الدورات الصيفية.. فرصة ذهبية لتنشئة جيل متسلح بالوعي والمعرفة
في زمن تتسارع فيه التحديات وتتعدد المؤثرات، تبرز الحاجة الماسة إلى تنشئة جيل واعٍ يدرك خطورة المرحلة ويتسلح بالوعي والمعرفة. الدورات الصيفية تقدم فرصة ذهبية للشباب ليس فقط لاستثمار أوقات فراغهم بما هو نافع ومفيد، بل وأيضاً لتعزيز هويتهم الثقافية والإيمانية من خلال الثقافة القرآنية.
تنطلق الدورات الصيفية من رؤية تربوية تتركز على الثقافة القرآنية والهوية الإيمانية للشعب اليمني و تهدف إلى بناء جيل قادر على التمييز والتحليل، جيل متحمل للمسؤولية، متربي على مكارم الأخلاق، ومكتسب للمهارات والقدرات العالية التي تكسبه حصانة أمام المد الصهيوني والتضليلي عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل وشاشات الهاتف والتلفاز وهذه الدورات تعمل على تنمية الوعي لدى النشء وتحصينهم ضد الأفكار الدخيلة والمغلوطة، وترسيخ القيم العظيمة من حرية وكرامة وعزة وفهم للعدو ومؤامراته وكيفية التصدي لها.
في ظل الاستهداف الممنهج للأعداء ومخططاتهم التآمرية، تأتي الدورات الصيفية كخط دفاعي يفشل خططهم الرامية إلى إفساد الجيل وحرفه عن المسار الإيماني الصحيح. إنها تعمل على الارتقاء بالأجيال وتنويرهم بالمعرفة والثقافة القرآنية، مما يمكنهم من إحداث تغيير حقيقي في واقعهم.
الدورات الصيفية هي ميدان تربوي وتعليمي وثقافي يخوض فيه المعلمون والطلاب معركة تربوية تعليمية في مواجهة الضلال والمضلين. ومن خلال هذه الدورات، يتم تأسيس بناء جيل قادم محصن بالوعي والمعرفة، جيل يستطيع التصدي للتحديات والمخاطر التي تواجهه.
إن الدورات الصيفية لا تقتصر على تقديم العلم والمعرفة فحسب، بل تعمل أيضاً على تنمية السلوكيات الإيجابية وتطوير القدرات الشخصية والاجتماعية للملتحقين بها. وهي تعزز روحية الانتماء للدين والهوية الإيمانية، وتحفز الشباب على العمل الجاد والنافع والمثمر.
الدورات الصيفية تمثل ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ ومتحضر، جيل يدرك خطورة المرحلة ويتحلى بالوعي والمعرفة، ويستطيع أن يكون سنداً لأمته ومجتمعه.
إن المدارس الصيفية تأتي كما في كل عام في إطار التوجه التحرري المبارك لشعبنا العزيز، وتعزيز الانتماء لأمته وقضاياها الكبرى وفي المقدمة القضية الفلسطينية .. ولذلك رغم قصر مدته فأنه تكتسب أهمية بالغة جداً والمطلوب هو الدفع بالأجيال إلى هذه المراكز لتعلم ما يفيدهم وينفعهم ومن الأهمية ذكر بعض النقاط التي توضح أهمية هذا المراكز ودورها ولماذا يحاربها الأعداء:
أهمية الدورات الصيفية ودورها في رعاية الجيل
تأتي أهمية الدورات الصيفية، التي تأتي في إطار التعليم الصحيح، وتقديم المعارف النافعة، التي تجسد مكارم الأخلاق، والتي تُقَدِّم بشكلٍ صحيح مفاهيم الإسلام. ففي الدورات الصيفية، يحظى الجيل:
بترسيخ الهُوية الإيمانية، والانتماء الراسخ، الواعي، المسؤول، لشعبه وأمته.
- يكتسب الوعي:
ونحن في مرحلة، من أهم ما نحتاج إليه، وفي مقدمة ما نحتاج إليه جميعًا (كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً)، هو الوعي، نحن في مواجهة حرب رهيبة في هذا العصر، يقودها أعداء الإسلام، اليهود والنصارى، أمريكا وإسرائيل، وحلفاؤهم، هجمة رهيبة جدًّا، على مستوى (التزييف، والإضلال، والإفساد، والتحريف للمفاهيم، والتجهيل للناس بحقيقة الأمور، تقديم صورة مغلوطة عن كل الأشياء)، نحتاج إلى الوعي؛ فالجيل يحظى في هذه الدورات بالوعي.
- يتربى على مكارم الأخلاق:
لأن منهجية الإسلام، تعتمد بشكلٍ متوازن على: التعليم بالعلم النافع، والتربية على مكارم الأخلاق، والتزكية للنفوس، لأنها عملية بناء للإنسان، وهداية للإنسان، وإصلاح للإنسان، وارتقاء بالإنسان؛ فالجيل يحظى في الدورات الصيفية بالتربية على مكارم الأخلاق، يحظى بالتربية الإيمانية.
- يكتسب المهارات والقدرات، التي ترفع من مستوى معرفته:
في الدورات الصيفية أنشطة، ترفع من مستوى القدرات الذهنية والمعرفية للطالب، وتسهِّل عليه اكتساب العلم والمعرفة بشكلٍ أفضل، وكذلك الأداء المرتبط بذلك، وهذه مسألة مهمة جدًّا، يحتاج إليها الطالب بشكلٍ كبير.
- يتثقف بثقافة القرآن الكريم:
من أهم ما تقدمه الدورات الصيفية هو: التثقيف للجيل الناشئ بثقافة القرآن الكريم، التي هي أسمى ثقافة، وأرقى ثقافة، تجعل عنده وعيًا عاليًا، ونظرة صحيحة، واهتمامات كبيرة، وتشده إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” ويستشعر المسؤولية، ويتوجه في هذه الحياة بفاعلية كبيرة جدًّا.
- -يتعلم مبادئ الإسلام:
يتعلم منها مفاهيم الإسلام ومبادئه، وكذلك النظرة الصحيحة إلى هذه الحياة، إلى واقع الحياة، إلى مسيرة الحياة، وكيف يجب أن يبني الإنسان المسلم مسيرة حياته. ويكتسب الوعي، والتربية الإيمانية).
مميزات الدورات الصيفية
أنها تأتي في إطار توجه شعبنا المنطلق من هويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، وتقدم تربية إيمانية أصيلة، فهي تربّي على:
الحرية بمفهومها الصحيح.
العزة، والكرامة.
الأمل والثقة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
التوكل على الله “جَلَّ شَأنُهُ”.
الاستشعار العالي للمسؤولية.
التوجه العملي الجاد نحو بناء حضارة إسلامية راقية.
لماذا ينزعج العدوان من الدورات الصيفية؟
تأتي الدورات الصيفية في إطار الاهتمامات التعليمية والتثقيفية لشعبنا اليمني المسلم العزيز، الذي تمسك وواصل اهتمامه بالتعليم، والأنشطة الثقافية، بالرغم مما يعانيه من الاستهداف الواسع عبر
التدمير: للمدارس، والجامعات، والمساجد
الحصار: واستُهدِفت العملية التعليمية بالحصار.
الحملات الدعائية: والإعلامية الواسعة والمكثفة؛ بهدف إبعاد الناس عنها، وثني الناس عنها، والتشكيك فيها، والسعي لصد الناس عن الإقبال إليها.
والدورات الصيفية تلقت حصةً أكبر من الاستهداف والحملات الدعائية، في الصد عنها، وفي التشويه لها، وهذا يدل على أهميتها الكبيرة.
لذا فإن (انزعاج الأعداء الشديد جدًّا من الدورات الصيفية، يعبِّر عن أهميتها، ويشهد على أهميتها؛ لأنهم لا يريدون لشعبنا أي خير، ولذلك ينزعجون من كل ما يساهم في بناء جيله، والارتقاء بمستواهم، في العلم، والمعرفة،
وجوب التعاون في إحياء الدورات الصيفية
ولذلك- لهذه الأهمية يجب أن يتعاون الجميع، في إحياء هذه الدورات، وفي دعمها بدءًا:
دور الجهات الرسمية:
هناك عدد من الوزارات ذات العلاقة المباشرة بالدورات الصيفية في مسؤوليتها، هي معنية بالدرجة الأولى في التعاون، والاهتمام، والدعم المادي بكل ما يلزم، مما هو متوفر في نطاق إمكانياتها، لدعم الدورات الصيفية.
دور الميسورين:
الذين ظروفهم متحسنة، ويستطيعون أن يساهموا، وأن يدعموا هذه الدورات؛ لأنه كلما توفر الدعم أكثر، كلما أمكن استيعاب أكبر قدر من الطلاب، وإقامة دورات أكثر، وهذا يحتاج إلى مساندة وتعاون، والتعاون في هذا المجال مهمٌ جدًّا، أجره كبير، وفضله عظيم، وهو إسهام مباشر في عمل من أعظم الأعمال قربة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
دور المجتمع:
من المهم أن يكون هناك دفع للأبناء، في المشاركة في هذه الدورات الصيفية، وفي الالتحاق بها، فالذي يسعى للاهتمام بأبنائه، في أن يتعلموا العلم النافع، وأن يتربوا التربية الإيمانية، هو ينصح لنفسه، وينصح لأسرته، والمجتمع معنيٌ بالدفع بالأبناء للالتحاق بالدورات، وعدم الالتفاتة إلى المخذلين، والمثبطين، الذين يحاولون أن يصدوا الناس عن ذلك.
دور المعلمين، والثقافيين والعلماء:
وكذلك كل من يمكنه من طلاب العلم المستفيدين، أن يشارك في التعليم في هذه الدورات، فهي مسؤولية عليهم ما بينهم وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، عندما تحمل العلم، وتصبح أنت متعلمًا مستفيدًا، فعليك مسؤولية: أن تساهم في التعليم للآخرين، ولذلك نأمل منهم أن يكون هناك استجابة واسعة للمشاركة في الدورات، وباهتمام، وجد، وباستمرارية.
(ينبغي أن تكون المشاركة، من المعلمين، من حملة العلم، من المستفيدين، من الثقافيين، مشاركة جادة، تقرُّبًا إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبنُصح، وبجد، وبإخلاص، وباهتمام، وأن يحرصوا على الاستمرار في ذلك).
دور الطلاب:
من المهم لهم أن يدركوا قيمة هذه الدورات، وأهميتها لهم؛ لأنها تبنيهم، هي خدمةٌ لهم هم، تبنيهم، ترفع من مستواهم: في الوعي، في العلم، في المعرفة، في الأخلاق، ويمكن أن تكون منطلقًا مهمًا في مسيرة حياتهم، وأن يؤسسوا من خلالها مستقبلهم المهم، على مستوى العلم، والمعرفة، والفهم الصحيح، والوعي العالي.
دور الإعلاميين:
والمطلوبٌ منهم أن يدعموا هذه الدورات، وأن يشجعوا الطلاب، وأن تكون الأنشطة الإعلامية مساندة، وداعمة، وأن تُضفي حيوية كبيرة على هذه الدورات، وهذا شيءٌ مهم.
دور الزيارات من أبناء المجتمع (الوجاهات، المسؤولين، العلماء):
لأن الزيارات للدورات، وللطلاب، وللمدرسين، ذات أثر مهم في التشجيع، في الدعم المعنوي، في المساندة، وذات أهمية كبيرة جدًّا في دعم هذه العملية التعليمية المهمة.
هذا كله مطلوبٌ من الجميع؛ لأن حالة التعاون من الجميع، يكون لها- في نهاية المطاف- الثمرة الطيبة، والأثر الإيجابي.
هذا الاهتمام من جانب شعبنا العزيز، في ظل الاستهداف الكبير له، هو أيضًا يُقَدِّم رسالةً كبيرةً جدًّا لأعداء هذا الشعب:
(أن هذا الشعب ثابت، ومستمر، وقوي، ويواصل مسيرته الإيمانية، على الرغم من أنوف أعدائه.. وأنه لا يمكن أن ينكسر، لا بالضغوطات الاقتصادية، ولا بالحرب العسكرية، ولا بالحملات الإعلامية والدعائية، ولا بأي شكلٍ من أشكال الاستهداف، هذه مسألة مهمة جدًّا، ونأمل من الجميع الاهتمام بها.)