تقرير مستجدات الوضع في اليمن 13ابريل
صنعاء : علي جاحز
الاسبوع الثالث يكاد يكتمل منذ اندلاع العدوان السعودي على اليمن المسمى ” عاصفة الحزم ” دون ان يظهر أي افق للحزم كما يفترضه الاسم و لا لنهايته التي بقدر ما يبدو اليمنيون متماسكون لم يلجأوا بعد الى استجداءها فهم يجزمون انها لم يعد بيد السعودية انهاء الحرب بطريقتها او بمزاجها ، متوعدين برد اقسى من اعترافها بالفشل الذي يرى مراقبون انه بات يظهر في اشارات ناطقها و في حشدها للتحركات الدولية لصناعة ضغط شكلي على نفسها لتبرر فشلها في تحقيق اهداف اعلنتها بداية العدوان لم تحقق منها شيئا و على راسها اعادة شرعية الرئيس الفار عبدربه هادي و الذي امسى خارج أي حل قادم وهو ما فهم من تعيين خالد بحاح نائبا له من داخل اروقة الرياض و قوبل برفض انصار الله .
و كما لم ينجح العدوان السعودي في المعركة الجوية ذات الطرف الواحد ، فإن خيار الزحف البري لا يبدو سهلا ليس بنظر السعودية وحسب كونها تفهم مؤهلات قواتها البرية بشريا و ان تفوقت تقنيا ، بل بنظر حلفائها ايضا و هو ما انعكس في الموقف الباكستاني و الاردني و التركي الذي وصفه محللون بالصفعات المتتالية ، كما انسحب الموقف على رؤى و مواقف دولية كان اخرها موقف الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الذي دعا لوقف الحرب و العودة للحوار مبديا اسفه على سقوط المدنيين و تدمير البنى التحتية و الخدمات و تفاقم الوضع الانساني في اليمن جراء الغارات و الحصار ، يأتي هذا في ظل استمرار القصف المتصاعد لطائرات العدوان السعودي على منشئات و احياء و مطارات و موانئ يمنية وصل بها الحال الى تكثيف القصف الجوي على قرى كثيرة في محافظة صعدة التي تنال النصيب الاوفر من كل تلك الضربات حيث افادت مصادر محلية ان الطيران اجهز على محطات الكهرباء و المياة و الاتصالات المركزية ، و هو ما يتطابق مع اعلان ناطق العدوان الذي اشار الى توجه العدوان نحو قطع الاتصال عن صعدة الحدودية التي تشهد تحركا عاليا للتعبئة بانتظار لحظة الصفر في حال بدأ العدوان البري من طرف السعودية .
و في وقت تستمر حملة التعبئة العامة على الحدود مع السعودية على كافة المستويات العسكرية و التموينية و المجتمعية تحسبا لاي زحف سعودي على الحدود يصر اليمنيون على عدم البدء تجنبا لتبريره ، سقط احد المواقع العسكرية السعودية بيد مسلحي قبيلة يمنية السبت الماضي اسفر عن مقتلضباط و عدد من الجنود و فرار البقية ، و اكد مصدر امني يمني مساء السبت ان قبيلة “طخية” اليمنيةتمكنت من السيطرة على موقع المنارة العسكري السعودي و قتلت خمسة ضباط و عدد من الجنود و فرار بقية افراد المعسكر ، و هو ما اكده ناطق العدوان الذي قال ان هجوما حوثيا على معسكر المنارة اسفر عن مقتل ضباط و جنود ولم يشر الى سقوط الموقع .
العملية التي وصفت بالخاطفة خطفت الانظار المترقبة لبدء الرد البري من طرف اليمن ، و في حين اتهمت السعودية انصار الله بالوقوف وراءها، انصار الله لم يعلقوا عليها و لم يعلنوا تبنيهم لها ، فيما افاد المصدر الامني في تصريح لوسائل الاعلام ان الموقع العسكري كان يقصف احياء و منازل قبيلة طخية طوال الاسبوع الماضي الامر الذي دفع القبيلة للرد و اسقاط الموقع ، لافتا الى ان العملية تصرف يخص القبيلة و ليس في سياق الرد على العدوان ، غير ان مراقبون و عسكريون اعتبروها انموذجا مصغرا لما يمكن ان يحصل في حال قرر العدوان فتح جبهة برية ، ناشطون وصفوها بكونها بروفة سريعة كشفت عورة الجاهزية السعودية و مؤهلات قواته البرية امام افراد قبيلة يمنية ، أنباء تحدثت عن تمكن افراد قبيلة طخية اليمنية من حصد غنائم من المعسكر و العودة بها الى قراهم ، و قال شهود عيان على الحدود من طرف اليمن انهم شاهدوا الطيران السعودي يشن غارات مكثفة على المعسكر بعد ان غادر افراد القبيلة اليمنية في ما وصف بالتصرف الوقائي المتأخر ، يأتي هذا في وقت لايزال الجيش اليمني و انصار الله ممسكين بحبل الصمت و محتفظين فقط بحق الرد في الوقت و المكان المناسبين
و في الجبهة الداخلية يستمر الجيش اليمني و اللجان الشعبية في معركتهم الداخلية المتمثلة في ملاحقة اوكار القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية ، و بعد ان تمكن الجيش و اللجان من تطهير معظم محافظات الجنوب ان لم نقل كلها باستثناء حضرموت ، توجهت بوصلة الحملة العسكرية التي يعتبرها انصار الله اولوية قبل أي رد على العدوان الى مأرب التي ظلت منذ شهور محل توتر بين انصار الله و القاعدة استوجب التطرق لمعالجته في وثيقة السلم و الشراكة التي وقعت ليلة 21 سبتمبر 2014م ، وشهدت محافظة مأرب خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين الجيش و اللجان الشعبية من جهة و القبائل الموالية للقاعدة من جهة اخرى اسفرت عن اسر ضباط وجنود لكتبية موالية للجنرال الهارب علي محسن الاحمر تقاتل الى جوار القاعدة في مأرب ، وفيما يتقدم الجيش و اللجان الشعبية طوال الوقت كان طيران العدوان السعودي يقصف على المعسكرات و المنشئات في مساندة واضحة للقاعدة حيث استهدف القصفمبنىالمجمعالحكوميبمديريةصرواحمحافظةمأرب وادارة الامن بمدينة مارب و معسكرالفرضهغرب مأرب ، و اكد مديرمكتبالأثاربمأرب مبخوت محتم تعرضموقعبراقشالأثريبمديريةمجزروموقعمعبدصرواح الأثريبمديريةصرواحلغاراتمنالطيران السعودي المعادي ضمن سلسلة غارات على مواقع اثرية و مدنية كثيفة ، و اضاف في حديثه للأخبار قائلا :” اناستهدافصهاينةالعربللتراثالعربيدليلًعلى تنفيذاجندهمأسونيهتستهدفحضارةالانساناليمنيوالعربي” ، و ناشد مدير الاثار بمأرب المنظماتالعربيهوالدوليهالوقوفلجانباليمن بوجهاستهداف العدوان لحضارةالانساناليمنيوالتيتمتدالىالآلآفمنالسنين .
و فيما يؤكد سكان محليون استمرار غارات العدوان السعودي على مأرب مستهدفا الاسواق و المعهد التقني بالتزامن مع تمكن الجيش و اللجانمن تطهيربراقش وصرواح و سقوط عدد كبير من القاعدة بين قتلى و جرحى و فرار اعداد كبيرة ، كانت وسائل اعلامية تابعة للاصلاح تتحدث عن خيانة رجال القبائل بمأرب و تسليمهم للحوثيين بسهولة ، و بحسب مصادر خاصة فإن جبهة مأرب لاتزال تشهد تقدما كبيرا للجان و الجيش في عدد من المناطق في محافظة مأرب ذات الطبيعة المناخية و التضاريسية الصعبة ، و يرى مراقبون ان التقدم في مأرب يفسر التطور الملموس في غارات العدوان السعودي الذي بدأ باستهداف ابراج الاتصالات في اكثر من مكان و خاصة في محيط العاصمة اضافة الى استهداف ابراج خطوط الطاقة الكهربائية بين صنعاء و مأرب و اخرج المنظومة عن الخدمة ، وكانت السعودية بعد 21 سبتمبر قد اعلنت على لسان وزير خارجيتها ان المساس بمأرب يعتبر مساس بالرياض في وقت كانت تسلح القاعدة بمعدات واليات ثقيلة بالعلن .
يوميات العدوان تتراكم في ارشيف ذاكرة الناس التي توثق كل يوم مجزرة او اكثر ، و في رصد لمزاج العدوان الذي يركز حينا على المدارس و الجسور و الناقلات و المصانع و مخازن التموين الغذائي كانت الغارات قد استهدفت خلال اليومين الماضيين اكثر من اربعة ملاعب و اندية رياضية وكان ابرزها ملعب عدن الاولمبي الذي اقيمت فيه مباريات خليجي عشرين و ملعب مدينة اب و الصالة الرياضية ملحقا اضرارا بالاحياء السكنية التي بجوارها حيث سقط اكثر من 12 شهيدا من اسرة واحدة اثناء القصف على الصالة الرياضية بمدينة اب ، وكان ارتكب العدوان السعودي خلال اليومين الماضيين اكثر من مجزرة كان ابرزها القصف على قرية يسكنها فئة ” المهمشين ” او ما يعرف في اليمن بالاخدام و هم شريحة مهمشة ، قرية الظهرة بمحافظة تعز لم تكن تنتظر ان تكون هدفا لاي طرف داخلي او خارجي بحكم بعدها عن كل ما يجري ، فوجئت منازلها بغارات وحشية شنها العدوان السعودي وهي نائمة لتتناثر اشلاء الاطفال و النساء و الرجال على ارصفة الاحياء التي تحولت الى دمار ليسقط ما يقارب 20 شهيدا و عشرات الجرحى.