غضب الشعب اليمني و توحد المواقف لاجل اليمن مظاهرات تندد بالعدوان
صنعاء : علي جاحز
يرى مراقبون ان السعودية التي طالما اشتغلت عبر ادواتها السياسية او القبلية او الدينية على زرع الصراعات و النزاعات بين اليمنيين طوال عقود ، منفقة في ذلك اموالا طائلة لنافذين في السلطة او الجيش او القبيلة ، هذه الايام و من خلال عدوانها على اليمن وحدت اليمنيين و جعلتهم يضعون اسباب و عوامل الخلافات جانبا متفرغين للتعبير عن غضبهم و رفضهم لانتهاك سيادة بلدهم و الامعان في تدمير ما بناه اليمنيون من عرق جبينهم و قوت اولادهم من مؤسسات مدنيةو عسكرية باتت هدفا للعدوان ، و هو ما ترجمته التظاهرات الحاشدة التي خرجت امس الاربعاء في ساحات العديد من المدن و المحافظات اليمنية تحت اصوات قصف الطائرات في رسالة مفادها ان نيران العدوان لا تخيف اليمنيين الذين خرجوا ليهتفوا بصوت واحد ” لا للعدوان السعودي الامريكي على اليمن “
التظاهرات التي خرجت في كل من صنعاء و صعدة و تعز و اب و حجة و ذمار و يريم و الحديدة و عمران و غيرها من المدن ، جاءت تلبية لدعوة اطلقتها اللجنة الثورية العليا التي تدير شئون السلطة حاليا في صنعاء ، و يرى محللون ان التحرك السلمي بوجه العدوان لم يكن هو المتوقع ان تدعو اليه اللجنة الثورية العليا في وقت تتجه انظار الداخل اليمني و الخارج الى قرار الرد ، غير ان البعض يرى ان التحرك السلمي يهدف الى ايصال رسائل داخلية و خارجية ، و في هذا السياق علق الرئيس الدوري للمشترك و رئيس المكتب التنفيذي لحزب الحق بمحافظة تعز على دعوة اللجنة الثورية العليا بالقول :” كان منتظرا منها ان تدعوا الى الرد عبر جبهات المواجهة ” و استدرك الجنيد في حديثه للاخبار قائلا :” اللجنة العليا لها اعتباراتها السياسية و قد تكون قصرت ، لكن في الاخير القرار يعود لها “
وكانت التظاهرات قد خرجت ببيان مندد بالعدوان و متوعد بالرد ، و خلص الى ارسال خمس رسائل موجهة للخارج تلخصت في ادانة العدوان و استمرار التعبئة لمواجهة العدوان بكل الوسائل و استمرارالتصديللجماعاتالتكفيرية و ادانة الصمت على العدوان مجازره البشعة و دعوة الشرفاء في العالم الى ادانة العدوان و كسر الحصار الذي تفرضه السعودية على ابناء اليمن ، كما طالب البيان المنظماتالدوليةوالهيئاتالإنسانيةوالحقوقيةبتحملمسئوليتهاتجاههذاالعدوانغيرالمبرروالعمل علىإيقافهفوراًوتقديمالدعمالعاجل للشعب اليمني .
