أمريكا والإرهاب … وجهان لعملة واحدة
يمانيون – متابعات
لم تعد مقبولة لدى المجتمع الدولي التصنيفات الأمريكية التي توزعها عشوائياً في العالم لحماية مصالحها واستثماراتها.
أدرك كل المتابعين للسياسة الأمريكية كذب تلك السياسة وازدواجية معايير التصنيفات التي توزعها أمريكا بين الحين والآخر، سياسة أمريكية غير واقعية في عالم اليوم المتشابك المصالح.
أصبح المسؤولون المتعاقبون على البيت الأبيض يعملون بعقلية الحرب الباردة والتي تنتمي لزمان ولى وإلى غير رجعة، وتكابر على هذه السياسة الخرقاء برغم فشلها وانتقاد حتى أقرب حلفاء أمريكا لها.
لا يمكن أن يؤثر هذا التصنيف الأهوج على اليمن وأنصار الله لأن العالم كله قد ألف مثل هكذا تصنيفات وداس عليها وجهز نفسه للتعامل معها وتجاوز أضرارها، أمريكا التي تصنف نفسها دولة عظمى تلجأ لمثل هذه الأمور المهينة بحق السياسة الخارجية الأمريكية والتي تنم عن عجز هذه الدولة عن التعامل مع القضايا الخلافية مع المجتمع الدولي بعقلية منفتحة.
وفي حقيقة الأمر فإن تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية لن يؤثر البتة على مجمل سياسة أنصار الله والمجتمع اليمني، فهذا التصنيف لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به كونه تصنيف يخدم كيان عدوان إسرائيلي يرتكب المجازر المروعة بحق الشعب الفلسطيني بشهادة المجتمع الدولي.
هذا التصنيف بحسب تصريحات رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام يعكس جانباً من نفاق أمريكا المكشوف والمفضوح والذي تريد من خلاله الإضرار باليمن؛ دعماً للكيان الصهيوني وتشجيعاً له على مواصلة عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن في وضع اليمن فإنه لا تراجع عن الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وذلك موقف مبدئي وإيماني وإنساني.
بالنظر إلى حقيقة الإرهاب فإن الولايات المتحدة هي التي تشجع وتدعم وتساند الإرهاب العالمي بدعمها الكيان الصهيوني ووصول بوارجها الحربية إلى البحرين الأحمر والعربي والاعتداء على الأراضي اليمنية، لكن اليمن ليس كالأنظمة التي رضخت للهيمنة الأمريكية بل سيستمر في إسناد غزة بكل الوسائل المتاحة وسيواصل منع السفن الإسرائيلية والأخرى المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من عبور البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة.
إن واقع العدل والإنصاف يتطلب من المجتمع الدولي أن يطلق صفة الإرهاب على الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا حقها الطبيعي جراء سلسلة الجرائم التي ارتكبتها في قارات العالم وتنفيذها عمليات إبادة جماعية للعديد من شعوب الأرض في أعمال عدوانية تدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية.