27إبريل خلال 9 أعوام.. 19 شهيداً وجريحاً في قصف حي الأعناب بصنعاء ومخيمات ومنازل المواطنين بصعدة
يمانيون – متابعات
في يوم 27 إبريل نيسان خلال 9 أعوام واصل العدوان الأمريكي السعودي ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية بحق الشعب اليمني واستهداف المنشآت التعليمة والصحية والطرقات والجسور أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة المتواطئة مع الجلاد ضد الضحية.
وفي مثل هذا اليوم خلال الأعوام 2015م و2017، و2018م حلقت طائرات العدوان، لتقتل وتدمر في صعدة وصنعاء، وتنشر الخوف، والهلع في نفوس الأطفال والنساء، وتقطع الطرقات، وتستهدف الأحياء السكنية، ومزارع وممتلكات المواطنين، مخلفةً حالة من الألم، والمعاناة الكبيرة لشعب صامد في وجه عدوان وحصار للعام العاشر على التوالي.
وفيما يلي أبرز جرائم العدوان في مثل هذا اليوم
27إبريل 2015.. شهيد وجريحان بقنابل عنقودية في آل عمار بصعدة
في مثل هذا اليوم 27أبريل من العام 2015 م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي منطقة آل عمار بمديرية الصفراء في محافظة صعدة، بعدد من الغارات.
وفيما كان أبناء منطقة آل عمار يمارسون نشاطهم اليومي المعتاد للعمل في مزارعهم، ومراعيهم، ألقت طائرات العدوان قنابلها العنقودية وصواريخها المتفجرة على رؤوسهم في المنازل والطرقات والقرى، فحولت جثة أحدهم إلى كومة من اللحم الممزق وسط حفرة عملاقة.
وأظهرت مشاهد الرصد قنبلة عنقودية عملاقة الشكل جذابة المظهر، تفجرت بعض القنابل المعلقة بها، وبقي البعض الآخر، في مشهد يؤكد تجريب العدوان لأسلحة جديدة في عدوانه على الشعب اليمني، وتحويله إلى ساحة تجارب لأسلحتهم الفتاكة، ومصانعهم المصدرة للموت.
وأسفرت غارت العدوان عن شهيد، وإصابة آخر ، وأضرار واسعة في مزارع وممتلكات المواطنين، وخلق حالة من الخوف والهلع بين نفوس الأطفال والنساء، وإدخال المنطقة بجبالها ومساحاتها في قائمة المناطق الخطرة على حياة المواطنين، بسبب انتشار القنابل العنقودية التي لم تتفجر بعد عليها، مشكلة خطراً يهدد حياة أبناء منطقة آل عمار ومواشيهم.
وفي اليوم ذاته من العام 2015م، استهدف جيش العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته منازل المواطنين وسيارتهم بالأسلحة الرشاشة على الطريق العام بمنطقة المنزالة بمديرية الظاهر الحدودية بمحافظة صعدة.
نيران كثيفة صبها جيش العدو السعودي على منازل ومزارع وسيارات المواطنين وممتلكاتهم الخاصة، فمن طل برأسه من باب داره، أو خيمته البدوية أحاطت به نيران عدو غادر، ومن تحرك بسيارته قاصداً الفرار بأهله إلى منطقة أخرى ، لن تسعفه الإطارات التي حالت بينه وبين ذلك، فتلك مركبة نقل كبيرة بجوار سيارة شاص، ونوعيات أخرى فقدت القدرة على مواصلة السير ذهاباً او إياباً، ومن كانوا عليهن كان خيارهم الزحف تحت الأشجار، وفوق الرمال والأحجار للنجاة بأجسادهم.
جيش العدو بعرباته ودباباته ومختلف أسلحته المتوسطة والثقيلة، في مركز مطل على المنطقة، يرصد حركة السير ويقطع شريان الحياة الواصل بين عدد من مناطق مديرية الظاهر والمديريات المجاورة لها، فلا يسمح لأي مركبة بالمرور من المكان، ويمنع عن أبناء المنزالة والمارين بها ، كغيرهم من أبناء المناطق الحدودية ، حق عبر السبيل.
