مِئة ريال تُسمِعُنا صُراخَ كل الأعداء وتابعيهم
محمد يحيى الضلعي
إدانات واسعة واستنكار معهود من قبل العدوّ ومرتزِقته، حتى قامت الدنيا ولم تقعد تحت عنوان الخوف من انهيار الاقتصاد الوطني الذي يدمّـرونه يوميًّا، في مسلسل مفضوح هدفه النيل من الخطوات الوطنية المدروسة لحماية العملة اليمنية والحفاظ عليها من التلف والانهيار.
وليست المرة الأولى التي يتباكون فيها ويخوفون المواطن اليمني منها، فعند منع تداول العملة المزورة التي طبعها المرتزِقة صرخ العدوّ ومرتزِقته تحت غطاء الخوف على الاقتصاد والمواطن، لتتجلى بعد ذلك عدالة وحنكة القيادة في اتِّخاذ قرار اقتصادي تاريخي حافظ على الريال اليمني من الانهيار وحفظ حقوق المواطن وحقه في الحصول على السلع بأسعار معقولة، واليوم نشاهد جزءاً آخر من العويل والتباكي من قبل العدوّ ومرتزِقته؛ بسَببِ طباعة العملة المعدنية فئة المِئة ريال بديلًا عن التالف فكيف سيصدق الشعب نحيبكم؟
من دمّـر البلاد والموانئ وكلّ الروافد الاقتصادية للبلد لا يحق له أن يتحدث عن اقتصادنا، وكيف وبأي وجه يدمّـر البنية التحتية بالبارود، ثم يأتي ليقول إنه حريص على الاقتصاد خوف الانهيار، ومن الذي لم يمنح العقل لكي يصدق هذه الإنسانية الزائفة التي يحاولون من خلالها خداع المواطن البسيط وتمرير تصرفات مرتزِقتهم.
إن الحرب التي فرضت علينا علمتنا كيف نديرها من كُـلّ الجوانب، وما إقدام بنك صنعاء المركزي لحل مشكلة تمس الوطن والمواطن بصك عملة معدنية لفئة صغيرة ضرورية التداول فئة المِئة ريال إلا نجاحاً يحسب للجبهة الاقتصادية وبأقل العواقب السلبية كبدل تالف، وليست قيمة مضافة لتصنع تضخماً في السوق، والدليل على النجاح في هذا الإقدام هو عويل المرتزِقة والأعداء مثل أمريكا ومن إليها.
كيف لأمريكا أن تورط نفسها في إدانة كهذه وهي من أخبرتنا قبل ثمانية أعوام عبر مفاوضات الكويت من خلال سفيرها بقوله علناً لرئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، إننا سنقتل الاقتصاد إذَا لم تنصاعوا لنا.
هكذا قال السفير الأمريكي ولم يكن مغيباً حتى الآن، بل تم مكاشفة الشعب حينها وصرح بذلك رئيس الوفد المفاوض محمد عبدالسلام، لوسائل الإعلام عما قاله السفير الأمريكي كتحذير احترازي لقبح أمريكا ومرتزِقتها وكان ذَلك في 2016، والسؤال هنا ألم تستح أمريكا من إدانتها لصك عملة معدنية نحتفظ بعواقبها ونتحمل مسؤوليتها، أم أنه نتيجة فشل الهيمنة الأمريكية في وقف مساندة غزة من يمن الأنصار دفعها للسقوط في مثل هذه الأقاويل؟
الملفتُ للنظر اهتمام المرتزِقة والتداول الإعلامي السلبي لهذه الخطوة التي اتخذها بنكُ صنعاء، رغم أن المرتزِقة أنفسهم في وحل الانهيار للريال المطبوع بأمر من أسيادهم؛ كي يكون وسيلة ضغط على المرتزِقة أنفسهم؛ بمعنى ألا يفهمون ويعقلون ويدركون أين هم وأين نحن؟!
بالتأكيد الجميع يعرف أين هم وأين ما يسمى برئيس مجلسهم الذي لم يستطع مزاولة عمله ليوميين متتاليين من عدن، وفي هذا الجانب لا نسرد ولا نطول في وضع مرتزِقة البلد ونتساءل عن الاقتصاد الأمريكي المعمول بلغة القوة فقط، هل لأمريكا تكاشف العالم عن طباعة الدولار وكم فئات يتم الطباعة منه سنوياً وهل تقدم تأميناً وغطاء لذلك؟ أمريكا تعرف ونحن نعرف وحتى الأُورُوبيين أنفسهم يعرفون مَـا هو الدولار وكم غطاء التأمين، نعم الدولار الذي يتحكم في تجارة العالم يتم طباعته بما تقتضيه حاجة الدفع لبلدان العالم الثالث؛ فهي أمريكا التي تطبع وهي التي تشتري وهي التي تأمر بإيداع ما تدفعه في بنوكها، وبقر الخليج يعرفون ذلك، من يبيعون النفط بالدولار، وهم أنفسهم فرضاً يودعون هذا الدولار في بنوك أمريكا وبريطانيا، وبكل هذه الهيمنة العالمية للتجارة العالمية من قبل أمريكا وأعوانها نجد إنسانيتها في إدانة لأجل الاقتصاد اليمني المعدوم والذي لا يذكر.
ونستطيع أن نلخص كُـلّ هذا السقوط في أن الساقط من أعلى الجبل يمسك بكل ورقة شجر كي ينجو أَو يحقّق أقل الأضرار، في حربهم مع اليمن ابتداء من اعتداء أتباعهم وانتهاء بمعركة الجهاد المقدس في البحر الأحمر.
وخلاصة لا عليكم ولسنا بحاجة حرصكم ولا إنسانيتكم؛ فأنتم العدوّ الذي جرائمه قتلت الإنسان اليمني، وأهلكتم الحرث والنسل، فلا تتباكون نحن وأنتم فقط نعرف حرصكم وقلقكم علينا، ووفروا قلقكم فقد تحتاجونه يوماً ما في مواقع أكثر إيلاماً ووجعاً.
كفو أيديكم عنا فقط ونحن نعرف جيِّدًا كيف تدار الأمور، ونعرف جيِّدًا كيف نقود سفينتنا الاقتصادية بكل حنكة إلى بر الأمان، ولتكن لكم عبرة من سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار في المناطق المحرّرة وفي المناطق التي تديرونها مع مرتزِقتكم، لتعرفوا أن نحيبكم مفضوح، لم يعد أحد يصدقه، وأن من قتل الإنسان لا يمكن أن يحافظ على ماله واقتصاده.