2 مايو خلال 9 سنوات.. استشهاد وإصابة 7 مدنيين واحتراق 11شاحنة نقل وتدمير عدد من منازل ومزارع المواطنين في صنعاء وصعدة والبيضاء
كان يوم 2 مايو أيار من الأعوام 2015 و2017 و2018 و2020م، محطة سوداء في الذكرة اليمنية التي ملئت بمشاهد القتل والدمار والحرائق والاستهداف الممنهج للحرث والنسل، ومصالح المدنيين ومزارعهم وممتلكاتهم، وشاحنات نقل البضائع والمواد الغذائية، في صعدة وصنعاء والبيضاء.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
2مايو 2015.. شهيدين وجريح وتحلق مستمر يمنع المسعفين من الوصول إلى أحد الشهداء قبل وفاته
2مايو 2015م، محطة من محطات قطار العدوان السعودي الأمريكي الذي القاء بقنابل وصواريخ حقده وبغضه وعدوانيته على اليمن أرضاً وإنساناً، لتكون منطقة باقم بمحافظة صعدة، ونشاط عدد من المزارعين في مزارعهم ، من بين قائمة الأهداف المدنية، لغارات العدوان الغادرة التي القت حمم حقدها وتفجر صواريخها وقنابلها على رؤوس 3مزارعين، انقضت على شهيدين وآلمت الثالث ليكون جرحاً.
طيران العدوان بعد القاء حمولته يعود إدراجه وهو لا يبالي من أي قوانين إنسانية رادعة، ولا أي قوة عسكرية ناقمة حينها ، كما هو لا يخشى من الله، وبيده ما يشتر مواقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي تواطئ وصمت عن جرائمه الوحشية بحق الشعب اليمني.
فيما جثث الشهيدين ومعهم الجريح وآلامه وتأوهاته، يتجمع عشرات الأهالي حولها والغضب يملئ صدورهم والبأس يفور في دمائهم، لتزرع غارات العدوان بذلك، بذور الرغبة الجامحة والغضب العارم في الرد والانتقام.
جثامين الشهداء تتناقلها النعوش وتعود إلى منازل أهلها وعوائلها، للوداع الأخير ، لكن المحبين اطفال ونساء وشباب ورجال ومسنين جمعهم العدوان وجريمته ، كما يجمعهم الشعور بالمسؤولية واتخاذ الموقف، كما هي اوجاع وآلام الجريح الذي تحولت إلى بأس وعزيمة وإرادة ونشوة في المسارعة للجهاد في سبيل الله.
هنا وهنا فقط وفي مثل هكذا جرائم تتبلور مواقف الشرف اليمني وصموده، ورفده للجبهات وتحركه ، في جولات وجولات، غطت عشرات الجبهات لعشر سنوات متواصلة، أثمرت لشعبنا اليمني نصراً وعزاً وقوة ، وجنى عدونا الخيبة والهزيمة والخسران المبين ، والانفضاح أمام العالم وشعوب الأمة، ومعه ظهور علاقته وصلته المباشرة بأعداء الأمة والإنسانية ، جنود الشيطان وحزبه اليهود والنصارى والمنافقين.
مزارعة المواطن من ابناء باقم ومزارعوها لم يكونوا على دراية بأن أجسادهم وارواحهم باتت مهدورة ومستباحة من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي، وليس لديهم المعرفة بسبب صمت وتواطئ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاته الإنسانة والحقوقية والقانونية المجرمة لاستهداف المدنيين في زمن الحروب والصراعات، ليكونوا بذلك وصمة عار في جبين الإنسانية والقانون الدولي العام الذين شاركوا بصمتهم ومتاجرته بجرائم العدوان، في استمرار المجازر والجرائم، حتى لحظة كتابه التقرير في العام العاشر.
وأسفرت غارات العدوان السعودي الأمريكي عن استشهاد 2 مزارعين وجرح آخر، واتلاف عدد من الاشجار والثمار ، وخلق حالة من الفزع والخوف في نفوس وقلوب الأهالي وسكان المنطقة، في مشهد استباح الدماء والأرواح والشعوب يعكس ارتباط قوى الشر والكفر والعدوان، بعداء الشيطان الرجيم للإنسان.
