5 مايو خلال 9 سنوات.. استشهادُ وإصابةُ أكثرَ من 10 مدنيين في قصف للعدوان على محافظتي صعدة والحديدة
يمانيون/ تقارير
وخلال الأشهر الأولى من العدوان الذي بدأ في 26 مارس آذار 2015م، وسع الطيران الغاشم غاراته، لتشمل كُـلّ شيء في اليمن، وفي مقدمة ذلك المدنيين، والمنازل السكنية، والمنشآت الحكومية، والطرقات، والجسور، والمساجد، وغيرها.
كان يوم 5 مايو أيار، مليئاً بالمأساة، والحزن، ودليلاً على قسوة، ووحشية العدوّ، في عدوانه على الشعب اليمني.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
5 مايو 2015.. سلسلة غارات على صعدة:
كانت محافظة صعدة، من أبرز المحافظات اليمنية التي اختارها العدوان الأمريكي السعوديّ، لتكون ساحة لجرائمه المتوحشة، فلم يترك العدوّ شيئاً إلا وتم قصفه، وفي مقدمة ذلك المنازل، والطرقات العامة، والمستشفيات، وكلّ ما يتحَرّك على الأرض كان هدفاً مشروعاً للإجرام السعوديّ الأمريكي.
في مثل هذا اليوم 5 مايو أيار 2015، استهدف الطيران الأمريكي السعوديّ، بسلسلة من الغارات الخط العام الرابط بين كتاف والبقع بمحافظة صعدة، حَيثُ يعتبر أحد الخطوط الرئيسية والذي يمر منه آلاف المواطنين يوميًّا.
سياسة العدوان كانت واضحة من خلال استهداف الجسور والطرقات، والهدف منها إعاقة حركة السير، وفصل المديريات والمحافظات عن بعضها البعض، ومضاعفة تكلفة السير في الطرقات الآمنة.
تسببت هذه الغارات في إثارة الخوف والهلع في أوساط المواطنين، وأطفالهم ونسائهم، المجاورين للمكان المستهدف في المنطقة نفسها.
أظهرت المشاهد حفراً كبيرة، وقوالب إسفلتية مبعثرة بمختلف الأحجام لتدمير الخط الأسفلتي، إثر استهداف طيران العدوان الأمريكي الخط العام بين كتاف والبقع بـ 6 غارات جوية.
وفي إطار سلسلة الاستهداف والتدمير للبنية التحتية لليمن استهدف طيران العدوان الأمريكي في اليوم نفسه، الجسر المؤدي إلى منطقة البقع، وكذلك استهدف شاحنة نقل في خط كتاف البقع، بالإضافة إلى استهداف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بغارة جوية سوق منطقة الفرع خط كتاف في مديرية البقع بمحافظة صعدة؛ ما أَدَّى إلى تدمير محلات المواطنين، وألحقت بهم خسائر كبيرة، وأظهرت المشاهد تدمير عشرات المحلات والمباني والهناجر في السوق ذاته.
المواطنون الذين شملهم هذا الاستهداف عبروا عن مدى استيائهم جراء هذا التوحش السعوديّ، مؤكّـدين ثباتهم وصمودهم، وعدم هروبهم من هذه الوحشية، ومؤكّـدين أن النصر صبر ساعة، وأن العدوّ مهما تمادى في إجرامه، فَــإنَّه سيدفع الثمن، وأن هذه الجرائم لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
5 مايو 2018.. استشهاد 6 مدنيين في قصف على باقم:
ومثلما كانت صعدة هدفاً مشروعاً للعدوان الأمريكي السعوديّ خلال عام 2015، فقد كانت كذلك هدفاً لهذا العدوّ في مثل هذا اليوم عام 2018م.
وكان لمديرية باقم بمحافظة صعدة النصيب الأكبر من الحقد والعدوان الأمريكي السعوديّ الذي استهدف بـ 13 غارة وعشرات القذائف المدفعية منازل المواطنين ومزارعهم وممتلكاتهم؛ ما أَدَّى إلى استشهاد ستة أشخاص بينهم نساء وأطفال.
