة.
– إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.

ما يقوله الإعلام العبري؟

عقب إعلان نتن ياهو عملية اجتياح رفح، علق موقع “والا” العبري، بالقول: “ما زال بنيامين نتن ياهو متمسكا بوهم النصر المطلق؛ لكي يطيل أمد الحرب، ويبعد عنه شبح تعريته كزعيم فاشل أهانته حماس”.

ويقول المحلل السياسي، جرشون باسكين: “يبدو أن نتن ياهو يحاول تخريب الصفقة قبل أن تعرف حكومته تفاصيلها.. إنه يشكل خطرا على إسرائيل، وعليه أن يرحل”.

وقال مفوّض شكاوى الجنود السابق، اللواء إسحاق بريك، في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية: “نتن ياهو يدرك أن دخول رفح سيفاقم المشكلة عشرات المرات، وأن استمرار الحرب مع حماس وحزب الله من دون مفاجآت عسكرية ستنهار “إسرائيل” عسكرياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً”.
وأضاف: “إن دخولنا إلى رفح سيدمِّر علاقاتنا تماماً مع الدول العربية والعالم، التي تقيم “إسرائيل” معها سلام”.

كيف يصف المراقبون خلاف أمريكا و “إسرائيل”!؟

من وجهة نظر خبراء السياسة فأن كل ما يروُج عن خلافات صهيو – أمريكية لا تعدو سوى ذر رماد في العقول قبل العيون، وتهدئة للداخل ولحسابات انتخابية يدركها الإنسان العادي دون المتابع للأخبار وما يجري من خلف الكواليس ، وبرأيي اليقيني حول تهديد الرئيس الأمريكي المسن بايدن في أن واشنطن ستحظر أو توقف بيع الأسلحة المتطورة والقنابل الفتاكة للجيش الصهيوني مجرد أكذوبة أبريل ليس إلا ، لأن تلك الأسلحة التي يتحدث عنها الخرف قد وصلت فعلا إلى جيش الكيان مسبقاً وتمت العملية بنجاح ، وما تصريحاته الأخيرة إلا عبارة عن إرضاء للحاضنة الانتخابية استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام المجنون ترامب ، لا حبا أو خوفا على غزة وسكانها.

ما نريد قوله؟

أنه من غير المعقول أن تتنصل أمريكا عن دعم القاعدة العسكرية والاستخباراتية والاستعمارية والسرطانية التي زرعتها في المنطقة وتدعى “إسرائيل”..
وهنا نتذكر مقولة قالها الخرف بايدن قبل 37 عاما وكررها أثناء زيارة المواساة وجبر الخاطر لـ “يافا” (تل أبيب) بعد عملية “طوفان الأقصى في 7 عشرة 2023 التي هزت أركان الصهيونية وحلفائها في العالم:” لو لم تكن هنا “إسرائيل” لكان علينا اختراعها” .. انتهت المقولة وسينتهي قائلها.
بالتأكيد تكفي مقولة بايدن الصهيوني في الإجابة على سؤال.. ماذا يعني الكيان اللقيط لـ أمريكا ودول الغرب والأنظمة العربية المطبعة؟

أما بالنسبة لاجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح فأن لم يكن دون ضوء أخضر من واشنطن لما تم ، وهذا ما يتفق عليه معشر الخبراء والمراقبون.

-السياسية / صادق سريع

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com