الشهيد احمد يحيى ، والشهيد احمد مسفر خدرة ، الذين اغتالتهم غارات العدوان في مزارعهم، الخاصة بالخوخ، جريمة واحدة من ضمن آلاف الجرائم التي لن تسقط عقوبة القصاص لها بالتقادم وفق القوانين والمواثيق الدولية، بل بات حقاً لشعب الإيمان والحكمة الانتصار لهم ولدمائهم الزكية بضرب وسحق جيوش العدوان ومرتزقته ومن يقف في مساندتهم بكل قوة وعزيمة، وتمكين، بفضل الله وتمكينه للمستضعفين.
بل أن الشهيد أحمد يحيى الذي اصيب بشظايا صاروخ الغارة الجوية في رجله ، ظل ينزف دماً لساعات والطيران محلق في سماء المنطقة والمواطنين لم يستطيعون الوصول إليه وهو يستصرخهم ويستنجد بهم ، في مشهد يجمع العجز والجرم والظلم والإحباط في صورة احدة ، كادت تكون السبب الأول في صعود روحه المقهورة من هول الجريمة وشدة وفجور المجرم.
وفي اليوم ذاته 2مايو، من ذات العام 2015م، كانت الطريق العام بميدان السبعين هي الأخرى على رأس قائمة أهداف العدوان الاستراتيجية، وأولوية لغارت طيرانه المحلق في سماء العاصمة صنعاء، مسبباً حالة من الخوف والهلع والخوف في نفوس المدنيين أطفال ونساء في تحت أسقف منازلهم في الأحياء المجاورة ، وفوق وسائل المواصلات العامة التي تمر بها.
وتظهر المشاهد حفرة عملاقة، وقوالب اسفلتيه مبعثرة بمختلفة الأحجام لتدمير الخط الأسفلتي، أثر وقوع وتفجر صاروخ امريكي ألقى من طيران العدوان، عليه، عكس معه مستوى الوحشية ونوعية السلاح المستخدم، والهدف من اختيار المكان الذي يمر به آلاف المدنيين يومياً، في رسالة مفادها أما الاستسلام او استهدفكم تحت أسقف منازلكم وفي شوارعكم بصواريخ كهذه.
العدوان كان في يومه ال37 لم يحقق أي شيء سوى القتل والتدمير والمجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية الذي لم تغير من موقف الشعب اليمني وقيادته الذين لم يندفعوا لإعلان الاستسلام، بل كانوا في أطار الاعداد والترتيب للرد، ومنح العدو فترة زمنية كافية لإقامة الحجة، وتعريته وتعرية أهداف عدوانه الغير مبرر.
يظهر أبناء الشعب اليمني من فوق الركام ومن داخل عمق الحفرة يعلنون صمودهم وثباتهم وعدم استسلامهم امام غارت العدوان ، وجهوزيتهم للتحرك في مواجهته وقتاله.
قال أحد شهود العيان ” هذه الغارات على ممر السيارت تدل على حقده على الشعب اليمني ، وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على اليمني، وأن ينتصر للقانون الدولي الإنساني العام ، وأن يقف موقف الحق ، وان يدين هذا العدوان الغاشم”.
وتابع “نحن شعب يمني أولي بأس شديد وإذا ما تحركنا وبدأنا في الرد سيكون ردنا قوي وفعال ومؤثر ، وبالتالي لن يستطيعوا ايقاف المعارك التي ستندلع ولن يستطيعوا التحكم بنهاية الحل”.
فيما يقول أخر ” كل قطرة دم يمني تسفك، وكل روح تزهق، وكل شعرة من طفل او أمرة تمس بأذى، سيكون لنا رد عليها عاجلاً أم أجلاً”.