32 يوماً كان عمر العدوان على اليمن حينها، أي في بداية شهره الثاني، قبل بدء الجيش اليمني واللجان الشعبية بالرد عليه، الذي انطلق بعد 40 يوماً، فيما كان الشعب اليمني أيضاً يمارس حياته الطبيعية، وغير مستعد للمواجهة، ما سهل للعدو الاستمرار في جرائمه واستهتاره بالدم اليمني دون رادع، ذاق خلالها سكان المناطق الحدودية أصناف الجرائم ، وصب عليهم العدو السعودي الأمريكي غاراته الحاقدة ، وأنواع قصفه العشوائي، ظناً أنه بذلك يصنع نصراً.
المناطق والمديريات الحدودية، للعدو السعودي خلال 9 أعوام، قدمت فاتورة كبيرة من الدماء، والمعانة وتجرع أهلها صنوف الألم والأحزان، وارتكبت بحقهم أسوأ الجرائم الوحشية ومجازر الإبادة الجماعية، والتهجير القسري والنزوح ، ولا تزال عمليات القصف والخروقات من قبل العدو مستمرة على طول المناطق الحدودية لصعدة وحجة إلى لحظة كتابة هذا التقرير رغم التهدئة.
وفي اليوم ذاته كانت الطرقات والمنشآت التعليمية هدفاً للعدوان ، حيث حلقت طائرات العدو السعودي الأمريكي فوق سماء خولان الطيال لتنفذ توجيهات قياداته باستهداف جسر باب الضيق، كهدف استراتيجي يقطع الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء، ومأرب، ومنطقتي السهمان، ووادي مسور، ويجبر مركبات المواطنين على الاتجاه في طرق فرعية بين السائلة، وعرض الجبل لا يمكن استخدامها عند الأمطار والسيول، في استهداف ممنهج للبنية التحتية.
وفي سياق الاستهداف للبنية التحتية، استهدفت غارت العدوان في اليوم ذاته المعهد المهني بمنطقة جحانه بمديرية خولان الطيال أيضاً، في استهداف مدروس للمنشآت التعليمية للمرة الثانية خلال أسبوع، وتحويل الطرقات والتعليم إلى أهداف استراتيجية ، رغم أنها أعيان مدنية محظور استهدافها في الحروب والصراعات وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.
27أبريل 2018.. غارت العدوان تستهدف مخيمات البدو بصعدة
أما في العام 2018من اليوم ذاته 27 أبريل، كانت خيام البدو الرحل والنازحين في منطقة كدم عزلة نشور، بمديرية الصفراء الحدودية بمحافظة صعدة، هدفاً لغارت العدوان السعودي الأمريكي.
وكشفت هذه الغارات مستوى فشله وتخبطه في تحقيق أي أهداف عسكرية خلال 4 أعوام.
ملابس النساء والأطفال وفراشاتهم وصحون مطابخهم وأسطوانات الغاز، وخزانات المياه، وبقايا طرابيل خيام ممزقة، كانت مندثرة فوق أرض الجريمة، يكاد الصراخ أمام العالم أجمع، وتكشف معها مستوى المعاناة التي
يتجرعها أبناء الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.
في اليوم ذاته 27 أبريل نيسان 2018م، بنك الدم في مستشفى السبعين وهو في العام الرابع للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، يواصل نشاطه الإنساني في تقديم الدم ومشتقاته للجرحى والشهداء الذين يقصفهم العدو بغاراتهم تحت أسقف منازلهم وفي طرقاتهم ، كان هدفاً استراتيجياً، على رأس قائمة الأهداف المدنية والإنسانية للعدو.
نشاط بنك الدم في انقاذ الكثير من النساء والأطفال وأرواح المدنيين الأبرياء بكميات من الدم المجاني، حد من عدد القتلى في صفوف الجرحى المدنيين، ومنح الكثير منهم فرصة جديدة في الحياة والصمود، ما أغاض قيادات العدوان، وأفشل مخططاتهم الرامية لقتل أكبر قدر ممكن من أبناء الشعب اليمني، ودفع من بقي منهم على قيد الحياة نحو الاستلام والخضوع.
