السيد عبدالملك الحوثي: الأمة الإسلامية والعالم العربي عليهم مسؤولية والتزام إيماني وإنساني وأخلاقي بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والوقوف معه
يمانيون/ خاص
قال السيد القائد أن العدو الصهيوني فشل فشلاً ذريعاً وبشكل واضح في تحقيق أهدافه المشؤومة والسيئة في فلسطين المحتلة وقطاع غزة على الرغم من الخذلان العربي وكل ما ارتكبه من قتل وتدمير وتجويع لكنه فشل في تهجير الأهالي من القطاع بل زاد تشبث الأهالي ببقائهم على ارضهم.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له اليوم، أن العدو فشل في القضاء على المجاهدين في قطاع غزة واستعادة أسراه، وأن المجاهدين ولا يزالون يقاتلون ببسالة وفاعلية وتأثير وتنكيل بالعدو في محاور غزة بكل صبر وصمود وبشكل غير مسبوق.
وأضاف السيد القائد أن العدو يتكبد خسائر كبيرة في صفوفه باعتراف من يسمى بوزير الدفاع الإسرائيلي بقوله: الأثمان التي نتكبدها باهظة.
وجدد السيد عبدالملك التأكيد على أن هناك مسؤولية كبيرة على الأمة الإسلامية والعالم العربي تجاه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأن عليهم مسئولية والتزام إيماني وإنساني وأخلاقي بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والوقوف معه.
وقال السيد القائد: لو يقدم العرب والمسلمون الدعم لأهالي غزة والمجاهدين لكانت الفاعلية مضاعفة ولتمكن الشعب الفلسطيني بمعونة الله من حسم المعركة مع العدو.. وأضاف متسائلاً: لماذا أمتنا الإسلامية مكبّلة ومستوى دعمها للشعب الفلسطيني لا يكاد يذكر في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو؟
ولفت قائد الثورة إلى أن المسار العربي تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي مسار تراجع، وأنه صل إلى درجة التطبيع مع العدو، على الرغم من أن القضية الفلسطينية تعني العرب إنسانيا ودينيا وأخلاقيا ولها ارتباط تام بأمنهم ومصالحهم الحقيقية، وأن العرب لا يمكن أن يتنصلوا عن مسؤوليتهم فلذلك تبعات خطيرة عليهم في الدنيا وفي الآخرة.
وقال السيد القائد أن من أهم وأول ما ينبغي أن نستفيده من الأحداث وهي بهذا الحجم هو الفهم الصحيح للعدو وطبيعة الصراع معه، لافتاً إلى أن ما يغلب على كثير من أبناء أمتنا هي النظرة السطحية الساذجة إلى العدو والتفاعل اللحظي.
وشدد السيد عبدالملك على أنه يجب أن تأخذ الكثير من الدروس والعبر نصيبها من الاهتمام والعمل والاستعداد والإجراءات والتوجهات والمواقف والسياسات، وأن المسألة ليست مسألة أحداث طارئة تحصل ثم تنتهي بمجرد صفقة أو مساومة أو تهدئة مؤقتة وانتهى الأمر.
وأوضح السيد القائد أن هناك صراع له خلفياته وجذوره يجب أن نحمل الوعي الصحيح تجاه العدو وتجاه طبيعة هذا الصراع معه، وأنه لا نجاة للمسلمين إلا بأن يقفوا في هذا الصراع موقف القرآن الكريم وموقف الإسلام وأن يتعاملوا بمسئولية تجاه هذه القضية.
وجدد السيد عبدالملك التذكير بأن اليهود حددوا أطماعهم لأنهم يريدون أن يقيموا لهم كيانا مسيطرا عليه بشكل مباشر من النيل إلى الفرات، وأنهم – أي اليهود – يريدون أن ينطلقوا اليوم مما سيطروا عليه إلى السيطرة على بقية المنطقة والسيطرة على شعوبها وثرواتها.
ولفت السيد القائد إلى أن اليهود حولوا الأطماع إلى معتقد ديني وإلى رؤية سياسية وتحركوا وفق برنامج عمل على مدى زمن طويل لتحقيق هذا الهدف، ولكن العرب يتعاملون مع كل مرحلة تصعيد لوحدها وكأنها حالة طارئة ظهرت لا جذور لها وينتهي اهتمامهم بانتهائها
وأكد السيد عبدالملك على أن هدم الأقصى واستبداله بهيكلهم المزعوم لا يزال هدفا رئيسيا بالنسبة لليهود واحتلال كثير من المناطق العربية، وأن مجازر الإبادة الجماعية والجرائم البشعة في فلسطين تكشف حقيقة حقدهم على المسلمين وفي المقدمة العرب.
وأشار السيد القائد إلى أن خلفية الاجرام الصهيوني هو الحقد المنطلق من المعتقدات الباطلة السيئة والرؤية الظلامية.
وقال السيد – موجهاً الحديث للعرب والمسلمين – أنه يجب أن ننظر إلى اليهود نظرة واعية وأن نفهمهم كما هم لا كما يحاول المغفلون أن يقدموا نظرة وهمية وخيالية عنهم.
وخاطب السيد القائد من يحاولون أن يهيئوا الساحة لليهود الصهاينة في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي بأن عليهم أن يسمعوا رؤية الإبادة والاستباحة اليهودية لأن الرؤية اليهودية رؤية متوحشة رؤية تحتقر بقية البشر ولا تعترف ببشرية بقية البشر ولا بإنسانية بقية الناس.
ولفت إلى أن هناك تصريحات لمسؤولين صهاينة تصف الشعب الفلسطيني العزيز المظلوم بالحيوانات، وأن اليهود الصهاينة يتحركون بدون أي ذرة من المشاعر الإنسانية ونظرتهم للآخرين نظرة استباحة، فهم لا يقدرون الذي وقف إلى جانبهم بل يقومون باستغلاله، وأن القتل الشامل والإجرام الوحشي يعبّر عن نزعة اليهود العدوانية الشديدة جدا وهناك تعبئة عدائية مستمرة في أوساطهم
وقال السيد عبدالملك أن الحركة الصهيونية اخترقت الساحة الأوربية منذ قرون وحولت الأطماع والأحقاد في الوسط المسيحي إلى معتقد ديني ورؤية سياسية، فالحركة الصهيونية اخترقت أمريكا ورسّخت معتقدات معينة في مقدمتها تعظيم اليهود وتقديسهم كمعتقد ديني.
مؤكداً على أن من أول المعتقدات التي ركزت عليها الحركة الصهيونية في أوروبا هو اعتبار الدعم لليهود للسيطرة على فلسطين واجبا دينيا.
وأشار السيد القائد إلى أن مسألة هدم المسجد الأقصى والاستبدال له بالهيكل المزعوم قد تحولت إلى مطلب ديني وربطوا به تلك المتغيرات التي يحاولون أن يهيئوا لها.
وشدد السيد عبدالملك على أهمية التحرك ضد اليهود والصهاينة، فحينما يحمل الصهاينة اليهود هذه الرؤية تجاهنا كمسلمين ينبغي أن نكون أول من يتحرك.