3 مايو خلال 9 أعوام من العدوان… غارات جوية تستهدف مطار صنعاء وضواحي مدينة ضحيان بصعدة
يمانيون/ تقارير
واصل العدوان السعوديّ الأمريكي جرائمه بحق الشعب اليمني مستهدفاً مطار صنعاء الدولي بـ 3 غارات إحداهن على طائرة الشحن المدنية “اليوشن” في استهدفٍ سافر للأعيان المدينة.
كما شن طيران العدوان غاراته على منازل المواطنين في ضواحي مدينة ضحيان، متسبباً في حالة من الفزع والخوف والهلع الكبير منتصف ليلة مرعبة في ذاكرة الأطفال والنساء.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
3 مايو 2015.. 3 غارات للعدوان على مطار صنعاء الدولي:
في مثل هذا اليوم 3 مايو من العام 2015م، عاود طيران العدوان السعوديّ الأمريكي استهداف مطار صنعاء الدولي بعدة غارات للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على اليمن.
مطار صنعاء الذي كان مُستمرًّا في تقديم خدماته لكل أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم السياسية والمناطقية، وظل صدره مفتوحاً لاستقبال المساعدات الأممية، ووفود المفاوضات ومندوبي الأمم المتحدة وممثليها في اليمن، قرّرت قيادات دول العدوان وضعه على قائمة الأهداف المدنية ذات الأبعاد والآثار الاستراتيجية لغاراتها المدمّـرة.
طائرة الشحن اليوشن حولتها غارة العدوان إلى كرة من اللهب المتصاعد في سماء المطار في مشهد يعيد إلى الذاكرة مشاهد القصف الذري الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي، وشكل لهب النار العملاق، وزواياه الهندسية.
الساعة الواحدة ظهراً حلقت طائرات العدوان فوق سماء صنعاء، وألقت حمم حقدها المدمّـرة على جسد طائرة مدنية، حولتها إلى كومة من الدخان والنار والرماد، في استهداف ممنهج للبنية التحتية اليمنية والأعيان المدنية.
3 غارات ألقتها طائرات العدوان كانت الأولى على طائرة شحن اليوشن -المدنية، والثانية على مدرج المطار بالقرب من عدسة كاميرا المسيرة، وثالثة في حوش قاعدة الديلمي الفارغ من المظاهر العسكرية.
هذه الطائرة كان منذ عقود مُستمرّة في نقل المواد الغذائية إلى جزيرة سقطرى اليمنية، وبقية الجزر المأهولة بالسكان ونقل احتياجاتهم، ومرضاهم ومسافريهم منها وإليها، كما كانت حمولاتها إلى المحافظات اليمنية البعيدة في أقصى الجنوب، لكن طيران العدوان، وأهدافه التدميرية لليمن، لم تتوان في حرمان أبناء تلك الجزر من خدمات هذه الطائرة، وما يحتاجون إليه، في عمل يستهدف لقمة عيشهم ووسيلة نقلهم المعهودة منذ سنوات.
ويعد استهداف مطار صنعاء الدولي بالغارات الجوية، وتعطيله وإغلاقه في وجوه أبناء الشعب اليمني من المرضى والمسافرين وطلبة العلم ورجال المال والأعمال، تجاوزاً سافراً لمختلف القوانين والمواثيق الدولية، وتعدياً على حقوق الشعب اليمني في السفر والحصول على الرعاية الصحية في الخارج والتعليم وتنقل رجال المال والأعمال، واستهداف الأعيان المدنية التي يحظر ويمنع مهاجمتها وبوصف الركاب المسافرين على متن الطائرة من المدنيين المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني.
كما تعد جريمة استهداف مطار صنعاء واستهداف الطائرات المدنية فيه، نموذجاً معبراً عن الصلف السعوديّ الأمريكي، بحق الشعب اليمني، الذي ذاق كؤوس المعاناة الإنسانية، إضافة إلى معاناته الشديدة من التنقل براً عبر مناطق سيطرة العدوان ومرتزِقته، وما فيها من تعسفات وإجراءات وحجوزات تعرض الكثير من المسافرين المرضى للموت قبل الوصول إلى الخارج أَو أثناء الاحتجاز والمنع والتحقيقات من قبل أدوات العدوان في المناطق المحتلّة.
كما تسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي بعد تعرضه للقصف، بدخول العلاجات والمستلزمات الطبية بطرق غير صحية يكون لها تبعاتها على صحة الشعب اليمني، ما لم يمنع دخولها، في عملية ممنهجة لإبادة الشعب اليمني بشكل خفي وبطيء.
وبحسب اليونيسيف تموت أم و6 مواليد كُـلّ ساعتين نتيجة مضاعفات الحمل أَو الولادة، في ظل الحصار، وضعف الخدمات الصحية، وأن 51 % من المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات نتيجة الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي.