و فيما يعد الزخم الجماهيري الذي شهدته صنعاء و صعدة و حجة و ذمار ليس شيئا جديدا و ان كان هذه المرة يأتي في شكل مختلف نظرا لخروج مئات الالاف الى الساحات حاملين اسلحتهم مهددين بالرد يهتفون بالتفويض للسيد عبدالملك الحوثي باتخاذ قرار الرد الحاسم ، فإن مراقبون يعتبرون ان الجديد هو ما شهدته محافظة تعز التي كانتالى وقت قريب واحدة من اهم المدن المعارضة لانصار الله ، فالحشود الكبيرة التي خرجت في تعز اليوم منددة بالعدوان غير سبوقة مقابل وقفة لم تتجاوز العشرات من حزب الاصلاح خرجت في نفس الوقت في تعز تحمل صور ملك السعودية و تهتف ” بالكيماوي ياسلمان ” ، في الموقف الذي وصف بالمقزز و المعهود من حزب الاصلاح ، و قال محفوظ الجنيد في حديثه للأخبار :” هؤلاء الذين خرجوا يهتفون لصالح العدوان كانوا اوراقا خفية لاجندات سابقة و لم يتغير في مواقفهم شيء و العمالة عندهم اهم من اليمن ” و اكد الجنيد ان هناك الكثيرين اليوم تغيرت مواقفهم بعد الاعتداء و خصوصا بعد استهداف المنشئات ، حسب تعبيره
وكان ناشطون اشتراكيون و ناصريون في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ان العدوان يجب ان يواجه اولا و قبل أي حديث عن اختلاف مع انصار الله او مع غيرهم داعين الى ضرورة الخروج الى المشاركة في تلك التظاهرات ، و هو ما اكده رئيس مشترك تعز محفوظ الجنيد في حديثه للاخبار :” الجماهير خرجت من كل المكونات و الكثيرين راجعوا مواقفهم السابقة من انصار الله بعد ماشاهدوا العدوان على المنشات المدنية ” مشيرا الى كثيرين سكتوا في البداية لانهم كانوا يتوقعون ان الضربة ستكون ضد انصار الله ، و اضاف الجنيد ” فوجئوا بتوجه الضرب على المنشئات الحيوية و المصانع و الابرياء ” لافتا الى ان الجماهير عبرت عن شوقها لمعركة الرد و اعلنت تفويضها للسيد عبدالملك من الجماهير ليعلن قرار الرد الحاسم ، بحسب قوله ,
الى ذلك اشاد بعض عمال و موظفوا مصانع و مؤسسات عدن بالتعامل الايجابي من قبل اللجان الشعبية التي دخلت عدن مؤخرا ، و قال احدهم في رسالة الى الناشط اليساري بشير عثمان ” من اهم معارضي انصار الله ” ان انصار الله هزمونا باخلاقهم ، و صرفوا لنا رواتبنا رغم اننا نقاتل ضدهم و استطاعوا ان يوفروا مبالغ من ميزانية الدولة رغم الوضع الاقتصادي و الامني في حين كانت حكومة هادي تهدد بقطع الرواتب قبل 21 من سبتمبر رغم استمرار المساعدات و استقرار الوضع ، و هو ما اعتبره الناشط بشير عثمان انجازا يحسب لانصار الله و يستحق تغيير المواقف تجاههم .
على صعيد متصل تستمر في كثير من المحافظات اليمنية خصوصا الشمالية منها في التحشيد و التعبئة لمعركة متوقعة مع قوات السعودية و تحالفها ، حيث اكد مصدر في لجان الحشد رفض الافصاح عن اسمه في حديث للاخبار ان عدد المتقدمين للمشاركة في الحشد العسكري الشعبي لمواجهة السعودية كبير جدا ، و قال المصدر :” لدينا قوة بشرية و تفاعل جماهيري كفيل بان يصل الى الرياض ” ، مشيرا الى ان الاستعدادات للمواجهة البرية مع أي عدوان بري جاهزة و منتظرة قرار البدء ، و اضاف المصدر ان الشعب اليمني لم يتفاعل بهذا المستوى من قبل سواء على مستوى الدعم المادي او البشري الذي لا يزال في تزايد يوما اثر اخر .
يأتي هذا في وقت يستمر فيه العدوان على اليمن و على القرى و المدن الحدودية التي تتعرض للقصف المدفعي و الصاروخي و الغارات الجوية من قبل السعودية ، و فيما يتساءل محللون عن سر صمت زعيم انصار الله ، يرى اخرون ان انصار الله لايريدون ان يقعوا في فخ الرد الانفعالي الذي قد تكون نتيجته سلبية و ربما يعود بأثر سلبي ، و هو ما يؤكده المصدر في سياق حديثه للاخبار حيث يقول :” لم نتعود من السيد عبدالملك قرارا خاطئا ، كما لم نتعود منه ان يدع الاعتداءات تمر دون انتقام “