تأكيدات على تطور قدرات القوات المسلحة اليمنية.. فشل العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن
يمانيون – متابعات
ماذا بعد الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن التي بدأت في يناير الماضي، وهل فشلت واشنطن في تحقيق هدفها والمتمثل في إجبار صنعاء على التخلي عن مساندة المقاومة والشعب الفلسطيني، ووقف عملياتها في البحر الأحمر في منع السفن الإسرائيلية أو الشركات المرتبطة بها من الوصول إلى الموانئ المحتلة؟ تساؤلات أجاب عنها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة ذكرى سنوية استشهاد الرئيس صالح الصماد، إضافة إلى تقارير إخبارية ووسائل إعلام أجنبية.
حيث أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي أن العدو الأمريكي والبريطاني قد فشل في حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي على الرغم من كل الجهود التي يبذلونها وكذا عدوانهم على بلدنا.. مشيرا إلى أن منع عبور حركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي هو انتصار على ثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
وذكر قائد الثورة أنه لم يحصل في الأسابيع الأخيرة أي مرور أو عبور لسفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي.. وقال “نتائج عملياتنا العسكرية لها تأثير ليس فقط على وضع العدو جراء توقف ميناء أم الرشراش بل على مستوى وضعه الاقتصادي بشكل عام”.
وأضاف أن الأمريكي والبريطاني أصبحوا منذ بدء عدوانهم على اليمن يعيشون مشكلة العدو الإسرائيلي في أن سفنهم مستهدفة.
ماذا بعد الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن؟
وفي التاسع من شهر يناير الماضي أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان لها أنها ستمنع مرور أي سفينة من أي جنسية متجهة إلى الكيان الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي بما في ذلك السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية أو المرتبطة بها ما لم يدخل إلى قطاع غزة ما يحتاج إليه من الغذاء والدواء، خاصة بعد أن استهدف العدوان الأمريكي والبريطاني بسلسلة من الهجمات مناطق متفرقة في المحافظات اليمنية وأعلن حينها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي توسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
مازالت أمريكا تكابر في إعلان فشلها في ثني اليمن عن منع السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والمتوجهة إلى موانئ الكيان عبر البحر الأحمر رغم انتهاجها عدة محاولات منها الترغيب والترهيب.
أسلحة استراتيجية ونوعية وفشل أمريكي
تقارير صحفية ووسائل إعلامية أشارت إلى أن الدعم الأمريكي لـ”الكيان الصهيوني” في البحرين الأحمر والعربي قد فشل نتيجة إصرار اليمن في منع تلك السفن من المرور رغم الغارات الأمريكية والبريطانية المكثفة، لسبب مهم للغاية كشفته وسائل إعلام غربية وهو الأسلحة النوعية والفريدة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية في معركتها مع واشنطن ولندن في المياه الاقليمية للجمهورية اليمنية.
من جانبه أشار قائد الأسطول الخامس الأمريكي تشارلز برادفورد كوبر إلى قدرات الصواريخ اليمنية والمسيرات في ضرب أهدافها في البحر الأحمر خلال 75 ثانية بمجرد إطلاقها في حين لا تملك القوات الأمريكية سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتخاذ قرار بإسقاط صاروخ أو مسيّرة يطلقها “أنصار الله”.
وأكد كوبر في مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية – أنه لم يسبق لأحد استهداف سفن تجارية أو سفن البحرية الأمريكية بصواريخ باليستية.
مجلة “نيوزويك” الأمريكية أكدت امتلاك القوات المسلحة اليمنية أسلحة نوعية جعلتها تفرض بقوة وجودها في البحر الأحمر.
وقالت المجلة الأمريكية “أن القوات البحرية اليمنية تمتلك قدرات نوعية في البحر الأحمر وباب المندب وإن الصواريخ المضادة للسفن التي يمتلكها أنصار الله ليست قابلة للمقارنة فحسب بل إنها تتفوق على قدرات معظم الدول”.
واعتبرت أن أي محاولة لحماية كل السفن التجارية التي تتحرك عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي داخل وخارج البحر الأحمر بمثابة كابوس، ومن الصعب للغاية أو المستحيل على البحرية الأمريكية الدفاع عن تلك السفن.
مجاعة ذخيرة
بدورها سخرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية من العمليات الأمريكية في البحر الأحمر ضد القوات اليمنية.
وذكرت الصحيفة الروسية أن الولايات المتحدة تشعر “بمجاعة ذخيرة” في البحر الأحمر فقد تبين أن استهلاك الذخيرة أعلى من المخطط له، بل كان على المدمرات الأمريكية استخدام صواريخ باهظة الثمن لصد المسيرات والصواريخ اليمنية الرخيصة نسبيًا وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري ألكسندر زيموفسكي قوله “لقد أطلق سرب السفن الأمريكية معظم ذخائره أثناء صد الهجمات من اليمن عبر مجموعة حاملات الطائرات مستخدما صواريخ SM-6 متعددة الأغراض والمعبأة في حاويات لإطلاق النار من قاذفة Mark 41؛ وتحمل المدمرة من طراز Airlie Burke ما يصل إلى 90 صاروخًا من هذا النوع.
وأضاف زيموفسكي “والتزامًا بمبدأ “كيلا يحدث” يطلق الأمريكيون صواريخ SM-6 على أي هدف يكتشفه نظام إيجيس القتالي”.. واصفا هذا النظام كـ”إطلاق النار على عصفور من مدفع” وقال “هذا إفراط مباشر في استخدام الصواريخ ضد أهداف غير مهمة أو كاذبة.”
نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية سابرينا سينج أكدت نفاد الخيار العسكري الأمريكي في مواجهة اليمن بسبب امتلاك صنعاء قدرات عسكرية كبيرة، وترسانة أسلحة.
واعتبرت سينج ي لقاء مع قناة “الحرة” الأمريكية أن استمرار القصف على اليمن ليس حَلًّا مستدامًا على المدى الطويل بسبب التكاليف الباهظة لتشغيل البوارج والطائرات والأفراد إضافة إلى الذخيرة.. كاشفة عن تحمل التحالف الأمريكي البريطاني أعباء كبيرة حاليًّا.
فيما حذرت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي السابقة ماري بيث لونغ من تجاهل القدرات البحرية اليمنية.. مشيرة الى ارتفاع تكاليف صد الهجمات اليمنية من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.
وقالت لونغ في تصريح لمجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية “برغم نشر بعض الأسلحة البحرية الأكثر تقدما في العالم يبدو أن هناك القليل جدا الذي يمكن للغرب وغيره القيام به حيال حملة أنصار الله”.
وأضافت: إن التكلفة غير المتناسبة الملقاة على أعضاء التحالف البحري من تشغيل سفن وطائرات وأصول أخرى متقدمة ناهيك عن تكلفة الذخيرة المستهلكة والأفراد ببساطة لا يمكن مقارنتها بالتكلفة المتواضعة التي يتحملها أنصار الله في شن هجماتهم.
في حين أكدت مجلة «جاكوبين» الأمريكية في تقرير لها نشرته في وقت سابق أن الحرب التي تشنها أمريكا وبريطانيا على اليمن فشلت ومن الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي نشر بعنوان (الحرب الأمريكية غير المعلنة على اليمن ستنتهي بالفشل) “: من غير المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من خفض القدرات العسكرية لأنصار الله ويكتسبون الشرعية في جميع أنحاء اليمن حتى في المناطق التي لا يحكمونها”.
وأضافت المجلة الأمريكية “واصلت الحكومة الأمريكية ضرباتها الجوية ضد أنصار الله في اليمن بينما زعمت أنها ليست في حالة حرب، لكن من غير المرجح أن يتم ردع أنصار الله، فحتى اليمنيون الذين حملوا السلاح ضدهم في السابق أصبحوا يدعمون الآن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أكدت استعدادها لكافة الخيارات والاحتمالات للرد على أي اعتداء أمريكي صهيوني على اليمن، وأن الرد سيكون قوياً ومؤلماً.
وفي السياق كشفت وزارة الإعلام بصنعاء خلال مؤتمراً صحفياً لناطق الحكومة – وزير الإعلام ضيف الله الشامي استعراض آخر الأحداث والمستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والموقف اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني أن “إجمالي عدد الغارات الأمريكية والبريطانية الجوية والاستطلاعية ومن البوارج الحربية منذ بداية العدوان على اليمن في يناير، بلغت 403 غارات منها 203 غارات جوية، و86 غارة خلال الأسبوع الأخير.
وقال الوزير الشامي إن أمريكا وبريطانيا تستخدمان وسائل الترهيب ضد القوى الوطنية، بهدف ثني اليمن عن موقفه الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أن إجمالي عمليات القوات المسلحة اليمنية التي نفذتها خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي وحتى 6 فبراير الجاري ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية بلغت 34 عملية منها 14 عملية استهدفت السفن الأمريكية، وثلاث عمليات استهدفت السفن البريطانية، و17 عملية استهدفت السفن التابعة للكيان الصهيوني.
تعتبر أمريكا وبريطانيا الخاسر الاوفر حظا إلى حد الآن لأنها لم تتورط كما تورطت حليفتها “إسرائيل” في غزة عندما اجتاحت القطاع برا، ولكن إذا ما فكرت أمريكا وبريطانيا وحلفائها مجرد التفكير على الطريقة الإسرائيلية بالانتقام وقررت الاجتياح البري سيكون الفشل حليفهم حتماً وسيتورّطون أكثر وأكثر في حرب ستكون حرب فيتنام وحرب أفغانستان نسخة مخفّفة منها مما سيحدث لها في اليمن.
والحديث عن المقاومة اليمنية يطول شرحه ويحتاج لإفراد تقرير خاص ومتفرد لأن التاريخ قد سطر كتب حول الذين وقعوا في مستنقع غزو اليمن ولم يخرجوا منه الا بجنازة أو دفنوا تحت ترابه أو فقدوا فالتوغل في اليمن ليس كمن هو خارجه.
من جانبها أكدت نائبة متحدثةُ وزارة الحرب الأمريكية سابرينا سينج في لقاء مع قناة “الحرة” نفاد الخيار العسكري الأمريكي في مواجهة اليمن لإمتلاك اليمن قدرات عسكرية كبيرة، وترسانة أسلحة، واعتبرت متحدثةُ وزارة الحرب الأمريكية استمرار القصف على اليمن ليس حَـلًّا مستدامًا على المدى الطويل بسبب التكاليف الباهظة لتشغيل البوارج والطائرات والافراد إضافة إلى الذخيرة، مؤكـدة تحمل التحالف الأمريكي أعباء كبيرة حـاليًّا.
– السياسية / صباح العواضي