وأسفرت غارات العدوان على مطار صنعاء الدولي عن تدمير كلي للطائرة المدنية “اليوشن” وإخراج مدرج المطار عن الخدمة، وخلق حالة من الرعب والخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء في الأحياء السكنية المجاورة لصالة المطار، وحرمان الشعب الميني ومرضاه من حقوقهم في السفر والتنقل والحصول على الرعاية الصحية، ومن دخول الأدوية والمعدات الطبية؛ ما أَدَّى إلى تدهور الوضع الصحي وخدماته في المنشآت والمرافق الصحية، وما لذلك من آثار وتداعيات على سلامة وصحة الشعب اليمني، في مسار يدخل الشعب اليمن في دائرة الإبادة الجماعية بالقتل المباشر بالغارات الجوية على المنازل والمحال والطرقات والمدارس والأعراس، وبالحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي، وتبعاته.
3 مايو 2018.. استهداف العدوان لضواحي مدينة ضحيان بصعدة:
أما في العام 2018م، من اليوم ذاته 3 مايو أيار فكانت ضواحي مدينة ضحيان بمديرية مجز في محافظة صعدة، وجهة طيران العوان وأهدافه المدنية المستهدفة للإنسان وكلّ مظاهر الحياة وأَسَاسياتها وخدماتها.
في منتصف الليل كان أطفال ونساء وأهالي ضواحي مدينة ضحيان يغطون في نومهم العميق، بعد عناء نهار يومهم في المزارع والرعي للمواشي وممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة للحصول على لقمة العيش.
تحلق طائرات العدوان على المنطقة وتخترق بصوتها جدران المنازل فتصحوا الأُمهات وبجوارهن أطفالهن، فهذه تتحسس رأس رضيعها، وتلك تجمع أطفالها في مكان واحد، وأُخرى تهدئ من روع طفل أَو طفلة انتابه البكاء عند سماع صوت الطائرة المخيف، وآخرين تنبض قلوبهم بالحياة والرعب في آن واحد، وهم يفكرون أين ستكون الغارة يا ترى، هذا يقول ستكون فوق بيتنا، وذاك يسبح وآخر يذكر الله، في مشهد استعداد لملاقاة رب السماوات ولحظة مراجعة الحسابات.
تلقي طائرة العدوان حمولتها الفتاكة، على حوش منزل لأحد المواطنين في ضاحية المدينة، فيفزع الجميع ويهرع الرجال والكبار نحو مكان الغارة فيما الخوف يحبس أنفاس الأطفال والنساء المتماسكين بأذرعهم النحيلة وأياديهم المرتعشة وقلوبهم المرتجفة، بدقات متسارعة، وفزع وصحوة جماعية على غير موعد.
أصوات الغارات تنفجر وتعلو في الضاحية ويرتفع معها وخلالها دقات قلوب الأطفال والنساء، وصراخهم، فيما كبيرة سن جاثية لا تقدر على النهوض من فراش نومها، تسبح الله وتعلن بذلك تسليمها وجهوزيتها لتلقي الغارة إن وقع الموت عليها، فيما أبناؤها الكبار يسارعون بخطواتهم الوثابة نحو الموت في مكان سماع الغارة للمشاركة في الإنقاذ إن كانت الغارات على هذا الجار أَو ذاك.
اختيار العدوان أوقات الليل لشن غاراته، استراتيجية الحرب النفسية الكبرى ضد الأطفال والنساء، في محاولة فاشلة لإخضاع الشعب اليمني للاستسلام، والنزوح وترك الأرض للغزاة المستعدين والمعدين لاجتياح عسكري لليمن، واحتلاله ومصادرة حرية وكرامة شعبه.
هنا حفرة عملاقة وسط حوش وجدران أربعة متباعدة، أحدثتها غارة العدوان السعوديّ الأمريكي على منزل بجوار جبل، ظن العدوّ به مخزن أسلحة، بل تظهر المشاهد صور جموع أطفال يدوسون شظايا الغارة ويرفعون منها ما يقدرون عليه من الحديد الثقيل، بجوار أب كبير في السن يشكي إلى الله فزعه، وينقل للعالم رسالته، ويتساءل عن سبب استهداف حوش منزله، متابعاً حديثه بالحمد والثناء لله على السلامة.
وأسفرت غارات العدوان عن هدم جدران الحوش وحالة من الخوف والهلع والفزع في نفوس الأطفال والنساء والأهالي النائمين في أمان الله، وسط ليلة سوداء في ذاكرتهم المليئة بالشوق للجهاد والاستعداد للأخذ بالثأر من عدو لم يراع فيهم إلًّا ولا ذمة.