صحوة ضمير عالمية في وجه الغطرسة الصهيونية
يمانيون// كتابات// د. نجيب علي مناع
تتعرض فلسطين اليوم لمخطط إبادة وتصفية ممنهج، تقوده أطماع صهيونية توسعية، بدعم أمريكي سافر، بهدف سحق المقاومة، وتهجير الشعب الفلسطيني، وطمس هويته وحقوقه التاريخية في أرضه.
إن ما نشهده من قصف وحشي، وحصار لا إنساني، وتدمير ممنهج، ليس إلا تجسيدًا وحشيًا للنوايا الصهيونية الرامية إلى تهويد فلسطين، وإقامة كيان عرقي مطهر عربيًا.
وتُفضح هذه النوايا من خلال الوساطات والمفاوضات الوهمية التي لا تعدو كونها تسويفًا ومراوغةً، وتهدف إلى إسكات الرأي العام الإسرائيلي الغاضب من ملف الأسرى، وتلميع صورة الاحتلال المُتداعية عقب عملية «طوفان الأقصى».
وفي مقابل هذه البربرية الصهيونية، تُشعل المقاومة الفلسطينية الباسلة شعلة الأمل، وتُثبت أن إرادة الحرية لا تُقهر، وأن فوهات البنادق هي السبيل الوحيد لردع الاحتلال، واستعادة الحقوق.
ومع استمرار العدوان، يشهد العالم صحوة ضمير ملحوظة، تجلت في المظاهرات الطلابية والجماهيرية في الجامعات الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، رافضة لجرائم الاحتلال، ومطالبة حكوماتها بوقف الدعم العسكري لإسرائيل، وفرض عقوبات عليها، وإنهاء الحرب وحصار غزة.
وتُمثل هذه التحركات الشعبية إدانة واضحة للاحتلال، وتأكيدًا على أن الرأي العام العالمي لم يُعد يُصدق الأكاذيب الإسرائيلية، وبات يُدرك حقيقة الكيان الصهيوني ككيان إرهابي لا يحترم القوانين الدولية.
ومع ذلك، تُصر حكومة الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، على تجاهل هذه الصحوة الضميرية، والمُضي قدمًا في حربها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، غير عابئة بالقرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار، والتي تُثبت مرة أخرى أن هذه المنظمات الدولية ما وُجدت إلا لخدمة المصالح الصهيونية.
إن الصراع في فلسطين ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة وجود وحضارة، معركة بين الحق والباطل، بين الحرية والاستعمار، وسينتصر الحق مهما طال الظلم، وستُدحر قوى الاحتلال مهما بلغت غطرسة وقوتها.