خبراء عسكريون: العمليات الاحترافية لليمن تجعل الأمريكيين في مأزق
يمانيون – متابعات
تتصاعد العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة في البحرين الأحمر والعربي، وداخل العمق الصهيوني وتحديداً في مدينة “أم الرشراش” المحتلة.
وتؤكد القوات المسلحة مع كل بيان تصدره أن عملياتها تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورداً على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وخلال الأيام الماضية نفذت القوات المسلحة عدة عمليات هامة، من بينها عمليات اليوم الثلاثاء المتمثلة في تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية واسعة، منها استهداف سفن حربية أمريكية في البحرين الأحمر والعربي بعدد من الطائرات المسيرة، ومواقع حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة، إضافة إلى استهداف سفينة إسرائيلية “MSC SILVER” في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.
وتأتي هذه العمليات بعد يوم من استهداف سفينتين أمريكيتين في خليج عدن، وإغراق سفينة بريطانية في البحر الأحمر، واسقاط طائرة أمريكية مسيرة من نوع إم كيو 9.
ويقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العميد الركن عابد الثور إن هذه العمليات تؤكد على تنامي قدرات القوات المسلحة اليمنية، وأن أمريكا وبريطانيا غير قادرتين على تحقيق أي انتصار عسكري في البحر الأحمر والعربي ضد اليمن”.
ويضيف في تصريح خاص “للمسيرة” أن استهداف السفينة البريطانية “بنمار” واحراقها واغراقها تماماً هو تأكيد على أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على التصعيد ومستمرة فيه بقدرات متطورة جداً، وأن استمرار تصعيد الأعداء في قطاع غزة، يقود القوات المسلحة اليمنية إلى التصعيد أكثر وأكثر، والدخول في رسم معادلة عسكرية جديده مفادها الغرق والحرق التام لكل قواتهم في المنطقة”.
وعن إثر الضربات والغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن يؤكد العميد الثور أن العدوان على محافظة الحديدة غير مؤثر، ويكشف عجز العدو، وأن الضربات الاستباقية القوية والمدمرة عليه وعلى أهدافه في البحر هي الطريق الأنسب للتعامل معه، كما هي العمليات الأخيرة التي جرت خلال 24 الساعة الماضية “.
ويشير الثور إلى أنه لم تتجرأ أي دولة في العالم بإعلان العداء المباشر لأمريكا غير الدولة اليمنية وشعبها الذي هو في مواجهة حقيقية ومباشرة معها، ولم يسبق لأي دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية خوض المواجهة المباشرة البحرية مع أمريكا، لافتاً إلى أن اليمن هي الدولة الوحيدة التي تحمل قضية فلسطين ، كقضية مصيرية للشعب والقيادة على حد سواء، وأن مصير اليمن مرتبط ارتباطاً تاماً وكاملاً بمصير الشعب الفلسطيني، وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في توجيه أقسى الضربات القوية والقاسية، و هي اللغة المفهومة لدى الأمريكي والخيار المجدي نفعاً في التعامل مع عنجهيته وجرائمه المستمرة في غزة”.
وعن إعلان الإتحاد الأوربي عن إدخال 3 فرقاطات فرنسية، وألمانية، وإيطالية إلى البحر الأحمر للمشاركة في العدوان على اليمن، يبين الثور أن ذلك دليل على أن العدو لا يريد التهدئة، وتضييق المعركة بل يسعى لتوسيعها في البحر الأحمر، لكن القوات المسلحة اليمنية هي من تحدد مسرح العمليات فيه، وتستطيع منع السفن الإسرائيلية والذاهبة إلى فلسطين المحتلة، وضرب السفن الأمريكية والبريطانية بسبب تماديها في العدوان على غزة ومساندة كيان الاحتلال”.
ويؤكد الثور على أن العمليات العسكرية اليمنية في تصعيد مستمر ومتنامي، طالما العدو مصر ومستمر في عدوانه وحصاره على غزة، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أطفالها ونسائها”.
أبعاد ودلالات العمليات الأخيرة
بدورة يقول الخبير والمحلل العسكري العميد عبدالغني الزبيدي أن العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية الأخيرة في البحر الأحمر والعربي وباب المندب تكشف مستوى التطور للقدرات العسكرية اليمينة، والتي يصفها العدو الأمريكي بالعميلة “غير المسبوقة” في تاريخ العمل العسكري منذ الحرب العالمية الثانية”.
ويضيف الزبيدي “للمسيرة” : “نحن نتحدث اليوم عن قدرات يمنية متطورة وفاعلة، وقائد عسكري يمني يدير المعركة باحترافية عالية ، خاصة والضربات للعدو في المناطق التي ليست تحت سيطرتنا المباشرة جغرافياً، وإن كانت تحت سيطرتنا من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، ونستطيع إدارة المعركة والتحكم بها في البحر العربي والمحيط الهندي، بقدرات وصواريخ بالستية تستهدف أهدافاً عسكرية متحركة، وهذه غير مسبوقة”.
ويرى الزبيدي أن العميلة الأخيرة تتحدث عن طائرة مسيرة تحت الماء، والأمريكيون يقولون إنهم أصيبوا بالذهول والدهشة أمام هذا التطور، متمنياً أن يدرك الأمريكيون هذا التطور، ويتعاملون معه بشكل من الإيجابية، لأن اليمن يتحرك في إطار قضية إنسانية، وكان يفترض على الأمريكي وقف عدوانه على اليمن ووقف الهمجية والبربرية على الأخوة في غزة.
وعن نجاح العمليات اليمنية رغم استنفار العدو الأمريكي وحشد طاقاته وأدواته يقول الخبير الزبيدي : “أنت عندما تتحرك لا بد أن يكون لديك معلومات استخباراتية ، والأمريكي يفتقر لهذا تماماً ، وعلى الأقل هو كان يعتمد على المعلومات الاستخباراتية وكان مخترقاً للجيش والأمن اليمني سابقاً، وكان يستمد معلوماته من خلال القيادات الموجودة، وعمليات الرصد اليوم، وهو يعلن على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه بحاجة لمن يدله أين تتواجد هذه المخازن، وأين منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وربما هي مسخرة ، في حق الهيبة الأمريكية التي ظلت تفاخر بأنها تستطيع أن تحدد دبيب النمل على الأرض”.
ويؤكد العميد الزبيدي أن هناك تطورات وقدرات في العمليات اليمنية، وهناك معركة تدار بكل كفاءة واحترافية غير مسبوقة، في ظل فارق الإمكانيات، وشحتها، وفي ظل الحصار المفروض على اليمن، وفي ظل المناطق الجغرافية التي تدار فيها المعركة.
ويشير الزبيدي إلى أن الأمريكي أمام العمليات اليمنية لا يمتلك استراتيجية ولا هدف، وبالتالي العمليات اليمنية جعلته في مأزق حقيقي.
– المسيرة نت – منصور البكالي