وها نحن في العام العاشر والشعب اليمني مستمر في الصمود والرد الرادع الذي غير المعادلات وقلب الموازين ، وفاجئ العالم أجمع بقوة صاعدة استطاعت اذلال دول الهيمنة في العالم في البر والبحر والجو.
2مايو 2018.. احتراق الأشجار وإتلاف التربة وخسائر بالملايين ومزارع صعدة أرض محروقة بالقنابل المحرّمة
اما في العام 2018م، من اليوم ذاته 2مايو كان طيران العدوان كعادته يحلق في سماء اليمن، ويكثف تحليقه فوق محافظة صعدة يرصد حركة المدنيين وتجمعاتهم، ومصالحهم العامة والخاصة كأهداف استراتيجية وجه خبراء قيادات العدوان العسكريين.
في منتصف الليل كانت منطقة غمار بمديرية رازح على موعد مع 6 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي، التي صبت فوق سيارات وممتلكات ومنازل ومزارع المواطنين، محدثة دمار وخراب واسع، فيما كانت رعاية الله حاضرة لحفظ أرواح المدنيين، في مشهداً إيماني فريد ونادر، اغاض المجرم وافرح قلوب لم تصدق دقاتها المسامرة في الحياة.
واظهرت المشاهد تجمع عدد من السيارات عند بنشر مكنيك ، حولتها غارات العدوان إلى مجرد خردة، واكتل من الحديد، إضافة إلى منزل مدمر بالكامل، ومزارع التفت اشجارها ، وحفر عملاقة غيرت ملامح الأرض المستوية، وصواريخ هنا لم تنفجر بقدرة قادر ، وشظايا عملاقة لصواريخ فتاكة.
ست غارت دمرت المنطقة والممتلكات لكن لطف الله ورعايته عمرت النفوس وافرحتها بحفظه لها، في مشهد ظهر فيه المواطنون الناجون وتعابير الفرح من فوق الركام والدمار والخراب على محياهم ، مشهد غريب وغير متوقع، بل هي رسالة يكاد القول عنها او بشارة من السماء لأهل الأرض مفادها “أن الله مع المتقين “، ولن يضروكم ألا اذا، وأن يقاتلونكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون”.
واسفرت غارات العدوان عن تدمير عدد من سيارات وممتلكات المواطنين ومزارعهم، وحالة من الخوف والهلع وسط ظلمة الليل وسكونه، لتكون شاهدة على توحش العدو وبغيه في الأرض، ومساعيه المهلكة للحرث والنسل لولا رعاية الله وحفظه.
2مايو 2020.. يوم احتراق “الغذاء” أمام أعين “الجياع”!
غارات العدوان تستهدف شاحنات الغذاء في منفذ عفار
في مثل هذا اليوم من العام 2020م، كانت شاحنات الوقود والغاز والمواد الغذائية ومختلف البضائع والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني متراصة في طابور طويل على بعد النظر ، انتظار للجمارك، فيما كان طيران العدوان السعودي الأمريكي يبحث طوال يومه عن أي تجمع مدني يحقق له هدف يرفع به لسيده في البيت الأبيض، ويشن غارات حقده عليه لقتل أكبر عدد من ابناء الشعب اليمني الصامد للعام السادس على التوالي.
فيما كان الطيران العدوان الحربي يحلق على سماء منفذ عفار بمديرية الملاجم، ويبدأ بألقاء أول غارته على المنطقة ، تصاعدت اعمدة الدخان وكتل الميران المتصاعدة في السماء ، هرب سائقو الشاحنات منها صوب سواتر ترابية وصخرية تقيهم شظايا الغارات وانفجارات الصواريخ والقنابل الملقاة على شاحناتهم وبضائعهم.
مشهد الخوف والهلع يجتاح النفوس المرتجفة والأقدام المرتعشة، ورائحة الحرائق تتصاعد في المكان، لساعات وطيران العدوان يعاود تحليقه وغاراته، على شاحنات النقل المحملة بالمواد الغذائية لشعب محاصر منذ سنوات، في مشهد يعكس ارتفاع النيران لأطنان الغذاء التي تعمد طيران العدوان حرمان الشعب اليمني منها، عن سابق اصرار وترصد لأمعاء المواطنين، ومحاولة لأرباك المشهد بعد سنوات من الفشل والتخبط للعدو ومرتزقته في مختلف الجبهات العسكرية والاقتصادية والسياسية.
