الإرهاب ومعاداة السامية في المسرحية الأمريكية!!
يمانيون// كتابات// مطهر الأشموري
أقولها ببساطة، إن كل قدرات الإعلام الأمريكي الغربي وضجيجه الهادر الذي بات صهيونياً أكثر من الصهيونية، لم يعد يقنع وبات فاقد التأثير بل أن أهم عناوينه مثل «الإرهاب» أو «معاداة السامية» استهلكت وباتت تستفز المتلقي النقي والحصيف، والمظاهرات في الجامعات الأمريكية الغربية تؤكد ذلك..
الإرهاب هو صناعة وصياغة أمريكية انكشف وانفضح كلعبة أمريكية في الحرب على العالم ولاستهداف العرب والمسلمين بشكل أساسي..
وعندما يشارك طلاب ومتضامنون من اليهود في تظاهرات التعاطف مع «غزة» وفلسطين فذلك يؤكد أن عنوان «معاداة السامية» فقد أي أثر أو تأثير، وبالتالي فهذا العداء الذي مورس في أوروبا في فترة تاريخية لا علاقة للمنطقة به ولا وجود له في منطقتنا..
قضيتنا كانت وظلت ـ وستظل ـ فلسطين القضية والشعب وحقه في النضال والتحرر من الاحتلال..
هذا العالم يعنيه إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا أن يمارس قمعه بل إبادته تحت عناوين خادعة وزائفة مثل الإرهاب أو معاداة السامية وغيرها..
مثلما أعداد من اليهود أو شرائح تقف ضد الإبادة الجماعية ومع إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإنه بعد إعادة هذه الحقوق ـ افتراضاً ـ فإننا سنقف ضد ما يزعم من إرهاب أو معاداة السامية إن وجد، أما استعمال عناوين كهذه لقمع شعب يناضل لاستعادة حقوقه المشروعة بل ولمنع استعادة وإعادة هذه الحقوق فذلك لا يوصل إلا إلى انكشاف وانفضاح، كما يحدث الآن وعلى مستوى العالم كشعوب..
أمريكا هي المستفيدة من تفجير خط السيل الشمالي للغاز..
أمريكا هي المستفيد من العمليات الإرهابية في موسكو..
أمريكا هي المستفيد الأول والأوحد من أحداث منهاتن 2011م، بل وهي من رتبت وتعاونت وسهلت هذه العملية..
هذا يؤكد أن الإرهاب هو الجيش الأمريكي الخفي أو المخفي الذي بات ينفضح، والطبيعي تعاون أدوات أخرى – كما أوكرانيا – في حالة تفجير خط السيل الشمالي أو في مجمع «كركوس» في روسيا..
ما عُرف بجهاد أفغانستان والشيشان كانت حروباً أمريكية ضد الاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا، وكل ما جرى هو تكييف «السيناريو» لتحارب أمريكا بالإرهاب وتزعم أنها تحارب الإرهاب، والمسألة تنوع الأدوار الوظيفية والتوظيفية من تموضع هيمنة أمريكية عالمياً ومن تفرد استثنائي في الهيمنة على منطقتنا..
محاربة الإمارات للإخوان أو موقف قطر مع الإخوان ليست سياسات إماراتية أو قطرية، ولكن ذلك ما يتطلبه التكتيك والتفعيل الأمريكي، والحاكم للسعودية محمد بن سلمان واجه الأمريكيين في عقر دارهم ليقول «نعم نحن صنعنا الإرهاب ولكن بطلب أمريكي»..
الحالة القطرية تقدم أن الإرهاب أمريكي الهوى والهوية والحالة الإماراتية مطلوبة لتعزيز زعم أمريكا أنها تحارب الإرهاب..
أمريكا هي الإرهاب حين تحارب به، وهي الإرهاب حين تزعم أنها تحاربه، وبالتالي فإن «حماس» لو أنها من فجّر خط السيل الشمالي أو من نفّذ عملية «كركوس» في موسكو أو قاتلت في أي بلد في العالم فليست إرهاباً وإن أجبرت ظروف الواقع على هكذا توصيف أو تصنيف ففي إطار شكليات وتكتيكات، أما حين تفكّر حماس في حقوق شعبها وتحرره واستعادة حقوقه ومواجهة الاحتلال الصهيوني فالمسألة لم تعد مجرد إدانة أو توصيف أو تصنيف بل توظيف التوظيف الذي يصل إلى إمكانية الإبادة الجماعية لشعب بأكمله تحت هكذا ذريعة أو «أكذوبة»..
عندما يطالب العراقيون بخروج القوات الأمريكية من العراق فالحل الأمريكي هو إرسال جيشها الخفي «الإرهاب» ليقتل ويدمر ويعبث بأشنع ما يتصور ليصبح الحل هو إبقاء القوات الأمريكية في العراق..
الإمارات قلدت أمريكا حين أدخلت القاعدة إلى المكلا بحضرموت وحين زعمت أنها حاربتها وطردتها والمشهد وكل الشواهد تؤكد أن القاعدة جاءت بأمر للمكلا وخرجت بالأمر «وهذا كل ما في الأمر»..
السياسة الدولية في ظل الحرب الباردة ووجود قطبين ارتكزت على مفهوم «توازن الرعب»، أما بعد تفتت الاتحاد السوفيتي فأصبح مرتكزها «المسرح العالمي الحي»، وأمريكا من واقع هيمنتها هي الحاكم المتحكم في هذا المسرح العالمي الحي ومن السهل توزيع وتعدد وتنوع الأدوار والجمع بين الحرب بالإرهاب والحرب ضد الإرهاب في المسرح أو المسرحة الأمريكية، ولهذا فإنه نال «حماس» ما نالها لأنها خرجت عن النص وتقاطعت مع الدور الأمريكي المرسوم..
منطقتنا هي المستهدفة وهي الضحية الأولى لهذه المسرحة الأمريكية في حرب أمريكا بالإرهاب وحرب أمريكا ضد الإرهاب، ومثلما نقلت أمريكا فيروس «كورونا» إلى مقاطعة يوهان الصينية ثم قالوا إنه «الفيروس الصيني»، فأمريكا استدعت عنوان العداء للسامية في استعمال الإرهاب بطريقة «اضرب الوطاف يفهم الحمار»، لأن الهدف خلف «إرهاب» قامع في مناطق أخرى، كما حالة التظاهرات في الجامعات أو الشعوب عالمياً لأنه لا أرضية لمثل هذه «الإدانة» كما الإرهاب المصنع أمريكياً في منطقتنا، كما يمارس التصنيع الفيروسي الجرثومي في أوكرانيا وأفريقيا مثلاً!!.