غارات العدوان على المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، في مستشفى الأمومة والطفولة بميدان السبعين بصنعاء، أسفرت عن أضرار كبيرة في بنك الدم وملحقاته وأجهزته، وأخرجته عن الخدمة ، وتسببت بحالة من الهلع والخوف الشديد في نفوق المرضى من الأطفال الرضع وحديثي الولادة وأمهاتهم، وطواقم المستشفى الطبية والإدارية.
المستشفيات ومراكز نقل الدم في مختلف القوانين والتشريعات الدولية والإنسانية منشآت وأعيان مدنية واستهدافها يدخل في قائمة جرائم الحرب والإبادة الجماعية والمنظمة المستهدفة لحياة البشرية، لكنها أمام العدوان السعودي الأمريكي باتت من المباحات التي يتواطؤ المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية والحقوقية، مع مرتكبيها.
استهداف مركز نقل الدم لم يكن الجريمة الوحيدة للعدوان السعودي الأمريكي على المنشآت الصحية في اليمن، بل هي جريمة واحدة من سلسلة جرائم العدو المنظمة والممنهجة في استهداف البنية الصحية لليمن.
27أبريل 2018.. 15شهيداً وجريحاً في جريمة إبادة جماعية في حي الأعناب بصنعاء
27إبريل نيسان من العام 2018م، كان حي الأعناب بمديرية معين في أمانة العاصمة يحتضن أهاليه الخالدين إلى النوم والمنهمكين في سباتهم العميق أطفال ونساء، كبار وصغار، رجال وشبان، الجميع عاش يوماً عصيباً، وكان الليل فرصتهم لأخذ قسط من الراحة وتجديد النشاط، لكن طيران العدوان حلق في سمائهم ، وفوق حيهم على وجه الخصوص ، لينهي تلك الحالة الساكنة، بحمم حقده، وغاراته الثلاث الفتاكة والقاتلة وانفجاراتها المرعبة، فخلط مزيج الأحلام والكوابيس المرعبة بواقع أشد منها رعباً.
قبل أن تكتمل الحصة المناسبة للنوم وقبل أن تغمض آخر جفن في تلك الليلة، تصل التوجيهات إلى قائد الغرفة والسيطرة للعدوان في الرياض، الهدف مهم تحركوا، ما هو يا ترى؟ منازل مواطنين في حي الأعناب.
الطائرة تقلع وتحلق، وتلقي حمولتها، فصعق كلَ من كان نائماً، على صوت الدمار والموت، وأعمدة الدخان والغبار ورائحة الدم والبارود في آن واحد.. دمرت 3 منازل على رؤوس ساكنيها.
منازل الحيمي، والمناري، وطارش، 3 بيوت هدمت بالكامل على رؤوس ساكنيها جعلت من كان بداخلها بلا مأوى، فيما تضرر الحي بكامله ، وحول البقاء فيه إلى شبه انتظار على قارعة الموت المحقق.
الساعة 11:20 دقيقة كانت ساعة الصفر للعدو المجرم، والقيامة الكبرى لأهالي حي الأعناب، فهذا يجر أطفاله وزوجته، وذلك يفر من أخيه وأمه وأبيه، يشرد ويهذي دون وعي ، وآخر يسصرخ من تحت الركام “انقذوني” ، وذلك يمسح الغبار من عيونه، ويعود للنوم كون ما هو فيه حلم ، فيمسح واذا بدم يخرج منه.
أسفرت الغارات عن استشهاد طفل ووالدته ، و13 جريحاً، وخسائر مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين ، وحالة هلع وخوف في نفوس المواطنين ، ونزوح حي الأعناب إلى الأحياء المجاورة، في استهداف ممنهج للحياة بشكل عام و وطفولة بشكل خاص في اليمن، أمام مرأى ومسمع من العالم كله.
ويعد قصف حي الأعناب جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وفقاً لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والقانون الدولي العام.