أظهرت المشاهد استهداف طيران العدوان الأمريكي لعدد من المناطق والقرى والمنازل والمزارع في مديرية باقم التي تعرضت لقصف عشوائي بغارات وقذائف مدفعية العدوان الأمريكي، التي أحرقت الحجر والشجر، وأنهكت الحرث والنسل، كما أظهرت المشاهد العديد من المزارع وهي تحترق بنيران العدوان، والمنازل المدمّـرة، والتي تقصف بالغارات الجوية التي يشنها طيران العدوان والقذائف المدفعية، وكذلك احتراق السيارات ومحطة المشتقات النفطية التابعة لأحد المواطنين.
وفي اليوم ذاته استهدف العدوان الأمريكي بالغارات الجوية والمدفعية منازل المواطنين ومزارعهم وممتلكاتهم في منطقة آل صبحان بشكل عشوائي؛ ما أجبر أهلها على المغادرة والنزوح، وتدمير عشرات المنازل جوار جبل شعير بالكامل، وأظهرت المشاهد استهداف طيران العدوان لمنازل المواطنين المهجورة.
عبر المواطنون عن سخطهم جراء هذه الغارات، وأكّـدوا أن العدوّ السعوديّ وصل إلى درجة الإسراف في جرائمه بحق الشعب اليمني، لكنهم أكّـدوا أنه مهما بلغ هذا الإجرام والتوحش، فلن يثنيهم عن مواصلة المشوار، والدفاع عن الوطن، والثبات والصمود في هذه الملحمة البطولية ضد العدوان السعوديّ الغاشم.
5 مايو 2018.. استشهاد وإصابة 3 مدنيين في استهداف مزرعة بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم استهداف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ لعمال بسطاء يبحثون عن لقمة العيش لأولادهم وهم يعملون بالأجر اليومي في مزرعة المواطن حمود الباشا في منطقة الجرية بمديرية الجراحي بمحافظة الحديدة.
وخلفت الغارات شهيدين، وجرح آخر أثناء جنيهم لمحصول المانجو، حَيثُ لم يكن العمال على دراية بأن أجسادهم وأرواحهم باتت مهدورةً ومستباحةً من قبل طيران العدوان السعوديّ الأمريكي.
المشاهد أظهرت حقدَ العدوان الأمريكي السعوديّ على المواطن البسيط، وعلى المزارع التي أحرقتها غارات طائراته وحولتها إلى أرض خالية من الأشجار، وتسبب في خلق حالة من الفزع والخوف في نفوس وقلوب الأهالي وسكان المنطقة.
المواطنون في المنطقة أكّـدوا أن جرائم العدوان والمرتزِقة قد أضرت بهم كَثيراً، لكنهم صامدين، وثابتين، ولن يتراجعوا قيد أنملة وهم يواجهون العدوان والمرتزِقة.
وفي اليوم ذاته من العام نفسه استهدفت مدفعية المرتزِقة منازل المواطنين في شارع الشهداء بمديرية الجراحي؛ ما أَدَّى إلى إصابة اثنين من المواطنين، وخلفت خسائر في الممتلكات، وألحقت أضراراً كبيرة في منازلهم.
وعلى مدى سنوات العدوان التسع الماضية، كانت مزارع، ومنازل، وطرقات، ومستشفيات، ومدارس الحديدة، ضمن بنك الأهداف التابعة للعدوان الغاشم، إضافة إلى الخروقات المتواصلة لمرتزِقته الذين لم يحافظوا على العهود والمواثيق، ويحترمون الاتّفاقيات الموقعة كاتّفاق السويد.
تظل هذه الجرائم شاهدة على مدى قبح العدوان ومرتزِقته في استهدافهم للشعب اليمني الذي عاش طيلة تسع سنوات مضت تحت رحمة الصواريخ والقذائف والحصار، ولا يزال يدفع الثمن غالياً إلى يومنا هذا، لكن اليمنيين يؤكّـدون أن هذه الجرائم ستظل عالقةً في الأذهان ولا يمكن نسيانها، ولا يمكن على الإطلاق تبريرها.