البدايات الأولى للعدوان.. استهداف اليمنيين في المساجد
يمانيون – متابعات
لا تزال المجزرة الدموية التي شهدتها العاصمة صنعاء في العشرين من مارس 2015م والتي راح ضحيتها مئات المصلين عالقة في ذاكرة اليمنيين وبالذات ذوي الضحايا.
في تلك الحادثة الإرهابية المؤلمة أقدم أربعه انتحارين على تفجير أنفسهم في أوساط المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجدي بدر والحشحوش ما أدى إلى استشهاد 137 شهيداً وإصابة 357 آخرين بينهم العديد من الأطفال وكبار السن في جريمة بشعة تنافي القيم والأعراف والقوانين السماوية والإنسانية.
ويؤكد نشطاء سياسيون وإعلاميون في حديث “للمسيرة” بأن جريمتي تفجير بدر والحشحوش نفذت بتخطيط مرتب ومنظم من قبل تحالف العدوان وبتجاهل متعمد من قبل السلطة الحاكمة آنذاك، موضحين أن تلك الجريمة مثلت البداية الأولى لعدوان دولي مباشر يستهدف كافة البلد وهو ما حدث بالفعل حيث أعلن من العاصمة واشنطن بعد مرور ستة أيام من المجزرة المروعة تحالف عدواني على اليمن بقيادة النظام السعودي.
مخطط لتمزيق اليمن
ويؤكد الباحث في الشؤون الإسلامية الدكتور حمود الأهنومي أن تفجير المسجدين الذي تم في العشرين من مارس 2015م كان مقدمة لعدوان شامل على البلد.
ويوضح أن أعداء الوطن أرادوا بالعمليات الإرهابية إيجاد حالة من النزاع المذهبي في الداخل اليمني لتمزيقه مذهبياً وطائفياً كي يسهل غزو اليمن واحتلاله وهو مالم يتحقق.
ويلفت إلى أن التعايش والتسامح المذهبي اليمني الأصيل المتواجد في اليمن منذ عقود من الزمن أفشل مخططات الأعداء وجعل مؤامراتهم تذهب أدراج الرياح.
ويرى أن أعداء الوطن حرصوا على تفجير جامع بدر والحشحوش وذلك لأن العديد من قادة ورموز البلد الاجتماعيين والثقافيين الاجتماعيين يتواجدون بشكل متكرر ومستمر في هذه الجوامع، مبيناً أن العدو حرص من خلال التفجيرات الإرهابية قبيل العدوان تصفية النخب وتحييدهم حتى لا يكون لهم تأثير كبير وفاعل في مواجهة العدوان.
ويلفت إلى أن تنفيذ التفجيرات الإرهابية في مساجد الحشحوش وبدر والإمام الهادي جاء بأسلوب مباشر من قبل تحالف العدوان، مستدلاً بما تم تداوله في قنوات العدوان العربية والحدث واللتين أعلنتا بعمليات التفجير في الثلاثة المساجد، وذلك بحسب الخطة التي وصلت إليهم وفي حينها لم يعلموا آنذاك بفشل عملية تفجير الإمام الهادي.
من جهته يرى الناشط الإعلامي أسامة المحطوري أن جريمتي تفجير بدر والحشحوش نفذت من خلال منظومة العدوان السعودي والتي استغل ووظف التوليفة الفكرية التكفيرية لتنفيذ مثل هذه الجرائم الشنيعة.
ويوضح أن استهداف جامع بدر والحشحوش، وكذا جامع الإمام الهادي والتي فشلت عملية التفجير آنذاك جاء نظراً لما تمثله هذه المساجد من رمزية لأنصار الله باعتبارها معاقل جهادية تعبوية.
ويقول: ” القيام بتلك العمليات الإرهابية جاء كمحاولة لإيجاد تشظي طائفي كما حصل في أفغانستان والعراق في البيئة اليمنية التي لا تقبل ذلك؛ ولكن الجماعات التكفيرية التي تخدم التوجه الأمريكي والإسرائيلي توجهت نحو هذه الفعلة بتدبير أمريكي إسرائيلي مع عملائهم لخلق حالة اختلال أمني وهزة معنوية كمقدمة للعدوان على اليمن”.