ساعتين بعد بدأ القصف ظل طيران العدوان مستمر في تحليقه ، فيما المسعفون وفرق الاطفاء لم يستطيعوا الاقتراب من المكان لأطفاء الشاحنات المحترقة، لتنتقل لهب النيران من شاحنة إلى أخرى ، اتلفت حمولات للمواد المنزلية وحفاظات الأطفال، والمواد الغذائية، وحرقت معها قلوب السائقين والتجار والمالكين، وكل ابناء الشعب واليمني واحرار العالم.
سائقو الشاحنات بينهم مصريين واجانب عاشوا حالة من الرعب والخوف الغير مسبوق في حياتهم، كانت حناجرهم والسنتهم تهتف بعبارة “حسبنا الله ونعم الوكيل، وآخر يروي “كنت نائم في القاطرة وسمعت الانفجارات، والحرائق فهربت طلب النجاة بجسدي ، تاركاً القاطرة للحريق القريب منها”.
عمال المنفذ والحجر الصحي الخاص بسائقي القواطر القادمة من الخارج ، قطعت غارت العدوان ايام حجرهم ، ومعهم اصحاب المحال التجارية والمطاعم والمخلصون ورجال المال والأعمال جمعتهم ليلة جهنمية بامتياز، ملئها الخوف والهلع، الخسائر المادية الباهظة”.
الحجر الصحي بعفار تحول في قوائم العدوان إلى ذريعة لتجميع البشر واحراقهم بشكل جماعي، في مشهد يعكس معه مدى التواطؤ الأممي المكشوف تجاه جرائم العدوان واستهدافه للأعيان المدينة، وعدم جدية الأمم المتحدة ومواثيقها في الوقوف إلى جانب الشعوب ، بل توكد وقفها إلى جانب المجرمين ضد الضحايا.
بل كانت الأمم المتحدة على علم ودراية وتم الرقع إليها بأن هذا الموقع للحجر الصحي لسائقي القاطرات القادمون من خارج اليمن”.
لم يكن لشهر رمضان حرمته ولا لبدأ إطلاق الهدنة أثرة في ردع قوى البغي العدوان وثنيهم عن هذه الجرائم ومثيلاتها ، بل العدو مصر على قتل الشعب اليمني، وإبادته ومنع وصول إلى احتياجات إليه.
جوازات السائقين وبطائقهم واوراق البضائع التي حولتها غارات العدوان إلى رماد ، كانت هدف استراتيجي على قائمة العدو لإدخال الجواسيس والعملاء تحت ذرائع عدة ، إلى اليمن.
سحب الدخان تغطي المنطقة ومستمرة إلى اليوم الثاني، في مشهد يعكس تلذذ العدو بكل صورة باهته يحاول من خلالها رفع معنويات مقاتليه ومرتزقته ، وتسويق قوته عبر شاشات العرض ومواقع التواصل المختلفة، عله بصنع بذلك نصاً وهو يحرق كروته واوراقه التي تحيط به وتجره نحو الهزيمة والخيبة والخسران الأبدي.
واسفرت غارات العدوان على منطقة عفار عن اتلاف وحرق عدد من القاطرات وحمولاته المقدرة بملايين الدولارات ، وخلق حالة من الخوف والفزع في نفوس الأجانب وسائقي الشاحنات من مختلف الجنسيات، وتقديم صورة أكثر توحش واجرام للعدو الجبان.
وقال مسؤولون، عن هذه الجريمة “أن العدوان يُمعن في الحصار ويتعمّد التجويع بطرق متعددة، وفي ذروة الحصار وعين الكارثة تقصف شاحنات الغذاء، في مشهد فضح تشدق المجتمع الدولي بحقوق الإنسان، وجرائم الحرب واخلاقياتها”.