ذاكرة العدوان.. 28 أبريل خلال 9 سنوات.. استشهاد وإصابة 15 مدنياً واحتراق طائرة وتدمير 3 منازل في صنعاء وصعدة
يمانيون – متابعات
واصل العدوان الأمريكي السعودي كعادته ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية بحق الشعب اليمني واستهداف، وكان يوم 28 أبريل خلال 9 سنوات أحد هذه الأيام المشهودة.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
28 أبريل 2015.. استشهاد وجرح 10 مدنيين في قصف متوحش على حي صوفان بصنعاء
في مثل هذا اليوم 28أبريل نيسان 2015م، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي حي صوفان السكني ، بمديرية الثورة بالعاصمة صنعاء، بعدد من الغارات.
وفيما كان أبناء الحي يمارسون حياتهم المعتادة وأنشطتهم اليومية، ألقت طائرات العدوان صواريخها المتفجرة وقنابلها العملاقة على رؤوسهم، وأسقف منازلهم، وحولت حياتهم إلى جحيم ودمار وموت وصراخ من تحت الأنقاض، وهلع وخوف شديدين، يسودان الحي والأحياء المجاورة له، وأكبر موجه نزوح للأهالي من منازلهم المدمرة والمتضررة والقريبة من مسرح الجريمة.
أظهرت مشاهد الجريمة 3 منازل دمرت بالكامل على رؤوس الساكنين، وأضرار كبيرة، طالت حي صوفان السكني ومركبات المواطنين فيه، كما أسفرت الغارات عن استشهاد 4مدنيين وجرح 6 آخرين، وحالة هلع غير مسبوقة اجتاحت الحي، حيث تم تدمير 3 منازل كلياً، وأضرار بالغة في العشرات منها، وتضرر بيت الله المجاور لمكان الغارات ، ما تسبب في نزوح معظم السكان، فهذا يجمع بقايا أثاثه وعفشه ومقتنياته، ويترك منزله وشقته، صوب جهة أخرى في أمانة العاصمة، علها تكون أكثر أمناً، وذاك يلحق بجاره وصديقه ويساعده، وذاك يودع من لم تسمح لهم ظروف الحياة على النزوح وتكاليفه.
وفي اليوم ذاته من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، شاحنتين تحملان مواداً غذائية بغارته الجوية على الطريق العام بمنطقة المنزالة بمديرية الظاهر الحدودية بمحافظة صعدة، محولاً إحدى الشاحنات وسائقها وحمولتها إلى كومة لهب متصاعد وعمود دخان باتجاه السماء، حيث جمت غارات العدو بين شواء الجسد، والحديد والدقيق والمواد الغذائية.
أما سائق الشاحنة الأخرى، فقد نجا، ويقول عن الحادثة بألم يعتصر فؤاده على فراق صديقه: “نحن مدنيين ولسنا مع أي طرف فلماذا يستهدفوننا؟ لكن نقول لهم إن الله شديد الانتقام، لافتاً إلى أن حمولته تقدر بمبلغ 7 مليون ريال”.
مشهد مالك الشاحنة المحترقة وهو ينظر إليها تحترق مع بضاعته المزجاة بالمعلبات والمياه المعدنية، مليء بالحسرة، والعجز عن انقاذ ما يمكن إنقاذه، ويبقى التفويض المطلق لله، والثقة به، فهو القادر على محاسبة الجناة، ومعاقبتهم في يوم لا مفر يجمع الله فيه جميع العباد.
وينتقل مالك الشاحنة الثانية الناجي من الغارة إلى زميله ورفيق دربه في الطريق مالك الشاحنة الأولى الذي لم يكن يعلم باحتراقها، وفور إخباره تحرك مع الأمنيين في المنطقة صوب المكان ، وهنا كانت الصدمة، ذلك السائق لم يعد له أثر سوى قطعة لحم مشوية متفحمة، عرض بقايا رأس “القلاب”.. هنا يرتفع البكاء والصراخ وتسيل الدموع من ملك الشاحنة الثانية الناجي بنفسه ، ويهرب للسجود حمداً لله على سلامته ، وخوفاً وهلعاً ورهبةً من هول المشهد، وهنا يسأله رجال الأمن : ما اسم صاحبك ، فلم يستطيع الرد ، بل يفر ويهرب ويصرخ ويردد حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وانا إليه راجعون”.
بقايا جسد متفحم، مجهول الهوية والاسم على لوح حديد، مشهد تقشعر له الأبدان، ويعكس مدى توحش وحقد العدوان على أبناء المناطق الحدودية، و كل أبناء الشعب اليمني ، فرجل وجزء من أصابع ذراع بشري لمواطن يمني بقية على جسد الشاحنة ، فيما رأسه وجزء من جسده ألقت به الغارات إلى فوق سفوح جبل، وجزء من جسده كان مبعثراً مع خليط أكياس من الدقيق والسكر والأرز.
وأسفرت غارات العدوان على منطقة المنزالة بمديرية الظاهر في محافظة صعدة عن استشهاد سائق وجرح آخر ، واحتراق شاحنتين بحمولتهما من المواد الغذائية، وحرمان أهالي المنطقة من المواد الغذائية، والتسبب بخوف وهلع كبير في نفوس السائقين والتجار، وانقطاع الطريق العام الرابط بين محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين.
28 أبريل 2015.. استهداف متجدد لمطار صنعاء
وفي اليوم ذاته 28إبريل نيسان 2015م، كان مطار صنعاء الدولي هدفاً مدنياً آخر في قائمة العدوان المستهدفة لشريان الحياة البرية والجوية.