ويضيف : ” ولكن ذلك فشل وكانت النتيجة عكس ذلك تماماً، وزاد الوعي بخطورة الفكر التكفيري الخبيث وضرورة التصدي له ولأربابه ومشغليه”.
محاولة بائسة لإسكات الحق
بدوره يقول الناشط السياسي والإعلامي عبد العزيز أبو طالب : “في محاولة فاشلة لإعاقة انتشار المسيرة القرآنية قامت الجهات المعادية باستهداف المراكز التي استقبلت المسيرة والمشروع القرآني، وبدأت بتصديره للمجتمع ومنها الجوامع التي تبنت المشروع القرآني، وكان أبرز هذه الجوامع جامع الحشحوش ومركز بدر، إضافة إلى أن هذين الجامعين يقوم عليهما شخصيتان مؤثرتان هما الشهيد الدكتور المرتضى المحطوري والدكتور طه المتوكل، واللذان كان لهما الأثر الكبير في تحشيد المجتمع وكشف فساد النظام وتبعيته للأمريكي”.
ويضيف: “لذلك كان القرار بتفجير بيوت الله والراكعين الساجدين فيها من الأبرياء لتكون رسالة بألا تذهبوا مجدداً إلى المساجد التي تتبنى المشروع القرآني”، إضافة إلى إسكات الأصوات الصادحة بالحق”.
ويزيد :” ولكنها فشلت وكانت نتائجها عكسية إذ اتضح للشعب اليمني أن هذه التفجيرات، وإن تمت بأيادي تدعي الإسلام إلا أن المستفيد منها هو العدو الأمريكي والصهيوني، فازداد الشعب يقيناً بأهمية المشروع القرآني وتأثيره على العدو.
ويؤكد أبوطالب أن تنفيذ العمليات الإرهابية في العاصمة صنعاء كان بتواطئ من النظام السابق آنذك، والذي وفر تسهيلات أمنية كبرى للتكفيريين ما يوحي بوجود تنسيق مسبق وضمانات للإفلات من الملاحقة والعقاب كما هي عادة الجماعات التكفيرية في البلدان العربية.
ويشير إلى أن ما يثبت تأكيده في تواطئ النظام السابق مع الإرهابيين سقوط أركان النظام السابق وهروب الكثير من قادته إلى المناطق المحتلة، حيث هربت معهم الكثير من عناصر القاعدة وداعش، موضحاً أن من تبقى منهم تمكنت الأجهزة الأمنية الوطنية من ملاحقتهم وضبطهم.
ويختتم أبو طالب حديثه بالقول: ” ظهر ذلك جلياً في انخفاض العمليات التكفيرية في المناطق الحرة في صنعاء إلى الصفر، بينما ارتفعت وتيرة العمليات التكفيرية في المناطق المحتلة
يوم دامٍ
في تلك الحادثة الدامية استشهد مئات الأبرياء وخيم الحزن أرجاء البلد بحسب ما يقوله مدير الإعلام بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء نجم الدين إدريس.
ويرى أن الفكر الوهابي التكفيري حرص من خلال التفجيرات الإرهابية لتلك الجوامع القضاء على الكوادر العلمية والسياسية والاجتماعية للمذهب الزيدي والمسيرة القرآنية.
ويؤكد إدريس أن جامع بدر و الحشحوش وكذا الإمام الهادي كانا من أبرز الجوامع الزيدية والتي كان لها دور بارز وكبير جداً في مواجهة الفكر الوهابي الذي اجتاح الجزيرة العربية، موضحاً أن شهيد المنبر الدكتور مرتضى المحطوري جعل من مسجد بدر منارة لتخرج الآلاف من الكواكب المتعلمين والذين تقع على عاتق غالبيتهم الكثير من المسؤوليات والمهام الوطنية.
ويشير إلى أن جامع الحشحوش كان له دور بارز في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي اقتلعت جذور الفساد وأخرجت اليمن من الوصاية، لافتاً إلى أن الدكتور طه المتوكل شكل آنذاك منارة لتحرك الآلاف من الشباب وتحفيزهم للثورة ضد النظام المرتهن للخارج.
– المسيرة نت: محمد ناصر حتروش