بعد أن استنفذ نتنياهو فرصة وقدرات “إسرائيل” وحلفها الانجلو ساكسوني.. ماذا بقي في جعبته؟
يمانيون/ تحليل/ ميخائيل عوض
قريبا تنهي حرب غزة شهرها السابع كأطول وأوسع وأعنف جولات حرب الصراع العربي الصهيوني وأكثرها تدميرا وابادة.
استنفذت فيها “إسرائيل” كل وأي من عناصر قوتها التكتيكية والاستراتيجية.
كما استنفذت كل وأي قدرات لدى حلفها الانجلو ساكسوني بما فيه من نظام عربي وإسلامي رسمي وناتو وأمريكا العظمى وبظل صمت وكمون لافت ومدان للشعوب العربية والإسلامية ونخبها وخاصة الشباب والطلاب والهيئات التدريسية والنقابات والفاعليات الاجتماعية والاقتصادية ما دامت السياسية وتشكيلاتها في حالة موت سريري.
استنفذ نتنياهو كل فرصه ومناوراته واختبر اوهامه على جر أمريكا وحلفها للحرب لتامين نفسه وصحبته وفشل ذريعا بعد الرد الإيراني المتقن والانيق بل جلب لإسرائيل كل الويلات والمخاطر وبات راسه ورجاله معلقين على خشبة الجنائية ومحكمة العدل الدولية.
ليس لدى إسرائيل قدرات او فرص او عديد لجيشها لمحاولة اقتحام رفح ومحور فيلاديلفيا بحسب كل المعطيات الميدانية وتقارير أجهزة لاستخبارات الإسرائيلية والخبراء بما فيهم أولمرت رئيس الوزراء والجنرال السابق وقد جزم ان ليس لدى نتنياهو سوى لواءين جاهزين للقتال بين الشمال والجنوب.
اذن؛
جربت إسرائيل وأمريكا وحلفهم كل امكاناتهم وفرصهم وقدراتهم وتحالفاتهم وفشلوا ذريعا وحرب البحار والممرات شاهد حي قاطع.
لم يعد من فرصة او قدرة الا استخدام الأسلحة غير التقليدية وهذه لحظة جنون وانتحار نتائجها ستكون كارثية في الإقليم وتنهي إسرائيل والوجود الأمريكي والاطلسي ونظم وجغرافية نواتج الحرب العالمية الأولى من سايكس بيكو ووعد بلفور وجغرافيتها.
ناهيك عن مخاطر قد تصيب أوروبا وأمريكا نفسها.
المنطقي والحال هذه ان تثمر الجهود المصرية بتفويض أمريكي بعد استبدال وانهاء دور قطر اذانا بإنهاء أدوار الدول الصغيرة التي نفخت وتصرفت كإمبراطوريات افتراضية كالإمارات العربية وقطر.
الأرجح ان تنتج الجهود اتفاقا لوقف لنار والشروع بتبادل الأسرى عبر التفاوض وتلك ستكون هزيمة إسرائيل الكبرى والشروع بانتهاء وجودها فقد خاضتها كحرب وجودية اذا هزمت فيها فلا مكان لها.
يبقى احتمال وقد يكون الأرجح؛ وهو ان تعجز “إسرائيل” وأمريكا عن الزام نتنياهو بوقف الحرب وتجرع كاس سم الهزيمة فتراوح الحرب مكانها وتستمر وتزداد وتثمر اعمال المقاومة النوعية باستهداف الجنود والوحدات التي تقيم في غزة وغلافها وتاليا زيادة مناسيب الاستنزاف والاكلاف على “الجيش” الإسرائيلي ما سيوسع دائرة التمردات على الالتحاق بالخدمة والاستقالات للضباط وصولا الى تمرد وحدات مقاتلة ورفض الأوامر ما سيفتح بوابات عريضة لطوفانات اقصى جديدة ونوعية وتحقيق التواصل الناري والمسلح بين الضفة وغزة وتمتد الى فلسطين الـ ٤٨.
نعيد التذكير بضرورة العودة للاستماع الى الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اطلالته الأخيرة حيث وجه تحية خاصة للضفة وللشعب الأردني والرسالة ليست عفوية ولا هي عابرة.
حرب غزة على نهايتها وان طالت فإسرائيل وجيشها على النهاية.
ونهاية إسرائيل وتحرير فلسطين جار على قدم وساق كيفما ذهبت الأمور وسارت الحرب او توقفت فما اطلقته الطوفان العجائبية وحرب غزة والبحار والممرات وانخراط ايران يعتبر تطورات وتحولات نوعية مؤسسة تجاوز العرب والقضية الفلسطينية والاقليم الى العالمية التي تؤسس لجديد عالمي.