ألقى العدوان حمم حقده على مطار صنعاء الدولي، ومدرج الهبوط والإقلاع بعدة غارات.
الدفاع المدني وفريق التصوير يتسابقون بعد انتهاء طيران العدوان من غارات حقده على أجساد طائرات مدنية لم تنقل مواطناً يمنياً منذ أسابيع نحو الطائرات المحترقة، فذاك يلتقط صورة وذاك يطفي حريق، وكلهم لم يحدوا من نتائج الجريمة وأهداف المجرم المستهدف للأعيان المدنية.
غارات متجددة وشظايا متطايرة، تزيد المشهد سخونة بجوار عدسة كاميرة بقبضة مصور ينبطح على الأرض طلباً للنجاة، وشاحنة دفاع مدني تفر من جوار جسد طائرة السعيدة المحترقة، خشية أن تكون هي المستهدفة.. أصوات نصائح، الكل يستجيب ويعاود الطيران بالتحليق والقاء حملات حقده بشكل عشوائي على المطار، فتلتقط الكاميرا صورة أكثر تعبيراً عن بشاعة وحقد وجرم العدو السعودي الأمريكي.
تمر الدقائق، بل الساعات وطائرة السعيدة تحترق، دون منقذ وغارات العدوان تحلق في سماء اليمن ، وبقية الطائرات اليمنية لا تسعف نفسها بالإقلاع نحو مدرج أرضي ، أو إلى محافظة أخرى ليست تحت القصف والاستهداف.
مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف من وسط الغارات وأعمدة الدخان يقول واصفاً ما حدث:” للأسف مطار صنعاء يقصف وهو دائماً بعيد عن الصراعات السياسية بين الأطراف، ويقدم خدماته لكل أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم ، وللعالقين من مختلف الجنسيات، وللمهمات الإنسانية ، وهؤلاء الذين يدعون أنهم يهتمون بالمساعدات الطبية والجوانب الإنسانية ، يكشف ما تعرض لها المطار عكس ما يدعونه تماماً ، والعدو لا يهمه أي جانب إنساني أو مدني.
تعاود الغارات وتقصف مرة وثانية وثالثة.. الخ وليس هناك سوى مشهد النيران تلتهم المطار، وسحب الدخان تصعد من أجساد بعض الطائرات، ودفاعات جوية فاقدة التصويب أمام طائرات حديثة تقتل وتسفك وتدمر من علو مرتفع جداً”.
28إبريل 2018.. طيران العدوان يستهدف منازل المواطنين يصعده
غارتان لطيران العدوان السعودي الأمريكي على منزل المواطن محمد الرازحي في منطقة غمار رازح بصعدة أسفرت عن شهيد و4 جرحى، في مشهد خلط الدمار مع الدماء والجراح والأنين.
الناظر إلى عائلة محمد الرازحي بعد نقلهم إلى المستشفى بصعدة، وهم فوق الأسرة، طفل يفارق الحياة، وأخته بجواره على سرير آخر مضرجة بالدماء على جبينها، شاش أبيض معقم ووجها الحسن مليء بالخدوش وجسدها بين الحياة والموت.
يقترب الطبيب نحوها، وهي منهمكة بالجراح والإحباط والاستسلام للموت، تصرخ من أول لحظة، و ترفع يدها لتوضع فيها برواز مغذية بها بعض العقاقير ، صوتها يرتفع وأمها الجريحة لا تقدر على النهوض لضمها إلى صدرها كما اعتادت، الأم تنسى جراحها، وتحاول النهوض صوب صوت طفلتها، لكنها لا تقدر على ذلك ، وعبارات طفلتها تهذي “يا أماه يا أماه ..” انه مشهد بكائي كربلائي حزين، تقتل فيه الطفولة والأمومة والإنسانية والعاطفة الجياشة في آن واحد”.
بقية أفراد الأسرة مصابين بالذهول والفاجعة التي حلت بهم ، وحولتهم من أسرة تحت سقف دارها لا تحتاج إلى أحد ، ولا تستجدي العون من أحد ، إلى أسرة جريحة ومكلومة ومشردة بلا مأوى
أسفرت غارت العدوان الثلاث عن استشهاد طفل في عمر الزهور، وجرح 4 آخرين من أسرة واحدة، قتلت معهم أحلامهم ومستقبلهم وطموحاتهم وحقهم في التعليم والحياة كغيرهم من أطفال العالم.
وفي اليوم ذاته 28 إبريل نيسان من العام 2018م، كان طيران العدوان المحلق في سماء محافظة صعدة يرصد حركة المواطنين قرب محطة للوقود في منطقة خميس المحور بمديرية ساقين، وفي منتصف الليل صب حمولة حقده الدفين على رؤوس المواطنين والعاملين في المحطة، محولاً المشهد الساكن ليلاً إلى حريق ودمار وغارات متفجرة وصواريخ مرعبة قاتلة، وشظايا تختطف الأرواح وتدمر المباني ، والعمران، وتهلك الحرث والنسل في غمضة عين.
في مثل هذا اليوم الذي لم ينتهِ أبناء محافظة صعدة من اسعاف أسرة الرازحي، حتى باشرهم العدوان بجريمة أخرى استشهد فيها رجل يعاني من الأمراض النفسية، وتدمرت المحطة بشكل كامل.
– المسيرة نت / منصور البكالي